أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - قصيدة من بيت واحد..














المزيد.....

قصيدة من بيت واحد..


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5775 - 2018 / 2 / 2 - 17:44
المحور: الادب والفن
    


قصيدة من بيت واحد ..
سلام كاظم فرج..
إنك لاتدعين طائر التم يكمل أغنيته... (سلام..)
..................................................
الشرح :
في مقالة مازالت الذاكرة تحتفظ ببعض بنودها يتحدث جبرا إبراهيم جبرا عن غموض قصائد ديلان توماس وصعوبة فهمها حتى لمحبي شعره وتباين التفسيرات وتقاطعها بين نقاد شعره ويضرب مثلا لرهان أستاذ النقد مع بعض تلاميذه بمنحه جنيها لكل من يستطيع ان يحدد معنى بيت شعري لتوماس يقول فيه( :إن كان رأسي آذى منبت شعرة ..).. وقد تقدم حينها الطالب الذي اصبح فيما بعد ناقدا مهما (هودغارت) بتفسير اصبح شائعا ومثبتا لدى جملة من نقاد الشعر حيث كان تأويل البيت (ان خطابا او حوارا بين الجنين وأمه يجري أي هو خطاب الجنين لأمه .!!)
وأنا استعيد ذكرى قراءة قديمة لجبرا فكرت بإمكانية ابتكار نمط شعري(معاصر وبعيد عن اساسات الشعر العربي المعروفة ) يعتمد جملة شعرية واحدة.... وهذه مجازفة غير مأمونة العواقب وليست سهلة كما يبدو..وربما لا تنجح إلا عند متذوقي منجز ديلان توماس وما أقلهم..!!
ومن بين ما قاله جبرا ان كل بيت من ابيات قصائد توماس هو قصيدة بعينها وتحتاج شارحين ومؤولين !!! وبالنسبة لي أرى ان البيت الواحد الذي يمكن المجازفة بترويجه على انه قصيدة نثر عربية واحدة يحتاج الى قوس قزح من الإنزياحات لكي يكون جديرا بالقبول...والبيت أعلاه كتبته ضمن نص نثري ثم شطبت كل ما كتبت وأبقيت هذا البيت لوحده فأعادني الى تذكر مقولة جبرا ..
طائر التم واغنيته الأخيرة استعملت كثيرا كقناع ورمز في اعمال مسرحية وشعرية أهمها مسرحية الكاتب الروسي الكبير تشيكوف (اغنية طائر التم الأخيرة.) التي تتحدث عن فنان عجوز إكتشف وهو على اعتاب الشيخوخة عبث الحياة ولا جدواها لكنه يستمر في إعادة اجمل ادواره التي مثلها ويستعيدها بصوت عال في عزلته التي فرضت عليه ونسيان الناس له بعد ان تقدم به العمر .. وطائر التم في الطبيعة ذو صوت رخيم أخاذ ويقال انه يحزن عند موت شريكته ويعاف الطعام لكنه يستمر بالغناء الى ان يموت..من هنا يأتي الإغراء بإتخاذه رمزا في الشعر والمسرح.. ولكن ماذا عن التكرار وإجترار المعاني ؟؟ هنا تكمن صعوبة وإستحالة إعادة استخدام الرمز شعريا او مسرحيا ..ولكن يمكن فقط لصدق المشاعر ان تنتج نمطا كتابيا يحمل إنزياحا شعريا متجددا لقناع معروف ومستهلك.. في البيت أعلاه ( انك لا تدعين طائر التم يكمل اغنيته..) ممكن تأويله بمعان شتى.. لكن ليس أقدر من كاتبه على شرح تأويله : (انك لا تدعين احتضاري يكمل دورته لأموت .. وذلك بسبب عودتك البهية.. انك وبظهورك الفاتن أوقفت الأغنية الرهيبة المفضية لموت محقق..)
وأوقفت مشروع الطائر للرحيل عن الدنيا وتأجيله من أجل الاحتفاء بك...ويحمل الخطاب صوتا رافضا وكأن صاحبه إستمرأ أغنيته المفضية الى موته.وفي اللحظة عينها ثمة إحساس بالقبول .. ما بين الرفض والقبول هناك نقطة فاصلة بين انغماره في شدو أغنيته الأخيرة وبين التفاتته لسحر ظهور تلك السيدة التي أوقفت الأغنية وسحبته ثانية لمواسم عشق جديدة تعني الحياة المعادل الموضوعي المتقاطع مع الفناء... اعتقد ان المضي بشرح التأويل سيفقد الموضوع جدته.. ...



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمالة...
- مأزق عبد الرزاق الربيعي أم مأزق المربد؟
- الهروب من العاطفة صوب الفن...(نقد..)
- رد متأخر لكنه مفيد (حول دراسة مهمة للكاتب اليساري علاء اللام ...
- خيانات هاملت....
- ذكرى كتاب .. ذكرى قصة أليمة ونبوءة ..(مقاصة )
- إنطباع حول تنورة مارلين للشاعر وديع شامخ
- قراءة في رواية (كاهنات معبد أور لرسمية محيبس )
- تأريخ الكوت السياسي..قراءة وإنطباعات وملاحظات
- زورقاء اليمامة...
- زوبعة في فنجان الصباح ...
- قلبي الزعول.......
- قوارب طارق...( نص تائه )
- قصيدة حلمنتيشية ...
- معطف الماغوط... ربما
- شر البلية ما يقرف (قراءة في واقع مؤلم..)
- كنت اتمنى ان تكتب عني
- الثقافوية / اسئلة سارتر
- الثقافة والثقافوية عند منتقدي بلاغة القرآن..
- نصوص إمبريالية..قصيدتان ومابينهما نقد..


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - قصيدة من بيت واحد..