أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - مروة التجاني - غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى














المزيد.....

غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5756 - 2018 / 1 / 13 - 22:31
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


معرفتي الأولى برواية ( في غرفة العنكبوت / للكاتب المصري محمد عبد النبي ) كانت من خلال القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية ثم صعود الرواية للقائمة القصيرة ، قرأت مجتزأ عنها وعن التفاصيل التي ترويها ، أذكر يومها قلت لأحدهم ما معناه : كم أتمنى أن تفوز هذه الرواية لأنها تحكي عن قضايا ستساهم في تغيير البراديغم العربي وأنماط التفكير تجاه قضية المثلية الجنسية على وجه الخصوص وقضايا أخرى سنأتي على ذكرها ، لكن يومها أستدركت قائلة : هي رواية لم يأتي زمنها بعد ، هي رواية كتبت للأجيال القادمة ولأزمنة قادمة وليس الوقت الحالي ، رواية خالدة سيفهمها جيل لم يأتي بعد ، إنها تسبق الوقت على الرغم من أنها تروي قضايا معاصرة .. كنت خائفة من قرائتها فهي لابد ستحوي في تفاصيلها ما سيزعزع شئ ما بداخلي فهي رواية المصير الفردي والجماعي معاً . ها أنا عندما صرت عاجزة عن البكاء من هول الألم لجأت إليها ، وأنا أعرف أني لهذا كنت أدخرها ، ( في غرفة العنكبوت ) من الكتب التي يجب أن ندخرها لمثل هذه الأوقات ، والحق الحق يجب إدخارها للمستقبل .. فنحن أشياء في هذا العالم لم نعرف يوماً ما الحرية وما معنى أن تكون أنساناً بعد في العالم العربي والأسلامي ، وإلى ذلك اليوم الذي يُعرف فيه حقاً ما الحرية ستكون هذه الرواية حاضرة لتنسج عالمها الحقيقي .

على الرغم من أن نشرات الأخبار اليومية مليئة بالقصص والحكايات والبعض يكتب من خلالها التاريخ ، عن أحداثه الكبرى ، لكن كثير منها يموت بعد فترة ويبقى الأنسان الذي يحمل قصته الخاصة . التاريخ الحقيقي هو الذي يكتب عن طريق الأدب والقضايا المعاصرة الحقيقية ليست تلك التي تحملها الصحف اليومية وتدون في الأرشيف ، بل القضايا الحقيقية هي التي يؤرخ لها الأدب ويؤرشفها ، الأدب ذاكرة الشعوب ، المرايا التي تعكس يومياتنا بصدق . ( في غرفة العنكبوت ) رواية مستقاه من أحداث حقيقية حدثت في العام 2001م في دولة مصر حيث تم القبض على عدد من مثلي الجنس في حادثة شهيرة تناقلتها الصحف حينها ، لكن الرواية تعود بعد أكثر من 10 أعوام لتتبع مصير أفراد تلك الحادثة بخيال الراوي وبعض الوثائق والمقابلات ، تسئل عن مصيرهم في شخص بطل الرواية ( هاني محفوظ ) .

يكتب ( هاني ) مذكراته بعد إصابته بخرس مؤقت نتيجة التعذيب والصدمات النفسية التي تعرض لها ، هكذا نصحه طبيبه النفسي بالكتابة بعد أن تحطمت حياته وأصيب بالعجز ، فعاش وحيداً ينسج تفاصيل حياته على الورق ، هو المريض النفسي والمثلي الجنس والمصاب بالخرس والمشهر به إعلامياً . لا شئ أكثر من هذا حتى الموت نفسه الذي عادةً لا يكون بهذه القسوة .

أينما ذهبت .. تأكد إنك تتدخر هذه الرواية معك .

البعض يقتلهم البرد والجوع ، والبعض الآخر الكلمات ، وفي هذه الرواية جميع أسباب الموت والحياة معاً ، هي لا تحكي عن شخصية البطل وحده كمصير فردي ، بل تروي قصة جماعات ، كل أولئك المثليين الجنسيين ، كل المرضى النفسيين والمصابين بأزمات حادة ، كل وجود بشري معذب . كل هذا تحويه الرواية . عندما نتعرض لكثير من العنف اللفظي والجسدي فأننا نفقد شئ من ذواتنا ، نحن الأشياء كما يقول أحد مثلي الجنس واصفاً واقعه ، نصاب جميعاً بالخرس أمام القهر المتزايد ، نسير بأرجل وأيادي مقطوعة حين لا نملك شئ من الحرية . ربما من حسن حظ بطل الرواية إنه تمكن من النجاه وتمكن من الكتابة كعلاج بعد أن فشلت جميع الأدوية في تهدئة عقله وروحه . لا أدري أأقول عنها رواية الناجين من الموت أم القادمين إلى الحياة ؟ . كل ما أعرفه أنا كاتبة المقال أن رواية ( في غرفة العنكبوت ) أول رواية عربية كاملة تحكي عن المثلية الجنسية وعن قضايا معاصرة مسكوت عنها لكننا نعيشها يومياً .



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجوت لأرسم
- فنان كازو إيشيغورو
- تيار الرومانتيكية 2
- تيار الرومانتيكية 1
- أن تكتب – مارغريت دوراس
- الرواية الأفريقية .. الكنز المكتوب
- الضحك في السجن
- ريمون كينو كاتباً الهيغلية
- وداعاً ماياكوفسكي
- في اعتزال العالم
- فكر مدام دو ستايل الأدبي
- أيام في الزنزانة
- ديستوفسكي في عيادة فرويد - تشريح المثلية المكبوتة
- كفاح المثلية الجنسية .. شكراً دافنشي
- The Coat
- اختراع العزلة
- كفاح المثلية الجنسية .. شكراً اندرية جيد
- سيمون فايل - فيلسوفة التجذر 2
- سيمون فايل - فيلسوفة التجذر 1
- المثلية الجنسية ليست جريمة


المزيد.....




- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - مروة التجاني - غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى