أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي جعفر - الحراك الشعبي الإيراني بين ابن سلمان وترامب














المزيد.....

الحراك الشعبي الإيراني بين ابن سلمان وترامب


مهدي جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 5751 - 2018 / 1 / 8 - 17:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مبدئيا ، أعبر عن أنني لست مناوئا لإيران ، و في نفس الوقت لست من أنصارها ، و لا من الراضين عن سياستها الداخلية و الخارجية ، و نفس الشيء و بدرجة أشد أقوله عن سياسة المملكة السعودية و الإمبراطورية الأمريكية (خصوصا العلاقات الأمريكية-العربية) ، فكلهم في قمع المواطنين سواء ، كلهم في استحمار و تثبيط إرادات الشعوب للحرية و الكرامة أنداد و جلادين ، إذ ما إن يتفق الإحتجاج لشعب ما ضد شمولية نظامه سياسي ، حتى يسارع هذا النظام دون استحياء إلى اتهام جهة خارجية بالتنظيم و التخطيط لهذا الحراك الإحتجاج .

هذا ما تجسد في رد فعل الدولة الليبية و المصرية و السورية ضد الثورة ، و قبل شهور تجسد في مواقف جهات مغربية (اجتماعية و سياسية) ضد حراك الريف ، و مؤخرا تمثل في رد فعل السلطة الإيرانية اتجاه ما عرفه الداخل الإيراني ، من حراك اجتماعي دعى إلى حقوق مشروعة ، كالتنفيس عليه و تحريره من الجبروت السلطوي للنظام ، و كذا المطالبة بتحسين ظروف العيش و تطوير الخدمات و تعميمها ، هذا و غيره من المطالب التي يطالب بها أي شعب يشعر بالحيز و الإقصاء .

لا يخفى على من يمتلك قدرا و لو ضعيفا من الوعي السياسي حول العالم الإسلامي ، أن شعوب المنطقة تعاني من ضعف الإستقرار الإجتماعي و السياسي ، و تعيش النكد و الفقر و الإملاق ، و يستحكم بسلطتها السياسية الإستبداد و الديكتاتوريات المطلقة ، بالإضافة إلى سوء و ضعف الخدمات التي تقدمها هذه الدول لرعاياها من سكن و تعليم و صحة و غيرها ، و مع هذا كله إذا انفجر صبر شعب من هذه الشعوب و انبعث على شكل احتجاج ضد هذه الأوضاع المزرية ، نجد الأنظمة تقمعه عبر أجهزتها السلطوية و الرمزية ، ليس ذلك فحسب بل نرى هذه الأنظمة بكل وقاحة تنسب الحراكات الإجتماعية التي تقوم ضد سياساتها إلى جهة خارجية ، دون نظر للأسباب الداخلية المجحفة التي تجعل الحمير و الجحوش تنتفض فضلا عن الإنسان ؛ لو تعامل معها مالكها بالطريقة التي تتعامل بها الأنظمة العربية و الإسلامية مع شعوبها .

هذا الإتجاه ما نسج على غراره النظام الإيراني اتجاه انتفاضة الشعب الأخيرة ، إذ اتهم السعودية و أمريكا و اسرائيل بالتخطيط لهذا الحراك لضرب استقرار البلد الداخلي و هدم النظام الإسلامي المقدس في نظر الخمينيين الذين يأبون الإنقراض ، و ذلك دون أن يكلفوا أنفسهم فرصة الإطلال و لو سريعا على مرتبة إيران في تقارير المنظمات الدولية في كل من قطاعات المجتمع الكبرى ، فضلا عن وضعيتها المتدنية حسب مؤشرات حقوق الإنسان و الديموقراطية و المساواة بين الجنسين ، ما به يعتبر أي شكل احتجاجي ليس فقط نتيجة حتمية بل ضرورة إنسانية ، هذا ليس مقصورا على إيران بل على معظم نظم المنطقة . فلماذا تسلك هذه الأنظمة مسلك الإستنكار و الإتهام في كل مرة ينتفض فيها الشعب ، بدل وضع أجهزتها موضع المسؤولية و المحاسبة ، و بالتالي استئناف إصلاح ذاتيتها و سياساتها ؟

من يتأمل في حالات و حياة رؤوس هذه الأنظمة (ملوك و رؤساء) ، يجد أنهم يعيشون و يتصرفون ليس باعتبارهم بشر أو مسؤولون على ذمتهم شعوب و أمم ، بل و كأنهم "آلهة صغيرة" ، ذلك أن من أخص خصائص الآلهة هو "العصمة" أو عدم الخطئ ، نفس الشيء يختص به هؤلاء الرؤساء ، و هو ما تسوقه للناس الأجهزة الآديولوجية لهذه الأنظمة كالإعلام و السلك الكهنوتي (الشيوخ) ، إذ تجد أن بلدانهم تعيش على وقع الخراب و الإنهيار و التلاشي ، و مع ذلك تجدهم يتجردون من المسؤولية و كأنهم لم يخطؤوا ، و يقرون خلافا للواقع على أن الخطأ آت من الخارج أي من الأعداء ، لا من الداخل الذي يعني الرئيس و الحكومة و الأحزاب السياسية ، أو بشكل عام من هم في موقع السلطة .

الأدهى من ذلك ، هو عندما تقمع هذه الأنظمة غضب الشعوب بسبب هذا الإفتراء ، ثم في نفس الوقت تدعي بأن حرية التظاهر و الإحتجاج مضمونة دستوريا لكل المواطنين ، إذ بمجرد أن ينزل الشعب للشارع تنزل بإزائه أجهزة القمع حيث تصده عن مطالبه المشروعة متهمتا إياه بالخيانة و العمالة للخارج ، و عندما تحصل المجزرة في المتظاهرين يخرج علينا موضفوا النظام ، ليصرحوا بكل دنائة بأن "حرية الإحتجاج مضمونة" ، كيف مضمونة و المحتجون قد لحق بهم ما لحق من تعنيف و سحل و اعتقال ؟

أخيرا ، لا نرى رتقا لهذه الغمة في الأفق ، فالإستبداد في العالم العروبي و الإسلامي كلما طال الزمن تجبر و تفرعن أكثر ، ما يحتم على هذه الشعوب إن هي أرادت الخلاص منه ، أن تناضل و تقدم ليس فقط أنهار من الدماء بل بحار و محيطات إذا أرادت فعلا أن تعيش الكرامة و الحرية .



#مهدي_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر الأفكار ، بين إدغار موران و طارق رمضان .
- عولمة الجوع ، و الإحتباس الغذائي الجديد .
- فصول من الفكر الإسلامي المعاصر .
- العلمانية ليست دينا جديد
- هل نسي الرأي العام المغربي قضية حراك الريف ؟
- في رحاب فكر -فراس السواح- الميثولوجيا و الأديان
- ملاحظات حول حراك الريف
- غوستاف يونغ في محالة لفهم الإنسان المعاصر
- حرية الصيام و الحق في عدم الصيام .
- مواقف مفكرين مغاربة من العلمانية و علاقة الدين بالسياسة .
- قراءة في كتاب -الحقيقة الغائبة- لد.فرج فودة .
- العلم في منظوره الجديد .
- فوبيا الفلسفة بين مجتمعات الحداثة و مجتمعات القدامة .
- الهوية و إشكالية الإختلاف .
- قراءة في كتاب د. وفاء سلطان -نبيك هو أنت- .
- ماذا لو درس الفقهاء العلوم الإنسانية ؟
- إخفاق مشروع الإصلاح الحضاري بين عقل معطل و مثقف مستقيل
- تصاعد الأصولية و تنامي شيزوفرينية التدين في المجتمع المغربي
- العلمانية العربية : جدل الإخفاق ، و رهان المستقبل .
- سوريا و أسباب الصراع من منظور مختلف


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي جعفر - الحراك الشعبي الإيراني بين ابن سلمان وترامب