أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امنة الذهبي - الوباء السلطوي و تجاوز ثقافة النخبة















المزيد.....

الوباء السلطوي و تجاوز ثقافة النخبة


امنة الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 1478 - 2006 / 3 / 3 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد عملية تجاوز ثقافة النخبة خطوة مهمةً وهدفاً تسعى القوى السلطوية لتحقيقه من اجل ضمان استمرارها في السيطرة على المجتمعات ,ويحدث ذلك عن طريق غزو ثقافة الفئات وصياغة ثقافة اخرى لها معاييرها المحكومة بثقافة السوق ،وخلق ازمات اقتصادية تشغل الطبقة المثقفة في البحث عن طريقة للخروج منها على الصعيد الفردي بالدرجة الاساس وكل ذلك من اجل سلب الخصوصية الثقافية وقطع صلة الطبقات الاجتماعية ببعضها ,وبالنتيجة البعيدة المدى خلق جيل لا علاقة له بماضيه وتراثه يعمل على تدمير حضاراته من حيث لا يقصد في اغلب الاحيان وتعمل تلك السلطة عن طريق تأكيد النجاح الفردي وتجميع الثروة واقصاء الثقافة الوطنية واحتكار الصناعة الثقافية وخلق حالة من الانبهار امام المثقف الوطني والتخلي عن الخصوصيات الوطنية الى جانب ايجاد البطالة واهمال البعد الاجتماعي والانساني واضعاف النفوذ الثقافي بازدياد تفككه وخلق عادات واعراف اجتماعية جديدة وتقليص الجوانب الاجتماعية واضعاف المسؤولية العامة وخلق حالات من التوتر الاجتماعي والغربة واللامبالاة لدى الافراد.(1)
وتتعامل الثقافة الجديدة التي تحل محل ثقافة النخبة مع الانسان على انه مصدر ربح ،وتروج لعمليتها التدميرية على انها لحاق بركب التقدم والتنولوجيا لان تكوين هوية عالمية نهج قد يلقى قبولا لدى الكثيرين في حين انه في حقيقة الامر خنق لافق الثقافة وتضييقه حتى تكون الثقافة الحقيقية في بوتقة احادية تقوم على اساس اضعاف قوة المجتمع على العمل الجماعي وتقليل دور المثقفين في الاهتمام بالاحداث المحلية في بلدهم .
ان عملية تجاوز ثقافة النخبة هي عملية تجاوز للقيم والقوانين وليست كما تروج لها الحكومات التسلطية،حيث يفصح (مايكل جي . غينون ) احد ابرز اساتذة القانون في جامعة كلفورنيا في الولايات المتحدة عن الموقف الغربي الهادف الى فرض رؤيته النابعة من رؤية الولايات المتحدة الاميركية واقع حال لاحادية القطب فرض رؤيته على العالم بالقوة قائلا ان الفكرة القديمة القائلة بالمساواة في السيادة بين جميع البلدان كبيرها وصغيرها مفهوم اجوف ، وصار واضحا ان كل ما تضمنه القوانين الدولية من حقوق للشعوب ، سواء كانت ثقافية او سياسية او اقتصادية ، تنتهك من الغرب الذي صار يعني اميركا. (2)
ويصفها عالم الاجتماع الاميركي المعاصر( فكتور بالريدج ) بالقول : ان ما يسود العالم هو اسلوب حياة ونظام تكون على اسس ومعطيات الراسمالية الذي تمثله اميركا ويرى ان فرض القيم الغربية على العالم بصورة عامة والشرقية (العربية) بصورة خاصة ياتي في سياق امبريالية حضارية . في حين يرى صامؤيل هنتغتون ، ان الذين يدافعون عن قيمهم الثقافية الوطنية والدينية وخصوصياتهم الاجتماعيةفي مواجهة الامبريالية الحضارية انما ينطلقون من وعي زائف, بينما يرى (اركون) ان الهيمنة الثقافية موجودة في كل مجتمع إذ ان الطبقة السائدة في المجتمع تهيمن على المجتمع كله بثقافتها الخاصة وتفرض على الجميع مقاييسها العقلية من ذلك نستنتج أن بأمكان السلطة التي تهيمن على الحكم في مجموعة معينة او دولة تعمل على القطرية يمكن أن تسير الامور لصالح افكارها واهدافها اذما نجحت في جمع مقاليد الامور بيد الالطبقة الثقافية المؤيدة لها من دون مواجهات صدامية ويحدث ذلك غالباًعن طريق تعميم ثقافة هذه الفئة وإن كانت اقلية وتوفير الدعم المادي والمعنوي وتوفير الاجواء المناسبة لبروزها على حساب النخبة والامثلة على ذلك عديدة وقد يبدو ابرزها حملة تغييب دور المثقف العراقي على مدى العقود الثلاثة الماضية وابراز ثقافة الطبقة المؤيدة للسلطة على اساس انها الافضل من اجل مصلحة الوطن وبذلك برزت شخصيات عديمة الامكانيات ادارة اكثر من مؤسسة اعلامية او دبلوماسية واحيانا عسكرية هذا على صعيد العراق اما على الصعيد العربي فالطامة اكبر .
ويقودنا الموضوع هنا الى البحث في الثقافة السلامية على اعتبار أن المسلمون هم الطبقة السائدة في المجتمع العربي من حيث العدد .
* خارطة الطريق الخلاصية
وللعولمة في الخطاب الاسلامي اكثر من موقع فقد اكد الاسلام ان الناس جميعا امة واحدة ، تجمعها الانسانية وان فرقتها الاهواء والمصالح ، قال تعالى .. (كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين"البقرة, 213") وقال تعالى (ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون "الانبياء ,92")وقال تعالى (ومن آيته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايت للعاملين "الروم22 ") اذن ليس في الاسلام أختلاف في المعاملة بسبب اختلاف اللون والقومية والاقليمية وانما بالعمل ليكون العدل هو السائد ، كما حث الرسول محمد صلى الله عليه وعلى واله وسلم على المساعدة والعون قال .. (الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه) . ان الثقافة التي يدعو الاسلام الناس للتمسك بها ليست حكرا على طبقة او قوم او زمان او مكان وانما جاءت انسانية تفسح المجال امام الجميع لبناء انساني مشترك
يتعزز المستقبل في العالم الحديث لصالح ثقافة الاسلام لانه يقود المجتمع الى الخلاص ومن هنا لا يكون غريبا ان الاسلام له رؤيته الخاصة وبذلك ينفصل عن اشكالية العولمة ، فهو بعكس النظام الغربي – وبذلك نجد المؤرخ تونبي يقر بان المسار الانساني نحو العالمية سيحتاج الى عطاء الاسلام في القضاء على العرقية بجميع تفرعاتها وفي التخلص من مظاهر الانحطاط. 3
* اشكالية تحديد الهوية الثقافية
يواجه النظام السلطوي مباشرة مسألة تحديد الهوية وهو تحدٍ يرتبط بالضرورة بتحديد الإرادة والهوية الجماعية ، وهذا يعني إن اختراق الثقافة هو اختراق للشخصية ، أو إن الاختراق يبدأ بالشخصية وصولا الى الثقافة والمثال الأوضح على ذلك إن الهوية القومية ليست مجرد ملامح وسمات ظاهرية على ما تخبرنا به الانثربولوجيا وعلم الاجتماعي السياسي بل هي تعبير عن عملية تشكيل تاريخي ، كما أن الطريق إلى اكتشافها تاريخي ، والثقافات والهويات القومية تختلف فيما بينها بدرجة ومدى الاختلاف الذي نجده في تاريخها وتجاربها(4) من جانب آخر نلاحظ إن الاختراق الثقافي ومع مركزية وشمولية الثقافية الإسلامية بدا من خلال انكسارات البنية السياسية العربية منذ أن أصبحت الدولة القطرية حقيقة دولية قبل أن تكون حقيقة وطنية وقومية وهي حقيقة دولية لان مصالح الدول الأجنبية والكبرى منها بصفة خاصة مرتبطة بهذه المنطقة أي بالدول القطرية العربية(5)
إن الوحدة الثقافية للمجتمع لا تؤسس ضرورة قاعدة واقعية للوحدة إذا تجلت في المشاعر والعواطف فقط ، من غير إرادة فاعلة وقدرة على الفعل الحضاري المتمثلة بنخبة مسلحة بثقافة اصيلة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية اولاً ثم الخارجية في حال بروزها شريطة عدم السعي اليها وكل ذلك لا بد أن يتم في ظل قيادة مؤثرة ، وتجاوز ثقافة النخبة ليس سوى عملية ثقافية قد تدعمها القوة العسكرية الخارجية وفي احيان كثيرة القوة العسكرية الداخلية التابعة للسلطة الى جانب وسائل الأعلام والدعاية من اجل مصالح اقتصادية اوالتجارية وهي في اغلب الاحيان مصالح سياسية تتلخص في حفاظ الحزب او الفرد الحاكم على دفة السلطة .
وعملية تجاوز ثقافة النخبة عملية منظمة لها مميزاتها مثلما لها اهداف وأهم هذه المميزات انها عملية تنطوي على قصد عدائي من جانب معين بازاء مجتمع آخر مما يجعله تهديدا حقيقيا للأمن الثقافي لذلك المجتمع بصورة خاصة من خلال المحاولات المنظمة التي تقوم بها جماعات معينة لتشويه ثقافة مجتمع او فئة من ذلك المجتمع وغرس قيم غربية فيه وربطها امام الاخرين بصفات بعيدة عنها . ثم انشاء فئة اجتماعية ثقافية محلية تحمل قيم غريبة تغرس انساق التعليم والفكر المرتبط بالسلطة
* نتائج تجاوز ثقافة النخبة
أن عملية تسريب الفكر الذرائعي الى ثقافة المجتمع المبتلى بتغييب مثقفيه هي اهم عملية في اقناع المجتمع بضرورة مايحدث(6).أن كانت الجهة التي تقوم بعملية التغييب تلك تهتم بمسألة الاقناع وابرز تلك الذرائع التي مرت علينا في العراق هي التصدي للولايات الولايات المتحدة الاميركية التي تتحالف مع اسرائيل ضدنا بصورة خاصة وضد الوطن العربي عامة , وبذلك حققت السلطة المنفعة والتبعية الفكرية والسياسية وادى كل ذلك الى .
1. ارباك تفكير المواطن العربي بسبب التضليل الاعلامي الهائل .
2. تبديد الصفات الثقافية العربية المتمثلة بالتسامح والكرم والانفتاح على الاخر دون خوف من غزو فكري استنادا ًللدين .
3. خلق القطيعة بين الاجيال بسبب لجوء المثقفين من النخبة الى احد حلين هما السفر وترك الوطن يرزح تجت وطأت السلطة أو الاعتكاف والدخول في صومعة من الصمت والتغييب الاختياري .
4. تخريب القيم العربية الاسلامية وحرمان المجتمع من عناصر قوته .
5. تسخيف المبادئ العربية " القومية والانسانية" وترسيخ التجزئة والتخلف والاساءة الى النماذج القيادية العربية وتهديد المشروع النهضوي .
6. فرض (الانموذج الاميركي) في الحياة والسلوك والقيم , انطلاقا ًمن القول المأثور"كل ممنوع مرغوب "والاساءة الى التجارب العربية على صعيد الفكر والسياسة والاجتماع .

الهوامش ....
1- حكمت عبد الله البزاز . العولمة والتربية , منشورات دار الشؤن الثقافية العامة , بغداد 2000 , ص 60 .
2- حسب الله يحيى . اين تكمن اثار العولمة الثقافية والتربوية . مجلة الحكمة , بغداد , العدد 27 , حزيران – تموز , 2002 .
3- بركات محمد مراد . ظاهرة العولمة , رؤية نقدية , كتاب الامة , سلسلة تصدر عن وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية , قطر , العدد, 845 , 1422 هجرية , ص 167 .
4- كريم محمد حمزة . الاختراق الثقافي , المفهوم , المرجعية و الوسائل , مجلة دراسات اجتماعية , العدد السادس 2000 , ص 43 .
5- محمد عابد الجابري . التنمية البشرية في الوطن العربي , بيروت , 1996 , ص 12 .
6- نوري حمودي القيسي وآخرون . الثقافة العربية والتحدي , مركز دراسات الوحدة العربية . بيروت , اذار 1995 , ص 155 .



#امنة_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية لقناة العربية
- صناديق عتيقة / قصة قصيرة
- الظل يحلق ايضا
- مفتاح ا واقفال
- مفاتيح او اقفال
- حملة الشهادات الجامعية في العراق.....يزحمون الشوارع والأسواق
- جسر يحترف الجنون/ قصة قصيرة
- قصة قصيرة - أمرأة تحت الاحتلال
- احدهم يزرع الحياة
- قراءة شخصية في مسار مسارات
- مسارات سلوم
- الغزاة
- سمفونية البقاء
- الثقافة بين التغيير والتجديد
- أدب المحنة/ اختبار حقيقي لثقافة الشعوب
- الكراسي احجام
- قصة قصيرة / قدح ومطر اخر الليل
- قصة قصيرة


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امنة الذهبي - الوباء السلطوي و تجاوز ثقافة النخبة