أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - لنلتحم بالشعب ونفك العزلة














المزيد.....

لنلتحم بالشعب ونفك العزلة


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أكدنا في أكثر من مناسبة على صفحات هذه الجريدة أن بن علي يتبع خطة واضحة وبسيطة لضمان بقاء نظامه الدكتاتوري. وتتمثل هذه الخطة في إبقاء المعارضة السياسية والمدنية من جهة وجماهير الشعب المتضررة من اختياراته من جهة ثانية معزولتين عن بعضهما البعض حتى تبقى الأولى بدون قاعدة شعبية أي غير فاعلة في مجرى الأحداث والثانية بدون قيادة سياسية وتنظيمية مما يسهل التحكم فيها ومغالطتها وتضليلها.

ويستعمل بن علي لتحقيق هذه الغاية وسائل شتى منها القمع ومنها الديماغوجيا السياسية والاجتماعية. ولكن كلما ضاق هامش المناورة الذي يستغله للمغالطة والتضليل ازداد لجوؤه إلى القمع وطغى هذا الجانب في سلوكه على بقية الجوانب الأخرى، وهو ما نلحظه اليوم مع تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية (بطالة، طرد جماعي، غلاء أسعار...) واستشراء الفساد من جهة وظهور مؤشرات لبداية نهوض اجتماعي (إضرابات، اعتصامات..) وسياسي (إضراب 18 أكتوبر عن الطعام وتشكيل تكتلات سياسية حول محاور دنيا...) من جهة أخرى.

لقد شددت الطغمة النوفمبرية قبضتها على المجتمع بشكل غير مسبوق. وهي تسعى سعيا محموما إلى القضاء على ما يوجد في الساحة من جمعيات ومنظمات مستقلة (جمعية القضاة، الرابطة، نقابة الصحافيين...) وأصوات حرة (محاصرة الصحف المستقلة وخصوصا صحيفة الموقف...) وإلى فرض الصمت على القوى السياسية المعارضة بما فيها الأحزاب القانونية الرافضة للاصطفاف. كما أنها لا تتوانى عن محاصرة كل تحرك اجتماعي والعمل على قتله في المهد عن طريق القمع البوليسي أو بالتواطؤ مع البيروقراطية النقابية حتى تفرض على الشغالين وعلى جماهير الشعب أشنع ألوان الاستغلال والنهب.

وما من شك في أن الطغمة النوفمبرية لن تحيد عن هذا السلوك طالما أنه يمكّنها من تحقيق النتائج التي تريدها والتي يريدها كذلك أصحاب رأس المال الأجنبي والمحلي الذين لا همّ لهم سوى تكديس الأرباح على حساب الشعب. لذلك فإنه لا خلاص من دون التصدي لاستراتيجية الدكتاتورية وتحقيق الانغراس في صلب الشعب، لا فقط بتمثل مطالبه وطموحاته وصياغتها في برامج ومقترحات، وهو أمر هام بل أولي وإنما أيضا بابتداع الأشكال والأساليب العملية الميدانية التي تسمح بالخروج من الدائرة المفرغة الحالية ومن إيصال صوت المعارضة الديمقراطية والوطنية إلى الشعب والإسهام بصورة نشيطة في الرفع من درجة وعيه وفي تنظيم صفوفه حتى يقدر على أخذ مصيره بيده ويقلب الأوضاع الحالية لفائدته.

وفي هذا الإطار لا نرى مخرجا إلا في المزج بين مختلف أشكال النضال القانونية وغير القانونية، السرية والعلنية حتى تفرض هذه المعارضة شرعيتها على "شرعية" الدكتاتورية القائمة على العسف والجور وعلى دوس حتى القوانين التي وضعتها بنفسها. إن الانصياع لشرعية الغاب لن تزيد المناضلات والمناضلين إلا إحباطا ولن تُعمّق في النفوس سوى مشاعر اليأس.

ولكن حتى يكتب لهذا النهج النضالي النجاح فلا بد من تكتيل الصفوف لأن التجربة بينت أن لا أحد من مكونات المجتمع المدني والسياسي قادر على مواجهة نير الدكتاتورية بمفرده في المرحلة الحالية. وما دامت كل هذه المكونات، على اختلاف مشاربها الفكرية والسياسية، في حاجة إلى الحرية السياسية، وما دامت هذه الحرية في مصلحة الشعب التونسي فلتكن الحد الأدنى الذي تتوحد حوله حتى تكسر الطوق المضروب عليها وعلى المجتمع، دون أن يتخلى كل طرف عن استقلاليته الفكرية والسياسية والتنظيمية.

إن سعي بعض الأطراف إلى جعل الخلافات الفكرية والسياسية، مع الطرف "الإسلامي" خاصة، ذريعة لرفض العمل الموحد حول هذا الحد الأدنى، هو سلوك يضعف النضال من أجل الحريات ويخدم موضوعيا وفي نهاية الأمر الطغمة النوفمبرية، كما يخدم كل من يريد الحفاظ على الوضع الحالي، أو يوهم نفسه بإمكانية إصلاح الدكتاتورية أو مقرطتها، ولكنه لا يخدم مصلحة تونس وشعبها ولا يعجل بانبلاج صبح الحرية.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى العشرون لتأسيس حزب العمال:عشرون سنة في خدمة قضايا الع ...
- بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر: كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل ...
- هل مازال للمفاوضات الاجتماعية من معنى ؟
- لنكن جميعا في خدمة أهداف الإضراب
- ماذا جرى بين الاتحاد والحكومة؟
- نحو أزمة اجتماعية حادة
- قانون جديد لتكريس الحكم الفردي المطلق بتونس
- بن علي يخضع جميع الموظفين لشبه مراقبة إدارية
- المنتديات الاجتماعية، إجابة العصر المنقوصة
- الوضع الاجتماعي في تونس الانفجار آت لا ريب فيه
- دفاعا عن الرابطة وعن استقلالية العمل الجمعياتي وحريّته
- النضال هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الدكتاتورية وإرغامها على ا ...
- أزمة النسيج تشتد ونضالات العمال تتصاعد
- لا مستقبل لشباب تونس في ظل الدكتاتورية
- رائحة أزمة نقابية!
- كلمة الرفيق حمه الهمامي في ندوة بروكسيل حول -الشراكة الأوروم ...
- بيان مشترك حول تفجيرات لندن
- مرة أخرى:لا خلاص للعمال إلا بالوحدة والنضال
- في اليوم الوطني لمقاومة التعذيب والذكرى 18 لاستشهاد نبيل الب ...
- طبقة عاملة، منزوعة السلاح، مهدورة الحقوق !


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - لنلتحم بالشعب ونفك العزلة