أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - جعجعة القرن مقابل صفقة القرن














المزيد.....

جعجعة القرن مقابل صفقة القرن


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جعجعة القرن مقابل صفقة القرن

ن قيل فيما قيل عن القرار الرئاسي الأمريكي بإعلان القدس عاصمة أبدية لبني إسرائيل، ونقل مقر السفارة الأمريكية إليها، أن ذلك يندرج ضمن ما أسموه صفقة القرن بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وفوقهم "بخشيش" سعودي لأمريكا بقيمة 500مليار دولار لحماية العرش والعائلة المالكة وتعزيز هيمنة وسيطرة بني سعود على شعب وثروة ما تسمى بـ"شبه الجزيرة العربية".

ولا ضير، بهذا الصدد، من التذكير بأن أول من أصدر قرار نقل السفارة كان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إبان حملته الانتخابية، وتاجر به جورج بوش الابن وأجـّله أوباما، ريثما تنضج الظروف فيما تجاسر ونفـّذه الرئيس الحالي ترامب، في ظروف دقيقة جداً ومواتية كثيراً للأمر لاسيما بعد التمهيد الطويل للأمر الذي تجلى بالنجاح النسبي لمشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة وإضعاف القوى الفاعلة بالإقليم واستهدافها عسكرياً كسوريا والعراق وليبيا، وضمان الولاء المسبق للمجموعة الأكثر تأثيراً والأقوى اقتصاديا أي منظومة الخليج الفارسي والتي تصدعت أيضاً وتفرقت قبائل وشعوباً وشيعاً، وأما الحليف الهاشمي التاريخي للغرب فقد تم التلويح له، مؤخراً، بالجنائية الدولية فيما لو فكر أن يلعب "بذيله" ويرفع صوته، أو تحييدها وتهميشها كمصر وخلق مشاكل داخلية وأمنية وإستراتيجية ومصيرية لها وهي مكبلة، أصلاً، بأغلال عدة وتقود معارك وجودية كجائحة الإرهاب الذي يضربها، والمجاعة بسبب الانفجار السكاني وانهيار الخطط التنموية، وشبح العطش والجفاف الذي بات يطاردها بسبب التلويح ببناء سد النهضة الإثيوبي كورقة ضغط لضبط سلوكها السياسي في المنطقة وضمان عدم خروجها عن "المسار" المطلوب، فيما يبدو "العرب" الآخرون في مواقف لا يحسدون عليها ومطاردون من العدالة الدولية كالسودان المأزوم داخلياً وتقسيم البلد وتفكيكه لعدة كيانات هزيلة وشبح الحرب الأهلية ما زال جاثماً ويطارد الجميع، أو غارقون في مشاكل داخلية كتونس، أو ممن يغوص بعلاقات بينية وحدودية مضطربة ومتوترة كالجزائر والمغرب وموريتانيا، إذ لا يبدو أنها تمتلك الوقت الكافي للتفكير بـ"العرب" ومشاكلهم الكثيرة وقضاياهم المصيرية وقصصهم "المزعجة"، فيما فلسطين المعني المباشر بالقضية تعاني انقساماً تاريخياً حاداً لم تشهد له مثيلاً منذ انهيار آخر اتفاق لما يسمى مصالحة وطنية فلسطينية وفيما يبدو انضمام غزة-ستان وعودتها للضفة وتوحيدها مع السلطة أصعب من توسلات أردوغان صاحب النبرة العالية اليوم وانكسار حلم انضمامه المستحيل نهائياً للاتحاد الأوروبي، والذي أصبح مجرد بطة عرجاء لجملة الأزمات التي زج نفسه بها وتحاصره من كل صوب.

ومن دون الخوض في اللغط وإشكالية الأحقية والملكية التاريخية للمدينة المقدسة لدى الديانات الثلاث، فإن الوضع القائم الحالي الـStatus Quo، وربما منذ وقت نسبي مضى، وكما أوضح ترامب في خطاب الاعتراف، فهي قولاً وفعلاً العاصمة الحالية لإسرائيل وتلعب دور العاصمة الرسمية ففيها مقر الرئاسة والكنيسيت ورئاسة الوزراء ومعظم الوزارات ومركز النشاط السياسي والدبلوماسي للدولة، ولا يقدم ولا يؤخر أو يؤثر القرار في وضعها هذا، كما لا يبدو أن كل هذا الطحن والعجن الإعلامي سيفعل شيئاً بمستقبلها طالما أن ما يسمى بالعالمين العربي والإسلامي على هذه الدرجة من الوهن والضعف والتفكك والبؤس والانهيار البنيوي على مستويات عدة، وتشكل أكبر مصفوفة ومنظومة من الدول الفاشلة المتناظرة جماعياً والتي تتقاسم نفس العلل والآفات المجتمعية والعاهات السياسية المزمنة، وبعيداً عن هذا التشنج والنحيب والصخب والضجيج الإعلامي الممل والمؤرق و"الهيصة" والرقص على جثة القدس، فليس بإمكانهم تقديم أي شيء عملي للمدينة، وفقاً للمعطيات الراهنة، اللهم سوى إصدار الأصوات المزعجة.

تنبري، اليوم، معظم وسائل الإعلام ومنابر الأنظمة "التقدمية" منها، و"الرجعية" للحديث عن القدس فيما يشبه العرس الإعلامي الجماعي والكل يعزف سيمفونية واحدة ويبكي ويلطم في إعلامه وأصبحت "أور شالام" (وهو بالمناسبة الاسم التاريخي ما قبل العربي الإسلامي)،الشغل الشاغل لمن لا شغل ولا عمل له بحيث بات دوي "انفجارات" الصراخ والبكاء وصواريخ النواح المتساقطة على المدينة يغطي على القضية والحقيقية ويساهم في تمرير القرار في ظل غياب أية آلية عملية فعالة وناجعة لإحداث أي تغيير على الأرض، وثني قرار عن قراره، لتنحصر القضية اليوم برمتها، وتبدو مجرد جعجعة فارغة بلا طحين، لا أكثر ولا أقل.

ستهدأ، ولا شك، هذه العاصفة الصوتية قريباً، ويعوّل الطرف المقابل، كالعادة، على عامل الزمن والوقت، لطي هذه الصفحة، كما طويت غيرها من صفحات، ويكفي أصحاب القضية، والحال، خروجهم من هذه المعمعة بكل هذه الجعجعة، وحسبهم هذا الشرف الرفيع، أي وأيم الله.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والإسلام: لماذا يرفض المسلم العلمانية؟
- مزاد القدس: احذروا عودة المدينة للعرب والمسلمين
- بلاغ إلى سيادة النائب العام المحترم/ سوريا عن عملية سطو وعدو ...
- السيد رئيس مجلس الوزراء: هل سمعت بهذه السرقة الموصوفة؟ هل سو ...
- قفشات سورية خالدة
- أوثانستان: عاصفة المناهج التربوية
- ثقافة الخوف: الرعب من المخابرات
- لسادة جنرالات الأمن المحترمين
- طارق بن زياد كأجحش وأغبى قائد عسكري في التاريخ:
- التغريبة السورية: ابتسم أنت في فرع الأمن السياسي باللاذقية
- مال السعودي الخسيس يروح -فطيس-
- بيان هام للرأي العام العالمي:
- خطورة الإسلام
- اضحكوا مع المتأسلمين: هنيئا لكم بالعروبة والإسلام
- الحمد لله أن الناس تركت الإسلام: لماذا لا تستطيع أن تكون مسل ...
- حاكموا أولاً الأنظمة الوظيفية الإرهابية الوثنية لا أدواتها ا ...
- السيد وزير العدل السوري المحترم
- الإسلام والصهيونية
- لماذا الدول العربية والإسلامية دول مارقة Rouge States إرهاب ...
- ما وراء الصحوة العروبية البدوية والإسلامية؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - جعجعة القرن مقابل صفقة القرن