أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - متعب أنزو - - طربق قصيرة إلى عراس - .....أو هي كذلك ......حازم العظمة من جديد














المزيد.....

- طربق قصيرة إلى عراس - .....أو هي كذلك ......حازم العظمة من جديد


متعب أنزو

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 09:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يتحدث إليك حازم العظمة، كما لوأنك جالس معه على رصيف غيمة حبلى بالكلام والقليل من الوقت أوربما هو المكان المتبقي للشعر بمعنى من المعاني, أصغِ إليه، فصوته يحررك، وحين يتكلم تشعر وكأن الكلمات ترتمي على جرف صخري كذلك تفاجأ بأن العالم يتسع أمامك، إنه يرتاب بكل إغواءات الانتماء، ويركن إلى الروح بعيدا عن العقل والديالكتيك والإبحار والانسحاب ، لكي يلغي تربيتنا البالية، وهو لا يتوقف عن إيقاظ هذا السرّ، ويرحل وسط التشنج والارتعاش، ويحتفي برهابه أيما احتفاء، ومن ثم بإمكانه تفكيك شاعرية مبهمة إلى حد , وقيادة قارئه إلى بيداء تكاد تقض مضاجعه , ليأتي الشعر مهذبا شكل الحياة ومفاصلها الحسية على وجه التحديد, بعد ذلك أو ربما أيضا قبل ذلك كان حازم العظمة قدعثر في ديوانه الاول " قصائد أندرو ميدا " على مفاتيح جملة شعرية ناتئة في تجربة الشعر السوري لجيل الثمانينيات إن صح التعبير, جملة تكاد تجنح إلى شكل تصويري في ارتياد إمكانات اللغة . وهو لذلك ذيل إهداءه لي في ديوانه الثاني " طريق قصيرة على عراس " بالقول : هذه لوحات أيضا .. ولكن بلغة اقل .. تجريدا ربما " ديوان صادر مجددا " وربما تجريدا أيضا " عن بيت الشعر السوري. أما " عراس " فهو على ما أذكر "أسم علم مذكر".. شيء من هذا كان قد قاله لي حازم العظمة يوما ما قبل صدور الديوان. ثمة هناك مايحيل إلى ذلك و اقصد إلى الطاقة التصويرية في القصائد كمثل " العالم كما لونته لاورا فيديريتشي_ معطف بلون القرميد _ إمراة بالاحمر _ طريق بموائد حجرية وتلال _ خطوط مائلة _ الفتى في المنصة المشغولة بالريح _ مقطع بمصاطب واطئة _ ثيل أسود بخلفية تلال حمراء .... وأيضا المطولة التي عنونها حازم ب"عن السلسة والسراة وريف الصخور "
لنتخيل من الزاوية التي يقف فيها حازم العظمة اننا نرى "محمد دريوس –صديقه " في شوارع باريس عام 1871 في الوقت المفترض للكمونة أو جذع شجرة فارع في النافذة أو طرق بحرية جانبية وشباك صيادين و أسماك قرش أوربما شيخ " ارنست همنغواي " لنتخيل أيضا سفن وأغان إغريقية , مقطع بمصاطب واطئة , بجدران طين ثخينة , بحواة وموسيقيين , موانئ ودلب وشيح ومواكب من سهوب قمح ذهبية ... وأيضا ممرات برمل ابيض وبوابات .
أشياء من هذا القبيل ينسج بها حازم عالم مواز ببوابات موصدة بينما يلتفت جزافا ليوزع ابتسامات لكل من " فارس البحرة _ أحمد تيناوي _ محمد دريوس _ أكرم قطريب _ إبراهيم الجبين _ "وغير هؤلاء ممن سكنوا خيوط الكلام في المقاطع الشعرية التي توزعت ضفاف القصائد.وهو أي حازم العظمة يدفعنا بذلك إلى عدم الاقتناع بضرورة استنتاجاته بالصورة التي جاءت عليها, وذلك ليس ادعاءً شعرياً على كل حال.... هو فقط يحاول تشذيب إحساسه المباشر, لجعله بارداً ومحايداً أكثر فأكثر وليتسنى له أن الادعاء أن الشعر مبنى ومعنى, وأن ما يقع خلف هذه الجملة وما يليها هو ما يشاء كتابته..... لكن القصيدة والحال هذه تقع لتبدو وكأنها تعليقاً على حدث بدواعي إغفاله وتقديمه كأمر نافل يفيض عما فيه ليخبر ما يتعداه.
يقول في"البوابات التي لا تفضي لشيء":
لا شيء يختلف حين تعبر....البيوت الحجر نفسها ...الشرفات نفسها ...حديدها المشغول...على هيئة أزهار الخس ...الثياب في الشرفات تتشابه ...أزرق, احمر, أبيض ...مسقط الماء وراء السور ...يشبه مسقط الماء أمام السور ...الناسجات...يصبغن أثوابا في ضفة النهر ...بالأزرق النيلي ...يجففن الملاءات على نحاس الصخور...أو على العشب ...لاشيء يختلف حين تعبر...سبع بوابات ... بينها الأسوار... ولا تفضي لشيء
وهو حال اللغة أيضا التي تدور في ذات الفلك الذي تطرقنا إليه آنفاً، لاسيما أنه ينطلق من قناعات ذاتية وشخصية يحاول تهذيب تكرارها وإحالتها إلى فرضيات، اعتاد الارتهان لها والتخفي فيها بإعادة إنتاجها على الدوام. ‏ وهكذا حتى يبدو للقارئ أن الأثر وكأنه أشبه بدائرة، كلما وضعت أصبعك على نقطة، لحقت بها النقطة التي تليها دون أن يدعك حازم التقاطه بإحكام. "خمرية من نسق بحرف الخاء " تعلن عن ذلك صراحة.أيضا قصائد الأبراج " الدلو , الجوزاء , القوس , الحمل , الثور " كذلك مقطوعات التتابع " سراة 1 سراة 2"
وبالعودة إلى مواجهة العمارة الشعرية التي ينشئها الشاعر ... نجد أنفسنا بمحاذاة حالة وجدانية لروح باطنها ظاهر وظاهرها باطن..... وبما يشبه حالة الإفصاح الإرادي المخطط عن رؤية فنية آنية, يرمي حازم بسرده الشعري انطلاقا من ارتباط واه بما يسمى العالم الواقعي. وهو محلّف بأدوات ومنهج متماسك, وروح صناعة تكاد تلخص بمجملها, فحوى مغامراته التأليفية ويؤكد من خلال نص موارب على استخدامه كإعلان عن انفصال الذات عن الصورة المشتركة والمألوفة للواقع المعاش.ويبدو ذلك واضحا من خلال إمساكه بمطولته " عن السلسلةوالسراةوريف الصخور "
المعنى الآخر والموازي الذي يشد حازم العظمة إلى طرائق موحدة و خاصة في شكل القصيدة واللغة وموسيقى الشعر وهو بذلك لايقوى على مغادرة موقعه من الكلام في ديوانه السابق وإن علا كعب نصه الشعري في " طريق قصيرة إلى عراس "
وربما بفعل هذه الأسباب مجتمعة سيبقى قارئه غريبا عن امتيازاته في اجتراح صور شعرية مكثفة تقطع كل الصلات " لناحية مفردات الكتابة الشعرية الآنفة " مع تجربة الشعر السوري ,
أقله ما خرجت به التجارب الشعرية من الثمانينيات إلى الآن
الكتاب : طرق قصيرة إلى عراس " شعر "
الكاتب: حازم العظمة
الناشر: بيت الشعر السوري / 2006 /



#متعب_أنزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم باريس التشكيلي....يستضيف السوري سبهان أدم ... في أربع م ...
- فرنسيس بيكون... التدخل لدى افتراضات القبح
- استعارة النص من المتخيل اللغوي ...سليم بركات ينشط مجددا في - ...
- التمسك بأسوار الشعر الغربي.....- بلامغفرة- تكرار مهذب لأبحاث ...
- رهاب بزوايا مختلفة
- - رهاب الموصوفات ......عازفة البيانو -رواية ألفريدة يلينيك
- رؤية محرفة......عن علاقة الحدس باللوحة
- فن الأفكار ..ثلاث مشاهد منصبة في دمشق
- حوار مع التشكيليي العراقي هاني مظهر
- حوار فني مع الشاعرة اللاتينية أستري دي لوس ريوس
- يوسف عبدلكي


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - متعب أنزو - - طربق قصيرة إلى عراس - .....أو هي كذلك ......حازم العظمة من جديد