أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟














المزيد.....

العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5758 - 2018 / 1 / 15 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حينما تتوالى الهزائم وتكبر يكون الهروب من الإنتماء العِرْقي إحدى وسائل التنصل منها بحثا عن إنتماء شبحي بديل. في مصر وبعد هزيمة الخامس من حزيران إرتفعت أصوات التذكير بأن المصريين الأصلاء ليسوا في حقيقتهم عربا بل فراعنة, ولم تتأخر عودة العراقيين للبحث عن ذاتهم في تاريخهم القديم وصولا إلى بابل وسومر وآشور.
في النهاية بدا كلا الفريقين مرتاحا بعد أن ظن أن فرصة العثور على أصوله العِرْقية القديمة قد وفرت له طريق التملص من الهزيمة العربية الساحقة النكراء.
في سوريا جرى الأمر في نفس الإتجاه حيث لم يكن صعبا على الهاربين من الذات أن يجدوا لها مأوى وملجأ في أحضان العديد من الأقوام التي كانت قد سكنت هذه البلاد قبل أن تأتيها جيوش الإسلامين من أعماق الصحراء العربية محملة بالعنصر البديل !
لم تقتصر عملية الهروب من الهزيمة على صورة التملص العِرْقي وإنما تخطت ذلك إلى النأي عن الإنتماء الديني بعد أن دخل الإسلام التكفيري لكي يقدم الإسلام كديانة للتوحش !.
والحال أن المسألة لم تكن موكولة فقط لعامل الإحباط الذاتي من الهزائم المعاصرة وإنما أيضا لسعة جبهة الخصم ولعمق المواجهة تاريخيا بين الحالة العربية التي نهضت سابقا على جناح الإسلام وبين الأمم التي تسبب العرب في هزيمتهم.
إن أسئلة عدة سوف تطرحها هذه الإشكالية القائمة على الهروب من الذات لهدف العثور على ذات أخرى من خارج حالة الهزيمة, فحين يكون صعبا تحقيق النصر سيكون الأسهل الهروب من الهزيمة وذلك باللجوء إلى حالة من الإنتماء الشبحي البديل.
لكن سيكون مفيدا معرفة أن الوجود العربي في العراق ومصر والشام كان قد سبق عصر الفتوحات الإسلامية بألاف السنين. أما الإسلام فهو دين, شأنه شأن المسيحية واليهودية, كان قد إنتشر أولا في الجزيرة العربية التي كانت تضم أقواما عربية مسيحية ويهودية وحنيفية ووثنية, قبل أن يدخل إلى أراضي الجوار الذين كانت أعراقهم وهوياتهم الدينية على شاكلة أهل الجزيرة التي إنطلق منها الإسلام.
ويمكن ملاحظة أن مسيحي الشام مثلا ظلوا على عروبيتهم حتى بعد أن إرتضوا دفع الجزية للحاكم العربي المسلم, ثم إزدادوا حماسة للدفاع عن أصولهم العربية حينما أصبح الحاكم عثمانيا ومن أجناس هي غير أجناسهم, أما في العراق فقد ظل المسيحيون العرب يشكلون نسبة أساسية من السكان الذين تناقص عددهم بعد ذلك في فترة ما بعد الإحتلال التي شهدت صعود حكم الإسلاميين وإنتشار حركات الإسلام التكفيري.
إن الأقوام والحضارات لا تنتهي إلا بفعل كوارث طبيعية مدمرة ومبيدة, خلاف ذلك فإن (الإختفاء) لا يمكن تفسيره إلا من خلال كونه ذوبانا طبيعيا في المحيط. ويأتينا معنى العربي محددا باشكال ثلاثة, فأما ان يكون عِرْقيا او لغويا أو ثقافيا, ونعرف أن الأمم الكبيرة غالبا ما تفرض هوياتها الأثنية على الأعراق (المتنحية) لتضعنا في الحالة العربية امام ظاهرة (الإستعراب) التي كانت وضعتنا أمام نوعين من العرب هما (الأعاربة والمستعربة).
إن الدين والغلبة السياسية والإنجاز الحضاري كلها كانت لعبت دورا رئيسا لإضافة عرب اللغة وعرب الثقافة إلى عرب العِرْق, بمعنى أن الأصول العِرْقية البابلية والآشورية والسومرية لم تنتهِ عِرْقيا وإنما تعربت لغويا وثقافيا فصار عربي اليوم يحمل في عرقه تركيبة من الأعراق تقترب اصولها الجينية لأصل الخليقة, وقد لعب القرآن دورا كبيرا في تعريف العربي والعروبة بوصفه نطق بلسان ولغة عربية وليس بأية لغة أخرى مما خلق جسورا راسخة للتلقي والإستجابة.
إن إقترابات كهذه وهي تبتعد عن العِرق لصالح الثقافة واللغة لا تبخس حق اي جنس من الأجناس لأن التعريف الهوياتي هنا هو حالة وليس عِرْقا.
وكما أن من الخطا الإعتقاد بان العرب لم يكونوا من أهل المنطقة قبل مجيء الإسلام فإن من الخطأ الإعتقاد بان المسلمين كانوا قد سلبوا المنطقة من هوياتها الدينية السابقة, لأن بقاء نسبة كبيرة من أهل العراق ومصر والشام على ديانتهم المسيحية واليهودية يؤكد من ناحيته على أن الإسلام قد وجد مخرجا معقولا آنذاك لإشكالية الهويات الدينية بالمعنى الذي ينأى بالصراع الهوياتي بعيدا عن الإستلابات العرقية.
عموما لن يثير البحث في أزمة الإسلام الذاتية ردا سلبيا لدى المسلم المتنور إلا إذا كان الغرض منه تفضيل ديانة على أخرى, وإلا إذا جاء كمحاولة للهروب العِرقي بإتجاهات إشكالية تقوم على البراءة من حالة أكثر مما تقوم على محاولة العثور على الحالة الأفضل.
ويبقى أن هناك من يعتقد أن الهروب بالمنطقة من هويتها العِرْقية لا يجري فقط لأغراض إنسانية أو أكاديمية صرفة, خاصة وأن الصهاينة ما زالوا يرفعون شعار وطنهم القومي من النيل إلى الفرات, أما في الجانب الشرقي فإن الفرس غير ميالين للتخلي عن فكرة أن سلمان بك هي العاصمة الثانية لبلاد فارس العائدة في يومنا الحالي على جناحي الدين والمذهب



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخا وطن
- وضّاح اليمن
- أمريكا أولا أم إسرائيل
- تهويد القدس أمريكيا
- وادي السيليكون في العراق وصناعة الأحياء الأموات
- ربحوا الله وخسروا القدس
- محاربة الفساد في العراق أم محاربة داعش .. أيهما الأصعب
- عن المسألة الكردية .. لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس
- الحريري .. خرج ولم يعد
- العراق .. إعادة تكوين
- بين الزمان والمكان
- البارزاني .. الزعامة القبلية في مواجهة الضاغط الديمقراطي
- من العنصري فينا يا أخوتي الأكراد
- أصل القرد .. إنسان
- إسرائيل وكردستان العراق
- براز الشيطان
- طشاري .. ما بعد الدولة الكردية
- عين على الدولة الكردية أم على الدولة السنية
- كيف أضاع صدام العراق وضيَعّه .. الأثرة والجزع
- هل إحتل العراق الأكراد كما يدعي دعاة الدولة الكردية


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العرب والمسلمون .. هل إستعمروا العراق ؟