أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - عندما ينبع -الزعماء- من العدم!!














المزيد.....

عندما ينبع -الزعماء- من العدم!!


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا غاب هؤلاء "الزعماء" حتى اليوم، أي بعد كل هذه المعاناة؟

تابعت منذ الوقفات والمسيرات التي تلت انتفاضة 20 فبراير 2011 بروز بعض الوجوه الغريبة التي تتقدم الحشود وترفع الشعارات وتمتطي "الهوندات" (سيارات HONDA) وتحتكر "الميغافونات" (MEGAPHONE)؛ وجل هذه الوجوه من الشباب، إناثا وذكورا. ويتميز بعضها وبشكل بارز بالاستعمال المكثف للماكياج وتقليعات الموضة (تصفيف الشعر وطريقة اللباس وشكله...). وكان حينذاك حديث بعض الأطراف السياسية حول "شباب 20 فبراير" مبالغا فيه... ومن بين هذه الأطراف من احتضنت بعض الوجوه، تمويلا وتعبئة/شحنا، لتمرير شعاراتها ومواقفها وادعاء حضورها الميداني. أما الخلفية السياسية وراء ذلك، فهي العجز عن الانخراط السياسي المسؤول في المعارك النضالية المتفجرة. ونلاحظ ذلك بالمكشوف من خلال اعتماد الصيغ الملتوية، ومن بينها تشكيل "مجلس الدعم"، وكأننا سندعم معارك ليست معاركنا.. يا للغرابة!!
والمثير هو تركيز عدسات المصورين (صحافيين أو غيرهم من الهواة أو المحترفين) على هؤلاء الشباب، لدرجة أصبحنا شئنا أم أبينا أمام "زعماء" يملؤون الساحات (الميدانية والافتراضية) شعارات وضجيجا...
والمثير أكثر هو سقوط أغلب تلك الوجوه الغريبة فيما بعد في أحضان النظام وأزلامه. ولن أتردد في اعتبارها، أي تلك الوجوه، عناصر مسخرة لأداء مهام دقيقة، من أجل إجهاض الأشكال النضالية وتوجيهها، في أفق تشويهها، بل وقتلها. كما لن أتردد في اعتبار جل المصورين أدوات طيعة في يد النظام وأزلامه. وبدون شك، تتحمل مسؤولية ذلك الأطراف السياسية التي عانقت تلك الوجوه الغريبة المنبعثة من العدم، دون التقصي حول ماضيها وتطلعاتها "المتبرجزة". فالعجز أو الضعف السياسيان لا يبرران الارتماء في أحضان "الشيطان" أو معانقته.. إنها "الميكيافيلية" المقيتة (الغاية تبرر الوسيلة)!!
والخطير أنه تكرس لدينا نوع من "الشخوص" الذي يهوى الواجهة والتقاط الصور، سواء كان بريئا أو مشبوها. وهو ما انضاف الى تمييع الوقفات والمسيرات، حيث صارت هذه الأخيرة محطات احتفالية (حد الإسهال) لامتصاص الغضب وإحياء "صلة الرحم" وتوثيقه وتوزيع "الحنان" المفتقد لدى العددين والعديدات، بدون أي بعد أو عمق كفاحيين.
وما ساد في السنوات التي تلت 20 فبراير، انتقل باحترافية واجتهاد الى انتفاضة الريف على مداها الزمني الطويل. وهو ما خلف النهايات المأساوية لتضحيات أبناء شعبنا سواء بالريف أو بغيره، بالأمس واليوم...
وما يحز في النفس الآن، هو التكرار الكاريكاتوري لهذا السيناريو البشع بالمدينة العمالية الثائرة جرادة.
لنراجع الفيديوهات المصورة واللقطات المنشورة، نفس الشعارات (على المقاس وفي حدود السقف المرسوم) ونفس الطقوس واللحن (العزف "الحزين" على العواطف والتجييش بدون أفق واضح أو معلوم...)، وطبعا العديد من الوجوه الغريبة (الشابة والطاعنة في السن) المنبثقة من العدم، منها المسخرة من طرف النظام ومن طرف القوى الرجعية (ظلامية أو شوفينية)، ومنها الوجوه الانتهازية التي تسعى الى كسب الرضى من أي جهة كانت وجلب الأضواء لتسويق منتوجها الموبوء، ومنها للإنصاف الوجوه التائهة، عن حسن نية...
وعلى ذكر "حسن النية"، فلا يعذر أحد، خاصة إذا كان مناضلا، بجهل القوانين العلمية للصراع، وعلى رأسها "إما أن تكون أو لا تكون"...
وللإنصاف أيضا، ففي جل المعارك، من 20 فبراير وعبر الريف الى جرادة، ومن قبل ومن بعد، حضر ويحضر المناضلون المخلصون لقضية شعبهم. ويشرفهم الحضور الواعي والمسؤول الذي يربط النظرية بالممارسة (لا ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية)، والذي يسعى الى تطوير أداء البديل الجذري الذي من شأنه تصحيح مسار نضالات أبناء شعبنا، وفي المقدمة الطبقة العاملة، وتأطيره وتنظيمه في أفق الخلاص والتحرر الطبقيين من قبضة النظام الرجعي القائم.
والأسئلة المشروعة التي من المفروض أن تطرح هي:
من أين ينبع هؤلاء "الزعماء"؟
أين كان هؤلاء "الزعماء"؟
أين كانت أحزابهم ونقاباتهم وجمعياتهم؟
أين كانت "أوكارهم"؟
لماذا غاب هؤلاء "الزعماء" حتى اليوم، أي بعد كل هذه المعاناة؟
ماذا عن 20 فبراير؟
ماذا عن الريف (الحسيمة...)؟
ماذا عن مصير جرادة؟
ماذا عن المستقبل، مستقبل شعبنا برمته؟
ماذا عن الزعماء الحقيقيين؟
هل الزعماء بديل عن التنظيم الثوري؟!!
فحتى السجون، لم يعد ينبع منها الثوار..
وللتاريخ، وعكس الشعارات المرفوعة، ناذرا ما نبع منها الثوار..
لا بديل عن التنظيم الثوري...



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الجهوي للاتحاد المغربي للشغل بطنجة
- من قتل شهداءنا؟!!
- في ذكرى الشهيدة سعيدة المنبهي
- حزب ظلامي يعلمنا الديمقراطية!!
- ثورة 1905 مقدمة ثورة 1917
- نقابات الخمول والإطفاء..
- لنمارس السياسة بقوة..
- دموع التماسيح لا تنقذ حياة المضربين عن الطعام!!
- أيلول الأسود أم الزمن الأسود؟
- قتل النضال باسم -النضال-
- مناورات العدل والإحسان لا تنتهي
- وماذا بعد محطة 20 يوليوز 2017 بالحسيمة الأبية؟
- القوى الظلامية خط أحمر
- أب الشهيد مزياني يعانق أبناء الريف
- البام بطنجة: مناظرة أم مؤامرة؟!
- سؤال الى مسيرة الرباط (11 يونيو 2017)
- آن الأوان لنتحمل المسؤولية تجاه قضية شعبنا..
- عندما يخطئ -التضامن- طريقه او -التضامن- النخبوي
- المعتقلون الفلسطينيون يسطرون الملاحم
- النهج الديمقراطي يغازل -فيدرالية اليسار الديمقراطي-


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - عندما ينبع -الزعماء- من العدم!!