أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - ماسح حمامات عوفر














المزيد.....

ماسح حمامات عوفر


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5775 - 2018 / 2 / 2 - 12:22
المحور: القضية الفلسطينية
    



كانت حمامات زوار معتقل عوفر غارقة في المياه المتسخة بفعل أقدام الناس بشكل يجعل دخول الحمام إزعاجاً آخر يضاف إلى منغصات التواجد في ساحة الانتظار التابعة للمعتقل.
نظر صديقي، الذي كان ينتظر مثل غيره من الناس، إلى أرضية الحمام بضيق ثم أمسك الممسحة وشرع من فوره في مسح الحمام. بعد أن انتهى من عمله فتح باب الحمام وقال بابتسامة سعيدة: "علشان ينشف." ثم بشكل تلقائي تماماً: "يا زلمة مهي هذي الحمامات إلنا مش إلهم."
لم يكتف نجيب فراج بذلك، وإنما انتقل إلى الساحة يلتقط الأوراق وأغلفة البسكويت والسكاكر وعبوات المشروبات الفارغة عن الأرض ويضعها في سلال النفاية. وقد اضطر في النهاية أن ينام في رام الله بسبب تأخر موعد المحكمة حتى ما بعد المغرب.
في الصباح كان نجيب قد قام بغسل الأطباق في مطبخنا وترتيب الغرفة التي استضفناه فيها من بين أشياء أخرى. الواقع أنني كدت أكرهه بسبب الإحراج الذي وضعني فيه أمام زوجتي، فقد وضعني في مقارنة صعبة بين رجل "يتحدث" عن المشاركة في كل شيء إلى جانب المرأة، وهو ما أنا عليه تقريباً، وبين رجل يفعل أكثر ما يقول.
مليون تحية محبة وتقدير للجميل نجيب فراج الذي يشكل نموجاً نادراً لإنسان المستقبل العربي والفلسطيني.
حاشية حول مقاطعة المحاكم: قضينا وقتاً طويلاً بدا زمناً سرمدياً لا نهاية له منذ الساعة العاشرة صباحاً حتى السابعة ليلاً من أجل حضور محاكمة خالد فراج.
التمثيلية المزعجة للمحكمة طرقت في رأسي بقوة موضوعة مشاركتنا في تمرير تمثيلية العدالة "الإسرائيلية". ترى ما الذي يدفعنا إلى حضور أنشطة تلك العدالة وتطبيقاتها المختلفة؟
يدور الكلام بين وقت وآخر عن مقاطعة محاكمات "الإداري". لكن لماذا لا نقاطع المحاكم كلها دون استثناء، ولماذا دخلنا في هذه اللعبة أصلاً منذ أن اقترحها الاحتلال وحدد ملاعبها وشروط اللعب فيها وقواعدها التفصيلية؟
نقصد من هذا السؤال: ما الذي نربحه في المستوى السياسي أو في مستوى مصلحة المعتقل من تعيين محامي ومناقشة الادعاء ومحاولة إقناع القاضي ب "براءة" المعتقل الفلسطيني مما ينسب له.
المعتقل الفلسطيني جريمته عموماً هي شكل من أن أشكال مقاومة الاحتلال. وهذه المقاومة ممنوعة "قانونياً". إذن نحن نخسر لأننا نخالف القانون. لكننا نسمح للاحتلال بأن ينتزع منا إقراراً بأننا نقبل لعبته القانونية. ترى ماذا كان سيحل بالمعتقل لو لم نذهب إلى المحكمة؟ لا شيء أكثر من الذي يحل به ونحن نمارس اللعبة البهلوانية المسماة بالمحكمة.
كان من واجبنا بدئياً أن لا نتعاطى مع الاحتلال ومحاكمه، ونتركه ليفعل ما يشاء ما دام فعلياً يفعل ما يشاء في حدود ما تسمح به قوته. كان من الحكمة أن نسلك على أساس أن الوجود الاحتلالي هو جوهر الموضوع .
القانون أصلاً هو المشكلة وليس تطبيقه. ومثلما أشار أناتول فرانس منذ أزيد من قرن من الزمان إن المصيبة لا تنتج عن تطبيق قانون حظر النوم تحت الجسور، وإنما عن وجود القانون ذاته. من الذي سينام تحت الجسر؟ إنهم الفقراء المعدمون الذي لا يجدون سقفاً يؤويهم. ونحن نصدق المشرع الأمريكي حين يزعم أن القانون يطبق على نحو نزيه على الجميع. لكننا نعرف أن بيل جيتس وجورج سورس ودونالد ترامب...الخ لن يناموا تحت الجسر، وإنما فئات من السود واللاتين الهائمين في الشوارع.
في حالتنا الفلسطينية علينا أن نمضي خطوة أخرى بعد أناتول فرانس: ليست المشكلة في تطبيق القانون، ولا في القانون ذاته، وإنما في وجود الدولة التي تشرع القانون الذي يحمي وجودها الاحتلالي غير الشرعي في أرض اغتصبت اسمها فلسطين.
كان علينا منذ البداية أن لا نسمح لهم بممارسة ألعاب العدالة والديمقراطية الشكلية التي تخلق الأوهام محلياً وعربياً وكونياً أن الدولة المحتلة دولة قانون وعدالة بينما وجودها ذاته خرق فاضح للقانون والعدالة والحق.
ربما يجدر بنا أن نطرح الاقتراح للنقاش على نطاق واسع: "قاطعوا محاكم الاحتلال ومسرحياته الهزلية كلها، لا محاكم الاعتقال الإداري وحدها."



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في زمن السيسي
- مايك بنس والحاح سؤال المواجهة
- الديمقراطية العراقية وأوهام الديمقراطية
- حلايب والقدس وهموم الدولة القطرية
- المرأة/الشعوب المقهورة وممارسة العنف
- تهافت الخطاب الفني والإعلامي
- إيران في مرمى المخابرات الأمريكية
- الجامعة الأردنية: سباق نحو القاع؟
- ضد معلمي الوكالة
- سلامة كيلة و -مناضلو الامبريالية الأشداء-
- في ذكرى القرار 2334
- عهد التميمي والدعاية للاحتلال
- استراتيجية ترامب الجديدة
- حماس، ترامب، والمهمات المستعصية
- فلسطين بين أعداء الشيعة وأعداء الديكتاتورية
- غضب أردوغان بسبب القدس
- فلسطين، ترامب ، ومحور المقاومة
- اليمن: تاريخ استثنائي/واقع استثنائي
- اليهود الكنعانيون واليهود الأوروبيون
- أسطورة فلسطين التي تفيض عسلاً ولبنا


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - ماسح حمامات عوفر