أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - يوم غضب الصحفيين التونسيين














المزيد.....

يوم غضب الصحفيين التونسيين


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5776 - 2018 / 2 / 3 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا العجب؟ عادة ما يكون الصراع مع السلطة في عمقه هو بين حرية الكلمة و حرية الهراوة..
فجوهر أي سلطة هو القمع و جوهر الحرية هو المقاومة..
فالعجب هو في عدم المقاومة..
و بغض النظر عن جزئيات الحدث بين بعض الممارسات القمعية التي يجب كذلك تـنسيب الأمور في النظر اليها. اي ان الصحفي الفرنسي الذي تم التحقيق معه هو في نهاية الامر لا يملك تصريحا مسبقا و تواجده في تونس أصلا لم يكن بصفة مهمة صحفية. فمن يلوم التصرف الأمني معه لا يمكن له ان يلقي باللائمة كذلك على تواجد الصحافي الاسرائيلي في حادثة اغتيال الشهيد "محمد الزواري" دون تصرف الجهات الأمنية معه..
من هذه الناحية يمكن ان نقول ان تصرف الأمن كان نتيجة الاتعاظ من تلك الحادثة من جهة، و من جهة أخرى فإن اعتصام "الكامور" أثبت وجود تدخلات أجنبية واضحة لأجل بلبلة الأمن في تونس، و كذلك فإن تغطية قناة الجزيرة لحملة "وينو البترول" ساعتها لا يمكن النظر إليها إلا بكونها عمل تحريضي أجنبي..
و بالتالي فالحرية تـتطلب قبل كل شيء تملك أكبر قدر ممكن من التـفكير الموضوعي القائم على العقل و ليس على العاطفة و الانفعالية..
فبقدر ما يلاحظ الجميع بعض تمشيات السلطة نحو تحديد الحريات و ذلك سقوطا في شهوة السلطة و ذكوريتها المقيتة، اضافة الى حقارة اي سلطة في التسويغ لنفسها بحق التحكم في الانسان بل افـقاره من إنسانيته إن أمكن، باعتبار الانسان حرية و كرامة، و بالتالي فمن هذه الزاوية لا يمكن أن يوقف شهوة السلطة التي تعمي أصحابها إلا فعل الحرية المقاومة..
فعل الحرية المقاومة لا يكون فاعلا بحق إلا حين يكون عقلانيا و العقلانية بما هي تعلق بالموضوعية و العلمية في التـفكير و المعرفة.. هذا العقل لا يقف عند عتبة الاحتجاج بل يذهب الى رسم خارطة طريق لتـثبـيت و تطوير واقع الحرية..
ان الفعل العقلاني هو بالضرورة ينزع الى الشمولية لأن حقيقة الوجود انه كلي و شمولي، و بالتالي يكون من الضرورة إبتـناء خطوط واضحة لسياسة إعلامية راقية، فيجب ان يتم نـقد الفضاعات الاعلامية من قبل الاعلاميـين قبل غيرهم ليتسنى التجاوز الى حالة أرقى..
من جهة أخرى فإن التـفكير العلمي لا يعني التجزيـيئ للظواهر، فالاختصاص العلمي البحت في ذاته يتجه اليوم بنسق متسارع نحو الاشتغال الجماعي بين الاختصاصات المختلفة، و من جهة اخرى فان المقصود بالتـفكير العلمي هو من الناحية المبدئية التـفكير وفق منهج ملاحظة الواقع و الاستـنـتاج من خلاله و الخروج بحكم معين..
و التـفكير العقلاني هو بالضرورة يكون وفق نظرة فلسفية شاملة، و بالتالي فمن غير المعقول ان تجد إعلاما ذو صبغة تجارية و ليس ذو صبغة تـثـقيفية و تربوية بما يتطلبه ذلك من تركيز على الناشطين في الفكر أكثر من الناشطين في ملاحقة الأحداث أو صنعها إعلاميا..
و كذلك لا يسعنا ان نذهب، وفـق نفس المنهج العقلاني، فصل حرية الاعلام مثلا عن التوازنات السياسية الموجودة حاليا. فمن وجوبيات التخطيط الاعلامي لتـثبيت واقع حرية الكلمة هو عدم الانجرار وراء التسليم برفض الوجوه السياسية بمجملها ، و الأجدر ان يتم الاتـفاق على نوع من التوجيه لطرف سياسي من شأنه تحقيق توازن سياسي فعلي بحيث نكون امام وجهين متباينين بالفعل في السلطة و المؤسسات .

لا يمكننا كذلك فصل المسألة عن تاريخيتها و عدم خروج الجميع من السيكولوجية التي خلقها الاستبداد السياسي عبر قرون، و بالتالي فإنه من بين متطلبات القـفز الى واقع الحرية الحقيقي هو مواجهة الذات و الصراع معها و هو ما يحيل اليه ديالكتيكيا كل صراع مع الآخر...
فالأجدى اذن هو الوقوف بجدية صارمة أمام هذه المحطة الرئيسية.. فصحيح ان الانسان ليس بإنسان إلا بكونه حرا، و لكن كيف يكون الانسان حرا بحق؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ ينتقم
- التموقعات الجديدة الممكنة في تونس
- مهزلة السياسي في تونس
- نبذة عن آية الله الخميني في العراق
- الثورة على الثورة في ايران
- الحرية بما هي العود الى الجوهر القرآني
- قائمة -الحق الطبيعي-
- الثالث المرفوع الماركسي
- سوريا و الثورة
- النبي الجديد
- المثقف و السلطة و الثورة
- لروحه السلام أبيك و أبي..
- اليسار بين الصعلكة و التحررية
- -ترامب- أو المشهد الأخير
- السياسي الوضيع
- أفق البديل السياسي المطلوب في تونس
- قاون المصالحة يقلب المشهد السياسي التونسي
- مصالحة ألامصالحة
- النداء التقدمي
- تاريخية القرآن ( من خلال سيرة ابن هشام)


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - يوم غضب الصحفيين التونسيين