أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المهاجر - الأبناء العاقون.














المزيد.....

الأبناء العاقون.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 13:38
المحور: الادب والفن
    



أيها السيد الجليل!
كم من الأعوام العجاف مرت عليك ؟
وانتزعت من بين أحضانك الدافئة الحنونة
آلاف الأرواح البريئة ؟
والمتصارعون في ساحاتك المتعبة
والمضرجة بالدم والفجائع والخراب
مازالوا يشحذون سيوفهم وحرابهم
عن سبق عمد وإصرار
تشمئز منه النفوس النقية
ليس لمقارعة أعدائك الألداء
عشاق الكهوف والظلام
أوباش القتل
المسعورين بشرب دماء الأبرياء
لكنهم شحذوا سيوفهم وحرابهم
لتقطيع شرايينك
وتمزيق جسدك الطاهر
لقد أطفأوا سجائرهم في عينيك
ونثروا لحمك
وتاجروا بدماء شهدائك
في سوق المزايدات الرخيصة
من أجل غاياتهم الضيقة الدنيئة
إنهم الأبناء العاقون ياوطني
المهووسون بسرقة خيراتك
التي يعتبرونها غاية أمانيهم السوداء
أيها السيد الجليل ..؟
مضت الأعوام العجاف عليك
ثقيلة ..كئيبة.. دامية
ودم أبنائك يسيل على بطاحك الطاهرة
والأرامل يسكبن نهرا من دموع غزيرة
والرعب يجول في أحداق أطفالك
الباحثين عن حقل أخضر
ولعبة ملونة
وأرجوحة تنقل أجسادهم الطرية
إلى عالم الأمل والفرح
ومأوى هادئ يرفل بالحب
لكن الرصاص الأعمى
وجرائم الظلاميين
وصراعات الأبناء العاقين
صادرت أحلامهم
وحولتها إلى سراب
وظلت الصور الدامية تتكرر كل صباح
والزهور والسنابل تذبل في الحقول
ولا شيئ يلوح في الأفق
سوى الفجائع الكبرى
وصراعات الخواء والعدم
وهي تحوم كالغربان في آفاقك الحزينة
أيها السيد الجليل
ياوطن الشرائع
والجراح النازفة
أعوام عجاف مرت عليك
وفي كل ساحاتك المتعبة
أوجد الأبناء العاقون أسواق عكاظ
لا لإنشاد الشعر
لكن للتسقيط والتنكيل ببعضهم
من أجل الفوز بالسلطة والمال
على حساب المسحوقين الفقراء
وظلت دموعهم الكاذبة
تنطلق من أحداقهم الغادرة في الفضائيات
وأصواتهم النكراء تتصاعد كالدخان
وتطلق الوعود الخلابة بلا حدود
وكلها تحولت إلى رماد وجفاف وموت
تطوف عليك وتنهشك دون رحمة
الأبناء العاقون ياوطني
يذرفون عليك دموع التماسيح
ويتلفعون بثياب الطهر الزائفة
لكنهم غارقون في أوضارهم حتى الثمالة
يتاجرون بدماء الشهداء
في الأسواق والجوامع
في الحارات والشوارع
وتراودهم أمانيهم الخبيثة دوما
برميك في غياهب الزمن الداجي
على مذبح شهواتهم المحرمة
نفوسهم متعطشة دوما
إلى السحت الحرام
ولاشيء يربطهم بالشعب
غير أكل الأكتاف المحرومة المتعبة
يتباهون ببضاعتهم الرديئة
في السر والعلن
وجيوبهم فاغرة كأفواه الحيتان
لنهب المزيد والمزيد
من حق أبنائك المحرومين
ولا يبالون بكل الفجائع التي أصابتك
يجوبون البلدان ليحرضوا عليك الصغار
من أجل غاياتهم الشريرة
هاهم اليوم يتدافعون بالمناكب
ليجثموا على صدرك الطاهر كالكوابيس
ويعيدوا دورة الزمن المر
ويضيفوا أعواما عجافا أخرى
إلى تلك الأعوام الشاحبة الغاربة
ولسان حالهم يقول
ستغطي صورنا مرة أخرى
كل الشوارع والحارات
رغم الفجائع والغمرات
فليقتل الظمأ الفقراء
ولتحصدهم قنابل الموت
لنبقى أسيادا بأموالنا وعشائرنا
ولا يستطيع أحد مجاراتنا
في الزيف والكذب والخديعة
والأجدر بهم أن يعلموا
إن من يبحث عن المنصب
ويطعن خاصرة الوطن
هو عدو لوطنه وشعبه
حتى لو ملك كنوز الدنيا
لأنه مجرد من الأخلاق والأمانة
وعودهم الخاوية ياوطني.
تحولت إلى مواعيد (عرقوب )
على مدى السنين الباهتة
التي تركت أقسى الفواجع
لقد كنا نقرأ في المرحلة الابتدائية
عن (أشعب والسمك )
لكن أشعب القديم تلاشى أسمه
وغاب في غياهب التأريخ.
بعد أن ظهر في ترابك اليوم.
المئات من تماسيح (أشعب والذهب.)
كل منهم يدعي زورا وبهتانا
إنه مانح البركات والخيرات
ولا يعطي شيئا
سوى الأحقاد والفتن الطائفية
والجراح والآهات
وياليتهم سكتوا
وغربت وجوههم الكالحة
عن ساحاتك إلى الأبد
بعد أن أوصلوك الى حافة الهاوية
قال أعرابي يوما:
أسكتني قول بن مسعود عشرين سنة
حين قال لي :
(من كلامه لايوافق فعله فإنه يوبخ نفسه)
فمتى توبخون أنفسكم وتسكتون ؟
أيها الأبناء العاقون؟
يامن تقولون مالا تفعلون.؟
( كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون )
متى ستنتهي حشود الرغبات المحرمة
في دمائكم أيها المتخمون المرابون ؟
بعد أن حولتم الوطن
إلى ساحة دامية للصراعات العقيمة ؟
وصنعتم مشهدا من رماد ودم ؟
لايحسدكم عليه أحد في هذا العالم
لقد شوهتم أيها الأدعياء كل جميل ونبيل
في وطن الأنبياء والمقدسات
وأول الحضارات
سيد أشرف الشجر
الذي تباهى به العلماء والشعراء على مر التأريخ
إن الشعب يستهجن اليوم دعواتكم الخاوية
ويمقت صوركم الملونة الكبيرة
ولا يريد أن يسمع خطاباتكم الشوهاء
بعد أن ذاق منكم الويل والعناء
فمن سيدمل جراحك ياوطني؟
وسيشعل القناديل الملونة
في ساحاتك الدامية؟
من سيزرع السنابل في حقولك الجرداء ؟
من سيسقي كل ذرة من ترابك الطاهر
بإكسير الحياة ؟
لتعود من جديد
سالما منعما وغانما مكرما ؟
وعلى شفاه أطفالك بسمة الأمل؟
عهدتك ياوطني إنك لاتمنح حبك
إلا لأبنائك البررة
الذين يقدسون ترابك وماءك وهواءك
الذين يبذلون مهجهم وأرواحهم
في سبيل رفعتك وصعودك نحو الذرى
الذين ذاقوا مرارة القهر والظلم على أيدي الطغاة
لاأحد ينقذك إلا هؤلاء الأصلاء الأوفياء
هم وحدهم سيشفون جراحك
في هذه الدوامة السوداء
وطني ياسيد العصور
متى أرى سماءك الزرقاء ؟
ووجهك البهي بلا عناء ؟
بلا أبناء عاقين أدعياء ؟
لقد آن الأوان لآقتلاع جذوركم العفنة
لتخليص الأرض من رجسكم إلى الأبد.



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة القدس
- جرائم ترامب وسياسة التنازلات المهينة.
- غربةٌ على رصيف عام مضى.
- الرحيل المر.
- مآزق الطغمة السعودية الحاكمة والهروب إلى الأمام.
- كركوك يامدينة العشق العراقي الأصيل.
- سطور من كتاب حزن البصرة وشقيقاتها.
- من لغة حدود الدم إلى لغة الحوار ثانية.
- كركوك ستبقى عراقية مادام العراق.
- حمى الصراعات المبكرة على صوت المواطن العراقي.
- المعاني الإنسانية للعيد والنفوس المظلمة.
- ياصاحبي سقط اللثام.
- كلماتٌ نازفةٌ لطائر الفجر.
- إنهم يقتلون البشر.
- إمارة آل مسعود والفردوس الموعود.
- وطن يحضنه الشهداء.
- حتى لايعود الدواعش لمدن العراق المحررة بوجه آخر.
- كلمات إلى ولدي ..
- فضائح الأخوة الأعداء والآتي أعظم.
- قمم الرياض التآمرية والمواجهة المطلوبة.


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر المهاجر - الأبناء العاقون.