أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محمود غفير - القفاز الاسود














المزيد.....

القفاز الاسود


محمد محمود غفير

الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


مراهق يدفع عجلة يد محملة بارتفاع المترين قهوجي يحمل صنية فضية بها عدد كبير من اكواب الشاي صائحا اوعي الشاي السخن و سع وسع سيارات نقل و اجرة عربة كارو يجرها حمار هذيل و ابنه حافلات متهالكة ينبعث منها عادم اسود و السماء تحولت الي شمس كبيرة تصب حرارتها و غضبها ايضا علي هذا الضجيج العشوائي .
حقا انها هي ، لم يسقط شرطا واحدا من شروط الكمال ان كان له شروط .. انها كامل الاوصاف كما قال عبد الحليم حافظ ، ملتزمة دينيا ترتدي الزي الشرعي الكامل . الطرحة اللف الكبيرة التي تغطي اغلب الجسد غير واضح المعالم بفعل الجلباب الفضفاض لم استطع رؤية كفيها لتغطيته بقفاز اسود .
سوف اكسب الدنيا و الاخرة حتما سيكون منزلنا مفعما بالايمان ، ما اجمل ان تكون زوجتك متدينة تربي اولادك تربية اسلامية صحيحة ليكونوا براعم الايمان .
اريد ان افاتحها .. لكن ماذا ستقول .. حتما ستشك بي انني متحرش لكن هل مثلاه يتحرش بها .. ساقول لها انه الحب من اول نظرة لا بد انها لا تؤمن بمثل هذا الحب بل لعلها لا تؤمن بالحب البتة .
لا يوجد شئ اسمه الحب يوجد شئ اسمه الزواج .. ماذا افعل و ماذا اقول لها حين تسئلني لماذا انا ؟ و انا بالتحديد هل اجيب باني احببت .. خسئت هل انت من هذا النوع الذي يؤمن بالحب و اشياء اخري عليه العوض في شباب المسلمين في الغرب يعلمونهم الحرب و القتال و نحن نعلمهم الحب يا ويلتي .
ربما خرجت تلك العبارات التي سوف تجعلني طريح الفراش لمدة طويلة بفعل الاكتئاب الذي سوف اتعرض له اذا ماقذفتني بتلك المساوئ .
انها تتمتم بشفتيها لعلها تبسمل , تحوقل, تصلي علي النبي ....
هل صليت علي النبي اليوم و جدتها علي ورقة ملتصقة بجدار .
تفحصت هيئتي ربما انضوت علي مخالفة اسلامية .. تبا لي انني لا ابدو علي اي مظهر اسلامي ليتني ارتديت الجلباب الابيض و تركت لحيتي تنبت اليوم .
ماذا افعل لكي ابدو امامها بمظهر اسلامي ربما لا ترتبط بشخص غير اسلامي .. ماذا عساها ان تقول لوالدها الذي بالضرورة ملتحي و ماذا تبرر لوالتها المنتقبة حتما .. ربما يظن والديها باني علمانيا ، لكنني سوف استجمع قواي الفكرية و اقول لهما مذكرا اياهم بان بعض الظن اثم .
نبضي في ازدايد متسارع ، العرق يتصب من كافة مسامي قميصي الكاروهات تشبع بالعرق .. لم اكن ناقصا لهذا العرق ربما تنفرني بفعل العرق .. الشارع لا يزال مزدحما ، السيارات متكدسة .. هل اذهب لتغيير ملابسي و وضع العطر الجاذب للنساء ، و لكن ماذا لو عدت فلم اجدها سأفكر بالانتحار بعد فقداني لها .
استجمعت قواي .. امتلكت زمام المبادرة انني اقترب , بينما يفصلني عنها خطوتان حتي وجدتها تقفز داخل اتوبيس 911 الذي فر بعيدا بعد ان انفرج الطريق و زال الزحام .
تم



#محمد_محمود_غفير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل باسم الدين
- 5 حزيران 1976
- داعش و ما بعد داعش
- الرجل اقوي من المرأة !!
- ضد النقاب
- فرج فودة - الشهيد الحي
- علاقة الاخوان بالارهاب ؟
- من القاعدة الي داعش
- الماركسية ثم الصحوة الأسلامية
- الأرهاب و التوراة و الانجيل و القران
- هل سقط اليسار ؟


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محمود غفير - القفاز الاسود