أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد زحايكة - ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا....تجليات صاخبة لعالم من الواقع واللاشعور














المزيد.....

ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا....تجليات صاخبة لعالم من الواقع واللاشعور


محمد زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 08:48
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مرة اخرى، يمتعنا الكاتب والقاص الفلسطيني محمود شقير بمجموعتين قصصيتين رائعتين، هما "ابنة خالتي كونداليزا" "وصورة شاكيرا" وذلك بعد كتابيه الشائقين "مدن فاتنة وهواء طائش" "وباحة صغيرة لاحزان المساء" .

جاءنا محمود بعد غياب وابعاد قسري طويل عن ارض الوطن ليزرع في قلوبنا طاقات ونوافذ من الامل لاستشراف مستقبل اجمل ما زلنا نجد ونتعب ونشقى للوصول اليه او حتى ملامسة اطرافه "المجنحة" صعبة المرام..وقبل ان احاول الغوص قي عملية جس نبض لاحاسيسي ومشاعري التي تتدفق عادة وانا منكب على التذوق والاستمتاع في عوالم محمود شقير وقصصه الطازجة النابضة بالسخونة والحياة.. لا بد ان اسجل هنا عتبي على د. سامي مسلم في نقده وتعرضه الجميل لكتاب محمود شقير مدن فاتنة وهواء طائش..اذ انه يغمز من قناة الكاتب بما معناه انه كان خجولا وضنينا في الاستطراد والاعتراف في وصف لحظات قد تكون حميمة ربما قضاها بمعية احدى الغزالات الشاردة..! ولو فرضنا ان ما يرمز او يرمي اليه د. مسلم صحيح او فيه شيء من الصحة.. فهل يريد (سلمه الله) ان يشي بكاتبنا الذي هو في خريف العمر لدى ام العيال على سبيل المثال..؟! لكي تجعل من هذه "النزوة" الوهمية "يا حبة عيني" سلة من تين او عنب كعصف مأكول..؟! ام ان د. مسلم يريد فقط من كاتبنا ان يدخل في التجربة ليستفيد منها ابداعيا.. اولم يقرأ ما جاء في العهد القديم " لا تجرب الرب الهك".. او لم يلحظ ما جاء في العهد الجديد " ولا تدخلني في تجربة ونجني من الشرير".. وهل نسي انه "محافظ" .. عليه ان يحتاط جيدا قبل الولوج في هذه الدهاليز المظلمة..! وهل اراد حقا من كاتبنا الذي يكتب يوميات ومذكرات حية وحقيقية وليس ادبا متخيلا هنا ان يدخل او يعيش التجربة الى اخر الشوط..! شيء غريب..! ومحاولة د. مسلم الاتكاء على خلفية الكاتب الريفية او البدوية المتهمة دائما بالخجل والحياء( رغم ان الخجل عاطفة ثورية الا اذا تغيرت الامور في عصر العولمة..؟!) من التطرق الى مثل هذه الامور، هذه المحاولة لا تصمد طويلا.. فالقضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.. وهي ان اللحظات المشار اليها تم وصفها بدقة متناهية دون اخفاء شيء وهذا ما حصل فعلا.. ولا مجال هنا ان يشطح الكاتب ويغرب ويشرق.. خاصة بعد ترفع كاتبنا عن ممارسة مثل هذه الاشياء بحكم العمر وثراء تجاربه في الحياة نتيجة التجوال في انحاء مختلفة من هذا العالم الواسع..؟!

ولكن ، ما علينا ، لنعد قليلا الى اقاصيص محمود الممتعة في صورة شاكيرا وابنة الخالة كونداليزا..أزعم ان الشعور الذي راودني واطل برأسه بين جوانحي هو مزيج من الدهشة والانبهار للتكثيف القصصي الجميل المنساب بسلاسة جذابة.. تكثيف مثير للخواطر والهواجس والشجن دون حشو زائد او مط ممل.. والاهم من كل ذلك هو المسحة الجمالية في السرد المتتابع الذي يشبه صوت"طلقات" كلاشنكوف ولكن بنكهة موسيقية "صاخبة" تهز العقل والوجدان..!! ودعوني ابق الحصوة.. واقول كلمة "على بلاطة".. وهي ان سر العبقرية في قصص محمود شقير انه يلامس واقعنا نحن المهمشين ويكاد "يحك" لنا على جرب او على جرح حديث الاندمال ..

فهنا قصص تنبت من الواقع المعاش.. مثل حشائش الارض الخضراء الندية.. نباتات بهية جميلة تتطاول اعناقها الى السماء.. ليست نبتا شيطانيا على الاطلاق..! وقبل ذلك او بعده.. أن القارئ الحاذق المتمرس لن يفوته الشعور بأن ابطال تلك القصص على تنوع مشاربهم ومنطلقاتهم هم في الحقيقة من لحم ودم.. وهم، اي القراء، قد يكونون اولئك الابطال الوهميين بشكل او بأخر.. وهذا ما المسه، على الاقل فيما يتعلق "بحضرتنا" .. اذ اشعر ان الكاتب يتكلم عني ويقصدني انا "خصا نصا".. بل اشك احيانا ان الكاتب قد تقمص "جنيا" واختبأ في تلافيف عقلي وراح يقتنص افكاري المشوشة المضطربة ويعزف بمهارة على "مونولوجها" الداخلي..ثم يتسلل الى شراييني قبل ان يغادرني.. فهو يقدم لي مونولوجا حميما يجسد هواجسي وهذياني حبرا على الورق, ويقدمه لي على شكل قصص مشوقة مفعمة بالعبارات الساخرة.. وكأنه يوشوشني.. هاك قصتك.. وهاك افكارك وهواجسك ورغباتك المكبوته يا ولد.. وهاك لا شعورك.. اضعه امامك يا "حضرة" .. فأنا من "دهنك اقلي لك"..!

قصص محمود شقير السالفة الذكر.. اقولها كقارئ جيد الى حد ما او ناقد "غشيم" "ورزقي على الله" .. حالة عالية وصاخبة من التجليات.. واكاد اقول نجمات فوق غيمات بعيدات.. يقطفها لنا الكاتب الساحر ويضعها في سلة من القش الناعم.. ويترك لعقولنا تهيم في عالمها وبين امواجها المتلاطمة..

قصص محمود شقير" كونداليزا وصورة شاكيرا" .. رغبات فلسطينية "شبت على الطوق.. مثل فرس "حرون" جامحة.



#محمد_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى القابعين في عسقلان وكل السجون:لنا الله أيها الأخوة والرف ...
- راسم عبيدات .. -اسير القدس -سلامات .. واجمل تحيات ..؟!


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد زحايكة - ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا....تجليات صاخبة لعالم من الواقع واللاشعور