أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - عراق الغد: هل هناك تغيير ممكن في الأفق؟















المزيد.....

عراق الغد: هل هناك تغيير ممكن في الأفق؟


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 5737 - 2017 / 12 / 24 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع قرب موعد الانتخابات التشريعية العراقية القادمة، هناك حالة من الفوران والغليان المجتمعي والسياسي في العراق، خاصة بعد تشريع قانون الأحزاب المجحف والخطير، وخوف الكتل السياسية الحاكمة من تخلي الناخب العراقي عنها، بعد أن أبدى الشارع العراقي نفوره ويأسه من إصلاحها، من خلال عدد من استطلاعات الرأي، لقد أظهر المشاركون في تلك الاستطلاعات نفوراً واضحاً من الفئة السياسية المتسلطة بسبب الفساد والعجز في حل المشاكل الاجتماعية وعدم قدرتها في تسيير البلاد نحو التطور والازدهار والنمو ، فعلى عكس ما كان منتظراً من الطبقة السياسية الحاكمة، تسود الفوضى وانعدام الأمن والفقر وإنعدام الخدمات، حتى في أبسط اشكالها، والأخطر من كل ذلك التفتت، المجتمعي وإنحسار شعور الإنتماء الوطني وحضور مبدأ المواطنة وسيادة القانون والدستور والديموقراطية الحقيقية ، في حين تتنامى النزعات الطائفية والعشائرية في إدارة دفة الشؤون المجتمعية حيث البناء السياسي كله قائم على مبدأ المحاصصة الطائفية بالنسبة للأحزاب السياسية الدينية ، سنية وشيعية، والقومية بالنسبة للأكراد.
سوف تتواجه فئتان سياسيتان متمايزتان في الانتخابات القادمة هما، الفئة السياسية الحاكمة الفاسدة التي نهبت ثروة البلد وهي التي تحكم بإسم الدين والمذهب والطائفة وتشعر أنها مهددة بسبب الاستنفار الجماهيري ضدها والتظاهرات الاحتجاجية التي ينظمها نشطاء المجتمع المدني والتيار المدني الديموقراطي الذي التئم مؤخراً في كيان سياسي هو تحالف القوى الديموقراطية المدنية " تقدم" الذي سوف يشكل الكتلة المنافسة الكبر والأخطر على الكيانات السياسية الهجينية التي تحكم العراق منذ العام 2003 بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول المنطقة الإقليمية كإيران وتركيا والعربية السعودية ودول الخليج ، لذلك تحاول الكيانات أو المجموعات السياسية الإسلامية ، دينية وشيعية، عرقلة تقدم الكتلة الجديدة التي انبثقت وظهرت على الساحة السياسية بقوة من خلال سن قوانين معرقلة كتجديد البطاقات الانتخابية ما يعني أن أربعين بالمائة، على الأقل، من الناخبين المحتملين المؤيدين نفسياً أو سيكولوجياً للتيار المدني الديموقراطي ، وربما لا حقاً لتحالف القوى الديموقراطية المدنية " تقدم " ومعه مجموعة أخرى من التحالفات التقدمية العلمانية واليسارية أو الليبرالية الصغيرة، غير الدينية، كتحالف السياسية الليبرالي ، والمعارض السابق لنظام صدام حسين، غسان العطية وتحالف مجموعة شروق العبايجي، المنشقة عن التيار المدني الديموقراطي الذي أوصلها إلى مجلس النواب كنائبة عنه إلى جانب التشكيل السياسي الذي يقوده المحامي فائق الشيخ علي النائب في البرلمان أيضاً عن التيار المدني الديموقراطي، وغيرهم من الذين سوف ينضمون لتحالف انتخابي أوسع سيدخل بقوة لسحب البساط الجماهيري من تحت أقدام القوى الدينية الطائفية الإسلاموية التي هيمنت على المجتمع العراقي طيلة أربعة عشر عاماً ، منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ولغاية اليوم. كما سنت قانون انتخابي مهين ومتخلف ومتحيز مفصل على مقاسها بغية منع الآخرين من تشكيل قوة انتخابية موازية أو معارضة يمكن أن تستقطب الجماهير في العراق من مختلف الانتماءات والمكونات الأساسية للمجتمع العراقي. ومن الأدوات الأخرى لسعي القوى المهيمنة على السلطة في العراق هو محاولة تحكمها بالشعب العراقي ومنعه من التعبير عن رأيه باستحداث جريمة الرأي من خلال قانون الأحزاب الذي يمنع تجمع أكثر من شخصين والتحدث في السياسية أوممارسة السياسة ونشر البيانات والمواقف والآراء ويهدد بزجهم في السجن عدة سنوات وغرامات مالية هائلة بغية ردعهم وتخويفهم خاصة إذا لم يكونوا منضوين تحت لافتة حزبية ، وهناك شروط شبه تعجيزية لتشكيل الأحزاب السياسية بغية منحها الإجازة القانونية في حين تمنح لأشخاص من أوساطهم حتى قبل توفيرهم للشروط التمهيدية المطلوبة كأن يكون لديهم 2000 عضو على الأقل من كافة أنحاء العراق ومبلغ من المال يصل إلى 35 ألف دولار قبل الشروع بطلب إجازة الكيان السياسي المزمع تشكيله، فأغلب الكتل السياسية المهيمنة قامت بتأسيس كيانات متعددة بأسماء مختلفة . كما صاروا كلهم يرددون كالببغاوات شعارات وأطروحات التيار المدني العلماني الديموقراطي ويدعون أنهم ضد المحاصصة الطائفية ومع الدولة المدنية الديموقراطية بعد أن حاربوها وحاولوا تسقيطها واتهامها بشتى التهم الظالمة كالإلحاد والتفسخ الأخلاقي ومحاربة الدين الخ.. وعمدوا إلى تجهيل المجتمع عبر نشر ودعم المظاهر المتخلفة والممارسات الغبية والخرافية ومحاربة الثقافة والفكر والتنوير وكبح تنمية الوعي الجمعي والفردي عند المواطنين. الفوضى والجهل والتخلف هي المظاهر الغالبة والطاغية على الحياة الإجتماعية في العراق بسبب ممارسات هذه الفئة الحاكمة والرابضة على صدر المجتمع العراقي منذ لحظة التغيير إلى يوم الناس هذا.
هناك مؤشرات تنذر بالخطر تتمثل بمحاولة استغلال " الحشد الشعبي" ودوره في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ودحر دولة الخلافة الإسلامية المزعومة بزعامة الإرهابي أبو بكر البغدادي علماً بأنه ليس الوحيد الذي قدم التضحيات الجسام فهناك قوى الجيش وقوى الأمن من وزارة الداخلية وطيران قوات التحالف الدولي التي بدونها ما كان بالإمكان تحقيق هذا الإنجاز العسكري الكبير المتمثل في استئصال الوجود العسكري لداعش ، لكن وجودها الفكري والآيديولوجي ما يزال قائماً حتى من خلال تشريعات وسلوكيات ومواقف أهل السلطة أنفسهم الذين لا يقلون خطورة وتخلفاً عن ممارسات داعش على الصعيد الأخلاقي والاجتماعي والعقائدي، فهم يعملون على زج الحشد الشعبي في العملية السياسية ككيان سياسية لاستغلال شعبيته الجماهيرية. كما قاموا بسن قانون الحشد الشعبي ، المليء بالثغرات والنواقص والتناقضات، ومن تداعياته دمج القوى المدنية المسلحة خارج إطار القانون ، كالمليشيات ، في صلب الكيان العسكري المسلح كالجيش ، علماً بأن ولاء ومرجعية أغلب تلك القوى المسلحة هو لزعمائها الدينيين ومموليها الإقليميين وليس للدولة العراقية ورأسها القائد المتمثل بالرئاسات الثلاثة وعلى الأخص برئاسة مجلس الوزراء ومجلس النواب إلى جانب ورئاسة الجهورية البروتوكولية الفاقدة للسلطة الحقيقية على أرض الواقع.
من المتوقع أن تكسب الفئات الماسكة بمفاصل الدولة والسلطة في العراق ، الجولة الإنتخابية القادمة بسبب سيطرتها على وسائل الدعاية والإعلام وامتلاكها لقدرات مالية وجيش إلكتروني وشراء للعشائر وأصواتها نظراً لإمكانياتها المالية الهائلة الأمر الذي يفتقده تحالف " تقدم للقوى الديموقراطية المدنية الذي ربما سيحتاج لأكثر من دورة انتخابية قادمة كي يترسخ في ذاكرة الناخبين وينجح في توعيتهم سياسياً ، وبخلاف ذلك يحتاج الأمر لمعجزة أن يعي الشعب العراقي برمته مدى الكارثة المحيقة به ويعلن للملأ رفضه لهؤلاء اللصوص الذي نهبوا ثروته وتركوه يعيش في الحرمان والتخلف والجهل والفقر والمعاناة ويواجه وحده الأزمات والكوارث التي تواجهه في كل يوم.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرانكنشتاين يدعى داعش مسخ القرن الواحد والعشرين
- صدور كتاب - إله الأديان وإله الأكوان : بحث في نشأة الإلوهية ...
- عرض كتب د. جواد بشارة الثلاثة عن الكون الصادرة في الأردن عن ...
- ألغاز الكون المرئي الصامدة – 1 -
- خطاب مفتوح لدولة رئيس مجلس الوزراء العراق د. حيدر العبادي
- ولادة وطفولة الكون المرئي المختلف عليها: هل الكون المرئي لقي ...
- إشكالية الخلق والأزلية
- صراع القوة داخل الإدارة الأمريكية
- أمريكا هي أساس الجحيم الشرق أوسطي
- التعاقب الحضاري للبشر واختلاق الديانات -2-
- التعاقب الحضاري للبشر واختلاق الديانات -1-
- في نقد الأيديولوجية الدينية - في نقد الأيديولوجية الدينية : ...
- الذكاء الصناعي نعمة أم نقمة؟
- السفر عبر الزمن والذهاب للمستقبل
- فيروسات الإيمان بالله والأديان
- مصادر تسليح داعش
- كان يا ما كان في رواية الزمكان
- داعش فرانكنشتاين إسلامي يهم بالتهام خالقيه
- السينما الممسرحة والمسرح المؤفلم
- الإسلام الحركي من السياسة إلى الجهاد الإرهابي: من الإخوان ال ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - عراق الغد: هل هناك تغيير ممكن في الأفق؟