أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - في ذكرى القرار 2334















المزيد.....

في ذكرى القرار 2334


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 27 - 14:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ذكرى القرار 2334 المندد بالاستيطان:
ماذا تبقى من مشروع التسوية؟
ناجح شاهين
في الثالث والعشرين من كانون اول 2016، قبل عام تقريباً حققت فلسطين، على ما قيل في حينه، انتصاراً عظيماً، إن لم يكن "فعلياً" فعلى الأقل من الناحية الرمزية بسبب القرار الحازم الذي أخذه مجلس الأمن في آخر أنفاس باراك حسين أوباما في البيت الأبيض. وعلى شاكلة قرارات مجلس الأمن جميعاً، هناك بند في النهاية يطلب من الأمين العام أن يتابع الموضوع الخاص بالاستيطان ووضع القدس...الخ وأن يزوده بتقرير كل ثلاثة شهور...الخ
ومثلما تعرفون فقد ذهب أوباما حمامة السلام السوداء، وذهب معه مشروعه الذي لم يتفطن لأهميته إلا في آخر عشر دقائق. مضت سنوات ثمان عجاف حصل في الأولى منها على "نوبل" للسلام بسبب خطاب جميل ألقاه في القاهرة ووعد فيه بأن يرعى الخروف إلى جانب الذئب، وبأنه سيملأ العالم عدلاً بعد أن ملأه آل بوش ظلماً وجوراً. بالطبع صدقناه من المحيط إلى الخليج ومن فتح إلى حزب الشعب إلى المبادرة إلى حماس. كنا بالطبع نريد أن نصدق. وهل كان لدينا خيار غير التصديق؟
القرار 2334 كان بلسماً تم دهنه بلطف لا حدود له على جراح الساسة الفلسطينيين المحبطين، وكان ترياقاً شفاهم من الألم كله وفتح بوابة الحلم على مصراعيها. كل ما تريده "فلسطين" كان متاحاً في القرار: "
إن مجلس الأمن، إذ يعيــد تأكيــد قراراتــه ذات الصــلة، بمــا فيهــا القــرارات (٢٤٢ ) و( ٣٣٨ ( و (446) و (452) و (465) و (476) و (478) و (1397) و (1515) و (1850)
وإذ يؤكـد مجـددا، في جملـة أمـور، عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة،
وإذ يؤكد مجددا أن من واجب إسرائيل، السلطة القائمـة بـالاحتلال، أن تتقيـد تقيـدا صارما بالالتزامات والمسـؤوليات القانونيـة الملقـاة علـى عاتقهـا بموجـ ب اتفاقيـة جنيـف الرابعـة المتعلقـــة بحمايـــة المـــدنيين وقـــت الحـــرب والمؤرخـــة ١٢ آب/أغســـطس ١٩٤٩ ،
وإذ يـدين جميـع التـدابير الراميـة إلى تغـيير التكـوين الـديمغرافي وطـابع ووضـع الأرض الفلسـطينية المحتلـة منـذ عـام ١٩٦٧ بمـا فيهـا القـدس الشـرقية، والـتي تشـمل إلى جانـب تـدابير أخرى بناء المسـتوطنات وتوسـيعها ونقـل المسـتوطنين الإسـرائيليين ومصـادرة الأراضـي وهـدم المنـــازل وتشـــريد المـــدنيين الفلســـطينيين، في انتـــهاك للقـــانو ن الـــدولي الإنســـاني والقـــرارات ذات الصلة،
وإذ يعرب عن بالغ القلـق إزاء التهديـد الخطـير المحـدق بإمكانيـة تحقيـق حـل الـدولتين على أساس حدود ١٩٦٧ بسبب استمرار أنشطة الاستيطان الإسرائيلية."
هذا كله ورد في الديباجة/المقدمة، وبعدها لا يتوانى القرار عن تذكير إسرائيل بعدم شرعية الاستيطان أو تغيير الوقائع على الأرض في القدس...الخ صحيح أن القرار يطالب السلطة بوضوح بالالتزام ب "محاربة الإرهاب" الفلسطيني بالطبع لكنه في المقابل يتحدث بوضوح عن عدم شرعية الاستيطان أو تغيير الأوضاع في حدود الرابع من حزيران بما في ذلك القدس إلا عبر المفاوضات. وفي هذا السياق يبدو أن الأردن كان يتحدث أمس انطلاقاً من هذا البند (البند رقم 3 في القرار) حيث أكد الأردن أن تغيير وضع القدس لا يجوز إلا عبر المفاوضات.
بالطبع المفاوضات كما يعلم أي مبتدئ في علم السياسة كما دشنته الجامعات ومراكز الأبحاث الأمريكية تعني رسم الوقائع التي يفرضها ميزان القوة على الأرض. لكن هل نستنتج أن أوباما والحزب الديمقراطي كانا بصدد تغيير "ثوري" في الموقف من قضية فلسطين أم أن الأمر كان مجرد مناكفة في آخر ربع ساعة نفذها أوباما نكاية بصفاقة نتانياهو وصلفه وغروره في تعامله مع الرئيس الأسمر؟
إذا جاز لنا أن نبالغ في التبسيط لقلنا إن الحزب الديمقراطي أنعم ملمسا في السياسة الخارجية من الجمهوري، لكن سياستهما في عناصرها الرئيسة تكاد تكون متطابقة. بالطبع هناك ارث طويل من "العداء" بين نتانياهو والديمقراطيين. انحاز بيل كلينتون لشمعون بيرس ضد نتانياهو في العام 1996 ، لكن بيبي تمكن من إلحاق الهزيمة بشمعون على الرغم من الفورة المتعاطفة التي تلت اغتيال اسحق رابين الذي حوله الاغتيال الى أسطورة. وأصبح شريكنا الأيقونة فيما كان يسميه الراحل عرفات: "سلام الشجعان".
لم يكن أوباما أقل انزعاجا من كلينتون فيما يخص نتانياهو، لكن حدود ما يستطيع تجاه ذلك ظلت قليلة في المستوى الواقعي. ربما بسبب ذلك فعل أوباما ما أمكنه لكي يختم حكمه بفعل رمزي يتناسب مع حصوله على نوبل في اليوم الثاني لدخول البيت الأبيض. وهناك ربح صاف آخر يتمثل في "معاقبة" نتانياهو على تعامله المهين مع الرئيس الأمريكي مستغلاً نفوذه في "أيباك" والكونغرس ذي الطابع الصهيوني الواضح.
غني عن القول إن القرار لم يكن معداً لكي يقص قطعاً من ارداف نتانياهو أو اسرائيل، ولذلك لم يكن من داع للمبالغة في تقديم التهاني العربية أو الفلسطينية. لكن نحن نتعلق بقش الانتصارات أيما تعلق. لذلك فرحنا منذ أيام قليلة بقرار أقل أهمية من الناحية القانونية لأنه صدر عن الجمعية العامة وليس مجلس الأمن.
كان بيبي على حق: أوباما صنع القرار 2334 ضد رغبة مصر والعرب في الخليج. وقد كان ذلك شأناً عابراً بالطبع، ولم يدم أكثر من الساعات القليلة المتبقية لأوباما في البيت الأبيض. بعدها عادت المياه تتدفق في النهر بقوة أكبر من أي وقت مع دخول ترامب "الشجاع" إلى البيت الأبيض ووصول الثلاثي محمد (ابن سلمان، ابن زايد، ابن راشد) إلى الهيمنة على القرار في الجزيرة العربية.
في الأحوال كلها لم يكن الرئيس الاسمر ليوافق على وضع إسرائيل تحت الفصل السابع أو إلحاق اي أذى جدي بها. لكنه كان يسمح لنا بممارسة الوهم إلى ما لانهاية بأن هناك طريقاً يؤدي إلى دولة فسطينية "مستقلة" في حدود العام 1967 عن طريق المفاوضات المباشرة بين "إسرائيل" و "الفلسطينيين". كانت الدولة العبرية ستبتلع ما تبقى من فلسطين على مهلها قطعة قطعة ودون أن تصاب بالتخمة أو صعوبات البلع.
ترامب ونتانياهو يريدان ابتلاع فلسطين علناً بقضمات كبيرة دون مراعاة أصول الاداب و"الديبلوماسية" المهذبة. يظن الرجلان أن الوضع العربي الخليجي/المصري يسمح بذلك فعلاً لا قولاً.
سحب ترامب/نتانياهو من أحمد مجدلاني ورياض المالكي أية فرص للتظاهر بأن هناك عملية "سلام" لا بد من مواصلتها أو إحيائها ...الخ هذا ما توهمناه في بداية الأمر، لكن يبدو أن حيلة الرجلين –وغيرهما من خبراء المفاوضات- لا يعييها شيء. وقد قال مجدلاني منذ ساعات في الصين إن حل الدولتين ما زال قائماً، وأن فرصه قوية بشرط وجود راع لعملية السلام. نادينا منذ بعض الوقت بضرورة الإعلان عن شغور وظيفة "راعي" للتسوية. كنا نمارس الدعابة، لكن يبدو أن مجدلاني كان يحاول إقناع الصين بالقيام بذلك بجدية تامة.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عهد التميمي والدعاية للاحتلال
- استراتيجية ترامب الجديدة
- حماس، ترامب، والمهمات المستعصية
- فلسطين بين أعداء الشيعة وأعداء الديكتاتورية
- غضب أردوغان بسبب القدس
- فلسطين، ترامب ، ومحور المقاومة
- اليمن: تاريخ استثنائي/واقع استثنائي
- اليهود الكنعانيون واليهود الأوروبيون
- أسطورة فلسطين التي تفيض عسلاً ولبنا
- في رام الله وعمان
- ديمقراطي ومش خايف
- بوتين/لافروف وفساد المنظمات غير الحكومية
- ميلاد مر أو -يلعن ابواسرائيل-
- حزب اللات في مواجهة السعودية
- أمريكا في زمن الجزية
- وعد بلفور/السياق التاريخي
- سراب الاصلاح في السعودية
- حزب الله، المصالحة الفلسطينية، وإسرائيل
- عيون القلب/نجاة الصغيرة
- ملكة في بيت زوجي


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - في ذكرى القرار 2334