أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - يوم من شعر، أبد من وجود















المزيد.....

يوم من شعر، أبد من وجود


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


للشعرِ يومٌ في حديقتهِ
سيلبسُ فيه شمساً غضةً
هل سوف ينتظر القرنفلَ؟
أم مرورَ الأرضِ بين يديهِ تُقرِئه السلامْ
من سحره لمعت خواتمُ ذكرياتٍ
واحتسى قبل الخروجِ نبيذَ عذراءٍ
تربّي بين نهديها الحمامْ
يا صمته
أغضى قليلاً عن نشازِ عابرٍ
ونأى بكلّ حواسه عما يثيرُ الروحَ
عما يقذفُ الإيقاعَ في بئر الحطامْ
وتعمّدَ التحديقَ في اللاّشيء
وانتبذَ الكلامْ
مستسلماً لحديقةٍ أخرى ستنمو داخلَهْ
يرتادها نسلٌ خفيّ من إناثِ الريحِ
يرقصُ زوربا فيها
يؤجّلُ موته اليوميّ
يكسرُ جرّةَ الأقدارِ
يدفع بالجنونِ إلى أقاصيه
يدٌ: بحرٌ
يدٌ: سفنٌ
أصابعُ للتّموّجِ مخملاً
وأصابعٌ نصبت شِراكاً للغيومِ الراحلهْْ
عين تشعشع مثل لؤلؤةٍ
وعينٌ روحُ جنّيٍّ تحلّ بها
وعين لا تـُرى, متآكلةْ
للشعرِ زورباه إذاً
فالعبْ بهذا الكونِ ياضلّيلُ
لا تملأْ جبينكَ بالنجومِ المطفأةْ
اليومُ يومُكَ,
فارتكبْ كلّ المدائحِ في انبهارِ السيّداتِ
ودرْ على أحياءِ قلبكَ,
سـمِّ كل الساحراتْ
من بيتِ أشباحِ الطفولةِ,
وانتهاءً بانفلاتِ القمقمِ الشبقيّ من عينيكَ...
هلْ سميتَ أم أخفيتَ ؟
إن الشعرَ أكبرُ من صدى متجوّلٍ
بين الصّخورْ
من زهرةٍ يأتي, ومن عشبٍ نما بين القبورْ
من شجـْرةِ التينِ القديمةِ
من تسلُّـقِها لتبحثَ عن حليبِ التينِ
كنتَ تظنّه فيها
ولمـّا استـُنزفت
فوجئتَ بالأنثى وراءكَ تنحني
ويشقُّ نهداها الضّحى الورديّ,
تـَأذنُ بالعبورْ
فانعمْ بأنوارِ النبيّ...
فلستَ أولَ من يباغته
بياضُ النهدِ في هذا الحضورْ
......
......
والشعرُ يأتي من سقوطِ التّوتِ في أرض المساءِ
إذ كنتَ تسترقُ الوميضَ من الثقوبِ
تسيلُ أصواتُ النساء على الحجارةِ
والرجالُ يغادرونَ إلى الصلاةِ
وأنتَ تـُرفَعُ مرّةً أخرى على توتٍ عتيقٍ
كاشفاً – من فوقُ – سفحَ القلعةِ
الممتدّ حتى ذكرياتِ الأمّ عن جيشٍ يصيدُ
العابريـنْ
الشعرُ يهربُ من رصاصِ القنصِ
ملتجئاً إلى الصمتِ المجنّحِ في الأزقةِ
أو بيوتِ المنشدينْ
الشعرُ يلبسُ جبّة الشيخِ الجليلِ
مساءَ يبدأُ طقسُ (زاويةِ الخميسِ)
أكنتَ تنشدُ مثلهم
لينزّ عطرٌ من عروقك يا فتى؟
داروا كـقنطرتينِ تـتّحدانِ
ثمّ تباعدوا عفواً وعادوا,
كلّ عبدٍ موجةٌ كسرت عقالَ البحرِ
وانفلتتْ لتبحثَ عن معلّمها...
تواجدَ عارفونَ متيّمونَ
وأحكموا إيقاعَ دورتهم وغابوا في بساطٍ
طارَ في شطحِ الجنونْ
ما عدتَ تبصرُ أينَ أقدامُ الهواءِ
وكيفَ تنخطفُ البصائرُ والعيونْ
سكروا بنجوى الله واشتعلوا
هم الفقراءُ والمستوحشونْ
ظلّ الفتى متربصاً
يحصي كلاماً كان يسقطُ من أكفّ المنتشينْ
كان الكلامُ معسّلاً
هل كان من توتٍ وتينْ ؟
هل كان ذِكراً للإلهِ فقط؟
أما كانت لهم أسرارهم
حتى يفيضَ الدمعُ من أدنى أصابعهم
أكانوا يطلبون الخمرَ في عليانِ نشوتهم
رأيتُ رؤوسهم أقمارَ رقصٍ في البياضْ
وعمائمُ ابتلّت بماءِ الياسمينْ
هل كان ذِكراً ما جرى
أم رقصةَ الروح السجينْ ؟
والشعر رقصٌ يا فتى
فأثرْ به خصرَ السحابِ
بسهرةِ استحضارِ جنـّيّ السرورِ
أقم له نذُراً
تلمّسْ وقعه في لذّة المحرابِ
واقطفْه إذا ضاءت ثريا مسجدٍ
أذّنتَ فيه ذات فجرٍ للصلاةْ
فرأيتَ روحَ أبيكَ يبكي صبوةً
ثم انتبهتَ لأنه يبكي على غسقِ الحياةْ
......
......
والشعرُ أنفاسُ الورودِ
تضيقُ في عنقِ الزجاجةِ
كنتَ طفلاً عندما واراكَ أهلكَ في الظلامْ
أيقظتَهم:" سأموتُ من ضـِيقِ النفَـسْ "
...في الصدرِ قلبٌ واهمٌ أن الفضاءَ
على مقاسِ جموحه
ويودّ من لهب الإلهِ ولو قبسْ
في الصدرِ – من جذرِ الطفولةِ – كهفُ أصداءٍ
طبولٌ نازفات في احتفالات الغجرْ
الريحُ تعدو كالوحوشِ وراء صدري
وهي تقذف خلفها قلباً نحيلاً
قلْ كأن البحرَ فيه يُـحتضرْ
ضِيق على ضِيقٍ
وما كانت تريق الروحَ فوق الجمر أنثى,
لم تكن بغدادُ حنظل حلمنا
والشاعر المغدور لم يكبر به التابوت بعدُ
ولم تكن جداتنا يحكين من لغة الشآمْ
غير القرنفلِ مائلاً بدلاله وشذاهُ
نحو المرأة الأولى وقد دخلت إلى الحمّام
مثل خرافة بيضاء...
تنعس في عبير الدفء
تطلق شَعرها مرخى على ظهر الغمامْ
كم مرّةٍ أفرغتَ أجرانَ النساءِ من العطورِ
وقد مضين مجلبباتٍ بالسوادِ
وتحته عسلٌ تجسّد واستقامْ ؟
وصنعتَ من آثارهنّ حريرَ مروحةٍ
لصيفِ النارِ في جنبيكَ
حين تقلّد الأزواجَ في عرسٍ/ منامْ
ما سرّ هذا الضِيقِ ؟
هل عاينتَ منذ البدءِ هذا المشهدَ الدمويّ
في فصل الختامْ ؟
الآن يستند الصبيّ إلى قصيدته
يحاول جعلها فصحَ القيامةِ
وهو يؤمن أنه لم يستطع بعدُ القيامْ
......
......
الشعرُ من ليلٍ صحا
لتطوفَ أسئلةُ المغني بين أبوابِ الشتاءِ
ورحلةِ الصيفِ العقيمْ
وهو الدخولُ الحرّ فيما ليس يشبهه
يعتّقه الحديثُ, وقد يحدّثه القديمْ
لكنه ضدّ الصراط المستقيمْ
والشعر بعضُ تهكّمٍ في حضرةِ السلطانِ
بعضُ تهدّمٍ في لحظة البنيانِ
كلّـيٌّ إذا سلّمتَه أمرَ الفصولْ
وقواه أخفى من كلامِ الأرضِ في أرواحها السّفلى
يقولُ ولا يقولْ
وكأنه قيّومُ أسرارِ الوجودِ
فلا يحولُ ولا يزولْ
......
للشّعرِ يومٌ...
سوف ينتعل الربيع ويعتلي عرش الرحيقِ
له طقوسٌ لا تُحَدّ , له نفوسٌ لا تُعَدّ
فكيفَ أُظهِره وفيه باطنٌ ؟
أو كيف أُبطِنه وفيه ظاهرُ ؟
فلتشهدوا ماذا يقولُ الشاعرُ:
للشعرِ يومٌ آخرُ
للشعرِ يومٌ آخرُ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريش الطير قوتنا الأخيرة
- وجهة نظر في واقع اللغة العربية
- مكاشفات في أفق السهروردي
- البيان الإباحي
- إعلامولوجيا سورية
- قصتان قصيرتان
- فئران
- لوركا نموذج منسي للمقاومة : قراءة في مفهوم الروح المبدع
- غموض غير متعمد
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات
- بورتريه مثقف عضوي
- القصيدة
- نشيد للفرح الأخير
- يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - يوم من شعر، أبد من وجود