أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهده محمد علي - حين بكى البابا على فقراء المسلمين .














المزيد.....

حين بكى البابا على فقراء المسلمين .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 13:38
المحور: المجتمع المدني
    


كان أحد شروط البابا لزيارة بورما هو أن يلتقي بأقلية الروهينغا المسلمة . وبعد أن إلتقى بهم قال ( إن مأساتكم قاسية جداً وكبيرة جداً لكن لها مكانة في قلوبنا ) ثم قال ( أطلب منكم المغفرة لنا ولهؤلاء الذين أساؤوا إليكم وسط لا مبالاة العالم ) .
حين إلتقى البابا بالأقلية المسلمة بكى لبكاء اللاجئين وهم يروون محنتهم .
خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة تدفق من ميانمار 620 ألف لاجيء هرباً من الجيش البورمي ، وقد إعتبرت الأمم المتحدة مأساة الروهينغا تطهيراً عرقياً .
أمام هذه الحقائق أتساءل لِمَ بكى الحبر الأعظم للمسيحيين على المسلمين المعذبين ، لكني لم أرَ دمعة تهطل من شيوخ وأئمة المسلمين على أبناء ملتهم ، ولم يتعاطف معهم سوى حملة بعض الأقلام الشريفة ولم يهتز العالم لمأساتهم ، كما لم يهتز أحد لمجاعة أكثر من 7 ملايين يمني ، ولم يعد يهتز العالم العربي لعمليات التطهير العرقي للفلسطينيين .
نتساءل هنا ما الذي جف فينا فأصبحنا كأرض قاحلة لا نستطيع أن نروي أو نطعم ، لكننا في المقابل لا زلنا قادرون على غزو بعضنا وقطع رقاب بعضنا البعض ، ويبدو أن هذه طريقتنا لإحقاق الحق وفي نشر العدالة ، وكلما كثرت الدماء النازفة كلما تطهرنا أكثر ، وكلما زرعنا المقابر الجماعية نبتت لنا فوقها زهوراً رائحتها تكتم الأنفاس ، وهذه لدينا هي رموز الطريق وشاراته المرورية إلى الجنة .
لقد علم البابا ما لا نعلمه نحن ، علم أن الفتك بالعزل وسفك دمائهم لأجل المعتقد هو قطعاً محرم وإستقواء القوي على الضعيف هو محرم أيضاً . وبهذا لِمَ ننوح الآن على القدس ، ونحن نرى ونسمع ونرضى بما حدث منذ عشرات السنين . إن المنطق هنا هو منطق القوة وفرض الواقع ومنذ زمن بعيد ، ولِمَ لا وجيوشنا تتقاتل مع بعضها ونحن نبذل النفط مقابل السلاح ، وأي نوع من السلاح ، إنه السلاح الكلاسيكي أي الدبابات والطائرات الخ ، لكن العالم المتحضر لا يتقاتل بهذا ، ومعروف أن هذه الأسلحة هي كارثة إنسانية وعسكرية لمستعمليها لأنها تقضي على أكبر عدد من أفراد الجيش الذي يستعملها .
ها نحن الآن نشكك في نوايا بعضنا ونضيع ما بين مصالح الدول الغربية أو الإسلامية المحيطة بنا . ونحن في سباقنا اللاهث من أجل البقاء نسرع الخطى حثيثاً نحو الموت .
ها نحن نرى رئيسة وزراء بريطانيا وألمانيا تدعوان بعضنا إلى رحمة بعضنا ، كما رأينا عجباً أن ملك وملكة السويد يتقدمان مظاهرة تقول ( قدسنا لا هيكلكم ) . أما نحن فنعيش في بحبوحة من الخرافات والبدع ، فنساؤنا يبذلن مليارات الدولارات لإقتناء وسائل التجميل ورجالنا يتسابقون إلى فرق الموت لينالون وسام البطولة عن قتل أكبر عدد ممكن من نفس ديانتهم ، وبعدها كيف نبكي على بعضنا ونحن من رمل ويتم بعضنا ، ونحن من أفقر وعطش وجوع بعضنا . كلنا الآن نمارس الخطأ إلى أن نعي حقيقة واحدة هي أن في كل دولة عربية ( قُدس ) يُسلب ، وقد أصبحت ديوننا كثيرة على بعضنا ، وأصبح ميزان عجزنا الروحي عالياً حتى ضاقت بنا السماء .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرجوحة
- لونوا العالم بالبرتقالي
- حين ضاعت المرأة العراقية على طاولة الصراع البرلماني
- الأطفال وقود النزاعات
- لماذا نقتل أطفالنا
- الجذور التحتية للقاعدة وداعش
- أمهات الدواعش
- واقع المرأة العربية المعاصرة
- قراءة نقدية لكتاب قواعد العشق الأربعون
- الولد الذئبي
- عرس الدم في الموصل
- لماذا تُختن المرأة في المجتمعات الشرقية
- لماذا يُدمن الشاب العراقي على المخدرات
- حينما يُظلِم المرء من الداخل هل يبحث عن البريق
- لماذا يضع الإرهابيون اللثام
- جيل الملاجيء
- لماذا لا يتخلص العرب المحدثون من سيف تأبط شراً .
- دور الإعلام العربي في تشكيل شخصية الفرد العربي ( 2 - 2 )
- دور الإعلام العربي في تشكيل شخصية الفرد العربي ( 1 - 2 )
- رسالة إلى الله من طفل محترق


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ناهده محمد علي - حين بكى البابا على فقراء المسلمين .