أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - التطرف الإسلامي بين الدور الإيراني والدور السعودي!؟















المزيد.....

التطرف الإسلامي بين الدور الإيراني والدور السعودي!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5776 - 2018 / 2 / 3 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في حوار حول مشكلة اليمن وظاهرة التطرف الديني في مجتمعنا وظاهرة الارهاب وهذا الاستقطاب الحاد بين السنة والشيعة العرب وهو أمر لم يكن معهوداً في حقبة الربيع العربي الأول وحلم النهضة العربية الذي أعقب مرحلة الإستقلال وانتهاء الاحتلال الاجنبي، ذلك الربيع الذي استحال كربيعنا هذا إلى خريف مريع!، قال لي أحد الأصدقاء : "لن تتوقف تدخلات ايران مادامت السعودية حاشرة انفها في اليمن"!.
فكان ردي كما يلي: الحقيقة يا أخي الكريم أن ايران - فور وقوع ثورة الخميني عام 1979 - هي من بدأ كل هذا الصراع السني الشيعي الذي نتخبط في مستنقعه اليوم وما ترتب عنه من بروز حزب الله في لبنان وحركة الحوثيين في اليمن وظهور جماعات سنية متطرفة وارهابية تنسب نفسها للحركة السلفية الوهابية كالقاعدة والدواعش وانصار الشريعة!، فإيران الخمينية هي جزء من مشكلة التطرف الإسلامي في منطقتنا وفي تسعير نار الصراع السني الشيعي، فمنذ الثورة الشيعية الخمينية 1979 وايران باسم تصدير الثورة الاسلامية اخذت تهاجم السعودية على وجه التحديد وتعتبرها (العدو الأول) لها ولمشروع تصديرها ثورتها الإسلامية الشيعية!!، وقد تابعتُ هذا بنفسي في ذلك الوقت عام 1983 في مكة والمدينة حينما كنتُ مرافقًا لوالدتي - رحمها الله - لأداء فريضة الحج مع أنني أيامها كنت شابًا غرًا مبهورًا بثورة الخميني (الاسلامية)!!، فماذا كنتَ تريد من السعودية أن تفعل في ذلك الوقت حيال هذا (الغول الخميني الشيعي الثورجي!) المتضخم والمتمدد والمتنمر الذي بات يهدد أمن نظامها ودولتها ويقرع أجراس الخطر[1]!؟؟ لم يكن لديها من سلاح سوى (الغول الوهابي السلفي) الذي أخذت تغذوه وتسمنه ليقف في وجه الغول الثوري/الخميني/الشيعي!، الا أن الغول السني الوهابي - بعد ذلك - وكما هو معلوم - خرج عن نطاق السيطرة من خلال ظهور تنظيمات إرهابية تنتسب للسلفية مثل القاعدة والجماعات السلفية الجهادية المقاتلة في أفغانستان والجزائر وليبيا ومصر والعراق ثم داعش وانصار الشريعة!، وانقلبت هذه التنظيمات على السعودية ذاتها واتخذتها عدوًا لها!، وأدركت المملكة منذ عهد الملك (عبد الله) خطورة هذا النوع من الجماعات الارهابية المنتسب للسلفية فسعت إلى ايجاد سلفية تابعة للدولة ومضادة للسلفيات المتوحشة على طريقة (ولكلِّ شيءٍ آفةٌ من جنسه!!) فاطلقت لها ما بات يعرف لدى الإسلاميين بإسم (سلفية المداخلة) وأصبح هذا التوجه السلفي الممنهج والممبرمج على يد الدولة هو التوجه الرسمي المعتمد والذي يركز على محاربة التنظيمات الإسلامية من جهة ومن جهة التأكيد على موالاة ولي أمر المسلمين ووجوب طاعته وإن جلد ظهرك وأخذ مالك وكان من الظالمين الفاسقين تحت شعار (حاكم غشوم خير من فتنة تدوم!) فضلًا عن محاربة الفكر الديموقراطي والليبرالي والجمهوري واعتباره من صنيعة الكفار وزبالة عقول البشر!!، وهكذا أنطلقت هذا الإتجاه السلفي المبرمج والموجه لينهش لحم الجماعات الاسلامية الإخوانية والجهادية وينهش لحوم كل العلماء والمفكرين التابعين لما بات يعرف بجماعات (الاسلام السياسي) فضلاً عن الوقوف في وجه أي صوت ليبرالي أو ديموقراطي !، ونجحت (السلفية) المدعومة من الحكم السعودي لحد ما في كبح ومحاصرة جماعات الإسلام السياسي على الأقل في مجال الخطاب الديني، إلا أنه وكالعادة فإن المملكة باتت تنظر إلى تغوّل هذه السلفية على المجتمع السعودي الراغب في الانفتاح على العالم بشيء من القلق فضلًا عن أن تجربتها تؤكد لها أن خروج مجموعات متشددة ومتمردة من جلباب هذه السلفية ليس بالأمر المستحيل فهو أمر تكرر عبر التاريخ!، ولهذا نلاحظ اليوم أن المملكة السعودية - في عهد الملك سلمان وولي عهده - تعمل على تهذيب الاتجاه السلفي المدخلي والرسمي والحد من تغوله ليكون في حدود المطلوب ولا يتجاوز الخطوط الحمراء أي ليصبح كالنمر المروض إذا صاح في وجهه ولي الأمر : " انخمد يا ولد!"، ينخمد على الفور دون نقاش![2] كما أن المملكة ولتحقيق شيء من التوازن فتحت مجالات لأصوات الليبراليين السعوديين للتعبير عن أفكارهم من خلال الفن والأدب في ظل الخطوط الحمراء العريضة المعلومة والمفهومة!..........

الشاهد أن الشيعة الايرانيين (الخُمينيين) - ولا أعمم - بدعوى تصدير الثورة هم من أوقعونا في كل هذا الاستقطاب الحاد بين السنة والشيعة في العالم العربي وكل هذا التضخم الارهابي كرد فعل سني وسعودي للوقوف في وجه الخمينيين والمد الشيعي الذي ظل يتغذى على النفط الايراني محاولًا احكام قبضته ومخالبه على الدول العربية التي تعاني الفقر كاليمن وسوريا والسودان ومصر!!، ويبقى الشيء العجيب هنا والمثير للاستغراب والذي يجب الوقوف عنده مليًا هو أنه ما إن قامت ثورة الخميني وأتمتْ سيطرتها على الدولة الإيرانية في فبراير 1979 وأخذتْ يومها تبشر باقتراب ظهور المهدي المنتظر حتى وجدنا في نوفمبر من نفس العام وقوع حادثة إحتلال الحرم المكي (الكعبة المشرفة) على يد (جماعة الجهيمان) السلفية الوهابية (الإرهابية) تحت دعوى ظهور المهدي المنتظر!!؟؟، هل يمكن الربط بين الأمرين ولو معنويًا أم يمكن الذهاب إلى ما هو أبعد من الربط المعنوي!؟؟، وهل لو لم تقع ثورة الخميني كانت حادثة احتلال الحرم ستقع!؟؟، تلك الحادثة الدموية الرهيبة التي وقعت على يد قوم متدينين من معشر السنة يجمعهم والخمينيين من معشر الشيعة - فضلاً عن تقديس المرويات الموروثة عن السلف!! - هوسٌ غريب وعجيب باقتراب القدوم الميمون للمهدي المنتظر المزعوم الذي سيملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا وربما سيملأها عسلًا أيضًا، من يدري!؟؟.
*************
سليم الرقعي
2018
الهوامش:
[1] كان الخمينيون الشيعة الذين ترسلهم إيران في موسم الحج يقومون بمظاهرات داخل مكة والمدينة ذات طابع سياسي معارض لآل سعود حيث ينطلق شيخ شيعي معمم في خطاب وسط الجموع يهاجم حكام العرب وآل سعود على وجه خاص!!، شهدتُ وشاهدتُ بنفسي عام 1983 مثل هذه التظاهرات السياسية الصاخبة في موسم الحج التي كان الخمينيون الشيعة يصرون على القيام بها، والحق أن السلطات السعودية كانت حليمة جدًا في مبدأ الأمر وحاولتْ جهدها ثني هؤلاء الشيوخ الغوغاء عن هذا الأمر ثم في نهاية الأمر اضطرت السلطة لتفريق هذه التظاهرات بخراطيم الماء الساخن وأحيانًا بالهراوات!!، كيف يمكن القبول بتحويل مثل هذه الشعائر الدينية إلى مظاهرات سياسية مذهبية غوغائية؟؟، للأسف الشديد هذه إحدى التصرفات الثورجية الرعناء التي ارتكبها الخمينيون الشيعة، فجرونا لهذا المستنقع الحالي من الاستقطاب الحاد بين الشيعة والسنة العرب!!.

[2] رغم التحالف الذي جرى بين حركة (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) السلفية وشيخ قبيلة آل سعود النجدية (الأمير محمد بن سعود) منذ القرن الثامن عشر الميلادي والاتفاق على تقاسم السلطة بينهما بحيث تكون السلطة السياسية لآل سعود (السيف) فيما تكون السلطة الدينية (تفسير النص) لحركة الإخوان السلفية أي أتباع الشيخ إبن عبد الوهاب وتلاميذه!!.. رغم هذا إلا أن بعض الجماعات المتشددة من الإخوان الوهابيين السلفيين كانت أحيانًا وفي ذروة تشددها تصطدم بنظام وسلطان آل سعود كما حصل في (حركة إخوان من أطاع الله!) بزعامة الشيخ (فيصل بن سلطان الدويش) عام 1926 ضد (الملك عبد العزيز آل سعود) الذي اتهمه الإخوان يومذاك بأنه يُعطَّل حركة جهاد المشركين في العراق (!!!) وبالتالي تعطيل نشر دعوة التوحيد الوهابية بالسيف!، فهزمهم الملك عبد العزيز شر هزيمة في المعركة التي نشبت بين الطرفين وقضى عليهم!، ثم جاء الصدام الثاني بين مجموعة من الإخوان الوهابيين وآل سعود في (حركة الجهيمان العتيبي) الشهيرة عام 1979 التي حاول أنصارها السيطرة على الحرم المكي وأخذ البيعة للمهدي المنتظر المزعوم ويدعى (محمد بن عبد الله القحطاني) وهو شخص متدين سلفي وهابي التوجه وكان من تلاميذ الشيخ (ابن الباز)... وذلك استنادًا إلى أحاديث ومرويات محكوم بصحتها المطلقة عند السلفيين من حيث السند وفهموها من حيث الدلالة بطريقتهم الحرفية والسطحية والطوباوية المعتادة في فهم النصوص الدينية وهي طريقة لا تختلف كثيرًا عن طريقة الدواعش وأنصار الشريعة في فهم النصوص والمرويات!!.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل الإنفصالي في اليمن وليبيا هل يحقق الإستقرار!؟
- حزب النور السلفي يؤيد انتخاب السيسي!؟
- الأمة الوطنية !؟.محاولة للفهم!
- الفرق بين الرجال والنساء في صيد العصافير!؟
- المعتزلة والخطأ المدمر!؟
- أول عملية لزراعة رأس لإنسان!؟
- بمناسبة السنة الامازيغية الجديدة!؟
- حول ما يجري في المملكة السعودية!؟
- الاقتصاد بين (العلم) و(الفلسفة) و(الفكر)!؟
- الرجال وجر النساء لملعبهم الملغوم !؟
- أيها الغاضبُ منِّي!. شعر
- الفكر التسويقي!، محاولة للفهم؟
- مقومات العدالة الاجتماعية والقضائية في المجتمع!؟
- العدالة والتفاوت في المواهب والمكاسب!؟
- بريطانيا وعار وعد بلفور المشؤوم!؟
- نكبة الأكراد في كردستان واللعبة الدولية!؟
- استقلال كاتالونيا ومأزق أسبانيا والاتحاد الاوروبي!؟
- من الذي قتل القذافي؟ الثوار أم الناتو ولماذا؟
- استفتاء ايطاليا بعد كردستان وأسبانيا،علامَ يشير!؟
- هل هناك مساواة بين الجنسين في تأثير الحب!؟


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - التطرف الإسلامي بين الدور الإيراني والدور السعودي!؟