أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود احمد الاحوازي - السلاح النووي الأيراني ومستقبل الخليج















المزيد.....

السلاح النووي الأيراني ومستقبل الخليج


محمود احمد الاحوازي

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أي زائر للخليج العربي وبمجرد دخوله البلاد وفي اي دولة من دوله سواء من حدودها البحرية أو البرية أو الجوية، يتوجه لكثرة غير الخليجيين العاملين في هذه الدول وخاصة من غير العرب الذين يغطون نسبة مئوية عالية جدا من قطاع الخدمات الحكومي ونسبة عالية من التخصصات المهنية ونسبة غير قليلة من الخدمات الأدارية وهذا بالأضافة الى الخدمة في البيوت من سائقين وخدم مطبخ وحراسة وبستنة و حضانة بيتية خاصة وغيرها.

لا شك ان قادة هذه الدول يعرفون جيدا هذه النسب العالية من الأجانب كما وان بعض هذه الدول ونظرا لقلة نفوسها وكثرة الخدمات التي يحتاجها مواطنهم بسبب ارتفاع دخله مضطرة لأستيراد هذا الحجم من اليد العاملة لكن الشيء الملفت للنظر في عدم اهتمام هؤلاء القادة به هو التركيبة العرقية لهؤلاء المسموح لهم بالتواجد على اراضيهم نظرا للخطورة التي يمكن ان تحل بهذه الدول مستقبلا بسبب وجود هذه النسبة العالية من الأجانب وخاصة من ايران التي لم تثبت حسن نيتها تجاه الدول الخليجية قبل ذلك وسبق وتدخلت طائفيا واجتماعيا في شؤون البحرين واليمن والمملكة العربية السعودية والعراق كما واحتلت بعض من جزر الخليج وقصفت الكويت واضطرت سفنها على رفع علم دولة كبرى للعبور بسلام من مضيق السلام- مضيق هرمز- هذا بالإضافة الى حكمها غير المباشر اليوم في العراق حيث اصبحت ايران هي المحتل الحقيقي للعراق العربي وليس دول التحالف، لا بل واصبحوا دول التحالف يحامون على حكم في العراق اساسا هو حليف لأيران بشكل مباشر.

من جانب عسكري، ايران اليوم وتحكمها مجموعة من رجال دين متعصبين وجنرالات حرس ثوري متعطشين للسيطرة على المنطقة كلها ولا زال شعارهم – طريق القدس يمر من كربلاء!- ساريا مفعول بعد عشرين عام من انتهاء الحرب العراقية – الأيرانية هي اكبر خطر على مستقبل دول الخليج العربية الصغيرة بحجمها والضعيفة بتغلغل ايران فيها ديموغرافيا وبقلة قواتها الدفاعية مقابل ايران، الدولة الكبرى التي تمتلك جيش نظامي قوامه اربع مائة الف وحرس ثوري يتجاوز الأربعمائة الف وتعبئة تابعة للحرس يتجاوز عدد المدربين فيها الستتة ملايين شبه عسكري.

ان السلاح الأيراني اليوم يقوده قائد واحد لا كلام فوق كلامه ولا رأي فوق رأيه وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وصاحب القرار الوحيد في السياسة والدين والفتاوي والعلاقات الدولية. وهذا ما يكشف خطورة أي سلاح ايراني لجيرانه حيث ان القيادة الحالية لا تعير أي اهتمام لحقوق الجيرة وحقوق الأنسان وحقوق الدول وهي أي ايران تصول وتجول في اكبر دولة خليجية هي العراق وتسير به للتقسيم الطائفي والعرقي حسب مصالحها التوسعية والأقليمية لا بل واحتفظت بطائرات العراق الهاربة من القصف وهي تطالب الشعب العراقي اليوم بـ دفع 100 مليار خسائر الحرب.

هذا بالنسبة لما ايران عليه اليوم وشوقها وقوتها وخطرها لجيرانها ودلائلنا في ما نقول، لكن الخطر الأكبر هو القادم والذي يكون مضاعفا على دول الخليج العربية اذا تمكنت ايران من امتلاك السلاح النووي الذي مجرد وجوده في يد القوات العسكرية الأيرانية يعني استسلام الخليج العربي بأكمله اما لأيران وأما للدول الكبرى التي عليها حماية حلفاءها من هذا الخطر الكبير وبالتأكيد هذا ستكون فاتورته ايضا مرتفعة لهذه الدول التي تمنت دائما ان تكون بعيدة عن الصراعات التي يمكن ان تؤثر على صفو حياة اهلها مثل ما حصل للكويت في عام 1990.

ان السلاح النووي الأيراني بالتأكيد ستكون له مضاعفات جانبية غير عسكرية ايضا على هذه الدول وسيكون له الأثر على علاقات الدول الكبرى بأيران ونعرف جميعا كيف تحالفت امريكا مع الجنرال مشرف بعد امتلاك باكستان للسلاح النووي وهذا كان على حساب كثيرين من حلفاء باكستان السابقين ومنهم حكومة طالبان وهذا يمكن ان يحدث وتتغير الموازين بعد امتلاك ايران للسلاح النووي وتصبح ايران مرة اخرى شرطي المنطقة مثل ما كانت زمن الشاه حيث سيكون اسهل لها احتلال عدد آخر من الجزر أو الأمارات الصغيرة وابتلاعها والمصلحة تصبح مشتركة مع الأمريكان وها هي ايران التي تعاونت مع الأمريكان لأسقاط الحكم في العراق وفي افغانستان وهي صاحبة الربح الأكبر في التدخل الأمريكي في المنطقة.

ان حديثنا عن الخطر الأيراني وخاصة عند ما تمتلك ايران السلاح النووي لم يأتي من فراق بل من تجربة عمرها مائة عام الماضية والتعاون الأيراني الأمريكي وحتى البريطاني يعرفه الخليجيون جيدا وتواجد الجيش الأيراني الى جانب الجيش البريطاني في ترتيب الأوضاع في عمان في السبعينات نموذج آخر ينطلق من المصلحة الأيرانية بالدرجة الأولى والمصلحة المشتركة مع الدول الكبرى اذا اقتضت الحاجة بالدرجة الثانية وهذه المصلحة مازالت موجودة والتوسع الأيراني على حساب شعوب المنطقة موجود والسلاح النووي الأيراني سيزيد من هذا الخطر وسيسيل لعاب صاحبي القرار في ايران على ثروات الخليج عند ما يصبحون قادرين على تحقيق احلامهم بالسيطرة على خليج ليصبح الخليج العربي"فارسي" عمليا بضفتيه!

ان مجموعة المخاطر الأيرانية على دول الخليج العربية تعني ان ما على الخليجيين فعله لمواجهة خطر السلاح النووي الأيراني لا يختص بالسلاح نفسه بل عليه ان يكون ضمن مراحل عمل سياسي مدروس، مؤثر ومبني على استراتيجية خليجية موحدة حتى يمكن ابعاد هذا الخطر عن الدول الخليجية والى الأبد. ان ايقاف تسلح ايران بالسلاح النووي يمكن عمله بالوقوف الى جانب الصف الدولي المعارض لإمتلاك ايران للسلاح النووي لكن هذا لا يعني ابتعاد ايران بشكل نهائي عن هذا السلاح المدمر مستقبلا حيث قبل يومين اعلن رضا بهلوي نجل شاه ايران السابق انه بأمكاننا امتلاك 9 مفاعلات نووية خلال اعوام قليلة لو كنا في السلطة نظرا لثقة الغرب بنا! مما يعني الصداقة الأيرانية- الأمريكية يمكن ان تسمح اذا حصلت مستقبلا، تسمح لأيران تخصيب اليورانيوم وحتى التسلح بالسلاح النووي وبأي حجة، لكن ما يضمن للخليجيين رفع الخطر بشكل نهائي هو تضعيف ايران القوية عسكريا واقتصاديا وتحرك الخليجيين بشكل جماعي لمواجهة هذا الخطر الذي سيبقى دائما خطرا اذا لن يضعف ويفقد مكوناته الأقتصادية والعسكرية للتدخل والتوسع. ولأيران كغيرها من الدول نقاط قوة ونقاط ضعف وعلى الخليجيين ان يساندو نقاط ضعفها ويضعفوا نقاط قوتها حتى تتغير الموازنة لصالحهم. ومن اهم نقاط ضعف ايران، الشعوب غير الفارسية الموجودة في ايران ومساعدتها للتحرك باتجاه اعادة حقوقها وكلها على اتم الأستعداد لقبول المساعدة ويمكن ان تكون البوابة الأولى لأي تحرك خليجي باتجاه الشعوب هذه هم الأحوازيون الذين يشكل موطنهم الأحواز اكبر مصدر اقتصادي للحكم في ايران ومساندتهم سيكون مردودها الأمن الدائم للخليج العربي. اما النقطة الثانية، فهي التقليل من التغلغل الأيراني في الخليج العربي وابطال فتيلة هذه القنبلة التي يمكن ان يفجرها ايران بوجه هذه الدول في اللحظة التي يريدها وطبعا هذا التحرك بحاجة الى استراتيجية مشخصة وواضحة ومدروسة وجماعية لدول الخليج العربي.

ان ايران الأمبراطورية ستفقد قدراتها العسكرية والأقتصادية والبشرية بتحريك القوميات التي تشكل طوقا حول ايران وعدد نفوسها اكثر من 62% من مجموع نفوس ايران السبعين مليون نسمة، اما الثروة النفطية التي تمثل العمود الفقري للأقتصاد والتسلح الأيراني فيوجد 87% منها على ارض الأحواز، مما يعني التحرك باتجاه الأحواز سيكون افضل الأبواب لتنفيذ هذه الأستراتيجية الخليجية لأبعاد الخطردون ان يكون لدول الخليج العربي دورا مباشرا في أي تغيير مستقبلي على الساحة الأيرانية الداخلية. ان عرب الأحواز والشعوب غير الفارسية الأخرى سيغلبون الموازنة الحالية خلف على عقب لصالح الدول المجاورة لأيران حيث كل هذه الشعوب ترتبط بدول مجاورة قوميا وتحركها يعني تحرك كل الأطراف حول ايران وتغيير القوة الهجومية لأيران على جيرانها الى قوة دفاعية تسعى للحفاظ على ما لديها والأبتعاد عن التوسع. اليوم والشعوب في ايران تتحرك معا لتقسيم ايران وتطمح لإعادة حقوقها والشعب الأحوازي مستمر بانتفاضته القومية منذ عشرة اشهروترك اثرا كبيرا على كل المعادلات في داخل ايران، على الدول الخلجية ان تنتهز هذه الفرصة وتمد الأحوازيين والشعوب الأخرى في هذا الاتجاه وهي بحاجة شديدة لمناصرة العالم لها اعلاميا واقتصاديا وهذا ما يجمع المصلحة بين هذه الشعوب والدول الخليجية وحتى غير الخليجية المجاورة لأيران وهذا افضل الطرق واقلها خسائر وخطورة خاصة وايران بلد صعب مواجهته عسكريا من الخارج لكن سهل العمل على تضعيفه من الداخل وبالنهاية الخلاص منه بـ مساعدة الشعوب لبناء كياناتها القومية سواء باستقلالها الكامل عن ايران أو بتقسيم السلطة المركزية الى سلطة اقاليم شبه مستقلة وايجاد الجدار العازل بين فارس في قلب ايران الحالية وبين الدول المجاورة لأيران. وعلى اهل المصلحة عدم تفويت الفرصة!



‏26‏ شباط‏، 2006



#محمود_احمد_الاحوازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود احمد الاحوازي - السلاح النووي الأيراني ومستقبل الخليج