أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - الانتفاضة الفلسطينية تتطور بقوة دفع ذاتي دون دعم من سلطة أوسلو















المزيد.....

الانتفاضة الفلسطينية تتطور بقوة دفع ذاتي دون دعم من سلطة أوسلو


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 15:19
المحور: القضية الفلسطينية
    



مع بداية الأسبوع الثاني لانتفاضة القدس ، يواصل الشعب العربي الفلسطيني في الضفة الغربية وفي القلب منها القدس، وفي وقطاع غزة ، انتفاضته رداً على قرار ترامب الذي يعترف فيه بالقدس عاصمة ( لإسرائيل)، عبر أشكال مختلفة للمقاومة، وبمواجهات دموية مع قوات الاحتلال في مدن الضفة ، وعلى خطوط التماس مع العدو في قطاع غزة ، والعدو الصهيوني يفقد أعصابه ويطلق النار بكثافة على شباب وشابات الانتفاضة ، ما يزيد من عدد الشهداء والجرحى ، في محاولة بائسة منه لوقف الانتفاضة والحد من مفاعيلها .
هذه الاندفاعة الهائلة لشباب الانتفاضة ، تتم على عاتقهم وبإرادتهم ، بينما السلطة الفلسطينية لا تعمل على دعمهم ، وفق توجيه من الرئاسة "بعدم السماح باندلاع انتفاضة جديدة " ، في حين أن القيادة المتنفذة في منظمة التحرير لم تلجأ حتى اللحظة إلى دعوة اللجنة التنفيذية ولا المجلس المركزي للانعقاد ، وكأن انتفاضة القدس في مكان آخر في الكرة الأرضية .
ولا يغير من واقع السلطة ودورها الخطاب الإنشائي للرئيس في قمة اسطنبول الإسلامية ، الذي امتدح فيه الدور السعودي المتآمر على فلسطين والقدس ، ولم ينبس فيه ببنت شفة عن الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية ، أو بمطالبة المؤتمرين بتقديم الدعم المادي لصمود أهل القدس ومؤسساتها ، ناهيك أنه راح يطالب دول العالم سحب اعترافها بإسرائيل ، ما أثار تندر المراقبين كونه لم يقم بسحب اعترافه فيها.
أما الفصائل الرافضة لاتفاقات أوسلو ومشتقاتها ، فرغم تبنيها لمطالب الانتفاضة بإلغاء أوسلو وسحب الاعتراف (بإسرائيل) ، ورغم مطالبتها الجماهير بمسيرات الغضب، إلا أن مشاركتها لا تزال في الحدود الدنيا، وهي حتى اللحظة لم تبادر إلى تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة لدعمها ولتوفير سبل إدامتها ، رغم أنها تعلن في بياناتها وتصريحات قادتها عن الضرورة الملحة لتشكيلها ، ما يطرح أسئلة لا تزال تبحث عن إجابة .
هل أن هذه الفصائل أو بعضها ، لا تريد أن تقطع مع السلطة ورئيسها حتى لا تخسر مصادر تمويلها وامتيازات قادتها؟ أم أنها لا تستطيع تحمل أعباء الانتفاضة كونها لا تملك إمكانية الوفاء بالتزامات أسر الشهداء والجرحى ، وبقية مستلزمات الانتفاضة على الصعيدين الاجتماعي واللوجستي ، وفي الذاكرة تخليها عن انتفاضة الدهس والسكاكين عام 2015 ، وإصرارها آنذاك على توصيفها بأنها مجرد هبة شعبية وليس انتفاضة ؟!
إن الظروف باتت مؤاتية لإدامة الانتفاضة ولتشكيل قيادة موحدة لها ارتباطاً بمجموعة عوامل أبرزها:
أولاً : أن قيادة السلطة لن تجرؤ على وقف الانتفاضة في هذه المرحلة، رغم التزامها بالتنسيق الأمني المثبت في بنود كافة الاتفاقات الموقعة مع العدو الصهيوني في أوسلو 1 وأوسلو 2 واتفاق واي ريفر وخارطة الطريق وأنابوليس ، لأن الإدارة الأمريكية أحرجتها وتركتها عارية أمام شعبها، بعد أن وضعت كل بيضها في السلة الأمريكية.
ثانياً : لأن معظم فصائل المقاومة متوافقة سياسيا في مطالبتها قيادة السلطة بإلغاء اتفاقات أوسلو وإلغاء الاعتراف ( بإسرائيل) ، وإلغاء التنسيق الأمني مع الاحتلال .
ثالثاً : لأن هنالك تطوراً ملموساً في موقف قواعد حركة فتح، لجهة أخذ موقفاً متمايزاً عن موقف السلطة من قرار ترامب ، والمشاركة بفعالية ملموسة في الانتفاضة الراهنة سواءً في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.
رابعاً: لأن جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ومناطق 1948 تبدي استعداداً هائلاً لخوض معركة الدفاع عن القدس ولإسقاط قرار ترامب ، ولإسقاط الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية وعلى رأسها صفقة القرن الأمريكية.
خامساً: يضاف إلى ما تقدم ، أن الانتفاضة الفلسطينية باتت تستند إلى عمق شعبي عربي هائل ،بات يعبر عن نفسه بمظاهرات ضخمة في مختلف عواصم ومدن الوطن العربي، ضد نهج الولايات المتحدة الإمبريالي وأدواتها الرجعية في المنطقة التي وافقت عملياً على قرار ترامب ، وضد نهج التسوية والتطبيع مع العدو الصهوني.
وبخصوص آلية القيادة الموحدة، يمكن الإشارة إلى مسألتين هما :
1-أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة شكلت لجنة للمتابعة كخطوة على طريق تفعيل التنسيق المشترك الداعم للانتفاضة واستمراريتها ، لكن مثل هذه الخطوة لم تحصل في الضفة الغربية ، ما يؤكد حقيقة أنه كلما كان حضور للسلطة وأدواتها كلما تراجع العمل ألتنسيقي المشترك لدعم الانتفاضة واستمرارها.
2- أن العمل المشترك لقيادة الانتفاضة، يقتضي أن يرتكز على برنامج سياسي مشترك يعكس نبض الشارع في رفض برنامج التسوية ، وفي التأكيد على المقاومة بكل أشكالها، وتطوير الانتفاضة بشكل متدرج وصولاً لعصيان المدني الشامل، وذلك بعيداً عن برنامج السلطة التسووي الذي لم يقطع حتى اللحظة مع جوهر اتفاقات أوسلو ومشتقاتها.
والسؤال هنا: إذا كانت الفصائل الفلسطينية الأقرب إلى نبض الشارع وشعاراته وهي ( حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية) تعلن عن دعمها لمطالب الشارع المنتفض، فهل تستطيع قيادة حركة فتح أن تتحرر من قيود السلطة والتزاماتها الأمنية ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن فتح هي حزب السلطة الرئيسي.
الانتفاضة حتى الآن تكاد تتماهى مع الانتفاضة الأولى ( انتفاضة الحجارة 1987-1993) من حيث موجاتها المتلاحقة ، ومن حيث أساليب النضال في المواجهات مع جنود العدو ، ومن حيث الشمولية- نسبياً- لمختلف الفئات الاجتماعية المشاركة فيها، لكنها حتى اللحظة لم تنتشر في عموم أرجاء الضفة الغربية، وخاصةً في الريف في محيط المستوطنات ، ولا تزال تتركز بشكل رئيسي في القدس ، وشمال مدينة البيرة قرب حاجز مستوطنة بيت أيل ، وفي بيت لحم .
ومسألة الانتشار الجغرافي للانتفاضة وفعالياتها، تحتاج إلى جهد مثابر من فصائل المقاومة للتصدي لموضوع التنسيق الأمني الذي لم يتوقف حتى اللحظة ، هذا التنسيق الذي لعب دوراً رئيسياً في إجهاض انتفاضة 2015 " الدهس والسكاكين، وفي الذاكرة إعلان مدير مخابرات السلطة الفلسطينية آنذاك اللواء ماجد فرج بأن جهازه تمكن من إجهاض 200 عملية فدائية ضد الكيان الصهيوني في غضون أربعة شهور ، وفي الذاكرة أيضاً تصريح الدكتور نبيل شعث- عضو اللجنة المركزية لحركة فتح- بأن السلطة الفلسطينية تنفق على التنسيق الأمني أكثر من إنفاقها على وزارة التربية والتعليم .
elayyan_e48 @yahoo.com
عضو رابطة الكتاب الأردنيين - كاتب وباحث مختص بالصراع العربي الصهيوني
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة الفلسطينية الراهنة تستدعي مغادرة النزعة الفصائلية ...
- الشعب اليمني يسقط الرهانات السعودية والرجعية لخلق فتنة في ال ...
- في ذكرى قرار تقسيم فلسطين : لا مجدداً للقرار وفق حيثيات محدد ...
- سعد الحريري يكرر معزوفة -النأي بالنفس- تنفيذا لإملاءات سعودي ...
- الحوار الفلسطيني الشامل في القاهرة لم يستجب لتحديات المرحلة ...
- محطات العلاقة بين الحكم السعودي والحركة الصهيونية
- مئوية وعد بلفور : نحو مقاربات مع الأوضاع الإقليمية والدولية ...
- موسكو وطهران لدغتا من جحر أردوغان مرتين... ودمشق تدفع الثمن
- انسحاب أمريكا من اليونسكو يحررها من الضغوط الصهيو أمريكية
- في الذكرى 17 لانتفاضة الأقصى ...قيادة المنظمة أكثر إصراراً ع ...
- البرزاني في شمال العراق وصالح مسلم في شمال سورية في رحلة الص ...
- لقاء المصالحة في القاهرة :الشيطان يكمن في تفاصيل أي اتفاق بي ...
- بتفعيل المقاومة ونبذ خيار التسوية يكون الانتصار لدماء شهداء ...
- إذعان غربي ورجعي مذل لحقائق ميدان القتال في سورية
- الانتصار النهائي للجيش العربي السوري وحلفائه على الإرهاب بات ...
- انتفاضة الأقصى -2- محطة نوعية على طريق دحر الاحتلال
- من لم يثمن دور القوات العراقية في تحرير الموصل حاقد أو لم يس ...
- الرد الروسي الحازم يجبر واشنطن على التراجع عن شن هجوم جديد ع ...
- في عملية الفجر الكبير:الجيش العربي السوري يواصل مطاردة داعش ...
- في ذكرى نكسة حزيران : ناصر تمرد على الهزيمة وعالج أسبابها في ...


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - الانتفاضة الفلسطينية تتطور بقوة دفع ذاتي دون دعم من سلطة أوسلو