أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اليأس في قصيدة -لا وقت لدي- عمار خليل














المزيد.....

اليأس في قصيدة -لا وقت لدي- عمار خليل


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


اليأس في قصيدة
"لا وقت لدي"
عمار خليل
لكل حالة نفسية تلازمنا نستخدم ألفاظ تناسبها، أو تعبر عن حالتنا وما نشعر/نمر به، وعندما نكون في حيرة من أمرنا وعدم قدرتنا على تحديد ما نريده بدقة، نكون كمن يعبث بالأشياء للتسلية ليس أكثر، فتبدو كمن يضيع الوقت أو يسعى لتضيع الوقت، فلا يوجد يقين يجعلنا نشد الهمة أو نسرع، وهذه الحالة تنطبق تماما على قصيدة "لا وقت لدي".
"عمار خليل" يقدم على خوض تجربة عاطفية غير مقتنع بها، أو هو متردد تجاهها، لهذا نجده يستخدم ألفاظ تعبر عن عدم القناعة بهذه العلاقة وعدم إيمانه بمتابعتها، لهذا نجده يكرر عبارة "لا وقت لدي" وكأنه قرفان/يأسان من متابعة هذه الطريق، أما فيما يتعلق بالألفاظ فنجده يعتمد على الألفاظ المايعة أو التي تعطي معنى الانسيابية، أو معنى الخلل والعطب وعدم سلامة الشيء:
" لا وقت لديْ ..
لا وقت لدي ..
فأنا المشغول بلا شيءٍ !
وأظل أفتشُ ..
في جيبي المثقوب على .. ذكرى
لأخيْط شعوري
ا
ل
م
ن
س
و
ل
بلا إبرهْ .."
فكرة العبث حاضرة في المقطع السابق وأيضا الالفاظ تخدم وتنسجم مع المضمون، حتى عندما قطع الشاعر لفظ "المنسول" كأنه أريد به أن يؤكد على حالة العبث التي تلازمه.
يؤكد لنا "عمار خليل" ما يمر به من مشاعر مضطربة فيقول:
" لا وقت لدي ..
م
ط
ر
ي
يتدفق ..
من مزراب العطشى
أجمعه في .." يأخذ المطر معنى الانسياب وعدم الثبات في مكان معين، وهذا المعنى يخدم الحالة التي يمر بها الشاعر، لهذا وجدنا يعبر من خلال اللفظ عما يشعر به.
ويوكد لنا حالة العبث التي ترزمه من خلال هذا المقطع:
" لا وقت لدي ..
وأنا المتدلي ..
أحاول مسّ جدائلها
أتأرجح كالوتر
ا ل م ق ط و ع
على عو دٍ
لم يعزف بالمَرّهْ "
فعل "أتأرجح، مس، لم يعزف" تعطي مدلول (المياعة) وعدم حسم الأمور، ونجد الوتر المقطور الذي لا يفيد في العزف، كل هذا يعطي دلالة إلى الحالة البائسة التي يحاول الشاعر أن يعبر عنها في قصيدته.
يحاول الشاعر أن يهدد تلك المرأة التي لا تلقي له بالاً من خلال اقناع ذاته بأنه يهدد، فيرفع وتيرة الصوت عنده ويبدو شبه متزن فيقول:
" لا وقت لدي ..
سأعيد شرايني
في درب الزعتر
فوق تلال الشمس
لأصنع يومًا عطرهْ "
ها هو يعود إلى الطبيعة التي تمنحه شيء من الاتزان والهدوء، لكن هذه العودة ليست طبيعة/عادية بل تمثل حالة هروب وعدم القدرة على المواجه، وهذا ما أكده لنا في المقطع الاحق:
" لا وقت لدي ..
سأرتب مكتبتي
وأعيدُ بلا خوف
كتب الحب
وكوشان القلب المسكون
بلا أجره .."
بعد أن يعود الطبيعة التي منحته شيء من الاتزان يتقدم من الكتابة /القراءة التي ستعطيه مزيدا من الهدوء والسكينة والاتزان.
لا ندري هل حقا الشاعر تخلص من حالة عدم الاتزان أم أنه ما زال يعاني منها، خاصة بعد أن التجأ للطبيعة وللكتابة/القراءة، فاهو يتغنى بالمرأة الأخرى، وكأنه بهذا التغني يريد أن يرد على المرأة الأولى، أو يريد أن مآثره لكي تتحسر على فقدنه وتحاول أن تتقرب منه، من خلال فعل الرقص وطبيعة المشهد الرومنسي الذي يرسمه:
" لا وقت لدي ..
إني أختار ببطئ ٍ
ربطة شَـكْـلِـــي
أحْضُرُ فيها ..
حفلة ميلادي ،
كي أرقص ،
فوق الشمع وأطفئها
تهديني امرأة ٌ
من عينيها زهرهْ ."
لم تكن تلك المشاهد إلا وهما من الأوهام التي يحاول فيها "عمار خليل" أن يقنع ذاته بأن تلك المرأة التي لا تلقي له بالاً هي التي خسرته وليس هو الذي خسرها، رغم عدم قبولها به وحتى أنها لم تعطيه شيء من اهتمامها، لهذا نجده يعود إلى حالته الأولى التعبة واليائسة فيقول في خاتمة قصيدته:
" لا وقت لدي ..
فأنا مشغولٌ ..
مشغولٌ ..
مشغولٌ مثل الضوء
على
دَرَج ِ
العتمة ْ ..
لا أحمل قنديلا
لكني أحمل ... فكرهْ . "



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألم والحب في قصيدة -رهبة الوجد- منصور الريكان
- أسئلة الوجود في رواية -أديب في الجنة- محمود شاهين
- الخط القصصي في -مريم البلقاء- علي السباعي
- مناقشة كتاب -نقش الريح- في دار الفاروق
- الفرق ديوان -وعد- اسماعيل حاج محمد
- الشاعر في ديوان -قربات كأشجان الحفيف- عيسى الرومي
- المتعة في كتاب - نقش الريح- نعيم عليان
- الحرية في ديوان -إحدى مراياه- عيسى الرومي
- الأفكار (المجنونة) في كتاب -هيا نكتشف ها نخترع- سعادة أبو عر ...
- المتعة والمعرفة في مسرحية -الكلب الذي لا يأكل لحم صديقة- سعا ...
- العاطفة والجسد في رواية -شيء من عالم مختلف- للكاتبة وفاء عمر ...
- السرعة في قصيدة -نبض الأرض- عمار خليل
- الحيرة في ديوان -أبجديات أنثى حائرة- سماح خليفة
- الاضطراب في ديوان -سيدة الأرض- اسماعيل حج محمد
- الطبيعة في مجموعة -روت لي الأيام- -املي نصر الله-
- مناقشة كتاب: -مُبكر هذا يا فتى- للدكتور الأديب سامي الكيلاني
- المدينة والمجتمع في -زرقاء بلا ذنوب- -سعادة أبو عراق-
- التكثيف في رواية -أقواس الوحشة- محمد سلام جميعان
- -قلعة البحر- -سعادة أبو عراق-
- التألق في قصيدة -رواية بين الثنايا- جاسر البزور


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اليأس في قصيدة -لا وقت لدي- عمار خليل