أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - لا لوأد حرية الرأي والتعبير















المزيد.....

لا لوأد حرية الرأي والتعبير


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 27 - 18:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وهب الله الإنسان عقلا ليفكر، ووهبه الضمير ليميز
بين البدائل المختلفة، والحرية ليختار منها ما يلبي
احلامه باستقلالية.

انتماء الانسان لأرض بعلاقة لا تنتهي، ولشعب بعلاقة احترام مستدامة، ولكيان مجتمعي يخطط لبناء مستقبل مشرق نهضوي، لن يتحقق الا من خلال دستور يؤكد، ويضمن، ويعترف بحرية الأفراد والجماعات، فكرا، وقلما، ولسانا، بعيدا عن اجهزة الامن القمعية، والدينية المتعصبة المتشددة.

طبيعة الحياة في العالم الثالث ، مزيج من دين، وموروث من العادات والتقاليد، ونظم وطبائع اقرب الى القبلية ، وتربية وثقافة معظمها يخضع لأمزجة الحكام والقائمين على المؤسسات المختلفة في المجتمع، فمن يخرج عنها وعليها، او ينقضها، او ينتقدها، ولا يتآلف أو يتعاش معها مرفوض، ليخضع بالتالي لأحكام القانون تحت مسميات مختلفة، منها المساس بأمن الدولة، سلامة المجتمع ووحدته، انتهاك حرمة الاديان وقدسيتها. مما يعني فرضا، وقسرا، واجبارا، وخارج عن حريتك عليك ان تعيش في مجتمع تخضع فيه لإملاءات مؤسسات الدولة المختلفة التي تقيدك بحماية الدستور لها، لتسجل فيها حضورك جسدا دون ارادة أو عقل. فرض عدم التغير يصبح عندها قيمة اجتماعية مقدسة يعتز بها مطبقيها، مما يعني لا مبالاة وعدم اكتراث للفكر الانساني، تباعا لذلك تكرس مصالح القائمين المنتفعين بشكل خاص على المؤسسات بدهاء مدروس يعزز مواقفهم، ويسند مصالحهم، ليتمكنوا من عزل المواطنين بالقانون عنهم ، بموجبه يقسمون المجتمع الى طبقات، اقرب ما تكون الى الاسياد والعبيد، تكتسي لباس عصري منمق يغرر البسطاء الجهلاء، بينما باطنه ضبابية لحرية هلامية .

أي مؤسسة اتخذت قرار مصادرة وتحجيم الحريات؟ بشكل خاص حرية الرأي والتعبير والغاؤهما. ما الهدف من اتخاذ القرار؟ لماذا اتخذت هذا القرار؟ الخ.. عشرات الاسئلة تدور حول مصادرة حرية الرأي والتعبير في العالم الثالث.

معظم المؤسسات الدينية المسنودة من السلطة الحاكمة تتحدث عن العمل بإرادة الله... أتساءل ما هي ارادة الله؟... في راي ان تعدت ارادة الله المحبة، والسلام، والخير العام، والسعادة للبشرية جمعاء، تعد خديعة للسيطرة على ما يمكن ان يمثله الانسان من قيم، وما يقوم به من سلوك، وما يحمله من افكار. وان تخطي الفرد حدودها يصبح هدفا يرجم ويحارب، لأنه لا يسير حسب منهاجيتهم وتصورهم الديني، وطقوسهم، وسلوكهم ، فينجحون في وأد حرية التعبير والراي. نتيجة لهذه الازمة، فان طموحات الفرد واحلامه في الخروج وتغير اعراف المجتمع، وقوانينه الجامدة البالية تعد ضربا من الجنون، لأنه سيصطدم بوحشية لا ترحم، تعمل على استئصاله وفكره ايضا من مجتمع يريدونه ان يكون حصنا محصناً ضد التغير. هناك مفكرون خاطروا، مستندين الى ارادتهم، وعزيمتهم، وشكيمتهم القوية، على معرفتهم وملكات عقلهم الهائلة، ابحروا، مغامرين بحياتهم في معركة حرية الرأي والتعبير، وعبروا عن ذاتهم وعن ارادتهم وعن علومهم، متحدي القوانين المائعة ومن يمثلها. لهم مني كل الاحترام والتقدير، لعزيمتهم، وثقتهم بأنفسهم، وما يمثلون من رسالة انسانية تساهم في نقلة نوعية معرفية.

الله لا يكره الانسان على ما يجب ان يفعل، الانسان باسم الله يكره أخاه الانسان على ان يفعل ما يجب. الامور لا تحل بالإكراه، بل بنضج وتنوع فكري، يخضع لجدلية المنطق، والحجة، والبرهان. لا يمكن ان تجبر الناس على الايمان بما لا يعتقدون، أو ممارسة ما لا يريدون. تطور الاديان عبر التاريخ صاحب التطور العلمي. العلاقة بين الخالق والمخلوق استمرت موازية للتقدم الحاصل ومرافقة له لا خارجة عليه... عبر العصور عجزت الاديان عن قولبة العقل ، وعن تشكيل مساحة الحرية للإنسان التي يجب على المرء ان لا يتجاوز حدودها، وعجزت عن منع حرية الرأي والتعبير عبر التاريخ البشري. فرضها لقوانين عقابية لمن يخرج عن طاعتها وممارستها، لم يمنع المفكرين من تقديم تفسيراتهم ورؤياهم للحياة والكون، بالرغم من اغتيالهم، وقتلهم.

محاكم التفتيش، ولدت عند المسيحين شعور بالخجل تجاه استخدام القوة والتعذيب والقتل على المفكرين. هذه المحاكم لم تستمر قرونا، توقفت لان المفكرين، والعلماء، والفلاسفة المؤمنين بقدرة الله والعقل، خاطروا، وغامروا بحياتهم، وفسروا وشرحوا، الا ان وصلوا الى تطور علمي هائل مستمرين غير مكتفين لما الت اليه دولهم، استنتجوا ايضا ان النموذج الافضل للحكم هو تبني العلمانية، الحكم الذي ينادي بفصل المؤسسة الدينية عن المؤسسة السياسية. العلمانية، ليست كما يروج المنتفعون، واصحاب المصالح عنها في العالم الثالث بانها تحارب الاديان، والفضائل، والقيم. في العلمانية يتناقص تأثير السلطة الدينية المتشددة، ويقل اثرها على الاديان المنفتحة. الثقافات الدينية المختلفة، عليها ان تعترف شاءت ام ابت، بأن نتيجة تشددها، وعجزها مقارعة المعاصرة، وطرح بدائل افضل، اثر سلبا على تفكير اتباعها، مما يفقدها سنويا مساحة من تأثيرها وسيطرتها. دفاعها عن مواقفها دون وعى أو ادراك، الى جانب تعصبها الاعمى، دفع برعايا لها للخروج عن ومن الصندوق الديني المنغلق بمزاليج واقفال متحجرة نحو الالحاد أو اللادينية.

قرار حظر حرية الرأي والتعبير، هل هو ناتج عن مؤسسة ديمقراطية تم التوصل اليه بالنقاش والنقد والتفاهم. أم هو ناتج عن نظام استبدادي ينفذ دون الرجوع الى الدستور أو استشارة الشعب. أم قرار ناتج عن نظام أوتوقراطي شمولي معاصرا للحياة في القرن الحادي والعشرين ينفذ وصية الرب. فرض مؤسسات الدولة سياستها دون وجود عقد اجتماعي يضمن الحريات كافة بين المواطنين، يعني اكراه الناس على القيام بما لا يريدون، سكوتهم لا يعني رضاهم، لأنه يأتي من خوف لا من قناعة. فرض عدم التغير يعني افتقار مؤسسات الدولة الى الحيوية، والهدف، والقدرة على النمو، والخروج من الحاضر المزرى، لأسباب ومنافع شخصية، ومن يزايد على هذا الكلام كاذب، ومنفاق، ودجال. هكذا وضع يزيد الناس اصرارا على المسألة، وبذل جهد اكبر ضد أي قرار لا يعود بالنفع على المجتمع، والمناداة بالتغير.

حرية الرأي والتعبير محرمة، لأنها تفضح عوراتنا، تٌشرحنا، تكشف عيوبنا، نقائصنا، تخاذلنا، تراجعنا، مساوئنا، جهالتنا ،وممنوعة لأنها تنادي بفتح ملفات، اخطاء، وفساد، ومساءلة المسؤولين الخ.. - " بتغيب حرية الراي والتعبير مستحيل ان تنهض شعوب العالم الثالث وتخرج من كبوتها ومن كل ما تعانيه من مشاكل على كل المستويات الفردية والجماعية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والدينية."... كل مواطن بانتمائه، بأصالته، بوعيه يعد شريك في الوطن، له حرية الرأي والتعبير.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق من الواقع العربي
- الزمن والهوية
- الأحزاب وديمقراطية العدالة
- الأديان بإنسانيتها
- عروبتنا تحتضر
- البحث عن مثقف
- الأديان في ظل صراع البقاء
- خطب منمقة وثورات قادمة
- الخير والشر من منظور علماني
- ثورة فكرية نحو العلمانية
- الاحترام قبل الحرية
- التمييز العنصري يحط من انسانيتنا
- الحرية ممنوعة حتى إشعار اخر
- لعبة الاسياد والعبيد
- حرر عقلك
- أعراف المجتمع تقيد المرأة
- الفساد لا يبني وطن
- كافر انت!؟
- استقلال العقل ضرورة حضارية
- دين وأخلاق


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - لا لوأد حرية الرأي والتعبير