أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشهيد كسيلة - ذئاب الكهنوت وضباع السياسة














المزيد.....

ذئاب الكهنوت وضباع السياسة


الشهيد كسيلة

الحوار المتمدن-العدد: 5772 - 2018 / 1 / 30 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا العالم الذي لم يستقر بعد على اسم موضوعي معبر عن قواسمه المشتركة وهو متمدد في اسيا وافريقيا تمددا صنعه السيف الاسلامي ذات تاريخ هل يحطم القيود التي ما انفك الفقهاء يصفدونه بها جيلا بعد جيل فبعد جيل امراء الحرب والسبي والنهب جاءت اجيال فقهاء الافتاء من ابن تيمية الى العثيمين والعريفي حيث كانت وظلت الانظمة السياسية وهراطقة الكهنوت تتبادل المنافع دائما وكلها متفقة على محاربة العقل واسكات أي صوت يرفض السمع والطاعة .
جرب هذا العالم المنكوب ان ينهض مع بدايات القرن العشرين وما كادت بشائر فجر جديد تلوح حتى استجمع تنابلة الظلامية قواهم التقليدية وميليشياتهم الدهماوية فهذا ابن عبد الوهاب في نجد وذاك البنا في مصر وابن باديس في شمال افريقيا فاجهضت "النهضة" في مهدها واصبح في كل بلد "أزهره" وفي كل قرية فقيهها وانطفا التنوير كما حدث ويحدث في مراحل تاريخية سابقة منذ اعدام ابن المقفع الى اغتيال فرج فودة الى الفتنة الانقاذية في الجزائر والنخب الحداثية لم تاخذ العبرة وعوض ان تكون على موعد مع التاريخ تحولت الى تكنوقراط في خدمة ازلام الفقهاء من الانقلابيين الذين سموا انقلاباتهم البائسة "ثورة" وما هم الا ثيران الطوريرو والفقهاء هم المروضون فيا لها من فرجة على ركح التاريخ في مشهد فريد ليسقط احدهم في حفرة بعد حياة القصور ويختنق الاخر في قناة الصرف الصحي مضرجا في دمائه بعد حياة المن والسلوى .
الحركة البعثية المشبوهة التي قضت في سوريا على مشروع انبعاث الامة السورية وارتمت في احضان فكر شمولي امبراطوري يتغنى بامة خالدة ويقيم مهرجانات لاحياء ذكرى السفاحين القتلة في بلد المسيح الذي قال من قتل بالسيف فبالسيف يقتل وكان القوم هناك يتنافخون فخرا بالامبراطورية الاموية التي ستبعث من جديد بشوفينيتها وعرقيتها وغزاتها ونخاسيها ونعتت حركات التنوير بالشعوبية واصبح هذا العالم الموصوف بالعربي في تقهقر وتم استدعاء كل المصائب التي حلت به عبر القرون عبر وسائل الاتصال سينما وتلفزيون يبث كل موسم صور الغزاة الفاتحين وخلفاء السكر والعهر وفقهاء الظلام في افلام ومسلسلات لا تنتهي وتمت الاطاحة بالمدرسة والجامعة وتحويلها إلى كتاتيب وتكايا وسقطت المنابر الجامعبة وارتقت منابر الهرطقة واستشيخ الدكاترة وتدكتر المشايخ وخابت امال جيل طه حسين وسلامة موسى ... وشاع التكفير وانتشر الحجاب والجلباب ثم البرقع واصبح الاقتصاد اسلاميا والطب ماء مقروءا عليه وتسابق المتسلقون الى منابر المساجد والى الصفوف الاولى وتصدروا المجالس لنيل المراد وانتشر الخطاب المغرر بالدهماء عبر عشرات القنوات . كل هذا والانظمة الانقلابية في حال غير الحال- فما اشبه اليوم بالبارحة - وهي تتغنى بمنجزاتها وامجادها على طريقة خلفاء بني امية رغم تنبيه الشاعر نصر بن سيار لهم:
أرى تحت الرماد وميض جمر .. ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى .. وإن الحرب مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم .. يكون وقودها جثث وهام
فقلت من التعجب ليت شعري .. أأيقاظ أمية أم نيام
الثقافة والفكر في هذه العالم مهمشة والساحة تملاها الشعوذة والرئيس دائما يؤتى به من عسكر وزارة الدفاع لتتم شرعنته في انتخابات مفبركة ثم يحاط بفريق من المعاونين والكل متقمص دور الغازي وما الوظيفة الا فرصة يتم الانتفاع منها فيستباح المال العام وتوزع الريوع ويستشري الفساد وهو الوضع الذي يتغذى منه الخطاب الظلامي فتشحن النفوس وتعلو الاصوات وتتجمع الحشود لتحتل الشارع ثم تعم الفوضى ولا بد للغضب ان يفعل افعاله ، والغضب يعطل العقول ويدفع الى ارتكاب الفظائع .
ان سجل التاريخ غني بهذه الدروس وكان احد الزعماء في العالم العربي البائس يزعم انه ضليع في التاريخ الى حد انه اصبح منظّرا كبيرا ومشروعا لنبي ووجد في ثروة النفط المال الوفير للانفاق على حماقاته الا انه لم يستفد من التاريخ الذي يدعي انه قارئ جيد له لان التاريخ له اهله ، وكسائر الطغاة احاط نفسه بالمنافقين المتحذلقين فسايروه في حماقاته ، انه نموذج الحاكم العربي الذي يمثل الاستبداد الشرقي خير تمثيل.
عالم لا ينتج الا الاستبداد من العائلة الى قمة هرم السلطة ، عالم يكرر اخطاءه عبر القرون احرى له ان يعتنق عقيدة التناسخ لانه الوحيد الذي يتناسخ فيه الاستبداد ولم تنفع حضارة القرن العشرين في تحريره من حماقة السياسيين وسلبية النخب الفكرية التي تختار دائما الصفوف الخلفية تاركة القطيع لذئاب الكهنوت وضباع السياسة .



#الشهيد_كسيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الابارتايد عموما إلى الابارتايد اللغوي
- الضربات الاستباقية الظلامية
- الأنساب والاستعراب
- اقتصاد الدولة الاسلامية : الغزو والنهب !
- الاستشياخ وقال ابو هريرة
- القرآن رسالة وليس لغة
- الهوية والعرق والأنساب
- الشاوية والتناحر القبلي
- عصيد وعصاد : الأمازيغية بين الاثنين مفارقة أم مطابقة
- هل يمكن إدراج مقياس الأمازيغية في مقررات جامعات بلدان شمال أ ...
- إلى إخواني:المستعرب والعروبي والأعرابي A mes confrères : l’a ...
- خطبة عصماء في جمعة غرّاء
- رئاسيات الجزائر : لعبة الثلاث ورقات اسمها انتخابات
- قصة الملك الامازيغي آكسل (كسيلة)
- لم نخترع إلا العشيرة والأنبياء
- التعريب في بلدان شمال افريقيا (2)
- التعريب في بلدان شمال افريقيا
- شهادة اسمها -الجنوب-
- الاستعمار الديني (..........) حلقات استعمار لا نهاية له
- الطغمة البعثية - الوهابية والأديب العالمي كاتب ياسين


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشهيد كسيلة - ذئاب الكهنوت وضباع السياسة