أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة عقلانية للأيات القرأنية















المزيد.....

قراءة عقلانية للأيات القرأنية


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5776 - 2018 / 2 / 3 - 04:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة عقلانية للأيات القرأنية
" عقول الموتى لا يمكن أن يخلقوا فكرا حرا ، أنما الأفكار تخلق من عقول تنيرها مشاعل الحرية " / كاتب المقال
المقدمة : قبل الخوض في النص ، لا بد لنا أن نعرج قليلا على مفهوم العقل ، فالعقل يفسر على أنه " عملية معالجة المعلومات ونشاطها في المخ ، والعقل هو ذلك الاسم الذي نطلقه على عملية التفاعل التي تحدث بين النفس والروح وهى عملية التفكير ، فالعقل بذلك لا يمثل أو يساويها ولكن يمثل العامل المنظم للشخصية ويمثل الكينونة في حد ذاتها ، ولكن العقل يبدو كظاهرة مزاجية متغيرة تعتمد أساساً على المثير الذي يصل إليها من البيئة الخارجية أو الداخلية . (*1) " ، أما العقل لغة فهو " الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق ، والمَعْقُول : ما تَعْقِله وتدركه بقلبك ، والعَقْلُ : التَّثَبُّت في الأُمور ، وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه ، فالعاقِلُ هو الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هواها ، وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً : فَهِمه ، والعقل : المنع ، لمنعه صاحبه من العدول عن سواء السبيل . (*2) " .
النص : الموضوع ليس موضوعا لغويا ، أنه موضوع يتعلق بالحكم على الأشياء من خلال " العقل " ، ولكي ندخل الى صلب الموضوع ، لا بد لنا أن نأخذ نموذجا لغرض القياس ، وأرتأيت أن أسرد موضوع ( زواج الرسول من زينب بنت جحش ) ، كنموذح للقياس ، الذي سرد من خلال عدة روايات ، كعادة الموروث الأسلامي ، أخترت أحدها : 1. رأى النبي زينب بنت جحش / وهي بنت عمته ، و قال : " سبحان الله مقلب القلوب " ، وأصل الواقعة ( يُروىَ أن النبي ، أتى زيدًا ذات يوم لحاجة فرأى زينب فوقعت في نفسه وأعجبه حسنها فقال : سبحان الله مقلب القلوب . فأخبرت زينب زيدًا بذلك ففطن له فكرهها وطلقها بعد مراجعة النبي ، وقوله : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ " / نقل من الموقع التالي islam.webservices.tv ) . 2 . ولكي تبرر الواقعة معتقديا ، أي زواج الرسول من زينب فيما بعد ، نزلت الأية التالية ، ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً / الأحزاب : 37 ) . 3 . ثم كان الحدث التالي ، وهو وقوع أمر تحريم التبني ، وفي ذات السورة ، وذلك حتى يتم الأمر بشكل ألهي ، فقد جاء في موقع أسلام ويب - مركز الفتوى التالي ( فإن تحريم التبني كان في السنة الخامسة ، وقيل في السنة الرابعة ، وهي السنة التي وقعت بها غزوة الأحزاب وزواج النبي بأم المؤمنين زينب بنت جحش ، فلما تزوجها تكلم المنافقون فقالوا : " تزوج محمد زوجة ابنه " . فأنزل الله الآيات المبطلة للتبني في قوله تعالى : مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / الأحزاب : 40) . 4 . وقد تفاخرت زينب بنت جحش بزواجها من الرسول ، وقد روى البخاري في صحيحه ( برقم 7420 ) : أن زيداً جاء يشكوا زوجته ، فجعل النبي يقول : اتق الله وأمسك عليك زوجك ، قالت عائشة : لو كان الرسول كاتماً شيئاً ، لكتم هذه ، فكانت تفخر / زينب ، على أزواج النبي ، تقول : زوجكن أهاليكن ، و زوجني الله من فوق سبع سماوات .. وهذا أنحراف فكري أخر ، فهل يعقل أن الله من مهامه : أن يطلق ويزوج البشر !! .
القراءة : أولا - وفق المعتقد الأسلامي أن القرأن ثابت ، موجود ومحفوظ منذ الأزل ، لم يمسسه أي تغيير ، وذلك وفق الأية التالية " ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيد ( 21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ) 22 / سورة البروج " . ثانيا - وتفسير الأية وفق الطبري (*3 ) كما يلي / نقل بتصرف : (( وقوله: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ، يقول تعالى ذكره : هو قرآن كريم مُثْبَت في لوح محفوظ . وقد حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفيان عن منصور ، عن مجاهد ( فِي لَوْحٍ ) قال : في أمّ الكتاب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) عند الله . وقال آخرون : إنما قيل محفوظ لأنه في جبهة إسرافيل ، ذكر من قال ذلك : حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : سمعت قرة بن سليمان ، قال : ثنا حرب بن سريج ، قال : ثنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك ، في قوله : بلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ، قال : إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله ، بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ، في جَبْهَة إسرافيل . )) . ثالثا - ليس من المنطق والعقلانية ، أن يكون القرأن ، محفوظ لدى الله " في لوح محفوظ " ، وذلك لأن العقل لا يمكن أن يتقبل هكذا أمر ، هل يعقل أن نفهم أن كل هذه التغييرات كانت مكتوبة عند الله ، من زواج زيد بن محمد من زينب بنت جحش ، ثم وقوع الرسول في هواها ، فتطليق زيد لها " بعد قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً " ، ومن ثم نزول الأيات في سورة الأحزاب تباعا وبما يتفق مع الرواية !! ، أن العقل يرفض وينهي عن هذا التسلسل الزمني الماضوي للأحداث ، لأنه غير عقلاني . رابعا - أرى أن الأيات القرأنية هي نتاج الواقع والأحداث ، ولا يمكن أن تكون الأيات " في اللوح المحفوظ " ، منذ الأزل ، أن التفكير الأنساني عامة يتأثر بالمتغيرات الخارجية والداخلية وفق العوامل الزمنية والظرفية بأختلاف المواقع وتغيير المكان ، والعقل ينهي عن قبول أو أستيعاب هكذا معطيات ليست منطقية للأحداث . خامسا - من الضروري تحرير العقل من الأصل القديم ، خاصة الأصل الديني ، وبنفس الوقت ليس من العقلانية بمكان أحلال هذا الأصل بأصل أخر ، ونكون بهذا قد رجعنا مرة أخرى الى نقطة البداية ، والنتيجة ستكون نفسها أي تقييد أخر للفكر . سادسا - التفكير الديني فرض على المسلمين مبدأ " القولبة " ، وهذا عملا غير عقلاني ! ، لأنه لا يمكن قبول الحقائق على أنها أزلية ، والعقل يفرض على تفكيرنا بأنها نتيجة أحداث ووقائع وقعت في حينها ، وكان لها ظروفها الخاصة ومعطياتها المحددة التي حدثت بزمن وظرف ومكان معلوم ومحدد . ثامنا - العقل الماضوي ، الأسلامي خاصة ، أوقع الفكرعامة في مهاوي وتهالك ومنعرجات لا نهاية لها ، مما أثر على عقل الفرد ، وأنعكس هذا كله على صورة المجتمع عامة ، كل ذلك بنهج وهابي متطرف ، ويقود هذا الأمر رجال وشيوخ ودعاة الدين ، ويقف في مقدمتهم شيوخ السعودية ، الذين يفكرون بمنهج ديني ماضوي ، قد قضت دلالاته وأنزوت معتقداته ، معتقدات أرهبت ليس فقط الذين يدينون بغير الأسلام ، أي حسب فكرهم الكفرة ، بل أرهبت المسلمين أنفسهم من غير المذاهب !! . تاسعا - شيوخ الأسلام ، وضعوا غشاوة على عيون المسلمين ، وحجروا على تفكيرهم ، ولكن العقل لا زال يعمل ، وسوف ينتفض العقل فكرا حرا ، محطما الأصنام الماضوية عند أول حراك !
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*1) نقل المفهوم من الموقع التالي http://www.abahe.co.uk .
(*2) نقل من موقع التزكية
(*3) نقل بتصرف من الموقع التالي quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura85-aya22.html .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أزمة فهم النص القرأني
- الأسلام و المسلمين والعبودية الدينية
- هجوم كنيسة مار مينا .. صلب للأقباط قبل الميلاد
- قرءة في فقه الأولين و - فقه المرحلة -
- قراءة بين نصين .. الأول للمسيح والثاني لمحمد
- قراءة نقدية لتقنين - الحج والعمرة - مع أستطراد لثروة أل سعود
- زواج الرسول من خديجة .. والبحث عن الحقيقة
- قراءة .. في مشروع - السيف - و العقلية الأسلامية
- قراءة في .. هل القرأن المثبت في - اللوح المحفوظ - يطابق قرأن ...
- السعودية ثورة حبلى بأنقلابات .. - رؤية -
- قراءة في حديث.. ( هرقل عظيم الروم مع أبي سفيان حرب )
- كشف المستور عن موضوعة - الاعجاز القرأني - للزنداني / مع الأش ...
- ولي العهد السعودي بين مطرقتي التغيير والوهابية
- قراءة في النص القرأني وأغترابه عن الواقع مع أستطراد لك ...
- قراءة في - رفع المصاحف على أسنة الرماح - مع أستطراد لمبدأ - ...
- مؤسسة الأزهر .. وقتل القساوسة
- الأسلام ليس الحل .. بل اللاعب - ميسي - هو الحل !
- زواج الرسول من العذراء مريم بين المنطق و ...
- قراءة نقدية لأية .. ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَ ...
- ما لم يروى - بعد موت الرسول محمد .. السلطة والسياسة عزلت الد ...


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة عقلانية للأيات القرأنية