أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - العنف والاحتجاجات الطبقية في تونس والمنطقة ... لماذا تندلع بين فترة وأخرى ...؟؟؟














المزيد.....

العنف والاحتجاجات الطبقية في تونس والمنطقة ... لماذا تندلع بين فترة وأخرى ...؟؟؟


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5755 - 2018 / 1 / 12 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع انحسار أحداث العنف الاخيرة في ايران وقبلها في المغرب, تندلع في تونس موجة أخرى من الغضب والعنف والحراك الشعبي لاسباب اقتصادية وطبقية شبيهة لما حدث في إيران والمغرب . ...وإذا كان خروج الاحتجاجات عن الطور السلمي في إيران يعود في معظمه لاسباب تآمرية وتحريضية خارجية بهدف إضعاف الدور الاقليمي المُقاوم للجمهورية الاسلامية , فإن خروج أحداث العىف عن الطور السلمي في بعض المدن والمناطق التونسية يعود على الاغلب إلى عوامل سياسية واقتصادية تُعبر عن حالة التذمر والاحباط المُزمن والغضب الشديد لدى الشباب العاطل عن العمل والطبقات الفقيرة في العديد من المناطق التونسية المُهمشة ... كما يُمكن إرجاع كم لا يُستهان به من أعمال العنف لاهداف تخريبية داخلية, سواء التي وقفت وراءها بعض الجماعات التكفيرية التي تسعى لنشر الخراب والدمار والفوضى الامنية .. أو التي وقفت وراءها أحزاب وقوى سياسية داخلية (عادة ما تكون موالية للسلطة) معادية بشدة لكل أشكال الاحتجاجات والحراك الشعبي ,وتسعى بكل الوسائل لتشويهه والنيل من الاحزاب والقوى السياسية التي تُسانده كاحزاب اليسار والحركة الشعبية والاتحاد التونسي للشغل .
ولما كانت الحالة التونسية هي الاكثر شيوعاً وتكراراً بالمقارنة مع حالات الحراك والتمرد الشعبي التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الاخيرة ... فاالسؤال الذي يطرح نفسه هنا ..هو لماذا تتكرر حالة الاحتقان وأحداث العنف في معظم المناطق التونسية من شمال وجنوب ووسط البلاد ولاسيما في بعض المُدن والارياف والمحافطات المُهمشة كالقصرين وسيدي بوزيد وبنزرت في الشمال وغيرها ... ؟؟؟ ..ولماذا تعجز السلطات التونسية وأحزاب الائتلاف الحاكم السابقة والحالية عن إيجاد حلول فعالة للتخفيف ولو بشكلٍ جزئي من حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع التونسي منذ اندلاع الثورة التونسية أواخر عام 2010 والتي قادت الى سقوط نظام زين العابدين بن علي وتحول تونس الى نظام ديمقراطي وبرلماني إنتخابي تعددي ....؟؟؟
يُمكننا إرجاع الاسباب الرئيسية للاحتقان المُزمن في الشارع التونسي الى مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية ....من أهمها :
أولاً : غياب الوعي السياسي والطبقي لشرائح اجتماعية واسعة من المجتمع التونسي بسبب جهل هذه الشرائح بطبيعة الاحزاب السياسية الي يتم انتخابها وطبيعة السياسات الاقتصادية التي قد تتبناها وطبيعة القوى السياسية والطبقية التي تقف وراء هذه الاحزاب التي تُمسك بعد انتخابها بزمام السلطة والقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.. بكل ما يحمله ذلك من تأثير على مختلف المكونات الاجتماعية والطبقية في المجتمع التونسي .
ثانيا ً : إتبعت أحزاب الاغلبية المنتخبة للمجلس الوطني التاسيسي بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي وتشكيلها لحكومات إئتلافية لقيادة البلاد , سياسات أقتصادية لم تختلف في مضمونها عن سياسات الانفتاح الاقتصادي تجاه الاستثمارات الخارجية والدول الاوروبية التي أتبعت في العقود السابقة ,فيما بقيت سياسة الانفتاح الاقتصادي تخضع لتسهيلات القروض الخارجية وصندوق النقد الدولي الاستغلالية ... وهذا ما حدث بالفعل منذ تشكيل حكومة الترويكا برئاسة حمادي الجبالي التي تشكلت من أحزاب حركة النهضة وحزب المُؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي .. لتُسجل السنوات الاولى بعد الثورة تراجعاً كبيرأ في النمو والاداء الاقتصادي التونسي الذي ترافق مع ازدياد معدلات البطالة في ظل ارتفاع المستوى التعليمي للشباب التونسي .. وهذا ما زاد من حالة الغضب والاحتقان في الشارع التونسي .
ثالثاً : أوقف صندوق النقد الدولي بالكامل قروضه المالية للدولة التونسية مع استمرار التدهور في الاقتصاد التونسي واستمرار التزايد في معدلات التضخم والبطالة وتراجع مؤشرات النمو الاقتصادي , وذلك بعد أقل من عام على فوز حزب نداء تونس في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في نوفمبر 2014 وتشكيله لحكومة ائتلافية بالتعاون مع حركة النهضة .. وتم توقيف كافة القروض المالية حينها من قبل صندوق النقد الدولي بحجة عدم استكمال الدولة التونسية لحزمة الاصلاحات الاقتصادية والهيكلية المُتفق عليها مع الحكومة .. وهي في الحقيقة لا تعدو كونها حزمة من الاجراءات التقشفية التي تؤثر بشكلٍ مُباشر على طبقة الموظفين والطبقة العاملة عموماً ... باعتبارها تُطالب الدولة التونسية برفع الدعم عن المحروقات وبعض المواد الاستهلاكية الاساسية وتجميد الاجور ورفع سن التقاعد وضبط الانفاق في مؤسسات القطاع العام .... الخ ...وكانت رسملة المصارف العامة والحكومية من أهم شروط البنك الدولي لعودة ضخ المزيد من القروض الخارجية لإعادة التوازن للاقتصاد التونسي .... وهذه السياسة الاستغلالية التي إتبعها صندوق النقد الدولي , لم تكن سوى حقن من الادمان على القروض والتخدير المالي لمنع إنهيار الاقتصاد التونسي واستمرار اعتماده على القروض والاستثمارات الاجنبية , من أجل للحصول على احتياطيات كافية من النقد الاجنبي لسداد الديون الخارجية وقروض صندوق النقد الدولي , وبالتالي بقاء شريان الحياة الاقتصادي على قيد الحياة .
رابعاً : الصعوبات والازمات المُزمنة التي يُواجهها الاقتصاد التونسي تُؤكد بلا أدنى شك أن أحزاب اليمين الاخواني واللبرالي وغيرها من أحزاب الطبقة اليمينية الحاكمة في تونس ليست فقط عاجزة عن إيجاد حلول اقتصادية فعالة لانقاذ الاقتصاد التونسي والتخفيف من أجواء التمرد والاحتقان في الشارع التونسي ...بل أن مصالحها الطبقية تمنعها من إتخاذ حلول اقتصادية حقيقية لمصلحة المواطن التونسي والطبقات العاملة والفقيرة والمُهمشة ... وهي لم تُقدم لحل الازمة الاقتصادية المُتفاقمة سوى المُزايدات والوعود الكلامية الفارغة والخطابات الرنانة سواء في مداولات المجلس الوطني التاسيسي ووسائل الاعلام , أو في الحملات الانتخابية المليئة بالكذب والنفاق .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يُمكن أن تتكرر أزمة العنف والاحتجاجات من جديد في الشارع ا ...
- تاريخ القدس وفلسطين .... الصهيونية والاستعمار ومنطق التاريخ ...
- علي عبدلله صالح ..... الاغتيال أم الاعدام ...؟؟؟
- الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية .... هل سنشهد نهاية ...
- طبول الحرب السعودية ..... الى أين ..؟؟
- روسيا وقوات سورية الديمقراطية
- قوات سورية الديمقراطية ... بعد تحرير مدينة الرقة وهزيمة داعش
- مسعود البرازاني والانتحار السياسي
- فلسطين ومصالحة العملاء
- الولايات المُتحدة والميدان السوري .... هواجس الصراع وموازين ...
- كردستان العراق والعقدة الكردية في المشرق العربي
- الازمة السورية .... تحديات ما بعد الانتصار !!!
- برشلونة والارهاب التكفيري الصهيوني
- الفاشيون الجدد وأحداث شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا الامريكية
- مع هزيمة الغرب في الحرب السورية .... ماهي خياراته الاستراتيج ...
- سوريا والمسألة الكردية
- تحولات كبرى تشهدهها المنطقة والمشرق العربي
- المثقفون العرب ووسائل التواصل الاجتماعي
- تركيا والمأزق الخليجي ....!!!
- الخارجية الامريكية مُندهشة ....!!!!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - العنف والاحتجاجات الطبقية في تونس والمنطقة ... لماذا تندلع بين فترة وأخرى ...؟؟؟