أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - أموت في أمك يا تميم














المزيد.....

أموت في أمك يا تميم


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقدر احترامي وحبي للمرحومة حماتي والدة زوجي تميم ، لم أعلن يوماً أمام زوجي " أموت في أمك يا تميم " ، لكن عندما قرأت الخبر الذي أشعل النيران بين قطر والامارات ودخلت السعودية على خط الرفض ، معلنة أن " رمي المحصنات " من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع العربي . ضحكت وأخذت أردد " أموت في أمك يا تميم" ، بالطبع لم يعجب ذلك زوجي ، معتقداً أن الحب المفاجئ لوالدته لمصلحة ما أو لغاية في نفس يعقوب ، وبقي يعقوب معششاً في مخيلته ، حتى قلت له أنك كل الابجديات ولا حاجة لمطاردة حب والدتك .
كعودة الذاكرة الى النبع ، تذكرت الأستاذ الشاعر " سعود الاسدي" في حصة اللغة العربية في المدرسة الثانوية في الناصرة ، حين وقف معلناً بصوته الجهوري ووقفته الشامخة ، مؤكداً لنا الأدب العربي يحمل في طياته الكرامة والكبرياء ، ورفض الذل والمهانة ، وأخذ يردد بأسلوبه المميز ، متلبساً سطوة التاريخ معلقة الشاعر " عمرو بن كلثوم :
الا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الاندرينا
كنا في الصف نصدق منطق التاريخ ، والمعلم كان الجسر الذي يوصلنا الى خزائن الفرح ، ولم نعرف أن الخزائن بعد انهاء المدرسة ستتحول الى بيادر من القلق والخوف والتردد والهموم، أحببنا الشاعر عمرو بن كلثوم سيد بني تغلب الذي غلى الدم في عروقه رافضاً الاستخفاف به ، واحببنا أمه ليلى بنت المهلهل ، الشاعر المعروف بالزير سالم ، وتخيلنا كيف قتل الشاعر " عمرو بن كلثوم " الملك عمرو بن هند " ملك الحيرة ، الذي أراد إهانة الشاعر سيد بني تغلب ، حين سئل في مجلسه اتعرفون أحداً ترفض أمه أن تخدم أمي ، قالوا له ليلى أم عمرو بن كلثوم .
فقام الملك عمرو بن هند بدعوة الشاعر ، وطالبه أن يأتي مع أمه ، وأثناء تقديم الطعام طلبت "هند" والدة ملك الحيرة من ليلى والدة عمرو أن تناولها الأطباق ، فصاحت ليلى مطالبة بالثأر من الملك ووالدته هند التي تجرأت وطلبت أن تخدمها " ليلى " بنت الحسب والنسب وفخر العرب ، فلبى أبنها الشاعر عمرو بن كلثوم نداء أمه ليلى وقتل الملك عمرو بن هند .
حكاية الشيخة " موزة " أو والدة تميم بن حمد أمير قطر ، بدأت بصحفي اماراتي يدعى حمد المزروعي وقد كتب تغريدة " أنا أموت في أمك يا تميم " وهو يقصد الشيخة موزة بنت ناصر المسند ، لا نعرف ماذا قصد الصحفي حمد المزروعي بهذا الاعتراف المميت نحو " موزة " ، هل الموت حباً بامرأة قوية استطاعت أن تبرز في الخليج ،وتدفع زوجها حمد بن خليفة آل ثاني للانقلاب على والده الذي كان في أوروبا عام 1995 ، ثم تدفع ابنها تميم على الانقلاب على والده حمد ، هل لأنها الشيخة موزة تتميز بحبها للازياء و اهتمامها بأن تكون انيقة والاعلام يتمتع بتفاصيل جمالها.
العاصفة والضجيج الإعلامي الذي رافق عبارات الاستنكار الذي يرفض المس بسيدة قطر " الشيخة موزة " دفعني لتأمل هذا الدفاع الذي يسقط في فخ الوجع الأنثوي .
الدفاع عن الشيخة " موزة " وتسونامي الغضب الذي اجتاح قطر والخليج الثائر ضد الصحفي حمد حتى تحول الى معزوفة الشرف الرفيع ، الدفاع عن " موزة " يتسلق سراً عربات النساء اللواتي يتعذبن يومياً نتيجة انتهاك الأنظمة العربية لهن ، لقد صمتت الأنظمة والحكومات العربية على انتهاك حقوقهن ، صمتت وسكتت عندما تم بيع النساء في الأسواق ، وكن ضحايا للحروب والمعارك ، لا أحد من الأنظمة والحكومات تفقد غربتهن بعد تهجيرهن من أوطانهن ، لا أحد فتش عن مآسي المرأة السورية والعراقية والفلسطينية ، لا أحد اهتم للسجينات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية . لا أحد أهتم للمرأة الغزية المحاصرة منذ زمن طويل ، لا أحد يهتم لصراخ المرأة الفلسطينية التي تعتقل وتضرب وتقتل بأيدي الجيش الإسرائيلي .
هنيئاً للشيخة موزة على الأسلحة التي تم رفعها بوجه " الموت حباً " من صحفي عابر أراد نشر حبه أو نشر كرهه ، هنيئاً للشيخة "موزة " لأنها امرأة بلا كوابيس ، حتى تحول "الموت حباً " كابوسها يحق الدفاع عنها ، هنيئاً للشيخة " موزة " لأنها حشرت النساء العربيات المعذبات ، الشقيات ، المنهكات في معارك الرغيف ، وفي معارك الحقوق ، هنيئاً لأن السجينات الفلسطينيات يعشن بالصمت ولم يجدن قلماً وحبراً يدافع عنهن .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت وقبعات السحرة
- شادية وشوقية والجد حسن
- زمن ياسمين زهران
- رؤساء برائحة النفتالين
- تقبيل اليد التي ضربت الخد الأيمن
- ام كلثوم تصافح المرأة السعودية
- ابن الحارة الذي أصبح مخرجاً سينمائياً في هوليوود
- شرشف الشرف المنشور على حبال المجتمع
- الميدالية المزيفة وانتحار مهند
- الحديقة في روما والفزع من ياسر عرفات
- أطفال الكواكب وأطفال المفارق
- نقسم بشرف الأمة أنك مظلومة ولكن
- عند البطون تضيع الذهون
- مغارة 5 حزيران
- قالت ايفانكا ترامب : نحن لا نزرع الشوك
- كل يوم هناك نكبة
- فطوم وعصر الحيص بيص
- ليلة مع الأسرى في زنازينهم
- مسمار صدىء في يوم الاستقلال
- بلفور يغتصب الفتاة اللبنانية


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - أموت في أمك يا تميم