أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - قراءة في المسار السياسي الكابح لبناء الدولة و الجمهورية















المزيد.....

قراءة في المسار السياسي الكابح لبناء الدولة و الجمهورية


فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 22:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مسارات سياسية تتكرر بنفس الممارسات والتوجهات التي صنعت خطايا جسيمة بحق الوطن والشعب ، ففي الستينات كانت المواقف تتغير وفق مكاسب مالية ووعود بمواقع كبيرة في الدولة فطال امد الحرب رغم هروب قيادات كبيرة لان الانتصار صنعه صغار الضباط الوطنيين والشباب المتطوع والطلاب وكانت النتيجة تصفية لغالبية القيادات وتغير مسار الدولة ونظامها الجمهوري الذي تم الاعتراف به مع خطط ممنهجة لا فراغه من مضمونه عبر تشريعات وممارسات تكرس الهيمنة للتيار التقليدي .
ثم تكررت الانقلابات وكان العام 90 رغم كل التحفظات والاحترازات الا انه شكل نافذة امل جديدة تبخرت بعد ثلاثة اعوام وتكشف للجميع المشروع الجهوي والقبلي ضدا من نظام الدولة ومعاني الجمهورية وصولا الى اصطناع ازمات اقتصادية وحروب قبلية انهكت الموازنة المالية خصما من حساب التعليم والصحة والبنية الاساسية ومن مناخ الاستقرار ، ثم جاءت حركة الشباب الشعبية التي اطلقنا عليها لبعض الوقت ثورة فانحرفت رموز النظام والمعارضة بتلك الثورة وفق تحالف جديد لم يخرج عن قواعد ومرجعيات التحالفات السابقة بل تم تغيير بعض اللاعبين والفاعلين في المشهد ..
ولان هؤلاء اللاعبين وفق مسرح المبادرة وتمكينهم من نصف السلطة فلم يكن لديهم اي مشروع حقيقي لإعادة البناء السياسي وهو ما عبروا عنه جهارا نهارا في اكثر من مناسبة وحوار ، ولم يكن لهم دراية ولاوعي بنوعية المخاطر المحدقة بالبلاد ارضا وشعب ولا بما ستؤول اليه الممارسة السياسية من عبث وفوضى سلمت معه العاصمة للاعب جديد ظن من سلمه مفتاح الدخول اليها انه سيجعل منه حصان طروادة ثم يلقيه خارجا فكانت النتيجة ان هؤلاء اخرجوا اللاعب الرئيسي من المشهد العام والخاص ..وفي كل هذه الممارسات كان الخارج الاقليمي والدولي حاضرا بقوة وشاهدا بل ومشاركا في صناعة القرارات السياسية واحيانا متفردا في صناعتها .. مثلما كان الحال عام 70 حيث صنع الخارج مبادرة على مقاسه وحلفائه من اليمين الجمهوري المؤمن بالقبيلة والعصبية ومناهضا للدولة المدنية ..
هو نفسه الحال اليوم حيث يتغلغل الخارج بأكثر من طريقة واسلوب وبموافقة جميع اطراف الصراع وصولا الى انفلات الازمة في تداعياتها واقعيا وسياسيا من ايد اليمنيين نحو ذلك الخارج الذي يمتلك قدرات مالية ودعم دولي يوجهها نحو مشروع سياسي يخدمه اولا ويحقق بعض من مصالح اليمن ثانيا وفق اعادة بناء نخبة سياسية متعددة الجهويات متوافقة على اجندة لا علاقة لها باليمن والثورة لكنها تؤسس لنظام سياسي ضعيف سيكون نتاج مصالحة بين اطراف لم يسمح الخارج بتحقيق نصر عسكري حاسم لاحدهما على الاخر ..من هنا تكون نقطة جذب هذه الاطراف وارتباطها بالخارج اقتصاديا وسياسيا ، فهي لم تنتصر ميدانيا لكنه يعترف بها مشاركة في السلطة وبحضورها لدى الخارج الذي يعلن دعمه المالي لها ...
ولان تكلفة اعادة البناء ستكون باهضه فبعض هذه التكلفة ستكون من الخارج مقابل رهن النفط والغاز والجغرافيا (موانئ وجزر) لصالح الممول الخارجي تحت مسمى تشغيل وتسويق واستثمار مع شكره مقابل ملايين قليلة لدعم حلفائه الجدد ..الجدير بالذكر ان صنعاء تم تسليمها للقبائل كعقاب سياسي كما جرى عام 48 وعام 67 في حصار السبعين رغم المقاومة التي صدت تلك الحشود وكسر شوكتها وتم تسليمها اخير في 2014 دون مقاومة ولاقدرة على كسرهم بل الجميع يعلن الحوار معهم واقتسام السلطة غنيمة وفق منهج المحاصصة الذي تم اقراره عام2012 وفق مسرحية حوار موفمبيك ..السؤاااال من سلم المدينة ولماذا ؟ من هم الشركا داخليا وخارجيا ومالمشروع الحقيقي لهذا المسار السياسي الذي تحول الى فوضى وعبث مع عدوان خارجي وداخلي على الشعب ..هل يمكن القول باختطاف الدولة وتدمير المجتمع ؟ ام ان اليمنيين الطامعين للسلطة ومغانمها صنعوا كل مسارات الفوضى والعبث وارتهنوا للخارج مما يجعل من النخب اليمنية وكيلا للخارج بغية تمكينها من سلطة الداخل ...ام اننا ازاء وعي مجتمعي وتشكل نخب جديدة ترفض من صنع الازمات ومولها من الخارج والداخل و تأسيسا لمسار سياسي وطني تتشكل مظاهره تدريجيا لتكتمل باعلان تأسيس الجمهورية الثانية .. التي قد تكون جمهورية ذات نظام مدني ديمقراطي او جمهورية بمرجعية مناهضة للمسار المدني الديمقراطي ونكون قد عدنا مرة اخرى الى بداية القرن العشرين ومسلكه السياسي وفق نخبة مخاصمة للواقع وللتغيير وللشعب في آن واحد..؟
في هذا السياق يتحدث الجميع من اطراف الصراع عن بناء الدولة وجميعهم ساهمو بقصد وبشكل مباشر بهدم ما كان قد تشكل منها وما تأسس من مظاهرها وقواعدها ومؤسساتها ..عملوا ذلك وهم اعوان للزعيم الذي منح من يعمل تحت امرته وتحالفاته حصصا من السلطة والثروة نشأ عنها مراكز قوى عملت بدأب نحو افراغ مؤسسة الدولة من مضامينها وتعطيل الياتها القانونية لصالح تلك المراكز التي انكشف الغطاء عنها مع دخول الحوثيين صنعاء حيث ظهرت انها مراكز منفوخة على الفاضي بليدة في الفهم والوعي لا تتحرك الا في مغانم دونما وعي بالوطن او الشعب او الدولة ..وجميعهم اطلقوا الصرخة عاليا مطالبين نجدتهم من الدولة بدءا من دماج واغلاق المركز الديني ثم في ارحب ثم مع تفجير بيوت المشايخ ..
سمعنا وقرأنا كلامها وخطاباتهم مطالبين الدولة بالتدخل وحمايتهم وهم ممن دمر مؤسساتها وعطل مفاعيلها ..ثم هربوا جميعا تاركين الساحة للاعب جديد نشأ قريبا منهم واستفاد من الاعيبهم واخطائهم حتى اللاعب الاخير الذي قامر كثيرا بشراء الولاءات لم يجد في الساعة الاخيرة من ينقذه او يقف معه بعد ان باع اعوانه مواقفهم وولائهم نحو لاعب جديد ...ومع كل ما مر به الوطن من فوضى وعبث سياسي ومعاناة الشعب يصرخ الجميع مطالبين بالدولة ..نعم ..انها الدولة التي كتبنا عنها دراسات وابحاث وكتب وتحدثنا جهارا نهار في مئات المحاضرات عن اهميتها وضرورتها واعتبارها الحامل الرئيسي لوحدة البلاد وكرامة الشعب ، والرافعة التنظيمية والبنيوية للشعب والمجتمع نحو التنمية والحضارة والديمقراطية ..
فلا امل للشعب ضمن اقبية عصبوية تنتمي لمرحلة ماقبل الدولة ..فهذه الاخيرة - الدولة - اهم تجليات الحداثة السياسية التي اطلت على بلادنا مع منتصف القرن العشرين وفق نظام جمهوري يعزز من حضور الشعب والمواطنة وحقوق الانسان .. كان المسار بطيئ لكنه كان حاضرا في وعي وثقافة الغالبية من الشعب ..الدولة باعتبارها كيان سياسي قانوني يمثل المجتمع ويعبر عنه وفق مؤسسات ونظم لامجال معها للتمايز العصبوي ولا للغنيمة بل دولة كل الشعب .. وعلى العكس من ذلك عملت النخب الحاكمة واعوانها في العشرين السنة الاخيرة على تفكيك مؤسسة الدولة واقناع المحيط القبلي باهمية ومحورية مشائخ وقادة باعتبارهم واسطة للقبيلة مع الدولة وهم بذلك سلبوا المواطنين في الشمال من العلاقة المباشرة مع الدولة وشكلوا وعيا زائفا لديهم بالصراع السياسي حيث جرى تضخيم القبيلة والمذهبية حتى جاء اليوم الذي ندموا عليه بعد ان تم هرب غالبية تلك القيادات من صنعاء وتصفية زعيمهم ...
اليوم كل الشعب يدرك اهمية الحاجة الى الدولة ذاتيا وموضوعيا عدا قلة ممن لديهم وعي زائف ولازالوا يراهنوا على محاصصة طائفية لن تفيدهم كثيرا سوى بعض الوقت ، وهم يدركون ذلك من تجارب دول اخرى بالمنطقة ..الغريب ان كل القبائل والعسكر ومشائخهم (قبليا ودعويا) يشيدون بالدولة في دول الجوار ولايريدون بنائها في بلادهم مع انهم اس البلاء والفساد ومعول هدم للدولة في سنوات سابقة حتى اليوم ..الدولة الوطنية الحديثة في بلادنا اضحت فريضة غائبة لابد من النضال لاستعادتها واعادة بناء أسسها ومقوماتها ليخرج المجتمع من نفق الازمات والفوضى والعبث السياسي ..ولكن .هذه الدولة تتطلب نضال شعبي وارادة وطنية عالية لدى النخب الحزبية والعسكرية والسياسية والتجارية وجميع هؤلاء مشكوك بولائهم وبغياب نزعتهم الوطنية وهو محل اجماع شعبي(نحن في بلاد نعلي من قيمة الاجماع الشعبي والفقهي ) ..فهل استوعب الجميع هذا الدرس وعادوا الى جادة الصواب بالتوافق نحو اعادة بناء الدولة الوطنية وهي دولة مؤسسية قانونية ومدنية بمظاهرها ونظامها وخطابها .؟!



#فؤاد_الصلاحي (هاشتاغ)       Fuad__Alsalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة سياسية لتعميم الفوضى في اليمن
- حوار في مقهى سياسي حول الشأن اليمني
- نعم للاحتفال براية الجمهورية وعلمها
- العشاء الاخير للمسيح في اليمن
- المشهد السياسي اليمني في خمس ملاحظات
- ممكنات الخروج من نفق الازمات والعبث السياسي
- الفكر البري وازماتنا العربية
- ست ملاحظات حول المشهد السياسي في اليمن
- المصارعة الرومانية في منطقة الشرق الاوسط
- حوار ثقافي في مقهى سياسي
- حاجة اليمن الى روح وطنية جديدة
- اليمين السياسي يحكم امريكا
- الفلكلور السياسي في لبنان
- مفهوم الاقلية في نهج امريكا الجديد تجاه ازمة اليمن
- الدرويش الغاضب الذي هز عرش السلطان اردوغان
- حين يكون الكذب سياسة رسمية للامريكان وبريطانيا
- التحول من الدولة الى القبيلة الى الطائفية
- ثلاث ملاحظات هامة في الازمات الراهنة في بلاد العرب
- غياب الثقافة الوطنية احد اسباب ومظاهر الازمة الراهنة
- قرأة تحليلية أولية في دلالات خروج بريطانيا من الاتحاد الاورب ...


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فؤاد الصلاحي - قراءة في المسار السياسي الكابح لبناء الدولة و الجمهورية