أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - معرفة أساسية :الحرب . الشعر . الحب . الموت . الفصل 12 الأخير















المزيد.....



معرفة أساسية :الحرب . الشعر . الحب . الموت . الفصل 12 الأخير


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


معرفة أساسية :*
الحرب . الشعر . الحب . الموت
الفصل 12 { الأخير }
مقتطفات
السجن- الحب
{ انخيدوانا الشفيعة }
يضفي العاشق أهمية زائفة على من يحب

1
حين انتهت الحرب العراقية – الايرانية . كنت هارباً من وحدتي العسكرية وأحيا متخفياً هنا وهناك . وبما أن وظيفتي السابقة قبل بداية الحرب كانت في احدى دوائر وزارة النفط فقد كنت أتدبر بطريقة ما ، نموذج الاجازة المزور من أجل ان استلم راتبي من دائرتي والذي يصادف يوم 23 من كل شهر . كانت القوانين والأوامر الشديدة تقضي انه في حالة القاء القبض عليّ أثناء هروبي من الخدمة العسكرية فيتوجب عليّ بعد تقديمي الى محكمة عسكرية مختصة والتي ستحكم بسجني أن أعيد كل المبالغ التي تسلمتها أثناء فترة هروبي الى الدائرة . عند نهاية الحرب التحق آلاف الجنود الهاربين من الخدمة الى وحداتهم بموجب العفو الذي أصدره وزير الدفاع عدنان خير الله آنذاك . التحقت في هذا العفو الى وحدتي التي كانت تقوم بمهمات التدريب في منطقة { قصري } بقضاء { جومان } ووجدت الكثير من الجنود الهاربين مثلي قد التحق قبلي . بعد أيام ألغى صدام قرار العفو هذا كما هو معروف للجميع وجاءت التعليمات بمنع الاجازات عن الجنود الهاربين الذين التحقوا الى وحداتهم لحين تقديمهم الى المحاكم . في الشهر الحادي عشر بعد أن حرروا لنا المجالس التحقيقية تم تقديمنا الى محاكم عديدة ضمن قاطع الفيلق الخامس . ذهبت مخفوراً برفقة جندي مأمور الى المحكمة الدائمية 23 في الموصل . أصدرت المحكمة حكماً ضدي يقضي بحبسي حبساً شديداً لمدة 6 شهور واسقاط رتبة أعلى { كنت نائب عريف } واعتبار جريمة هروبي مخلة بالشرف . كان المألوف أن يسمح المأمور الذي يخفر الجندي المحكوم اذا كان واثقاً من عدم هروبه ويعرف عنوانه ، أن يسمح له بتمضية يومين أو ثلاثة يزور فيها أهله قبل الذهاب الى السجن . عدت الى بيت أهلي ومن ثم التقيت أصدقائي الشعراء في مقهى { حسن عجمي } وبعد يومين ملأت حقيبتي بالكتب وذهبت بصحبة المأمور الى سجن الموقع بأربيل . كان السجن الذي يشرف عليه عناصر الاستخبارات في ألوية الفيلق المختلفة ، أشبه بجهنم وربما أقسى منها . غرف صغيرة تم حشر الجنود فيها بقسوة بالغة . الغرفة تتسع لعدد محدود جداً ويسجن فيها أكثر من 25 شخصاً . واذا وضع أحدهم ساقه أو مؤخرته أو ضرط فوق رأسك فهذا شيء عاي . كنا ننام بصعوبة وفي النهار يسمح لنا بالخروج من الغرف لغرض تنظيفها وتعقيمها بالديتول بشكل يومي . والمصيبة الجهنمية التي كانت تواجهنا صباح كل يوم هي طريقة ذهابنا الى المراحيض . توجد في السجن 3 مراحيض ويبلغ عدد السجناء أكثر من 400 سجين . كان يسمح لكل 7 أو 9 جنود بالتبول سوية من أجل افساح المجال للآخرين . وكانت السياقات اليومية المعتادة للسجن الذي بدا لي أشبه بقلعة من قلاع القرون الوسطى ، تقضي بقيام السجّانين بعملية التعداد الصباحي للسجناء وتوزيع الأطعمة والتنظيف وتنتهي بالتعداد المسائي وبعدها يتم اغلاق الغرف . كانت اذا بدرت من أي سجين علامة غضب أو تأفف بسبب الأوضاع اللانسانية في السجن أو تشاجر مع سجين آخر لسبب ما تافه وبسيط . يتم تجريده من ملابسه واخراجه الى ساحة السجن معرى ، حيث يقوم السجاّنون بأبشع عملية تعذيب ضده لتأديبه حسب زعمهم ، ويتم ضربه بالسياط وحين يخرج الدم من جسده يقومون برش الملح على الجروح ويواصلون الضرب وسط صراخ وبكاء السجين العاري ، وهذه الأشياء التي كانت تحدث في سجن الموقع بأربيل يعرفها كل من أوقعه حظه العاثر في ذلك السجن . بعض الجنود الذين تعرضوا لتلك العمليات الوحشية وظلت آثار التعذيب بادية على جلودهم ، قاموا بعد تسريحهم من الخدمة العسكرية بتعقب أولئك الذي عذبوهم واغتالوهم في مدن مختلفة من العراق . قبل دخولي السجن لم أكن أعرف أي شيء عن داء الجرب المعدي الذي يتسبب فيه الظل والظلام والاقذار . حين أصبت بهذا الداء اللعين بعد أسابيع تم عزلي في غرفة مخصصة للمصابين الآخرين وكان يسمح لنا بتمضية وقت أطول في الشمس وتعريض جروحنا لحرارتها. لكن أين هي الشمس والفصل شتاء ؟ في هذه الغرفة التي كانت تضمنا نحن المرضى ، استطعت أن أقرأ بشكل جيد لكن الحساسية الشديدة التي كانت تداهمني في الليل عند حلول الظلام ، كانت تسبب لي ألاماً شديدة ولم تنفع معها تلك الأقراص التي كنت ابتلعها ولا ذلك المرهم الذي كنت أدهن فيه المناطق الحساسة من جسدي . جاء المرحوم العجوز أبي مرة واحدة الى السجن وكان أخوتي الثلاثة جنود مثلي ويمضون خدمتهم العسكرية في وحدات وقواطع أخرى والبعض منهم هارب من الخدمة وكان أبي يعاني المصائب . كانت السعادة القصوى التي أشعر فيها في تلك المحنة هي زيارة صديقي الطالب في جامعة صلاح الدين رزاق الذي يعيش هنا الآن في السويد . كان رزاق حين يزورني يحمل معه الكتب والصحف والمجلات وأخبار وتحيات الأصدقاء الشعراء والكتّاب في بغداد . وكان يجلب لي الأطعمة الجيدة ويمنحني المال ويواسيني دائماً . كان بعض السجناء ممن يقدر على دفع الرشوة يتم تعيينه بصفة { عنقرجي } من قبل ادارة السجن ولم أكن أفهم معنى كلمة العنقرجي التركية الأصل في البداية . كنا نقول في العامية عن الشخص الذي يأمرنا بعنجهية : { لا تتعنقر علينا } . يسمح للعنقرجي الذي يكون واسطة أحياناً بين السجناء وادارة السجن بالذهاب الى الأسواق والاستحمام في الحمامات ودور السينما التي كانت تعرض الأفلام البسيطة في أربيل كما يسمح له بشراء ما يطلبه السجناء من خارج السجن ويستطيع زيارة بيته متى ما شاء باتفاق مع مسؤول السجن ، أي انه يتمكن من خلال دفع الرشوة بتمضية مدة محكوميته خارج السجن . أغلب الجنود الذين يأتون الى السجن لتمضية فترة عقوباتهم . تنهض عواطفهم الدينية في الأيام الأولى للسجن ويقومون بتأدية الصلوات وقراءة القرآن والحديث في الأمور الدينية ، وبما انني غير متدين فقد كنت أعاني صعوبات مع هؤلاء المساكين الذين يلوذون بالدين في السجن وينسونه في اليوم الأول لخروجهم منه . كان البعض يعتبرني ملحداً ويحاول الوشاية بي الى السجّانين اذا لم تعجبه آرائي ، وكنت أموت من الرعب اذا حاول أحدهم ذلك . كانت أفضل طريقة لدي هي أن اعتذر منه واعارته رواية لا يفهمها أو مسرحية أو أي كتاب آخر من أجل امتصاص نقمته وغضبه وحرصه الشديد على إلهه الذي تذكره حين جاء الى السجن . في بداية الشهر الخامس من عام 1989 انتهت مدة محكوميتي وتم اطلاق سراحي من السجن . ذهبت الى وحدتي التي استولت هي ووحدات أخرى على بيوت الناس من أبناء الشعب الكوردي في منطقة { ديبه كَه } الواقعة بين كركوك وأربيل بعد عمليات الأنفال القذرة التي قامت بها ألوية الحرس الجمهوري وتم فيها ابادة وتهجير السكان الأصليين وعقابيل داء الجرب ما زلت أعاني منها . مكثت ليلة واحدة في وحدتي وبعدها أمر آمر سريتي النقيب جاسم محمد بمنحي اجازة لمدة 7 أيام .

2
من عادتي طوال سنوات الحرب انني عندما أحصل على اجازة ، أذهب عندما أصل بغداد بالتكسي مباشرة من كَراج { النهضة } الى مقهى { حسن عجمي } للقاء الأصدقاء ومن ثم الى بار وفي الليل نذهب الى نادي اتحاد الأدباء لمواصلة الشراب وبعدها أذهب الى بيت أهلي . حين وصلت المقهى والتقيت الأصدقاء ، أخبروني أن هناك تطورات قد حصلت في منتدى الأدباء الأشباب { كنا قد قاطعناه منذ عام 1981 حين ترأسه لؤي حقي بمرسوم جمهوري وتم تعيينه بمنصب المدير العام للمنتدى } ، حيث تم تعيين الشاعر علي الشلاه بمنصب الرئيس بعد طرد لؤي حقي لكن من دون منصب ، وهناك محاولات يقوم بها علي من أجل الاهتمام بالأدباء الشباب في المنتدى الذي كان يطبع لسعاد الصباح وينشر لها ولمحمود درويش وغيرهما في مجلة { أسفار } التي يصدرها المنتدى ، واقترح البعض أن نذهب الى هناك للقاء بقية الأصدقاء . كانت انخيدوانا جرح حياتي الدامي التي كنا نراها تتأبط في مهرجانات المربد الشعراء الكبار أمثال البياتي ونزار قباني ومحمود درويش وغيرهم حاضرة هناك في بناية المنتدى . فتاة جميلة وشاعرة في الواحد وعشرين من عمرها . أصدرت مجموعتها الأولى عام 1986 وكانت غامضة بالنسبة لنا نحن الشعراء الشباب وخصوصاً الصعاليك أمثالي ، بسبب مظهرها البورجوازي { لم أكن أعرف انها من أسرة فقيرة مثلي } ومحاولاتها المحمومة للتسلق وحب الظهور والشهرة . تعرفت اليها في ذلك اليوم للمرة الأولى وسألتني : { أين كنت طوال الفترة الماضية ؟ } أخبرتها انني كنت في السجن وعلمت منها أن مجلة { كلمات } التي تصدرها أسرة الأدباء بالبحرين قد أصدرت عدداً خاصاً بالشعر العربي أثناء فترة مكوثي في السجن وضم من الشعراء العراقيين سعدي يوسف وسركون بولص وجمال جمعة وأنا فقط . طلبت منها أن تعيرني المجلة فوافقت وقالت : { تعال غداً الى منتدى المسرح مساء . هناك مسرحية ستعرض وبعدها ربما نتمشى } ثم أبدت نحوي عاطفة حميمة جعلتني انجذب اليها بقوة ، ربما بسبب شهور السجن والخيبات المستمرة التي ظللت كل سنوات حياتي في الحرب . التقينا في اليوم التالي وكنا متلاصقين بشدة في قاعة المسرح بسبب كثرة عدد الجمهور ، وكان البعض من الأصدقاء وسواهم ينظر الينا بحسد واندهاش وقد قالت عنهم فيما بعد في قصيدة نشرت بمجموعتها الثانية { اتهموني بالحب . صفقتُ لخطيئتي أيها الشفيع المعصوم بحبل القلب } . بعد انتهاء العرض المسرحي ذهبنا نتمشى وتحدثنا في الشعر وعن المسرحية التي عرضت وأمور أخرى . قبل أن أودعها وأذهب الى نادي اتحاد الأدباء ، طلبت منها أن تعطيني رقم تلفونها . وافقت واتفقنا أن نبقى على اتصال . حين انتهت اجازتي والتحقت بوحدتي كنت أتصل بها كل يوم وكانت العاطفة المحمومة تزداد قوة في أعقاب كل اتصال . أسميتها انخيدوانا الشفيعة وأسمتني الشفيع . كتبت عنها في البداية قصيدتي الطويلة { عش وقواق من غيوم نووية الى الشاعرة الأميرة انخيدوانا } وكتبت هي عني قصيدتها { المعصوم بحبل قلبي . سفر الشفيع } بعد شهر أنجزت عنها مجموعة شعرية وهربت من الخدمة العسكرية من جديد لأنني لم أعد أتحمل فراقها . كنت أنام في الليل في منتدى الأدباء الشباب مع علي الشلاه وصديقنا الشاعر المصري فتحي عبد الله المحرر في مجلة { أسفار } بعد أن نعود من نادي اتحاد الأدباء مخمورين ، وكان علي الذي لا يشرب أبداً . يطيّر في كل مرة السكر من رأسي عندما يقول لي مازحاً : { اتصلت بي انخيدوانا قبل قليل وتقول انها تحب شخصاً آخر } . يذهب عقلي وأحاول الاتصال بها فلا ترد ، وكيف ترد والساعة هي الثالثة فجراً وهي تعرف انني مخمور ؟ . أمزق المجموعة التي كتبتها عنها لكن علي يجمع الأوراق الممزقة ويصرخ بي : { يا حمار ، كنت أمزح فقط } . في اليوم التالي أعيد كتابة المجموعة لأنني أحفظها كلها وأخبرها عندما تأتي الى المنتدى بما فعل علي بي فتقول لي : { هل أنت مجنون ؟ هذه ليست المرة الأولى التي يفعلها علي . اترك الشراب . لا أحب الشخص الذي يشرب كل يوم } . بعد شهر حصلت تطورات أخرى في منتدى الأدباء . طلب منا الترشيح لعضوية المكتب التنفيذي المزعوم بعد المؤامرة الشهيرة على علي الشلاه ومجيء عدنان الصائغ ليرأس المنتدى . رشح البعض أنفسهم وظهرت النتائج في اليوم الأول . بعد أسبوع تم ابلاغ وزارة الداخلية التي كان يقودها المجرم سمير الشيخلي من قبل رئيس المنتدى ، أن محمد النصّار ونصيف الناصري لديهما هروبات من الخدمة العسكرية ومحكومين بتهمة مخلة بالشرف ولا يحق لهما الترشيح في أي انتخابات . طردنا نهائياً من المنتدى أنا ومحمد وذهب علي ربما لاكمال دراسته . ظلت علاقتي مع انخيدوانا طيبة بعد التحاقي بوحدتي العسكرية نادماً ، على الرغم من الصعلكات والحماقات التي ارتكبها حين أكون مخموراً واتصل بها بعد منتصف الليل وهي نائمة . في عام 1990 بعد غزو الكويت أخبرني الصديق الشاعر عبد الرزاق الربيعي حين جئت بغداد في اجازة ، أن انخيدوانا مخطوبة الآن الى رجل عجوز . طبعاً لم أصدق رزاق في البداية لأنه جاد ولا يمزح معي الى هذا الحد . في يوم ما ذهبت الى المنتدى عصراً وجاءت انخيدوانا تقود سيارة ضخمة ويجلس الى جوارها رجل عجوز . تجاهلتني وألقت السلام على الآخرين . غادرت بناية المنتدى فوراً والنار تضطرم في أشلائي . حين بلغت بي حالة السكر في نادي اتحاد الأدباء الحالة القصوى . أخذت أحرق يدي اليسرى بأعواد الكبريت من دون أن أشعر بأي ألم . في اليوم التالي قطعت اجازتي والتحقت بوحدتي . بعد أيام وصلت صحيفة القادسية الى الوحدة وفي صفحتها الثقافية قصيدة لانخيدوانا تقول فيها :
أرح صمتكَ الآن
على مطر ينزوي في كذب الزمان
ووعود أصدقاء يمرون
كم كان موتي هادئاً
لكن دمعتكَ أقلقتني . أربكت كل هذا البياض
كم كنتَ هناك ؟
ابتعد عن مسامات الأمس .
آهٍ كم تلازمني حد النفور
وتؤاخيني حد البكاء ؟
شتلتُ فيك خضرة الوقت فاستحال الكلام
تاريخاً وطبعاً تجذر في الآخر
التحفتُ بعينين يستظل فيهما مجد الهزائم .
صرخت بالصمت
خوفي على أيامنا من النوم
خوفي على نومي من هذا الظلام .
صحوة هو الغياب
الذي صار أقرب الأصدقاء اليكَ
الغياب الذي صار أقرب الحزن إليّ
جائعة أنا وفجركَ فاكهتي .
آهٍ لو كان مجدكَ فراتاً يستريح بالنسيان مني
آهٍ لو كان جلدكِ كفني
لتنفستكِ
التحفتكَ
ومت
آهٍ لو كنت أغنيتي
لغنيتكِ
غنيتكَ وانتهيت .
بعد أن خطبت انخيدوانا لهذا العجوز الغامض الذي لا أحد منا يعرفه أو يراه من قبل وتواريها عن الأنظار . فقدت عقلي ورحت أعيش حالة جنون كامل . كثرت غياباتي في وحدتي وسببت لي عقوبات لا تطاق { سجن . ضرب . اهانات . حلاقة الرأس نمرة 4 } من قبل آمر السرية وآمر الفوج وصرت لا أعير أهمية لأي شيء وتساوى عندي النور والظلام . استدعاني مرة آمر الفوج وقال لي : { اسمع لك . كل مواليدك والمواليد التي خدمت بعدها تسرحت من الخدمة العسكرية في وحدتنا إلا أنت . الحرب انتهت فلماذا تهرب وتتغيب عن الوحدة ؟ } . حاولت التملص من أسئلة آمر الفوج فلم أفلح . أخيراً
أخبرته انني أعاني من مرض نفسي حتى يكف عني لكنه أصر وأراد معرفة هذا المرض المزعومك حتى يتم ارسالي الى المستشفى العسكري في أربيل . قلت له : { سيدي أنا عاشق لفتاة شاعرة جميلة جداً ولا أستطيع عدم رؤيتها في الاسبوع مرة أو مرتين } قال
{ أي . وين هاي وشنو هاي ؟ } قلت له : { انها تقدم برنامج ثقافي في التلفزيون من القناة الثانية كل يوم أحد } . قال آمر الفوج : { سأرى هذه الشاعرة التي تكاد تجننك كما تقول } ثم قال لي { هل تستطيع أن تظهرك حبيبتك في برنامجها وتحكي لنا عن هذا الشعر البعروري الذي تكتبه أنت وجماعتك ؟ } كذبت عليه وقلت له { سيدي طبعاً تستطيع وقد طلبت مني أكثر من مرة لكنني رفضت } . ازداد تعجب ألآمر وقال : { زين . اسمع سأمنحك اجازة دورية وأريدك أن تظهر في التلفزيون واذا كذبت عليّ فسوف أعاقبك عقوبة لا تنساها مدى حياتك } . ذهبت الى بغداد وأخبرت انخيدوانا بتهديد آمر الفوج فاخبرتني أن البرنامج قد توقف بسبب مجيء سامي مهدي ليدير مؤوسسة الاذاعة والتلفويون وانها قد انتقلت مع المدير السابق للتلفزيون سعد البزاز الى صحيفة الجمهورية حيث سيكون البزاز رئيس التحرير الجديد . كان الجنود الذين لديهم هروبات وعقوبات يتسرحون حسب الأوامر بعد أن يمضون فترة سنتين اضافيتين من تسريح مواليدهم . في كل مرة عندما أتغيب من وحدتي وأعود الى بغداد من أجل رؤيتها . لا أراها ولا أعرف عنها أي شيء ولا صديق يعرف إلاّ بعض أولئك الذين أجبرتهم على الصمت . بعد أسابيع نصحني البعض بالكف عن السؤال عن انخيدوانا . تقبلت النصيحة بغصة أنا الجندي الشاعر المفلس كثير الهروبات من الخدمة العسكرية وأعاني من خراء العقوبات التي تفرض عليّ بسبب هروباتي المتكررة وغياباتي وتساءلت : لماذا تهجرني حبيبتي الشاعرة وتتزوج العجوز هذا ؟ أي زمن هذا الذي نحيا فيه ويجعل الشاعرة الشابة والصحفية والمتخرجة في كلية اللغات وتترجم من الانكَليزية ، أن تفضل العجوز على الشاعر ؟ أسئلة لم أجد لها الجواب الصحيح آنذاك . وجاءت المصيبة الأعظم حين علمت أن هذا العجوز متزوج ولديه طن من الأولاد . يا إلهي ، ما الذي يجعل العاشق يضفي أهمية كبيرة على المرأة التي يعشقها ؟ أي زمن هذا الذي يجعل المرأة التي تحبها وتحبك ثمرة محرمة عليك ؟ تزوجت انخيدوانا عجوزها وانجبت طفلة أسمتها على اسم أحدى قصائدي الموجهة اليها . أصبحت لقاءاتنا الآن طيبة جداً ويظللها التقدير والاحترام المتبادل . لم أسألها في يوم ما عن زوجها أو حياتها الشخصية . كانت تقول لي أحياناً بخبث وهي تعلم انني لا أستطيع التخلص أبداً من نسيان عشقها : { لو تتزوج يكون أفضل لك } أو تقول : { سمعت انك قد أحببت فتاة جميلة جداً } فأجيبها : { أنتِ أجمل نساء العالم ولا أحبك سواكِ } . عام 1993 بعد أن عادت من الأردن وأصدرت مجموعتها الثانية هناك . جلبت لي دعوة من اتحاد الأدباء في الأردن حتى يتسنى لي مغادرة العراق من دون أن أدفع مبلغ الضريبة المفروضة على السفر . كان مبلغ الضريبة الكبيرة التي لو أبيع أمي وأبي ومنزلهما لا يكفي لسفري الى الأردن . ظلت الدعوة في جيبي عدة أسابيع وأنا أمنّي النفس بنسيان انخيدوانا ومغادرة العراق الى الأبد . ذات يوم أثناء جلسة سكر صاخبة في بار { روافد دجلة } بساحة النصر والأصدقاء يلحون عليّ بنسيان انخيدوانا ومغادرة العراق ، قمت بتمزيق الدعوة التي جلبتها لي . أرادت أن تساعدني بكل وسيلة من أجل نسيانها فلم تستطع ولم أستطع أنا على ذلك .

3
في عام 1994 عادت من الأردن من جديد وجلبت لي دعوة أخرى من أجل مغادرة العراق . عندما تسرحت من الخدمة العسكرية الاجبارية في عام 1991التي أمضيت فيها 12 سنة ، عدت الى وظيفتي السابقة في وزارة النفط وبما أن الحصار المفروض على نظام صدام حسين قد أجهز على كل شيء في العراق فقد تمت احالتي من وظيفتي على التقاعد المبكر في 15 / 8 / 1993 . ذهبت الى دائرة التقاعد في { الكرخ } وقدمت لهم المعاملة . أخبروني في اليوم التالي أن راتبي سيصبح { 106 دنانير } ويتوجب عليّ أن أجيء كل 3 شهور مرة واحدة من أجل استلام الرواتب . قلت لهم : { كيف ؟ ولماذا 106 وثمن علبة سكائر سومر العراقية 300 ديناراً ؟ } . قالوا : { هكذا هو الأمر حسب قرار مجلس قيادة الثورة الأخير } . أخذت المعاملة منهم وأودعتها عند أمي التي تحتفظ فيها الى الآن وبقيت من دون وظيفة في ذلك العام . حين غادرت العراق في 14 / 12 / 1994 كان الصديق الشاعر خالد مطلكَ قد دفع أجرة سفري من كَراج { علاوي الحلة } وبقية الرسوم المتعلقة باخراج جواز السفر وكنت أحمل كيساً بلاستيكياً { علاكًة } ضمت مجموعة شعرية مخطوطة لي فقط ، صدرت عن المؤوسسة العربية للدراسات والنشر عام 1996 على نفقة المرحوم الشاعر عبد الوهاب البياتي ، ولم أكن أملك من المال سوى دينارين أردنيين وشاءت الصدفة أن يكون جلوسي في الباص الى جوار المطرب أحمد نعمة الذي تكفل طوال مدة الطريق البالغة 16 ساعة بمهمة اطعامي ذلك انني لم أجلب معي أي طعام أبداً . في مقهى { العاصمة } بعمّان التقيت الصديق الشاعر والفنان ناصر مؤنس في يوم وصولي فأخذني الى مطعم فاخر وأخبرني أن لي مكافأة في جريدة { الرأي } الأردنية عن قصيدتين نشرتا في الشهور السابقة . تسلمت المكافأة { 30 ديناراً } واشتريت معطفاً يشبه معطف ستالين بدينارين من سوق الملابس المستعملة ودعوت جان دمو الى حانة ومنحته 5 دنانير ، عدنا بعدها الى مقهى { العاصمة } حيث التقيت الاستاذ الناقد ياسين النصير فأخبرني أن الاستاذ الشاعر سعدي يوسف يدعوني الى منزله ويتوجب عليّ أن أذهب وحدي حسب رغبة سعدي واعتذر هو عن عدم ايصالي الى هناك لسبب لا أعرفه . لم يكن يعرف عنوان منزل سعدي في عمّان كما علمت سوى الصديق الشاعر صلاح حسن وجان دمو . انتحيت صلاح جانباً وأخبرته دعوة سعدي لي فقال : { متى تود الذهاب ؟ } قلت له : { لست أدري ؟ ماذا تقترح أنت ؟ } فقال : { المساء } . حين وصلنا الى منزل سعدي كانت هناك مفاجأة غير سارة بانتظارنا في الحديقة الجوراسية لمنزل سعدي حيث وجدنا جان دمو جالساً على مصطبة في الحديقة ينتظر مجيئنا وهو مخمور جداً . من أخبره ؟ لسنا ندري . طرق صلاح الباب وخرج سعدي الذي كان قد أعد مأدبة ملوكية وكان معه الفنان والمخرج جواد الأسدي . في هذا اليوم كنت التقي وأرى سعدي يوسف لأول مرة في حياتي ، وبعد نقاشات عن العراق والشعر والثقافة قال لي سعدي : { البيت بيتك يا نصيف . تعال متى ما شئت } شكرت لطفه وكرمه الذي شملني به طوال السنوات التي أمضيتها بعمّان وسارت السهرة على ما يرام وفي النهاية غنى صلاح حسن عدة أغنيات لداخل حسن وياس خضر وحين تعتع السكر جان دمو وأراد أن يخربط ، نهره صلاح فسكت لكنه خرا علينا في الطريق الى منزل صلاح بالشتائم والقاذورات التي أطلقها ضدنا . كانت انخيدوانا تجيء الى عمان مرات في السنة . أحياناً مع زوجها ، وكنت التقيها خصوصاً في دورات مهرجان { جرش } . نتحدث في الشعر والأحلام وذكرى السنوات السابقة لكنني حرمت من رؤيتها بعد ذلك حين افتتحت حركة الوفاق الوطني المعارضة لنظام صدام حسين مكتباً لها بعمَان حيث منعتها السلطات الأردنية من دخول الأردن ولست أدري ما السبب ؟. الآن وأنا أنهي مجموعتي الشعرية السادسة التي كرستها كلها تحية لحبها وذكرى السنوات الماضية ، آمل لها العافية الإلهية الدائمة وهي تبدأ حياة أخرى مع زوجها الجديد .
تفو على هيك زمن سوريالي .

أصْواتُ عُطورِكِ المُحَمّلةِ بالهَذَيان

لَكِ السَّلامُ يا شَفيعةُ . يا صَيفَ اللهِ المتوسّدَ شَفاعتَهُ مابَينَ النارنجاتِ الأثيرةِ لعصياناتِ جروحِنا . لَكِ الثَمراتُ المنخفضةُ التي تفصلُ النجومَ عَن النجوم . تَنامينَ تَحتَ شَجرةِ التنهّداتِ وتتدلّى فوقَكِ شعائرُ الدَفنِ المتواطئةِ مَعَ خياناتكِ المنزلقةِ صَوبَ فجرِ الشّواهدِ العَتيقةِ لأسلافِنا العشّاق . لماذا تَترنّحُ بكِ الهاويةُ في السّنواتِ المزدحمةِ بالصّرخاتِ ؟ هَل استراحَتْ ، اطمأنت مَعصيّتُكِ ؟ الآنَ خَمدتْ ظَهيرةُ تَنفساتكِ واستراحَت الأرياف . في نومكِ تَحتَ الشّجرة التي لا تَثمرُ إلاّ أكماتٍ وهدايا . تَتسلقينَ البَراكينَ المنتصبة تَحتَ أهدابِ أشواقنا وتَقودكِ الظّلالُ البَنفسجيةُ لأسرار العَرّافات . يا شَمسَ موتِنا المتلعثمة فوق وديانِ الليالي ، ويا ميراثَ القرونِ المنحنيةِ والمتعاقبةِ في ليَلِ مرايا الساعاتِ العشقيّة .وَميضُ وَجهكِ الإلهيُّ يَخترقُ هاويةَ عطشِنا ، وأصواتُ عطوركِ المحمّلة بالهذيانِ ، تَتخطّى وتَتجاوزُ بانفتاحاتِها وتعرجاتِها بَين الأيّام المصيرَ الانسانيّ . يا أملُ ، شَفيعتَنا الأخيرةَ في صحراءِ العالم .هَل يَمحو الموتُ الحبَّ ويصهرُهُ في التماثلات العموميةِ المنسجمةِ والمتحالفةِ مَع عَوسج الأيام ؟ لماذا مصابيحُ عشقِنا معلقة دائماً بَين غيابِكِ وَغيمةِ الزمان ؟

17 / 5 / 2005 مالمو

ثَمَرةُ عِشْقِكِ النّاضِجةُ تحتَ تنفّساتِ دموعِنا

تُوغِلُ قيثاراتِ العَقيقِ بَعيداً في عَتباتِ الهاويةِ ، وضوءُ صَمتِكِ الفردوسيُّ يُنوِّرُ الزَّمان .
أنتِ امتدادُ الدَيمومةِ ونارُ فصولِ فضّتِنا المتململةِ في الأنهار .لصَلاتِكِ المتضوّعةِ بَين
عرصاتِنا مذاقُ العِصْمةِ وَجلالُ الشَجرةِ المنفرجةِ والمطمئنّة . تكسَّرَتْ قَناديلنا في غيابِكِ
وأضاعَ مَقاليدَ نَجمةِ صبحِنا الأدلاّءُ . تعثَّرَتْ خطانا وغَمَرتْ تعرّجاتُ نَومِنا الداكنةُ
رياحُ النَفيِ والعَويل .لا تحالفاتٌ الآنَ بَينَ الصَّلاةِ وَبينَ عَطاءِ الملائكةِ للموتى.
زَحَفتْ على الياقوتِ الظلماتُ . زَحفَ الحمادُ على وَردةِ الشَّمسِ الحائرةِ في الظَّهيرة .
ثَمَرةُ عشقِكِ النّاضجةِ تَحتَ تنفساتِ دموعِنا ، سَقطتْ في تثاؤب لَيلِنا الوسْنان .
الذَهبُ المتحفّزُ واللمَعاناتُ هُما إرثُكِ الباقي في تَفجعاتِنا العَظيمة .

28 / 5 / 2005 مالمو


أطال الربّ مرجان أيامكِ وقناديلها

يَسقطُ على وَجهي سَيف غيابكِ ، ويفقدني صَلاتي . يا ربِّ ابعد مَلائكتكَ عنَّي لَعَّلي
أصالح بذور شمسها والعلامات . آية مَوتي . التصادمات والتعارضات المتعددة لتمزقات
ليَلنا المرفرفة دائماً عبر الشواطئ اللانهائية لنيران عشقها المحركة للتاريخ .
الآن أقفلتُ الأبواب وتَنهدَت رغبة الينابيع الأخيرة . تَنَهدت الاهتزازات وارتعادات
الغَسيل المشروطة بالتوبة ، للصخور التي تدحرجها البروق في الوديان .
احسان القرابين والتقدمات اللامتساوية يَتحللُ وَيَتحولُ الى قرنفل مسّود بَين الأنقاض .
أطالَ الربّ مرجان أيامكِ وقناديلها . أطالَ ظلال أيائلكِ التي تعاقبُ ظَهيرة الجرح
الوَسنان بَين المعسكرات العَميقة لحجارة ليَلي الكَريمة . نامت الآن أنهارنا في غيابكِ ،
نوم النحل في الهضاب كَثيرة الكحل . لماضي عشقكِ ومستقبله فَجر
يتفيأُ تَحت نذور الحاضر .

23 / 6 / 2005 مالمو

أرض الشمس التي تفيض غبطة ومغفرة

بلاد وَجهكِ العوسجي أنقى مِن خَمر القيثارات ، وليَل دَمعتكِ المتخفية ما بَين التناغمات
اللامرئية لفيروز الآلهة المتعثرة بتضاداتها . شعاع السروة وَخَميرة البركان .
أعيشُ في كهوف لا يَقينكِ وتقودني ظلال عشقكِ في وَتيرات وَتعرجات صَوب
أحلامكِ التعاقدية المبعثرة في حَدائق السَنوات وتنسيقاتها المبهرة . في انعطافات أنهار ضَوءكِ الوَحشية مِن الوجود الى الصَيرورة ، يَمتلئ الزمان وَيحنو على الأبدية . فراشات صوتكِ المتنهدة طوال النَهار ومعابد غيابكِ المسترخية في لألائها العَذب عذوبة النمور البيض ، وشفة نَهدكِ وَشفافية انشادها بَين الحجارة وَبين البسَاتين ، والنداءات الغَريبة
لصفائح أرض الشَمس التي تَفيض غبطة ومغفرة . أدراج موتكِ المتعرجة
وباب قَبركِ المنحدر صوب أنهار الفَجر العُريان . يَدلان قبائل المرجان في اندحاراتها
على طرقات الليل المصطفة والمتمايلة ما بَين المدّ وما بَين والجزر ، على الحَريق والمرايا .

24 / 6 / 2005 مالمو


* نشرت كل فصول الكتاب السابقة في موقع { الحوار المتمدن } وهي موجودة الآن هناك
ويجري نشرها الآن من جديد في جريدة الذاكرة ومن المؤمل أصدارها في طبعة ورقية
* شاعر من العراق يقيم في السويد
[email protected]




#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجوم اسمكِ وهندباء مؤامرات شفته المكشوفة للعقيق
- الأرض الغنائية الشقراء لشفتكِ وقناديلها التراتبية
- صمتكِ الذي يتصدر الشجرة الكبيرة المحتاطة على هاويتها
- سهر الانسان المنبطح على ليل الغابة الفانية
- صقركِ المنقلب باتجاه اللحظة الأخيرة للرغبة
- الشاعر . الصعلوك . الشحاذ . الكحولي
- مجموعة جديدة للشاعر العُماني زاهر الغافري
- الحجارة الكريمة لانتظارك بين شواطئ الزمان المتهدمة
- سور المدينة خصرها ووجهها الباب
- 3 نجوم الصيف التي لأثدائها مذاق الشفاعات -قصائد
- تمهيدات عظيمة للصعود الى ضوء القرابين
- معرفة أساسية .الحرب . الشعر . الحب الموت . 11 فصل من سيرة قي ...
- أرض خضراء مثل أبواب السنة
- 22 قصيدة
- نشيدُ محنتِنا الشَّبيهُ بالصَّلواتِ المزدوجةِ لنساءِ الإغريق
- أحلامٌ تذبلُ من شدّةِ الدّوي
- في ضوء السنبلة المعدة للقربان
- ولاء إلى جان دمو
- قصيدة عن عبقرية وحياة حسن النواب المقدسة والشجية


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - معرفة أساسية :الحرب . الشعر . الحب . الموت . الفصل 12 الأخير