أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - هل للسجال أصول ؟ رد غير مباشر على حزب - حرب التحرير الأمريكية














المزيد.....

هل للسجال أصول ؟ رد غير مباشر على حزب - حرب التحرير الأمريكية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 416 - 2003 / 3 / 5 - 02:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هل للسجال أصول ؟
           رد غير مباشر على حزب " حرب التحرير الأمريكية " 
                                                                       
...جذر كلمة السجال في اللغة "سجل " ،و من معانيه الحرب  ،ويروي ابن منظور في "لسان العرب" حديث أبي سفيان حين سأله هرقل ملك الروم عن الحرب بين قريش والنبي العربي الكريم فقال : الحرب بيننا سجال وإنا ُندال عليه مرة و ُيدال علينا أخرى .
وقد استقرت الكلمة في عصرنا الحاضر على معنى المحاججة والمناقشة الفكرية فقيل ساجل فلان فلانا ،وهذه مساجلة ثرية بين المفكرين وتلك مهزلة سقيمة بين ثرثارين .
والمساجلة تعني ضمن ما تعني التوضيح ،والدفاع عن وجهة نظر ما ضد أخرى يراد دحضها وتفنيدها . وتتنوع المساجلة أو السجال من حيث العمق والكثافة والوضوح ، ولها فنون وأساليب بعضها قد لا يرضي عامة الناس، غير أن السجال في جميع الأحوال دليل على الحيوية الفكرية والبحث عن الحقيقة أو وجه آخر ومن أوجهها المتباينة .
  ومن الأساليب غير اللائقة التي يلجأ إليها المساجلون أحيانا حرف موضوع السجال وتفريغ ما يقوله الطرف المقابل من المضمون ومحاولة الإيحاء بأنه يسيء عن قصد إليهم وأنه سيئ الخلق وشتام لا يشق له غبار، ولكي يدللوا على صدق دعواهم مثلا تراهم يلجأون الى التأويل والتحريف فيقولون مثلا لقد قال الطرف المقابل عنا ( إننا جماعة ينعتون أنفسهم بالباحثين والعلماء والأساتذة الجامعيين لأنه يحتقر كفاءاتنا ولأنه محروم منها ) لو دقق القارئ جيدا في العبارة لما وجد فيها أية إساءة لهم، فهم فعلا نعتوا أنفسهم بتلك النعوت ،ولم يقل المساجل مثلا ( أنهم يزعمون أنهم كذا ..) أو ( إنهم يتابهون بأنهم كيت ..) . وحين  تبحث عن فكرة خلاقة أو لمحة ذكية في بعض الردود السجالية فلا تجد، وتبحث عن رد لاتهام رئيسي أو فرعي فلا تجد ، فلو اتهم طرف في سجال طرفا آخر مثلا بأنه من المؤيدين للحرب ضد وطنه وشعبه  والداعين لتدمير هذا الوطن  أو ذاك لتحقيق بعض الطموحات السياسية فلن تجد ردا على هذا الاتهام أو تحليلا أو دفاعا عنه بل يلجأ الطرف المقابل الى تكتيك تحريف الموضوع وتغيير الميل الرئيسي باتجاه لا علاقة له بموضوع الحرب والسلام . و هناك أسلوب آخر هو التقويل ، وقد قالت العرب قديما : فلان وضع في فم فلان كلاما ، أي قوله ما لم يقل ، ومثال ذلك أنك لو وصف شخصا بأنه كان عرابا أو راعيا  لمشروع سياسي معين وهو فعلا كان كذلك لقيل بأنك تشتمه بأقذع الأقوال وتسيء إليه مع ان الأمر لا يتعلق بالسباب بل بتسجيل واقعة حقيقية .
  هذه الأساليب وغيرها رائجة جدا هذه الأيام في الصحافة وعلى صفحات الإنترنيت ولكنها  تكون أقل نسبيا في السجالات التلفزية المباشرة وخصوصا إذا  وجدنا مديرا نزيها للحوار ومذيعا قديرا في البرنامج السجالي وللأسف  فبعض المذيعين أصبحوا يتفننون في الإثارة والتحريض النفسي والاستعداء لتحقيق أعلى مستوى من الصراخ والعويل والضربات تحت الحزام وكأنهم من أصحاب ديكة المصارعة .
نلخص فنتساءل : هل للسجال الفكري والسياسي أصول ما أو قواعد عامة ؟ لا يمكن القطع و تقديم جواب محدد  بل يمكن القول أن المساجل يقدم في مساهماته نوع الفكر الذي يعتنقه ، فإن كان لديه بضاعة فكرية جيدة قدمها للقراء وللطرف المقابل، وإن كان فقير البضاعة أو معدومها سكت عن موضوع السجال سكوتا مطبقا فلا  هو دافع عن فكره أو مشروعه السياسي المؤيد للحرب " مثلا " ، ولا هو نفى تهمة أو اعتذر عنها  ولا هو فند أو دحض شيئا بل تراه يجتر دون ملل أنه ( لن يهبط الى مستوى الخصم غير الكفء ولن يرد على لغته المتهالكة  وأخلاقه التي لا تليق بالجنسية الفلانية ) ويعرف كل من يجيد القراءة والكتابة أن هذا السطر فقط يحتوي أربعة شتائم من العيار الثقيل فيا للتناقض !
  ومع ذلك ، سيظل السجال الفكري والسياسي في أيامنا هذه أفضل طريق لدحض الخرافات السياسية ، والميول المعادية للسلام والديموقراطية والتعددية والاختلاف بمعنى انه سيظل بمثابة الكاشف الباهر عن العَفَن الذي يتراكم بين ثنايا وطيات  الحركات السياسية في كل زمان ومكان ، ولكنه يسجل أيضا كشهادة لا ترد على أن انفراد الشر ورجاله بالميدان لم يعد ممكنا وسهلا فثمة من يبادر الى الرد والتوضيح والدحض والتساؤل  فالحرب بين الحق و السلام  من جهة  والباطل والحروب العدوانية  سجال وستظل كهذا على امتداد التاريخ ..


المقالة الأسبوعية للكاتب وقد نشرت مجتزأة في  جريدة "الزمان "/ 4/3/2003 / الصفحة الأخيرة .

 

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقفون العراقيون وفن القفز على الحرب العدوانية باتجاه - ال ...
- حول مزاعم واتهامات عبد الحسين الحسيني :لماذا لا يسبح البعض ب ...
- التكتيك الأمريكي الجديد : يصرخون -حاكم عسكري أمريكي- ليمرروا ...
- أحمد النعمان و الجمع بين الصلاة خلف علي والجلوس الى مائدة كن ...
- مسئولية النظام العراقي عن الكارثة المحدقة : الأوهام الاستبدا ...
- نداء السيد نصر الله للمصالحة الوطنية في العراق وغياب الأسئلة ...
- بائعو الخس حين ينقلبون الى السياسيين !!
- تعقيبا على مقالة الأخ عبد المنعم القطان : لا ثقة لنا بالنظام ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق ! - لذكرى مؤسس ...
- مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق
- توضيح حول ما نشره أحد المواقع العراقية على الإنترنيت : محاو ...
- رفيق شرف وتخوم الكتابة الأخرى !
- مربد الموتى ومربد الأحياء !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الع ...
- آخر معجزات المجلس الأعلى : أسقطنا خيار الحرب ونطالب باستخدام ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء التا ...
- لا للتحريض العنصري ضد الكرد وغيرهم !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الث ...


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - هل للسجال أصول ؟ رد غير مباشر على حزب - حرب التحرير الأمريكية