أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أمريكا هي الطاغوت والطاغوت أمريكا














المزيد.....

أمريكا هي الطاغوت والطاغوت أمريكا


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5734 - 2017 / 12 / 21 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدق الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش عندما قال "أمريكا هي الطاغوت والطاغوت أمريكا"،فقد شخّص درويش واقع الحال الأمريكي ووضعها في صورتها الحقيقية ،ونحن في هذه المنطقة أدرى الناس بأمريكا وممارساتها اللا إنسانية ،فهي التي يجب ان تفوز بجائزة جينتس للأرقام القياسية في القتل والدمار ليس في منطقتنا فقط بل في العامل أجمع .
لقد قامت أمريكا على أنقاض الشعب الأمريكي الأصيل"الهنود الحمر"ومارست بحقهم حرب الإبادة والتطهير العرقي ،وسرقت أراضيهم وبنت قوتها ونهضتها بجهود وعقول الآخرين، الذين سرقتهم من بلدانهم وهيأت لهم كل أسباب الإبداع التي لم يجدونها في بلدانهم المحكومة بالطغم الديكتاتورية المدعومة من قبل أمريكا.
لم تكتف أمريكا بما فعلته ضد الهنود الحمر بل تبنت مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية، ووقفت معها وهيات لها بعد مغيب شمس الأم الوالدة بريطانيا، كل أسباب العيش والقاء والغطرسة والتعنت ،لتجانسهما في النشأة ،إذ أن الصهاينة أقاموا مستدمرتهم الإرهابية على انقاض الشعب الفلسطيني وسرقوا تراثهم ومواردهم وماضيهم وحتى حاضرهم ،وها هي وبدعم أمريكي مقرون بدعم صهاينة العرب يستولون على القدس رسميا بعد أن أقدم الإنجيلي ترامب بإعلان المدينة المقدسة رسميا عاصمة أبدية لمستدمرة إسرائيل.
مناقب أمريكا السيئة أكثر من أن تحصى لكثرتها ،فهي من كسر هيبة القانون الدولي وهي التي أفشلت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة التنظيمات الدولية وفي مقدمتها اليونسكو،ومارست واشنطن دور البلطجي الأعمى رغم اننا نتغنى بحقوق الإنسان وبالشرعة الدولية وبميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ،وتقوم هذه الأمريكا المغتصبة لحقوق الآخرين، بتشويه كل ما هو منطقي وجميل في هذا الكون من خلال تبنيها لسياسة "من ليس معي فهو ضدي".
تمارس أمريكا أيضا دور اللص المحترف الذي ينفذ جرائمه عن عمد وسابق إصرار ،فهي التي تقوم بطباعة الدولار بدون غطاء من الذهب كما هو معمول به في العالم ،وتكتفي بكتابة عبارة "بالله نثق"عليه ،وتقوم برشوة حلفائها الديكتاتوريين لإجبارهم على تنفيذ سياستها التدميرية تجاه شعوبهم ،وهي بمثابة القاتل الإقتصادي والسياسي .
لا تكتفي أمريكا بقتل البشر هنا وهناك من خلال تطوير الأسلحة الفتاكة التي تستخدمها ضد الشعوب والدول الصغيرة الفقيرة التي تعارض السير في ركابها ،وسجلها في هذا المجال طويل وكبير بدءا من السكان الأصليين وليس إنتهاء بالشعب الفلسطيني الذي يتم قتله بالسلاح الأمريكي وبالقرار السياسي الأمريكي.
تقوم هذه الأمريكا الإرهابية بإمتياز بتعطيل الحياة على ظهر الأرض وتلويث البيئة بسبب إستخدامها المفرط لأسلحة الدمار الشامل ،إذ أن سلاحها النووي أثمر تخريبا وتشويها لكل اوجه الحياه في العراق فوق الأرض وتحتها ،كما أن هذه الأمريكا تمارس قتل الكرامة لدى الشعوب الحرة الحية التي ترفض الهيمنة الأمريكية عليها ونهب ثرواتها ومصادرة قراراتها .
أهم ما يميز أمريكا أنها إمبراطورية جبانة لا تقوى على الدول الكبيرة والشعوب الحرة ،بل تستأسد على الدول الصغيرة والشعوب الفقيرة ،ولنا في ذلك مثال حي وهو أن أمريكا لم تجرؤ على غزو وإحتلال العراق إلا بعد ان أوعزت للسعودية بتوريط القيادة العراقية بشن حرب على إيران لإضعاف البلدين الجارين ،كما أنها أوعزت للسعودية أيضا أن تمنع أي مصالحة كويتية –عراقية ، وسهلت دخول الجيش العراقي للكويت صيف العام 1990 عندما قالت السفيرة المريكية "مس غلاسبي "للرئيس صدام حسين قبل دخول الجيش العراقي للكويت بيوم"فخامة الرئيس إن حكومة بلادي ترى في الخلاف الدائر بين العراق والكويت على انه خلاف عربي داخلي ولا شأن لنا به"،ولكنهم جيّشوا للعراق من خلال تحالف دولي وتم تدمير القوة العراقية ،ومن ثم فرض حصار طويل وشنيع على العراق ،أفضى إلى غزوه وإحتلاله وتدميره .
وبالمقابل نرى هذه الأمريكا تتحالف مع مستدمرة إسرائيل وتجبن أمام قيادتها ولا تطالبها بفتح ملف برنامجها النووي ،وكذلك الحال نراها تتوسل لرئيس كوريا الشمالية أن يتفاوض معها رغم انه هدد مؤخرا بإكتمال برنامجه النووي وبقدرته على شطب أمريكا من الوجود ،ومع ذلك لم نر هذه الأمريكا تحرك ساكنا ..
يعد الرئيس الإنجيلي ترامب رائدا في البلطجة الدولية ،فهو الذي تحالف مع السعودية بشأن القدس وإعترف بها عاصمة أبدية لمستدمرة إسرائيل ،وقبض من الرياض نحو نصف تريليون دولارثمنا لهذا الموقف،وهو الذي أشعل كارثة الخليج بالتعاون مع السعودية والإمارات لنهب الثروات العربية ،وقال قبل قليل متهكما على حليفته السعودية أنها لا تملك غير المال وانها ستزول في حال رفعت الحماية الأمريكية عنها .
نعيش هذه اللحظات قمة البلطجة الأمريكية في الأمم المتحدة ،وكشفت امريكا عن وجهها القبيح بخصوص الإنسانية جمعاء وعدم رغبتها في إحلال السلام العالمي ،فهي التي أشهرت الفيتو ضد قرار رئيسها البلطجي بالتآمر مع أبو الرز التسي تسي بخصوص قراره اللعين ،وقد فضح ترامب نفسه اكثر عندما هدد اعضاء الجمعية العامة لمنعهم من التصويت ضد قراره الهبل ،كما هددهم بقطع المساعدات الأمريكية عن بلدانهم ،لكنهم "إستخروه "وصوت 128 عضوا ضد قراره.
هذه هي صورة امريكا الحقيقية ،فهي حاليا وعلى وجه الخصوص تتجانس في الخطاب الإرهابي اللاإنساني الإسرائيلي ،وعليه يتوجب الإنفضاض من حولها وتركها تسقط في مهب الريح بدون حلفاء ،لأنه أصلا لا حلفاء لها ،فهي تبيع حلفاءها عند أقرب محطة حسب مصالحها.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب -سوريا ..الدم الأسود- لوزير الإعلام السابق سمي ...
- حفل العيد الوطني القطري إستفتاء لتعزيز العلاقات الثنائية
- الطيار يوسف الدعجة ..أيقونة شرف
- إستقطبت وزير الخارجية .... -قعدة رصيف- تناقش تحولات الموقف ا ...
- التشبيك المتين بين ترامب وبوتين
- البروفيسور جمال شلبي: الأردن والاتحاد الأوروبي: علاقات غير م ...
- -الجنائية الدولية- بين عمى الألوان والإنتقائية الموجهة..الأر ...
- الحل في الرياض
- قنابل كوريا وكوبا والعرب
- قرار ترامب..هلا بالخميس؟؟؟!!!!
- ترامب يبيع القدس بكرسي البيت الأبيض
- الملك عبد الله الثاني في أنقرة..هل وصلت الرسالة ؟
- قمة الكويت الخليجية ..دول الحصار خيّبت آمال شعوبها؟؟؟!!!
- سياسيون وأكاديميون يدعون لتوحيد الجهد العربي في مواجهة التحد ...
- الشاعر الاردني محمد خضير يرد على من اساء للفلسطينيين: رداً ع ...
- القدس عاصمة ل-إسرائيل-؟؟!!
- ويل للمطبعين
- -قعدة ع الرصيف- تناقش قضايا هامة
- العرب يمكّنون -إسرائيل-في الإقليم
- -العربية-لحماية الطبيعة ..خندق مقاومة محصن


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أمريكا هي الطاغوت والطاغوت أمريكا