أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - هل يُمكن أن تتكرر أزمة العنف والاحتجاجات من جديد في الشارع الايراني (إيران... بين الدور الاقليمي والصراعات الداخلية والطبقية والواقع الاقتصادي)














المزيد.....

هل يُمكن أن تتكرر أزمة العنف والاحتجاجات من جديد في الشارع الايراني (إيران... بين الدور الاقليمي والصراعات الداخلية والطبقية والواقع الاقتصادي)


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تميزت أحداث 2009 في إيران عن الاحتجاجات والمطالب الشعبية التي اندلعت مُؤخراً في كونها تُمثل في ذلك الوقت الصراع المحتدم بين أجنحة النظام الاسلامي الحاكم في إيران, وهما الجناح الاصولي المحافظ والجناح الاصلاحي اللبرالي .... ولكن أحداث الايام الاخيرة من عام 2017 والاولى من 2018 تختلف جذرياً في العديد من أسبابها الداخلية (وبغض النظر عنز التحريض الخارجي) عن أحداث 2009 التي اندلعت بعد فوز محمود أحمدي نجاد بولاية انتخابية ثانية .... ويُمكن وباختصار شديد تلخيص خلفيات الازمة الايرانية الاخيرة وجذورها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والطبقية على النحو التالي :
أولاً : تفاقم ظاهرة الظلم الاجتماعي والفوارق الطبقية الحادة التي تُعاني منها الشرائح العمالية الكادحة والمنتجة وكافة الفئات الاجتماعية المُهمشة في المجتمع الايراني من الفقراء وملايين العاطلين عن العمل , إضافة الى استياء شريحة واسعة من الطبقة الوسطى التي فقدت مُدخراتها نتيجة الفساد وسياسية الانفتاح الاقتصادي والسياسات النيوليبرالية التي طبقتها على نطاق واسع حكومة حسن روحاني بعد توقيع الاتفاق النووي , والتي قادت بالنتيجة الى أزمات إقتصادية حادة , نتيجة إفلاس الكثير من المشاريع والبنوك والمُؤسسات المالية المحلية .. وتسببت بفقدان الملايين من الايرانيين لاموالهم ووظائفهم ومصادر رزقهم .. فيما ترافق كل ذلك مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتضخم الأسعار وزيادة الضرائب وأسعار المحروقات وتفشي الفساد وغياب المُحاسبة في ظل سيطرة فئة التجار الكبار على المفاصل الاقتصادية في البلاد واستمرار الخلل الهائل في سوء الادارة وتوزيع الثروات .
ثانياً : لعبت سياسة الحصار الاقتصادي الشديد واحتجاز الاموال الايرانية في البنوك الاوروبية والامريكية الذي تعرضت له إيران بسبب مواقفها الاقليمية المُقاومة والداعمة لسوريا والمقاومة اللبنانية والمُناهضة لسياسة الغرب والاحتلال الصهيوني في فلسطين والشرق الاوسط .. دوراً كبيراً في حدة الازمات التي يُعاني منها الاقتصاد الايراني مع الاستمرار في تبني السياسات الاقتصادية النيوليبرالية من قبل حكومة حسن روحاني والجناح الاصلاحي الحاكم في إيران ولا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني .. وهي سياسة تتناقض بالكامل مع مصالح الاغلبية العظمى من الشعب الايراني .... وشكل إصرار حكومة روحاني على الاستمرار في تبني هذه السياسة الخاطئة سبباً رئيسياً في اندلاع هذه الاحتجاجات , في الوقت الذي أثبتت فيه سياسة الاكتفاء الذاتي سابقاً ونبذ سياسة الانفتاح الاقتصادي أو التعامل بلا قيود وضوابط صارمة وعادلة مع المشاريع الاستثمارية للشركات الاجنبية والاوروبية نجاحاً وفعالية قصوى .. كما ساهمت سياسة الاكتفاء الذاتي في تطوير التقدم العلمي والتكنولوجي والعسكري الذي حققته إيران في السنوات السابقة على مبدأ الحاجة أم الاختراع , وخاصة في ظل الحصار الاقتصادي الخانق واستمرار العقوبات الاقتصادية التي تعرضت ولم تزل تتعرض لها إيران ... وهي سياسة تم إتباعها في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد , وتم تبنيها في ذلك الوقت من قبل الجناح الاصولي المحافظ .
ثالثاً : لعب التدخل والتآمر والتحريض الخارجي دوراً تخربياً لا يُستهان به في التشويش على عدالة الاحتجاجات والمطالب الشعبية وأهمية التعامل مع هذه الاحتجاجات بمسؤولية عالية وجدية صارمة .. لمعالجتها بشكلً جذري على المدي المتوسط والبعيد بالتعاون بين كلا الجناحين الاصلاحي والمُحافط , وذلك حتى لا تتكرر في المسقبل هذه الاحتجاجات على نحوٍ أكثر خطورة على إستقرار النظام الايراني . وبحيث لا يتم التعامل مع هذه الاحتجاجات فقط بالتهدئة والوعود والمُسكنات بالطريقة التي أظهرتها المرجعية الدينية والرئيس حسن روحاني , الذي اكتفى بالاعتراف بشرعية هذه الاحتجاجات ... ليتم الاعلان بعد ذلك عن إنحسارها والتركيز على توجيه أصابع الاتهام للتحريض والتآمر الخارجي من قبل الولايات المُتحدة والكيان الصهيوني وبريطانيا والسعودية وبعض العملاء الخليجيين .. ولكن دون الخروج بخطة سياسية واقتصادية واجتماعية جادة وشاملة لمعالجة الاسباب الداخلية لهذه الاحتجاجات وتقدير مدى خطورتها وأهمية معالجتها .. وليس الاعتراف فقط بعدالتها .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ القدس وفلسطين .... الصهيونية والاستعمار ومنطق التاريخ ...
- علي عبدلله صالح ..... الاغتيال أم الاعدام ...؟؟؟
- الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية .... هل سنشهد نهاية ...
- طبول الحرب السعودية ..... الى أين ..؟؟
- روسيا وقوات سورية الديمقراطية
- قوات سورية الديمقراطية ... بعد تحرير مدينة الرقة وهزيمة داعش
- مسعود البرازاني والانتحار السياسي
- فلسطين ومصالحة العملاء
- الولايات المُتحدة والميدان السوري .... هواجس الصراع وموازين ...
- كردستان العراق والعقدة الكردية في المشرق العربي
- الازمة السورية .... تحديات ما بعد الانتصار !!!
- برشلونة والارهاب التكفيري الصهيوني
- الفاشيون الجدد وأحداث شارلوتسفيل في ولاية فرجينيا الامريكية
- مع هزيمة الغرب في الحرب السورية .... ماهي خياراته الاستراتيج ...
- سوريا والمسألة الكردية
- تحولات كبرى تشهدهها المنطقة والمشرق العربي
- المثقفون العرب ووسائل التواصل الاجتماعي
- تركيا والمأزق الخليجي ....!!!
- الخارجية الامريكية مُندهشة ....!!!!
- الاهداف الامريكية من الازمة الخليجية .... هل فشلت ؟؟؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - هل يُمكن أن تتكرر أزمة العنف والاحتجاجات من جديد في الشارع الايراني (إيران... بين الدور الاقليمي والصراعات الداخلية والطبقية والواقع الاقتصادي)