أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - قوت الفقراء خط أحمر














المزيد.....

قوت الفقراء خط أحمر


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5735 - 2017 / 12 / 22 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا وصل صبر الجماهير في كوردستان العراق الى محطّته الأخيرة، وحدث ما حاولت قوى الفساد العائلية والعشائرية والحزبية على تأجيل إنطلاقته منذ الإحتلال الأمريكي للعراق لليوم على الأقّل. فالسياسات الخاطئة والتي وصلت الى مستوى الجرائم في الإقليم حرّرت الناس من عقدة الخوف من الآخر وهي تبحث عن قوت أطفالها، وهي تعاني من عدم صرف رواتب العمال والموظفين نتيجة أزمة الإقليم المالية الناتجة من فساد قادته من جهة ومن خلال سياسة الحصار التي أعلنتها الحكومة الإتحادية على الإقليم إثر عملية الإستفتاء من جهة أخرى.

قادة الإقليم ونتيجة ضيق أفقهم السياسي وتعاملهم مع الأحداث الجيوسياسية بصبيانية واضحة وتحالفاتهم الكارثية مع ألأحزاب الشيعية، وعدم جديتهم بتوحيد البيت الكوردي واللعب على الخلافات السياسية فيما بينهم بعقلية الهيمنة والإقصاء وعلاقات التبعية لإيران وتركيا. لم يستطيعوا أن يستثمروا الأوضاع السياسية والإقتصادية في الإقليم، وهم يمتلكون معابر حدودية ومطارات و17% من ميزانية الدولة العراقية ومساعدات من دول مختلفة والتي كانت كفيلة في حال إستثمارها علميا وبعيدا عن الفساد والقبلية والعشائرية والحزبية، في بناء تجربة رائدة على صعيد العراق والعديد من الدول. الّا إننا وللأسف الشديد نرى العكس تماما، فالإقليم لا يمتلك بنى تحتيّة وهو ميّت زراعيا ولم يتمكن لليوم من توفير سلّة غذاء وإن بنسب معقولة لمواطنيه، معتمدا على منتوجات زراعية تركية وإيرانية وحسب ولاء ساسته للدولتين وعلاقاتهم معهما وكذلك في القطاع الصناعي، ما كان سببا في ضياع مئات مليارات الدولارات كونه كما المركز أصبح مستهلكا فقط.

أوجه الشبه بين الإقليم والمركز عديدة وتكاد تتطابق في السلبيات جميعها كون الإيجابيات لا ترى بالعين المجّردة، الّا أنّ وجه الشبه الأكبر ونحن نتناول تظاهرات الجماهير هناك هو الطلب من الجماهير الكف عن التظاهر لأنّ هناك أجندة عند البعض ومنها سلطة بغداد للضغط على حكومة الإقليم!! وهذا الموقف هو نفسه موقف حكومة بغداد عند إنطلاقة التظاهرات المطالبة بالإصلاح التي إنطلقت في بغداد وبقيّة المحافظات، والتي طلبت من الجماهير عدم التظاهر لأن هناك أجندة من أجل إفشال التجربة الديموقراطية بالبلد !!!! كما وأنّ الطرفان يقولان في خطابهما للمتظاهرين من أنّ الوقت غير ملائم للتظاهر!! غير ملائم للتظاهر أيها السادة وفسادكم وصل الى حدود لا يمكن السكوت عنها بعد اليوم، ومتى سيكون ملائما بنظركم؟

أنّ الجماهير التي توجّه لها الأحزاب الحاكمة في كوردستان العراق وإعلامها الرسمي مختلف النعوت وعلى رأسها خيانة قضية الشعب الكوردي، هي نفسها التي خرجت قبل أشهر لتصّوت بنعم على الإستفتاء، وهي نفسها التي إنتظرت هذه السنوات لترى تجربتها التي ضحّى في سبيلها أجيال كاملة من آبائهم تتحقق، وهي نفسها التي تشعر بمرارة الهزيمة اليوم، وشبابها ولدوا بغالبيتهم بعد العام 1991 أي أنّهم أبناء السلطتين الكورديتين، فلمَ يتظاهرون ضدّها إذن؟ أنّ الجماهير وهي تتظاهر من أجل لقمة خبزها لا تختلف بشيء عن جماهير تونس والقاهرة وغيرها من العواصم، فالجوع يحرّك ماكنة الثورة والإنتفاضة من أجل الوصول الى المخابز ومن بعدها الحرية، وهذا ما لم يعيه حكّام تلك البلدان ولم تستفد منه الطبقة المخملية في كوردستان العراق.

عجلة التأريخ لن تتوقف عند أرحام بعض النساء من هذه القبيلة أو تلك العشيرة، بل تستمر كون أرحام نساء أخريات قادرة على إنجاب نساء ورجال لقيادة الدفّة. ونساء الكورد لا يختلفنّ عن نساء البارزانيين والطالبانيين في إنجاب قادة قادرين على قيادة الجماهير الى حيث شاطيء حريّتها وكرامتها. لكن على الجماهير اليوم وهي تتظاهر من أجل لقمة خبزها وأطفالها، أن تبتعد قدر الإمكان عن ممارسة العنف في تظاهراتها المطلبية العادلة للحفاظ على ما أنجزته هي من خلال نضالها الطويل من مكتسبات، ولكي لا تعطي مبررّا للآلة القمعية للسلطة في إستخدام العنف المضاد تجاهها.

لتكن تظاهرات الجماهير ضد سلطتين، سلطة الإقليم وسلطة بغداد كونهما شركاء في جريمة تجويع شعب كوردستان العراق والشعب العراقي بأكمله. أنّ سلطة بغداد الطائفية ليست أقلّ سوءا من سلطة الإقليم، وليس من حقّها مطلقا أن تتشفّى بالمآل التي وصلت إليها الأوضاع في الأقليم نتيجة سوء تقدير قادته للأوضاع فيه وفي العراق والمنطقة. وعلى العراقيين إن كانوا يريدون العيش بكرامة، أن يحذو حذو إخوتهم في كوردستان العراق. فالأوضاع عندهم ليست أقلّ سوءا من أوضاع الإقليم، فهم وبفضل الأحزاب الشيعية الحاكمة يعيشون على هامش الحياة بعد أن سرق الإسلاميون منهم حتّى كرامتهم.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الدعوة يدعو الى الإرهاب
- تاهت طرق تحرير القدس بين عبّادان وكربلاء
- شهرزاد بين المعتمد العبادي وحيدر العبادي
- لا إنتصار على الفساد في ظل المحاصصة
- متى يشرعن البرلمان العراقي قانون تفخيذ الرضيعة والتمتع بها!؟
- سبل عرقنة العراق والحد من تفريسه أيها السيد تيلرسون
- لمَ الثقة بالصدر وتيّاره؟
- تصريح إيراني وقح وصمت عراقي ذليل
- إنهم يقتلون الشعب الكوردي .. أليس كذلك؟
- بغداد تحتضن حلف سنتو جديد
- فاطمة الزهراء على حدود كوردستان
- لا تنسي الجوع يا بغداد
- براءة الإمام الحسين من شيعته
- العبادي يتّهم المالكي بالتآمرعلى البلاد
- حزب الله وحزب الدعوة وداعش
- الكفيشي وقائده الضرورة يتقيئان فساداً وعمالة
- ليلة القبض على الشيطان
- الإسلاميون هم عملاء وخونة وبلا أخلاق وليس الشيوعيين والمدنيي ...
- سانت ليغو وسجائر بهمن الإيرانية
- أنه قصر نظر سياسي أيها السيد البارزاني


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - قوت الفقراء خط أحمر