أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - لعبة الموت














المزيد.....

لعبة الموت


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5762 - 2018 / 1 / 19 - 14:37
المحور: المجتمع المدني
    


لم يعد خافياً على أحد بأن لعبة الموت القذرة التي تتكرر بشكل شبه يومي في العراق بأن لها علاقة وإرتباط وشيج بمهنية الأجهزة الأمنية وكفاءتها ومقدرتها على التصدي والضرب بيد من حديد على أوكار الجريمة قبل أن تتحرك لتوجه ضرباتها القاتلة إلى أبناء الشعب .
وكما جاء في الأخبار ، قالت مصادر أمنية وطبية عراقية أن 102على الأقل قتلوا وجرحوا نتيجة تفجير مزدوج إستهدف ساحة الطيران وسط العاصمة العراقية بغداد ، صباح يوم الإثنين15/1/ 2018، ونفذه إنتحاريان يرتديان حزامين ناسفين . ولم تعلن أية جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم . وبعدها حصلت إنفجارات أخرى في مناطق مختلفة من بغداد .
لنأتي أولاً على من له المصلحة في توجيه نيران حقده على المواطنين بشتى قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم ، ومن له المصلحة بإستهداف الساحات العامة التي يؤمها فقراء الناس من العمال والفلاحين والفئات الفقيرة من أبناء الشعب الذين يصطفون في طوابير من أجل إيجاد فرصة للعمل اليومي ليعودوا لعوائلهم وأطفالهم حاملين لهم عرق جبينهم وليحصلوا على ما يسد رمقهم . وبدلاً من هذا يعودوا إليهم بنعوش تحمل أجزاء من أجسادهم الطاهرة .
ومن السهل توجيه التهمة على ( داعش ) وأعوانها طالما لا نملك الدليل القاطع على حيثيات هذه الجرائم وفشلنا في التصدي لها .
ولنعود إلى الإنتحاريان اللذان يرتديان الأحزمة الناسفة ( إن صحت الرواية ) ماذا جنيا بهذه الفعلة الشنيعة غير غضب ودعاء الأمهات والزوجات والأخوات واليتامى عليهم وعلى من مولهم ودفعهم ، وهل أن بفعلتهم أللا إنسانية وأللا أخلاقية هذه إستطاعوا أن يسقطوا الدولة !؟ .
لعبة الموت هذه تزداد حدة كلما إستمر الصراع على السلطة والمال والنفوذ بين القوى السياسية المتصارعة وترك أبواب الوطن مفتوحة على مصراعيها أمام من هب ودب . وسوف لن تنتهي طالما ترعرعت الطائفية والأثنية والفئوية ونمت في مفاصل الدولة .
المنافذ كثيرة والحمد لله ، وهي غير محمية ، وأكثر من هذا وذاك هناك من يُسهل دخول وخروج شذاذ الآفاق ليعيثوا بالأرض فساداً ، وإلا ماذا يعني تكرار هذه الهجمات الإنتحارية والسيارات المفخخة ووجود شبكة واسعة من نقاط التفتيش وكامرات المراقبة !؟ . ألا يعني أن هناك إختراق وهناك من له اليد في تسهيل تكرار هذه العمليات الإجرامية .
لماذا يجري القصاص من أبناء الشعب البسطاء الذين أتعبتهم حياة الذل والهوان والمجاعة والمرض والبطالة ، ولماذا هذه الشريحة بالذات من يدفع الثمن !؟ .

الجميع يتحدث عن الفساد في مفاصل الدولة المختلفة ولكن للأسف لم نجد ما يشير إلى محاربته ولم نشاهد أي رمز من رموزه الكبيرة وراء القضبان لينال جزاءه العادل ، والأمثلة لا تُعد ولا تحصى ، بل نرى تسهيل عملية هروبهم خارج الحدود محملين بما إستحوذوا عليه من أموال العراق وملياراته المنهوبة .

أعداء العراق كثيرون ، في الداخل والخارج ، إبتداءاً من بقايا فلول القاعدة والدولة الإسلامية ( داعش ) المندحرة والقوى الإرهابية المتعاونة معها وفلول النظام الصدامي القمعي ، إلى جانب التدخلات من دول الجوار والقوى الإقليمية والدولية ، كلها تنهش في جسد العراق المُثخن بالجراح ، وفوق هذا أبناؤه الذين تربعوا على عرش المسؤولية وتخلوا عن مواعيدهم التي قطعوها على أنفسهم في الدورات الإنتخابية السابقة .
إن حصيلة السنوات الـ 14والتي عاشها العراقيون من بعد التغيير عام 2003 كانت أكثر من كافية لكشف زيف الشعارات التى كانت تؤمل الناس بالخير والأمن والسلام . فأين هي الخدمات من ماء نقي وكهرباء مستمرة ومدارس نموذجية ومستشفيات عامرة ورعاية صحية وإجتماعية ، وتأمين العمل للعاطلين ورعاية الأمومة والطفولة والشيخوخة ، وأين هي البنى التحتية والمصانع والمزارع والحياة الآمنة المستقرة . ومما زاد في الطين بله هو خراب المدن التي إحتلتها داعش وآلاف المهجرين عن بيوتهم المهدمة والتي بقيت دون حل .
خراب ما بعده خراب ، وليس هناك في الأفق أية بارقة أمل في تصحيح الأحوال في ظل وجود نفس الطبقة السياسية التي بان معدنها وإنكشف زيف شعاراتها .
الإنتخابات على الأبواب ، والكرة الآن في ملعب الجماهير التي بح صوتها وهي تهتف في ساحات الإحتجاج مطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد ، عليها أن تعي مسؤوليتها وترتقي إلى الإحساس بالمواطنة وتبتعد عن التأثيرات العصبية من قومية ودينية ومذهبية وعشائرية وأن تختار الممثلين الحقيقيين والأكفاء لتنفيذ أمانيهم المشروعة ، وأن لا ينخدعوا مرة أخرى لأن ( المُجَرَب لا يُجَرَب ) .
الحال سوف لا يستقيم ما لم يتم إصلاح النظام السياسي وتخليصه من المحاصصة وبناء دولة المواطنة القادرة على محاربة الفساد ، وبدون هذا سيبقى العراق واقعاً في أسفل درجات الدول الفاشلة تتقاذفه الأهواء الشخصية والحزبية والفئوية .
الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الإجتماعية هي الضمان الأكيد للخروج من إنتكاساتنا ومآسينا ( وبلاوينا ) .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبي القاصرات بالقانون
- خواطر عن الرفيق العزيز الراحل عزيز محمد
- حلم جميل بعد منتصف الليل
- شيخ الشباب يحتفل بعيد ميلاده الثالث والثمانون
- إقامة مجلس عزاء على روح الفقيد الكاتب ( محمد الرديني )
- تعازي لوفاة الزميل الكاتب محمد الرديني
- الإحتفاء في نيوزيلندا بالراحل يوسف العاني
- خواطر/ 46 / المتوالية العددية 4 إرهاب ، 4 كلينكس ، 4 إحتجاج ...
- خواطر/ 44 / 4 كلينكس و ( العدل أساس الملك ) !!
- خواطر/ 44 / مع الفنان الكاريكاتيري الرائع سلمان عبد
- خواطر/ 43 / القانون العشائري يبرز إلى الواجهة من جديد!!
- خواطر/ 42 / في البرلمان العراقي الفساد تتساقط بعض أوراقه !!
- خواطر/ 41 / مبروك يا شعب .. مجلس النواب يساهم في تبذير أموال ...
- خواطر / 40 / إبشروا أيها الطلبة النجباء سوف تصلكم الإصلاحات ...
- ريبورتاج عن المحاضرة الثقافية للدكتور موفق الحمداني عن الأسب ...
- خواطر / 39 / القاتل نفسه في الكرادة ومدينة نيس الفرنسية
- خواطر/ 38 / في رحاب ثورة 14 تموز الخالدة 1958
- خواطر/ 37 / مرور أكثر من ربع قرن على حركة حسن سريع المجيدة
- خواطر/ 36 / لكي لا تبقى الفلوجة جرحاً نازفاً !!
- خواطر / 35 / إذا أردتم القضاء على البعوض جففوا المستنقعات .


المزيد.....




- واشنطن تطالب بالتحقيق في إعدام إسرائيل مدنيين اثنين بغزة
- 60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور
- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - خليل الجنابي - لعبة الموت