أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - أمريكا «العظيمة»














المزيد.....

أمريكا «العظيمة»


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس غريباً أن يستخدم دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون، الذي فاز في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، الشعار ذاته الذي استخدمه الرئيس رونالد ريغان قبله بأكثر من ثلاثة عقود ونصف (1981-1989)، وهو «اجعل أمريكا عظيمة مرّة أخرى»، فقد شهدت السنة الأولى من حكم ترامب تطبيقات لسياسة انعزالية و«حمائية» واستفزازية، جعلت الولايات المتحدة وسمعتها مصدر تندّر من لدن دول العالم أجمع، بما فيها حلفاء واشنطن.
وكانت تصريحاته الأخيرة (12 يناير 2018)، التي وصف فيها الدول الإفريقية «بالحثالة» مشبعة بالروح العنصرية، حين قال عن المهاجرين إنهم يأتون من «بلدان قذرة»، وهي تعابير تنمّ عن استعلائية، ناهيك عن كونها ذات فجاجة، فكيف تصدر عن رئيس «أعظم» دولة في العالم؟ يضاف إلى ذلك مواقفه الابتزازية إزاء العديد من البلدان، ولا فرق في ذلك، أكانت من حلفائه في أوروبا، أو من «العالم الثالث»، أو غرمائه من روسيا والصين. وقد أدت هذه السياسة إلى تراجع الدولار الأمريكي لدرجة لم يسبق لها مثيل منذ عام 2002، ارتباطاً مع مخاوف سياسية واقتصادية جراء نهجه المتخبّط.
ولعل الوجه الثاني لاستفزاز الرأي العام العالمي، هو تصميمه على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في حين تُمعن «إسرائيل» في سياستها العنصرية «الاستيطانية»، حيث سبق للأمم المتحدة أن اعتبرت العنصرية والاستيطان «جريمتين دوليتين»، فكيف يُقدم زعيم أكبر دولة في العالم على مثل هذا الإجراء الاستفزازي، ويتحدّى ما يُطلق عليه الشرعية الدولية؟
وكان ترامب قد افتتح عهده بإقدامه على فضّ بعض تحالفاته التجارية، وتحلّله من عدد من المعاهدات الدولية مثل اتفاقية الشراكة في المحيط الهادئ، التي تم توقيعها في فبراير/شباط 2016، واتفاقية باريس حول المناخ، التي تم توقيعها في ديسمبر/كانون الأول 2015، وكلاهما أبرمتا في عهد الرئيس باراك أوباما.
وهكذا لم يبق حقل من حقول السياسة أو الاقتصاد على المستوى الداخلي أو في ميدان العلاقات الدولية، إلا وكانت هناك شكوى مريرة من سلوكه وتصرفاته، ليس من جانب أعدائه وخصومه فحسب، بل من شركائه التقليديين، وهم بالأساس حلفاء الولايات المتحدة، ناهيك عن كبار موظفي البيت الأبيض الذين أطاح ببعضهم. ويمكن القول إن سنة 2017، هي الأسوأ في تاريخ السياسة الأمريكية خلال العقد ونصف العقد الماضي.
وبالعودة إلى تراجع الدولار، فإنه في الواقع يعتبر ركيزة أساسية في النظام النقدي الدولي، منذ اتفاقيات برتون وودس النقدية في عام 1944، التي تضمّنت اعتباره «العملة الوحيدة» التي تم تحويلها مباشرة إلى الذهب، بعد الحرب العالمية الثانية، وهو النظام الذي عُرف اقتصادياً ب«نظام الذهب الدولي»، والذي هو امتياز لا مثيل له، تمكّنت بواسطته الولايات المتحدة، ولأسباب أخرى عسكرية وسياسية وتكنولوجية وعلمية، من الهيمنة على نظام العلاقات الدولية، وهو ما دفع الرئيس الفرنسي شارل ديجول في ستينات القرن الماضي، إلى التذمّر منه والسعي للتحلّل من تبعاته، حين طلب من وزير ماليته فاليري جيسكان ديستان، استرجاع الذهب الفرنسي المودع لدى الولايات المتحدة.
ومع أن الدولار قطع علاقته بالذهب في 15 أغسطس/آب 1971، في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، إلّا أنه لا يزال المرتكز الأساسي لنظام النقد العالمي بلا منازع كبير، وهو يحتل 42% من التجارة الدولية التي تتم بواسطته، و59% من القروض المصرفية، وذلك حسب معطيات صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة، وحتى الآن لم تستطع دول البريكس (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا)، أن تكون بديلاً أو حتى موازياً متكافئاً مع الولايات المتحدة، على الرغم من تراجع هذه الأخيرة.
كما أن المصارف الدولية تستخدم الدولار في 64% من احتياطاتها، حيث يعتبر «وحدة حساب» و«أداة تبادل»، و«الاحتياطي ذا القيمة»، ويلعب النظام المصرفي الأمريكي والاحتياطي الفيدرالي، دور «مصرف العالم»، الذي يستثمر رأس مال الآخرين. وتتمدّد المصارف الأمريكية الكبرى مثل ميريلانج بنك، وسيتي غروب، وغولمان ساكس، وجي بي مورغان شاس، ومورغان ستانلي، في العالم أجمع بما فيه أوروبا التي تحتل نحو 37.2 بالمئة من سوقها الاقتصادية (قبل أزمة عام 2008).
وقد كشف الرئيس أوباما قبل مغادرته البيت الأبيض، عن أن سر تفوّق الدولار هو «الحماية العسكرية» التي توفّرها الولايات المتحدة للعديد من الدول، فاليابان مثلاً تخشى من توترات بحر الصين؛ لذلك أصبحت أكبر حامل لسندات الخزانة الأمريكية، وعلى عكس اليورو، فالدولار وراءه قوة سياسية عملاقة، في حين أن ظهر اليورو مكشوف.
أما العملة الصينية (الرنمينبي)، فهي مشتبه بها حتى إشعار آخر، بسبب النظام السياسي الذي يقف خلفها، حيث لا يزال دور الدولة مهيمناً وقوياً، لكن استمرار سياسة ترامب قد تكون وراء صعود العملة الصينية، إلى وقت ليس بالقصير.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجف في وجهها الآخر!
- ثقافة التنمية وتنمية الثقافة
- وعد بلفور في مئويته : وقفة مراجعة
- الامبراطور عار
- ما بعد حل الدولتين
- العنف وفريضة اللّاعنف- شذرات من تجربة شخصية
- التنمية والبيئة العربية
- العلاقات العراقية - الأمريكية : أي تاريخ وأي مستقبل؟
- ثلاثية السياسي والحقوقي والديني
- دوافع قرار ترامب
- لن يكون للسلطة قيمة إذا لم تنحَزْ لخيار الشعب بالمقاومة
- المرأة وعملية بناء السلام
- أبو كَاطع يشرق في بغداد
- الحق في التعليم
- رسالة مفتوحة إلى الراحل آرا خاجادور
- صفقة العصر وثقافة الاعتذار
- الطفولة الملغومة
- تحديات ما بعد داعش!
- حافة الحرب
- هل تستمر دبلوماسية -القوة الناعمة-؟


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - أمريكا «العظيمة»