أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميلاد ثابت إسكندر - حدث بالفعل















المزيد.....

حدث بالفعل


ميلاد ثابت إسكندر
(Melad Thabet Eskander)


الحوار المتمدن-العدد: 5768 - 2018 / 1 / 25 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


*** حدث بالفعل ***
لأني كنتُ في عَجَلة من أمري؛ تركتُ موقف السيارات لمكان أبعد بقليل؛ لاستقِل سيارة مسرعة لعملي، ركبتُ بجوار السائق بعد إلقاء السلام عليه، لم أنتهي من الاستواء في جلستي حتي اخترق مَسمعي كلماتُ كالرصاص من شيخ ينتحب ويتمسكن ويتصَنع البكاء
كان صوت صادر من فلاشة صغيرة.
كان موضوع الخطبة عن قصة تبدو مُلفقة ومضحكة بعض الشيء لشاب تنصر ثم ترك النصرانية وكان نص الكلام هكذا من فم الشيخ: " ورجع الأخ لبيته وعنية مليانة بالدموع، خلع السلسلة اللي فيها الصليب ورماها وفضل يصلي لربنا ويستغفر ويقوله: سامحني يارب أنا رجعت ليك من تاني، رجعت من كفري وضلالي، رجعت لعقلي ، رجعت لبر الوالدين والإحسان" .......وعندها لم اتمكن من السيطرة علي نفسي وانطلقتُ في الكلام مستنكراً ما اسمع من بهتان وتُّرَّهات قائلاً: وهل نحن المسيحيون لا نبر والدينا ولا نحسن لأحد ولا ولا مما يُعدده هذا الشيخ ؟؟؟!!
فالتفتَ السائق في دهشة مأخوذاً من كلامي، فتابعتُ قائلاً:
كفاكم كذباً وتلفيقاً وكراهية وتحريض وغل، دهور وأنتم تكذبون علي الدنيا وعلي أنفسكم وتصفونا بما ليس فينا، نحن لا نعبد ثلاث ألهة كما تدعون، نحن لم ولن نقل أن لله ولداَ وأنه اتخذ صاحبة، هيهات ما بين كلمة ابن الله وكلمة ولد الله، الفاتحة عندكم هي أم الكتاب، وسورة ياسين هي عروس الكتاب أفلا تعقلون المجاز يا أرباب اللغة؟! الله روح مالئ الكون لا يحده حدود.
فسألني قائلاً: وماذا تقولون عن عيسي؟ أليس إنساناً هو؟
جاوبته قائلاً: نعم إنسان طاهر من أم طاهرة، اصطفاها الله علي نساء العالمين،
قال: فلماذا تقولون عليه الله؟!
قلت: نعم هو إنسان كامل، تجلَي فيه الله بروحه وكلمته.
قال : وهل يتجلَي الله في بشر؟!
قلتُ: كما تجلي ربك في القديم في الجبل والشجرة وكلم موسي من خلالها.
قال: فماذا هو اذاً ؟ إله أم إنسان؟!!
قلتُ : هو إنسان طاهر من العيوب وجيه في الدنيا والأخرة، اتحد به الله بقوته وكلمته، فكان يعيش بين الناس في صورته البشرية الكاملة ( إنسان من لحم ودم وروح) ولكنه الوحيد بدون خطية ، يقول كتابنا المقدس:" شابهنا في كل شيء ما عدا الخطيئة وحدها" المسيح الوحيد الذي ذُكر عنه في قرأنكم أنه كان يخلق، فهل يوجد خالق سوي الله سبحانه، فأسرع في الإجابة قائلاً: كان يخلق بإذن الله، قلتُ له: أحسنت، نعم ونحن لا نختلف معكم في هذا، حقاً كان يخلق بإذن الله المتحد به، فهل مَن يخلق كمن لا يخلق؟!
قال: فكيف لإنسان متحد ومتجلي فيه الله أن يموت؟ أنتم تقولون عن عيسي أن اليهود صلبوه.
قلتُ: هو أتي إلي العالم ليموت فداء البشرية ، ألم تذكر قصة إبراهيم وابنه اسحق الذي فداه الله بكبش وقيل عنه " وفديناه بذبح عظيم" هل كلمة عظيم كانت للكبش حقاً؟! أم أنها رمز وإشارة للذبح العظيم الذي سيأتي فداءاً للناس جميعاً من خطاياهم التي مَلكتْ في طبعهم البشري الضعيف بعد سقوط أدم رأس الخليقة : «عصى آدم فعصَت ذريته» لذلك لم يكن المسيح من زرع بشر حتي لا يرث العصيان ويكون الذبيحة الكفارية التي بلا عيب ولادنس، المقدمة علي مذبح العدل والحب الإلهي ( الصليب ) فصعد المسيح بإرادته علي مذبح الصليب ليموت بارادته ويفتدي العالم حتي " لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"،
جاء في أحاديثكم: "ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه"
( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب ) . وفي رواية للبخاري : ( ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد ، فيستهل صارخا من مس الشيطان ، غير مريم وابنها .
أفلا تستوقفكم هذه الأحاديث للتأمل ولو لبرهة من الزمن ؟؟؟!!!
كيف ينخس الشيطان كل بني آدم، ولم يستطع فعل هذا مع المسيح وأمه؟ أليس هذا لأن المسيح متحد به روح الله، كلمة الله، إتحاد بلا إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير.
فجسد المسيح البشري ظل جسد بشري قابل لكل ما للبشر من طبائع وصفات ماعدا الخطية وحدها، فلهذا كان من الطبيعي أن يموت المسيح كإنسان
لأن اللاهوت المُتجلي فيه لا يموت، وبهذا تم الفداء؛ بموت " الذبح العظيم" علي مذبح الصليب
وكان عظيماً بإتحاد وتجلي الله فيه، لأن عصيان العالم والبشرية ممثلة في آدم كان موجه لله العظيم القدير.
صرخ السائق عندها قائلاً كذب كذب كذب، عيسي المسيح لم يَمُت بل شبه له ورفعه الله إليه ،
جاوبته قائلا: ألم تقل الأية الكريمة "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"
فكيف لم يمت عيسي المسيح، قال: نعم هو وُلدَ وصَعدَ ولم يمُت،
فقلت له: الأية صريحة في ترتيبها للأحداث، ونحن متفقين معها جداً: الولادة، والموت، والبعث حياً،
وهذا ما جاء في كتابنا مطابقا للأية الكريمة،
قال السائق متسرعاً: كتابكم محرف ولا نؤمن بما جاء فيه.
أجبته قائلاً: تقول الأية الكريمة: "لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ" وأيضاً " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
فمن يستطيع أن يبدل ويُحرف كلمته سبحانه وتعالي؟؟! هل عجز الله عن حفظ كلمته؟! أليس الأنجيل أيضاً كلام الله الذي يُذَّكر الناس ويعرفهم وصاياه، فكيف يتركه الله للتحريف ووعده في كتابكم وكتابنا بالحفظ وعدم التبديل!! فقد جاء في الإنجيل ما يطابق الآيتين الكريمتين في قرآنكم : " (إنجيل متى 5: 18) فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.
فكيف تتهمون الله بترك الإنجيل ليد التحريف ؟!! كيف أثق إذاً في هذا الإله أنه لم يترك هذه اليد الأثمة مره أخري لتحرف كتابكم أيضاً، إن كان كلامكم عن تحريف كتابنا صحيح ؟؟!
حاشا لله يا أخي أن يترك كلمته للعبث والتحريف فسبحانه لا تبديل لكلماته فهو القدير ذو الجلالة والإكرام.
قال : وما الحاجة لأن يتجلي الله بروحه وقدرته في عيسي ليكون الذبح العظيم لفداء البشر ؟!
الله رحوم غافر الذنوب فلماذا الفداء وسفك دم عيسي البريء ؟!
أجبته قائلاً: لأن أجرة الخطية هي الموت ( الهلاك الأبدي ) كما حكم الله منذ بدء الخليقة،
وسبحانة لا يرجع ولا ينسخ كلامه وأحكامه، فهو العادل وأيضاً الرحيم،
فالعدل والرحمة تلاقيا في شخص المسيح ليكون الفادي العظيم .
فقال: لا حاجة لكل هذا ! فالله غفر لأدم دون ذبح عظيم وكفارة، فسبحانه قادر علي كل شيء.
أجبته قائلاً: أنت تقول : "مادام الله قادر علي كل شيء ، كان غفر لأبونا آدم وخلاص دون الإحتياج لخلاص يسوع بالفداء" ..... وبنفس منطقك ومن كتابك أرد عليك،
لماذا أمر الله موسي أن يقتل بني إسرائيل بعضهم بعض للتكفير عن خطيئة عبادة العجل ، رغم توبتهم وقبول الله لهذه التوبة ؟؟ سورة البقرة ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ( 54 ) ) . وإليك تفسير الأية :
أمر موسى قومه - من أمر ربه عز وجل - أن يقتلوا أنفسهم قال : واحتبى الذين عبدوا العجل فجلسوا ، وقام الذين لم يعكفوا على العجل ، فأخذوا الخناجر بأيديهم ، وأصابتهم ظلة شديدة ، فجعل يقتل بعضهم بعضا ، فانجلت الظلة عنهم ، وقد أجلوا عن سبعين ألف قتيل ، كل من قتل منهم كانت له توبة ، وكل من بقي كانت له توبة .
لاحظ معي أخي : أن كل مَن قتُل كانت له توبة .. ورغم ذلك لم يكتفي الله بتوبته بل وجب موته .... وهكذا في المسيحية ، لابد من ذبيحة تكفير " كفارة" .
وكان الكفارة والذبح العظيم هو يسوع المسيح الذي غفر بدمه وطهرنا وعتقنا من موت الخطيئة ( الهلاك الأبدي ) " وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد اعطي بين الناس ، به ينبغي أن نخلص "
وعندها وصلنا إلي محطة النزول، ووصلتُ معه إلي نهاية النقاش وودعته قائلا : الله محبة ولا داعي لهذه الخُطب المحرضة علي الكراهية التي تحاول أن تُسمعها للركاب والتي تؤجج الكراهية فكفانا دماء بفعلها،
اعبد ربك كما تشاء ولكن لا تقهر حريتي، ولا عَلاقة لك بما اعبد، فلا داعي للتهكم علينا وسبنا وشتيمتنا حتي في وسائل المواصلات: من كاسيت، وسي دي، وفلاشات، فيكفينا: الفضائيات، ومكبرات الصوت فوق المأذن والبنايات، يا أخي عش حياتك كما تريد، واحترم ايضاً غيرك في اختياره لحياته،
لا تقررون لنا، فلنا عقول نقرر بها ونختار، فكفاكم صراعاً، وإرهاباً لنا، فالله محبة الله محبة الله محبة،
وانطلقتُ في طريقي وأنا أرددها بأعلَي صوت،
وما للمارة والسائقين وكل المكان إلا أن التفتوا لمصدر الصوت، و اندهشوا لماذا أقول هذا وما كان بيني وبين السائق من نقاش !!!
*****************
حدث أمس أثناء ذهابي لعملي
ولم أغير كلمة واحدة مما حدث بالفعل
ميلاد ثابت إسكندر



#ميلاد_ثابت_إسكندر (هاشتاغ)       Melad_Thabet_Eskander#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هتشرق شمسنا ده أكيد
- *** مُجرد رأي ***
- *** اسمعوا وعوا ***
- *** حس بيَّا ***
- *** لم تَعد هناك رمال لدفن رؤوسنا ***
- ** لو فاهم غير كده؛ غلطان **
- الإرهاب صناعتنا
- نستنكر نَشجُب وبشدة
- *** عرفتي أنا مي؟؟؟ن ***
- لو قولتها هتعذروني ؟؟؟
- الحق طريد
- بتنجان
- يا حبيبتي يا مصر
- ألف نيلة ونيلة
- ليه صعب؟
- مفارقات الدراما التراجيدية
- توت توت
- اهتز القلم
- إلي متي يا عربُ ؟؟؟
- حقيقة أنتي ولَّا خيال ؟!


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميلاد ثابت إسكندر - حدث بالفعل