أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - بمناسبة مرور سنة على رئاسة ترامب!














المزيد.....

بمناسبة مرور سنة على رئاسة ترامب!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 23:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مر عام على جلوس دونالد ترامب على كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة. عام من الصراعات والتناقضات واشتداد لغة الحرب وتهديد الدول، عام مليء بالتغيرات السريعة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. تتسم المرحلة الحالية بعبور العالم لمرحلة التغيير النوعي في العلاقات السياسة الدولية وتغير مكانة الاقطاب والتغيير في توازن القوى واللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية.
ربما يظهر لاول الوهلة بأن السبب الرئيسي في كل هذه التغييرات هو انتخاب ترامب كممثل الواجهة الرئيسية للعنصرية والفاشية في اكبر دولة اقتصادية وعسكرية، وكممثل للنخبة اليمينية والمتطرفة للسياسية الامريكية، ولكن انتخاب دونالد ترامب في هذا الزمان والمكان المحددين هو حصيلة مرحلة معينة من تاريخ الرأسمالية العالمية ووصولها الى نقطة معينة في خضم التناقضات والصراعات الطبقية للمجتمع المعاصر. اي ان انتخاب ترامب ليس وليد الصدفة او التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية في العام الماضي وانما هي وقوف اكثرية الاجهزة والمؤسسات الحاكمة في امريكا معها، امثال الامن الوطني والسي آي اي واكثرية القادة في الجيش ودوائر صنع السياسية وحتى اكثرية الجرائد والأقطاب الاعلامية. ان ترامب ليس ممثلا عن نفسه وانما هو ممثلا عن النخبة في الطبقة الحاكمة الامريكية، ولكن بدون غطاء وبلغة الشارع والوجه الحقيقي لممثلي الطبقة البرجوازية الامريكية.
ان التمعن في كل لحظة من عمر حكم ترامب السياسي خلال السنة الواحدة، يظهر بجلاء اتباع السياسة الغير انسانية بحق البشرية ويظهر مدى أبتعاد مصالح الرأسمالية مع مصالح الانسانية، ومدى المسافة والفجوة بين الطبقة البرجوازية المتطفلة القليلة مع اكثرية المجتمع وخاصة الطبقة لعاملة والجماهير الكادحة. وتظهر مدى كذب ورياء الطبقة الرأسمالية بتظاهرها كأكثر نموذج صالح للبشرية وكممثل للديمقراطية والليبرالية والتعددية في البرلمانات والانتخابات السياسية. ان من لم يفهم وحشية وبربرية النظام الرأسمالي حتى قبل انتخاب ترامب، فليتمعن قليلا حتى يعرف الحقائق بالادلة الدامغة الغير منسية والمستمرة في ايامنا هذه. انظروا الى الصراع في كوريا الشمالية وايران واوكرانيا واليمن والعراق وسورية وليبيا وفنزويلا سياسيا، والصراع في الصين والهند والبرازيل وروسيا والمانيا وامريكا اقتصاديا، وصراع الشركات والكارتيلات الاقتصادية بعضها مع البعض بعد افلاس احدهم بعد الاخر وانتشار البطالة في كل مكان وتوسيع رقعة الفقر والجوع، حتى وصولها الى الدول الصناعية والمتقدمة والانتشار الواسع في العيش بالملاجيء والشوارع، وانعدام الامان في ايجاد فرص العمل وتنصل الشركات والدولة من القضايا الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي والتقاعد والضمان الصحي وحق المسكن و....الخ. ان وصول النظام الرأسمالي الى هذه المرحلة هو حصيلة التناقض الجوهري لهذا النظام مع تطلعات البشرية وامالها.. ومع القيم الانسانية واصل وجود الكائن البشري على هذا الكوكب.
ان استمرار البربرية سيكون حليف البشرية اذا لم نقوم بعمل ما لقلب هذا النظام الوحشي والبربري وارساله الى مزبلة التاريخ. وان ارسال هذا النظام الى المقبرة لا يتم الا عن طريق القوة وان القوة لا تأتي الا بالقوة المنظمة الواعية والطبقية، اي الطبقة النقيضة للطبقة الحاكمة. ان النظام الراسمالي لا يتغير الا عن طريق الثورة الاجتماعية وان الثورة الاجتماعية في يومنا هذا هي من نصيب الطبقة العاملة. ولكن الطبقة العاملة العالمية هي اليوم في اضعف حالاتها وان استعداداتها الطبقية هي في طور الدفاع، وحتى قسم كبير من اليسار الغير عمالي في العالم وقع تحت تأثير الطبقة الرجوازية العالمية. ان هذه الوضعية هي العامل الرئيسي لتطاول يد البرجوازية وهجومها على الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والمحرومة، واطلاق يدها في ان تهاجم على كل القيم الانسانية بدون غطاء وبهذه العلانية!! ان دونالد ترامب هو الانعكاس الحقيقي لنموذج الشخص البرجوازي المعاصر بدون تجميل!! ولهذا ترامب ليس شاذا وليس غريبا وليس منافقا مع مصلحة طبقته اي الاغنياء، وانما هو النموذج الصريح والمجسم لكل الطبقة الرأسمالية العالمية. ان ترامب هو ابن طبقته وأصبح رئيسا لاكبر دولة رأسمالية جاء مع متطلبات مرحلة الراسمالية المعاصرة، اي القيام بكل شيء بدون غطاء وبنية معلنة من اجل خدمة النظام الرأسمالي المتطفل والمتعفن!. وان لغته هي اللغة الاصلية للطبقة البرجوازية وان اعماله هي تعبيرا عن مصالح طبقته ووحشيتها وكرهها للبشرية وهي الخصائص الحقيقية لنظامه مع الانسانية.. وان دفاعه الشرس عن الرأسماليين والشركات والبنوك هو الدفاع الحقيقي بدون كلمات الدبلوماسية والقاموس السياسي البرجوازي المعمول به.. ان هذه المرحلة في عمر الرأسمالية هي اخطر المراحل، لان البربرية أصبحت الغذاء اليومي لها والوحشية ستكون قانونها والفناء سيكون مصيرنا..
ليس هناك خيار اخر غير النضال ضد النظام الراسمالية. وليس هنالك طريق الا الطريق الى الاشتراكية. وليس هنالك قوة لتغيير هذا النظام الا قوة الطبقة العاملة. ولا راية لدينا ان نجتمع تحتها الا الراية الماركسية. ولا تنظيم بأمكانه التغيير الا تحزبا شيوعيا وعماليا. ولا افق بأمكانه الوصول الى الانسانية الا الافق العمالي والشيوعي. ان هذا ليس مبالغا فيه وليس خيالا وليس وهما وانما هو حقيقة عصرنا، والتي تأخرنا فيها عن دفن الوحش الراسمالي حتى اصبح عملاقا، ولكن يجب ان نناضل اكثر حتى بأمكاننا السيطرة على قوتنا لقطع رأس هذا الوحش الدموي ودفنه للابد.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة القوائم الانتخابية في العراق واستعداداتنا!
- حول التظاهرات الاخيرة في ايران!
- حول الاحتجاجات الجماهيرية في كوردستان العراق!
- مهمة تسليح العمال المنظم
- العبادي ودون كيشوتية الفساد والاصلاحات!
- الارهاب والبربرية، صفات الراسمالية المعاصرة!
- في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر الاشتراكية!
- موقف الشيوعيين من الاحداث الاخيرة في العراق!
- هل الاشتراكية ممكنة في الدول الغربية؟
- تهديدات العبادي بالضد من استقلال كوردستان!
- تعدد الاراء والتحزب الشيوعي!
- الاممية بين العمال في كوردستان والعراق!
- البرجوازية.. وعدم الاستقرار في العالم!
- اسس عملية التغيير في المجتمع
- الخطاب الانساني والخطاب الغير انساني
- حزب جديد للدليمي، خداع اخر!
- من اجل الاستعداد للمواجهة!
- انتهاء عملية -تدمير الموصل- وماذا بعد؟
- في الدفاع عن تاكتيك استفتاء واستقلال كردستان العراق
- محور الصراع في الشرق الاوسط


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - بمناسبة مرور سنة على رئاسة ترامب!