أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله جاد الرب - خطيئة الاسلاميين الكبرى














المزيد.....

خطيئة الاسلاميين الكبرى


رفعت عوض الله جاد الرب
(Refaat Awadallah Gadelrab)


الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 00:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



خطيئة الاسلاميين الكبري
هناك فرق كبير بين المسلمين والاسلاميين . المسلمون هم اولئك البشر الذين يدينون بالإسلام وهم جمهور كبير ،في حين ان الإسلاميين هم قسم من المسلمين يؤمن بالخصوصية الإسلامية ، وأنفصالها عن السياق العام للحضارة الإنسانية ، ومن ثم تناقضها مع تلك الحضارة وإستقلاها عنها ، ومن ثم لا وجود للتأثر ،ولا وجود لعناصر من خارج المنظومة الإسلامية في بناء صرح المنظومة الإسلامية.
ولكن التاريخ يعلمنا ان هناك تواصل بين المجتمعات البشرية ، وان هناك تأثير وتأثر ، وان هناك انتقال للأفكار والقيم والتقاليد ، انه ليس هناك من جديد إلا وله اصول وعناصر من قديم سابق عليه . والاهم ان هناك وحدة حضارية تشمل البشرية منذ ان استقر الإنسان علي ضفاف الانهار وبدأ حضارته التي شهدت تمايزا وتنوعا وتعددا ، ولكنها شهدت كذلك تواصلا وتكاملا وانتقال للافكار والمخترعات والمكتشفات من حضارة لاخري.
فالحضارة حضارة واحدة ذات ثقافات متعددة.
والعصر الحديث شهد ما يُسمي بالحضارة الغربية القائمة علي العقل والكشوف العلمية وتوكيد حرية وحقوق الإنسان . غير ان هذه الحضارة ليست حضارة غربية إلا من حيث المنشأ ، فهي في جوهرها حضارة إنسانية تضم في باطنها كل الحضارات السابقة عليها ، وتقوم عليها وبالتالي هي تخص الإنسان بوصفه إنسانا ولا تخص الغرب فقط.
وعلي هذا فرفض تلك الحضارة امر غير مبرر وغير منطقي ويكرس التخلف والانفصال عن مسيرة البشر في التاريخ.
في القرن السابع الميلادي ظهر الإسلام في شبه جزيرة العرب داعيا لعبادة الإله الواحد الاحد.
استطاع المسلمون تأسيس دولة خاصة بهم اولا في شبه جزيرتهم التي منها انطلقوا فغزوا بلدان الشرق الادني بإسم الإسلام واستطاعوا ان يحكموها ويفرضوا قيمهم علي شعوبها.
شيئا فشيئا ساد الإسلام والمسلمون ، وبالتدريج تحولت شعوب الامبراطورية الاسلامية إلي الاسلام حتي صار المسيحيون اقلية دينية تعاني التهميش والتمييز ضدها.
يقول المؤرخون ان المترجمين المسيحيين من رعايا دولة الخلافة الإسلامية ترجموا جزءا كبيرا من التراث الفكري والعلمي اليوناني ، وجانب من هذا التراث المترجم فلسفي فقد تُرجمت بعض مؤلفات افلاطون وارسطو وغيرهم من الفلاسفة اليونانين.
درس المفكرون المسلمون تلك المترجمات الفلسفية ، فحاولوا التوفيق بينها وبين معطيات الدين الإسلامي ،فنشأت الفلسفة الإسلامية ، وعلم الكلام الذي اصطنع المنطق لتبرير والدفاع عن الدين دفاعا عقليا منطقيا.
رأي الامام الغزالي الملقب بحجة الإسلام والذي ظهر في القرن الحادي عشر الميلادي ان الفلسفة الاسلامية انما هي وثنية قد دخلت إلي الإسلام وعلي المسلمين ان يرفضوها ، والاسلام ليس بحاجة لأفلاطون ولا ارسطو ، فهو مكتف بذاته ، مستقل عن كل الافكار التي قال بها الوثنيون . وجاء كتابه " تهافت الفلاسفة "عاكسا لهذا التوجه.
بهذا استطاع الغزالي هدم جسر التواصل بين التراث العقلي اليوناني بوصفه تراثا إنسانيا والاسلام مشددا علي الخصوصية الاسلامية ، واستقلالية الاسلام.
جاء الفيلسوف العقلاني ابن رشد في القرن الثاني عشر فحاول ترميم جسر التواصل الذي دمره الغزالي بين العقل اليوناني والإسلام فكتب كتابه "تهافت التهافت" وفيه فند حجج الغزالي في عدم الحاجة للفلسفة اليونانية.
والف هذا الفيلسوف الكبير كتابا اخر " فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال".
فيه يذهب ان الحقيقة العقلية لاتتناقض مع الحقيقة المقررة دينيا بحكم ان العقل والدين مصدرهما الله ، وبالتالي لوظهر اختلاف ظاهري بين النص الديني وحكم العقل علينا بالتاويل حتي ينتفي الاختلاف.
ظهر شيخ الإسلام ابن تيمية في القرن الثالث عشر الذي رفض التاويل واعتبره بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وان معاني النصوص واضحة فلا حاجة للتاويل . وهكذا رفض هذا الفقيه إعمال العقل في النص الديني ،ورفض العقل والفلسفة ،وجاء قول ابن الصلاح معبرا عن هذا التوجه العام : " من تمنطق فقد تزندق " العقل والمنطق والفلسفة زندقة وكفر وخروج عن صحيح الدين.
في القرن الثامن عشر ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الحجاز ودعا إلي الالتزام الحرفي بالنص القرآني وتكفير التاويل واستخدام العقل ، فهي بدع وضلال نحن المسلمين في غني عنها.
وفي عشرينيات القرن العشرين ظهرت جماعة الاخوان المسلمون الداعية لإحياء الخلافة الإسلامية والتي فيها قوة ومنعة الاسلام والمسلمين ، والتي ترفض الحضارة الحديثة ، وتراها خطرا علي الإسلام والمسلمين ،وتؤمن باستقلالية الاسلام.
في ذات السياق ظهرت مدرسة فكرية اسلامية اسسها الشيخ مصطفي عبد الرازق تقول باستقلاية الاسلام وتميزه عن كل السياقات الثقافية والحضارية ، داعية الي نقاء الإسلام وعدم تأثره بثقافات اخري.
ترسخ هذا التيار واصبح له السيادة في الفكر الإسلامي منذ الغزالي ومرورا بابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وانتهاءا بالاخوان المسلمين وتأسيس مدرسة النقاء الاسلامي علي يد الشيخ مصطفي عبد الرازق وتلاميذه امثال عبد الهادي ابو ريدة وعلي سامي النشار.
فرفض العقل ومن ثم الحضارة الا نسانية ،مركزا علي الخصوصية التي للإسلام ،وتناقضها مع تاريخ حضارة البشر ،ومن ثم تكفير تلك الحضارة وتأثيم التأثر بها مما فتح باب الإرهاب ،لأن الإرهاب هو النتيجة النهائية لرفض وتكفير الأخر.
ومنطق الإرهاب اننا نملك الحق والاخرون يملكون الضلال . لذا علينا نحن الذين نملك الحق المطلق ان نشن حربا غشوما علي الضلال ومن يمثلونه بتكفيرهم ومن ثم قتلهم حتي يسود الدين الحق العالم.



#رفعت_عوض_الله_جاد_الرب (هاشتاغ)       Refaat_Awadallah_Gadelrab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماض وحاضر
- عصر التنوير والعصر المتنور
- اورشليم القدس والتاريخ
- لعنة التكفير


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله جاد الرب - خطيئة الاسلاميين الكبرى