أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وسام جوهر - لا … لكتاب ايزيدي مقدس !















المزيد.....

لا … لكتاب ايزيدي مقدس !


وسام جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 18:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


السويد 2018-01-24

منذ فترة وانا افكر و لكني اتردد قليلا ان انشر مقالي هذا، وذلك خوفا من ان تهب علينا عاصفة عاطفية هوجاء اساسها سوء فهم المقال. في النهاية قررت النشر لقناعتي باهمية الفكرة كمساهمة لفتح نافذة على اروقة التاريخ بحثا عن اثار ايزيدية، عقيدة و لغة و شعبا مع التركيز هنا على العقيدة، اصلها و منشأها، طارحين وجهة نظرنا مادة للحوار لمن يريد.
اخترت عنوان المقال و عن قصد و فيه نغمة تحدي او صدمة.
عندما كنا صغارا كنا نشعر بكثير من الاحراج و الاسى عندما كان محيطنا يحاججنا بان الايزيدياتي ليست ديانة سماوية لانها تفتقد كتابا سماويا ! واعتقد ان اطفال و شباب اليوم و معهم الغالبية الساحقة من الايزيديين انما يشعرون بهذا ويعدونه خللا و قصورا من لدن اهل الدين ، فيلومونهم، و صار الامر اكثر تعقيدا اليوم ليتهمون اهل الدين بفشلهم في اخراج كتاب مقدس ايزيدي اسوة بالانجيل المسيحي او التوراة اليهودي او القران الاسلامي. !
كنت الى الامس القريب من مشجعي هذه الفكرة لكنني و بكل تواضع و بعدة فترة من البحث في لب العقيدة و في تاريخ المعتقدات و العقائد و الاديان و تاريخ تطور الانسان بايولوجيا و فكريا وجدت ما سرني و اذهلني في ذات الوقت وما دفعني الى موقفي المشار اليه هنا.
ما انشره اليوم ليس الا مقالا محدود المحتوى، اذ لا يمكن له ان يتسع الى الكثير من التفاصيل و الجزئيات، و انا سعيد ان احرّك الفكر لدى المهتم من القراء لبمادرة حوارية بين المهتمين من كل الاصناف، في محاولة الولوج في عمق التاريخ علّنا نجد ما يبرهن و بالادلة التاريخية ما هو سائد بين الايزيديين عن قدم دينهم او عقيدتهم، لانني بصراحة لست مرتاحا من الاستناد على اطلاق هكذا كلام دون اية مصادر او ادلة او براهين او حتى اجتهادات او تأويلات عقلانية منطقية لها حظ من القبول.
اولا اريد ان اركز على نقطة اجدها على غاية من الاهمية، الا وهي التمييز بين العقيدة و الدين، فليس كل عقيدة او معتقد هي بالضرورة دين، ولكن كل دين يتألف من لب وهو عقيدة هذا الدين و من جسد (القشور) هو مظهر الدين من طقوس و عبادات و سلطة.
شخصيا ارى ان تحول الانسان من المعتقد الى دين كانت نقطة تاريخية كارثية، اذ كانت بداية لاستعباد الانسان من قبل تالف خبيث بين الحاكم صاحب السلطة و الكاهن صاحب القدسية التي وضعها في خدمة الحاكم بان شرعن له خلافة المقدس على الارض فكانت النتيجة ان الانسان صار عبدا و المعبود لم يعد قريبا منه بل صار الوسيط هو ظل الاله الغائب البعيد و حال لسان هذه السلطة المطلقة.
المعتقد و على عكس الدين بدء مع الانسان العاقل منذ مئات من الاف السنين بعد ان دخل الانسان مرحلة الوعي و خرج من عالم الحيوان و الذي كان فيها حيوانا انسانيا الى عالم الانسان و بداية لنا ان نقول انه اصبح انسانا حيوانيا.
المعتقد كان شأنا ذاتيا خالصا بالانسان الفرد حيث لا لغة لديه ليتواصل مع الاخرين، ثم و مع مرور الزمن و تطور اللغة صار الانسان الفرد و خاصة بعد اكتشاف النار قبل 700 الف عام كائنا اكثر جماعيا و اجتماعيا ليتقاسم او بالاحرى يطور المعتقد في المجموعة الى معتقد العالة و القبيلة ، ليتطور لاحقا مع قيام اولى المدن الى ظهور الشعوبية و لتصبح العقيدة عقيدة شعب. اي اننا نتكلم عن الهوية المتكونة من "القوم و العقيدة" متحدتان لا منفصلتان وهذا خير دليل لمن يقولون بلاوحدة الدين و القومية في هوية الشعوب، و اليهود و الايزيديون انما يحملون الى يومنا هذه البصمة التاريخية و شاهدا على ما نقول بان الشعب الايزيدي قوم كباقي الاقوام.
انا الراي عندي بان الاصل في الايزيدياتي انها عقيدة وليست دينا وانها في زمن متأخر جدا قياسا الى عمر هذه العقيدة تم تحويلها الى دين، ولكن و اقول لحس الحظ ان اصالة هذه العقيدة و تجذرها العميق في وعي الانسان الايزيدي فردا و جماعة، استطاعت ان تحافظ على جوهرها وهذا واضح جدا في الكثير من العلامات الفارقة المهمة في الايزيدياتي، ولعل خلو الايزيدياتي من فكرة الانبياء والرسل خير دليل على ما نقول . وهناك الكثير من الشواهد الاخرى لا مجال لذكرها هنا و مع ذلك اقول رغم ان العقيدة تم تغليفها بقشور الدين الا ان دينية العقيدة مرنة و غير قاسية مقارنة بالاديان الاخري.
والان الى نقطة مهمة جدا الا وهي انا مقتنع اليوم بان هذه العقيدة في جوهرها غنوصية باطنية صوفية وهي قديمة قدم ظهور الانسان لان لب هذه العقيدة تشير بوضوح للعين الفاحصة انها ذاكرة التاريخ البشري وجودا و تطورا فكريا عقائديا.
والان عودة الى عنوان المقال و لماذا اقول لا لاخراج كتاب "مقدس" للايزيديين. ببساطة لانني لا ارى في ذلك منفعة، بل مضرة كبيرة تقتل روح الايزيدياتي.
انا لا اقول، لا لتدوين كل الموروث الايزيدي و منه الديني و اقول نعم لاخراج كتب و ليس كتابا واحدا فقط يتناول التأويل و التفسير و ما الى ذلك. لكنني اقول لا لتحويل العقيدة الحيّة الى جسد جامد في قالب مقدس ظاهره عسل و باطنه سم قاتل.
الاصل في المعتقد الغنوصي الموغل في القدم ان لا تكتب النصوص بل يتم نقلها شفاهيا ! نعم هذا صحيح و نعم هذا هو سر عدم وجود كتاب مقدس لدى الايزيديين، و الكهنة او رجال الدين الايزيدي انما التزموا و ملتزمين بهذا المبدء الاصيل و ليس بسبب الجهل او الامية او حتى خوفا من التحريف او من اطلاع الاخرين عليه. الغنوصيون الاوائل فعلوا هذا ولم يكتبوا ابدا، وهكذا كان الامر بداية مع كهنة المعتقدات الفيدية الهندية و التي تعد الاخت للغنوصية، اذ لم يكتبوا حرفا بل كانوا شفاهيين الى ان تم تحويل هذه المعتقدات الى ديانة اسمها الديانة الفيدية كاول ديانة في العالم، و لتبقى الغنوصية مخلصة تطور معتقداتها مع الزمن دو ن ان تتحول الى ديانة.
الاصل في الفكر الغنوصي ان المعرفة (العلم) لا يكتب بل ينقل شفاهيا لان الكتابة تقيّد الفكر في عالم النقل الجمودي و لنا من كتب الاخرين المقدسة خير دليل و برهان.، بينما في الشفاهية حيث يتلقى التلميذ المعرفة (العلم) من معلمه او شيخه مباشرة، حيوية و فاعلية و جوانب حسية روحية تعمق المنقول في ذات المتلقي و مع تطور التلميذ له امكانية و حرية تطوير النص ليتلائم مع الزمان و المكان و ذلك على عكس المكتوب الجامد، و كلنا نعلم ان غير المسلم يضرب كثيرا المثل بالقران عندما يقول مثلا : هذا ليس بقران لكي ناخذه حرفيا و ان مر الاف السنين على اصل النص. الديانات الابراهيمية في كتبها المقدس متورطة في كتبها الجامدة و صارت الحاجة الماسة تدفع بالكثير من المسلمين الى المطالبة باجراء اصلاحات او تعديلات على الاقل في مجال التاويل للتخلص من فهم الكتاب المقدس ظاهريا و الذهاب الى باطن الايات. و لعله من نافلة القول هنا بان عدد الملحدين و بسبب هذا الفكر الديني الجامد و في جميع انحاء العالم في ازدياد مطرد ومقلق لاهل الديانات بشكل عام و الديانات الابراهيمية بشكل خاص و كل املي ان لا يصبح الالحاد دينا لان في ذلك طامة كبرى.
النص الديني الايزيدي باطني في منشآه و متطور مع رحلة الزمن منذ ان وجد الانسان العاقلل، فما الحاجة و اي عقل و عقلانية للانتقال من الحي المتطور مع الزمن الى الجامد القاتل والمستعبد للانسان؟
وكلام اخير: انا المقدس انسان لا يريد ان يعبد اله من صنع البشر بل يعشق موجودا في كل شيء...



#وسام_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية سياسية حول النظام السياسي القادم لاقليم كوردستان
- ثلاثة اسباب رئيسية لهزيمة اقليم كوردستان
- قراءة نقدية في تجربة الادارة الذاتية
- الاتحاد الوطني الكوردستاني بين مطرقة البارزاني و سندان السلي ...
- من الريفراندوم الى الريفورم يا سيادة الرئيس !
- الاستفتاء من الهجوم الى الدفاع
- المجلس القيادي السياسي الكردستاني/ العراق، تخبط سياسي ام ماذ ...
- لا لتغييب و اغتصاب الحق الايزيدي في معمعة الاستفتاء
- استفتاء من اجل الاستفتاء !
- وهم الله الواحد
- يزدا بين الطموح و الواقع
- البارزاني يخير الايزيديين ويا ليته لم يفعل
- قوة حماية ايزيدخان و ضبابية الرسالة السياسية
- قوة حماية ايزيدخان تحت المجهر
- الاء الطالباني: ترمين الناس بالحجارة و بيتك من زجاج؟!
- رقص على جراح سنجار بسمفونية من الانبار
- نادية مراد تؤدي رسالة انسانية ... ادعموها و لا تنهشوها !
- اعادة بناء الانسان اليزيدي ، New Ezidism
- مؤتمرات المصالحة و حوارات الاديان تجسد الطائفية و لا تعالجها
- المفكر اياد جمال الدين جسر بين الديني و الدنيوي


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وسام جوهر - لا … لكتاب ايزيدي مقدس !