أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - ابى ذاك الطود الشامخ














المزيد.....

ابى ذاك الطود الشامخ


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 5753 - 2018 / 1 / 10 - 00:09
المحور: سيرة ذاتية
    


من الصعب على الانسان ان يكتب عن اباه ولكن فقد الاب يكون بمثابة مفاجأة مذهلة من العيار الثقيل

لقد توفى والدى عن عمر يناهز التاسعة والثمانين عاما ، ولا اعلم ما الذى جعلنى اعتقد انه لن يفارق الحياة وعندما فارقها بالفعل تخيلت انه فى حالة اغماء سرعان ما سيعود منها

وظللت اناديه بابا بابا انت سامعنى حتى شعرت بلمسة على كتفى من اخى الاصغر يقول لى اباك فى عداد الاموات تشجع

نعم انها الحقيقة الابدية فى هذا الكون – مهما طال الامد ، فالكل الى فناء ولايبقى سوى الله عز وجل

توارد شريط الذكريات عن ابى ، كنت اخاف منه بشدة اذا ارتكبت خطأ ما ، وكانت كلمة امى لما يجى بابا كافية لبث الرعب فى نفسى

واتذكر انه ايقظنى من النوم وكال لى الضرب على خطأ ارتكبته ، ولكن للعجب الشديد تغير ابى تغيرا تاما بعد حصولى على الثانوية العامة ودخولى الى الجامعة كلية الحقوق

صار ابى صديقا بكل ما تحمله الكلمة ، ولا اذكر له انه لامنى على السهر خارج البيت او حتى عندما نما الى علمه اننى ادخن من وقت لاخر
اجمالا كنت اشعر ان ابى احد الرجال المحترمين الذين افنوا حياتهم لتربية وتعليم اولادهم تعليما راقيا ، عندما كان التعليم ابان ثورة يوليو متاحا للجميع فعلا وقولا

كان ابى يتباهى دائما ان لم يمد يده ليسرق مالا او يمرر عملية مشبوهة ليكسب من وراءها رغم ان ذلك كان يسيرا بالنسبة له ، حيث كان يعمل فى احد محالج الاقطان التى كانت منتشرة فى ربوع مصر وكان مسؤلا عن دخول الاقطان وخروجها

الا انه كان كالطود الشامخ أبى ان يربى اولاده من المال الحرام، فكان ينتهى من عمله الوظيفى ليعمل عملا اخر يكفيه شر الحاجة ويوفر لنا دخلا اضافيا

اعتقادى انه لم يعش حياة زوجية سعيدة لاسباب لااعلمها ولكن ما اعلمه جيدا انه ضحى بسعادته هذه ووافق على ان ينشاء اولاده بين اب وام عوضا عن تنشأتهم مع ام او اب اجنبى

وكان دائما يقول لى انه كان حريصا على الحفاظ على اسرته خشية من حياة بائسة يمكن ان اعيشها انا واخوتى مع زوجة اب او زوج ام لقد وعت ذاكرته تجربة حية عاشها وعرفه لتربية ابنة بدون ام

ابى كان نهما للقراءة بشكل عجيب وكان حافظا للقران وفاهما له بشكل رائع وسمح ، ويردد دائما
اللَّه الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْف ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْد ضَعْف قُوَّة ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْد قُوَّة ضَعْفًا وَشَيْبَة يَخْلُق مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيم الْقَدِير( صدق الله العظيم )

لم يكن ابى فى اى من الاقات متعصبا او متزمتا ، كان يعشق الجمال الانثوى والصوت الجميل لرائعة زمانه ام كلثوم
حتى اخر يوم فى عمره ظل محتفظا بذاكرة حديدية ويتناقش بشكل عقلانى فى كل امور الحياة كان ديمقراطيا بكل ما تعنيه الكلمة ومستمعا جيدا
اصطدم كثيرا باخى الاوسط الذى فى تحول مثير لحياته رغم حيازته لارقى الدرجات العلمية صار صاحب رؤية اأيدولوجية لاتقبل الاخر،

كان والدى يفهم ابناؤه تماما ويعرف كيف يفكر كلا منهم وما هى اهدافه ولكنه بحكم عاطفة الابوة كان يحاول ان يكون منصفا وعادلا ولكنه لم يقبل ابدا مهاجمة الاوسط لثورة 32 يوليو وانجازاتها العظيمة وانحيازها للامة المصرية

واستمر ابى عاشقا لعبد الناصر وعلى يقين تام انه من خلال عبد الناصر وثورته المجيدة استطاع
ان ينتشل اسرته اولاده من الطبقة الفقيرة ويرفعهم الى الطبقة الوسطى من خلالى التعليم الذى كان احد وسائل الترقى وكان مصيبا فى ذلك وكان دائما يقول لولا عبد الناصر وثورته لكنا فى عداد الفقراء
رحم الله ابى وجعل مثواه الجنة



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرعى تلك الكلمة البائسة
- اعيدوا المياه الى بحر السياسة
- ترامب يسرع فى حفر قبر اسرائيل
- مسؤلية اوربا الاخلاقية عن افريقيا
- عقاب صاحب الحمار
- مسافة السكة
- رب ضارة نافعة - تفجير مسجد العريش
- ايران- السعودية والفخ المنصوب
- تزييف التاريخ
- باى باى بواب
- سنوا النشار اولا
- الغرب وامريكا واقليم كردستان
- مشكلة الحكم فى الاسلام
- تركيا ايران والكأس المر
- موجة الغلاء فى مصر تهدد السلام الاجتماعى
- الاشتراكية والارهاب
- أضراب عمال المحلة
- السيى وحزب مؤتمر الشباب
- استقلال كردستان المتوقع واثاره
- السيىسى وولاية اخرى


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - ابى ذاك الطود الشامخ