أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم عبد مهلهل - الكتاب على الرف ..إزمة قارئ ..أم إفلاس الكاتب ؟














المزيد.....

الكتاب على الرف ..إزمة قارئ ..أم إفلاس الكاتب ؟


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 10:34
المحور: المجتمع المدني
    


تعتني الثقافة بالروح المبدعة . وتأخذ منها وقودا لأرثها يمنحها دافعا لديمومة المنتج والإبداع . والثقافة في جزء من صفاتها إنها وليدة أرحام الكتب بشتى تصنيفاتها . وقديما عندما تولد فكرة أو قصيدة يصير لوح الطين سريرها الأول .
الآن تطور الأمر . الورقة صارت سرير القصيدة . ثم جاء بيل غيتس وجعل السرير ملفا في شاشة الكمبيوتر .
أذن لقد تطور الأمر . وعلينا أن نطور الرؤى إزاء المستجد الذي يمتاز بهاجس التطور والسلب والإيجاب وأمور أخرى تهم الهوية الثقافية بلباسها الوطني والقومي والأممي . وحتى الشخصي أيضا .
نحن بتنا بفضل العولمة ليس من سكان مدننا أو قرانا . نحن الآن سكان القرية العالمية الصغيرة بفضل التطور الهائل لوسائل الاتصال وعلينا في جانب كهذا أن لاننظر إلى روح المقاومة بشان المتغير فهو اكبر حتى من صوت امة كاملة لتقف في مواجهة الحدث .
لقد سكننا المتغير في كل شيء . بعلمك أو بغيره . لأن العيش في لجة الشيء ، مشاركة به . إذن نحن أبناء أو رعايا مؤدجلين حتى دون أن نعلم في دولة العولمة الكبرى التي صنعها ( الإنسان الكوني المجهول ) والذي قد يكون أمريكيا في هويته أو غير ذلك . هذا ليس هاجس رؤى المقالة .
والعولمة من صادراتها الرائجة فاكهة الثقافة والكتب بعضا من أنواع هذه الفاكهة التي يكاد يكون شهر عسلها ذاهب إلى أفول دائم أو مؤقت كما أنفلونزا الطيور . الله اعلم أو إن الأمر مرتهن بقدرية تاريخية حساباتها صعبة هذه الأيام بسبب المتغير الهائل في المركبة الحضارية والتي هي نتاج التفكير الجديد لرؤية التي تم التبشير بها بوضوح في فلسفة همنغتون صاحب الكتاب الشهير ( صدام الحضارات ) الذي مهد لأمر تطور سريعا وبتنا نحصد ثماره كما حدث قبل أيام في عاصفة الرسوم المشينة التي تسئ إلى شخص ومكانة الرسول محمد ( ص ) .
ورغم إن كتاب صدام الحضارات ظهر أول الأمر بثوبه الورقي إلا انه سرعان ما أخذه مايكروسوفت إلى حديقته وصار جزءا من التبشير إلى ثقافة المتغير ومن حصادها إن الكتب ستصبح مزهريات أثرية في رفوف الجدران وغبار الأزمنة وبحوث الذين يعشقون مهنة الجاحظ أما السواد الأعظم فسيكون منشدا إلى مكتبة الأقراص الليزرية وال DVD مادام هي توفر عشرة ألاف كتاب في قرص مدملج واحد .
إذن باب باي . أيها الورق . رفيق هواجس ألف ليلة وليلة وذهب مع الريح وقصة الحضارة واحدب نوتردام وهاملت وبين قصرين ومائة عام من العزلة ........................................................الخ .
ليصاحب كل هذا مشهد جديد هو في حد ذاته أزمة . أزمة حضارية . ولدت بسبب ما آل إليه الوضع الاجتماعي الذي كان صاحب العقد الاجتماعي جان جاك روسو يراه يمسك رقبة حياتنا وان التصرف البشري بدون الواعز الاجتماعي لن يصبح مقبولا وعاقلا وإنسانيا .
يمكن أن ينظر لهذا المتغير من زوايا لا تحصى ومنها من ذكرناه من مسببات عولمية انعكست على المزاج والذائقة والتربية وحتى الموهبة وهذا خلق نمطا جديدا من التعامل مع الأرث .والكتاب صنيعة ارث متراكم من طبقات تاريخية وحضارية بدأت منذ إشارات الكهوف وحتى زمن سقوط بغداد الأخير ولكنه رغم هذا يعيش . يعيش لأن الإنسان في جزء من مقاومته الذاتية إزاء المتغير يحس بانتماء حقيقي إلى الأصل والكتاب جزء من اصل .
ولكن ليس أي إنسان . إنهم لن يمثلوا ذلك الهم الهائل من ثقافة بدايات التنوير في القرن العشرين ووهج ثقافة الستينيات ، زمن سارتر وسان جون بيرس ومحفوظ وكولن ولسن والسياب .
لقد بدا جيل آخر يفكر بذاكرة أخرى . وذلك ما أراه شيئا من مصيبة لوجودنا على المستويات الحضارية كافة .
الأمر خطير إن لم تخلق بدايات لثقافة الفلسفة المضادة . وهذا يتطلب منا استراتيجيا هائلا يناط بالكثير من المؤسسات القومية ( وأنا احصر الأمر في الأمة العربية ) . ومنها الجامعة العربية والأزهر ومرجعية النجف الأشرف ووزارات الثقافة في الدول العربية وجميع منظمات المجتمع المدني التي تعني بالهاجس الحضاري وكذلك دور النشر والصحافة .
قد تكون المهمة مستحيلة . لكن الأمر ينبغي أن يرسم على هذه الشاكلة وإلا سنذهب نحن وكتبنا إلى المتاحف وتتحول أجيالنا إلى حواسيب وريبورتات وقرص مدملج ونشاز في ذاكرة السمع والقراءة وتناول الأطعمة .
أذن الأزمة كبيرة ولا تناقش في مقال . إن الأمر مرتهن بكونية ما . وهل نملك القدرة على الضد من هكذا توسينامي يهدف إلى إغلاق نوافذ أحلامنا الأولى والمتعة والواعز الذي يجعلنا نكتب الجميل دائما .
ورغم هذا فان فوائد توسينامي كثيرة في مجالات ما اشرنا إليه لأن الإنسان المولود بفطرة حب الشيء لن تغيره فضائيات البث المعاكس ولاتبشيرات سيد الخواتم وهاري بوتر ، غير إن النسب ستكون قليلة وربما سيبدأ هذا بالتوسع ونفقد مع مرور الزمن الهوية التي صنعت طرفة والمتنبي والحلاج .
ليس هناك إفلاسا لقارئ ولا لكاتب .
إنما الأمر مرتبط بذاكرة المتغير وهذا يحسب في معالجات كثيرة .
اعتقد أن الشرق صانع ماهر للموهبة وان المادة الجيدة تصنع قارئا جيدا وان تضاءلت الكمية إلا إنني دائما أقف مع مقولة كونفشيوس الحكيم :
حرف لامع واحد يكفي لإنارة العالم ألف عام .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطوار بهجت - أطوارٌ للغناءِ والشعرِ والموتِ الحزينْ
- سلفادور دالي سألني ...وأنا أجبته بصراحة ..
- أنا بك متوحداً ..لا متفرقاً
- ماريان تكتب أغنيتها المفضلة بمندائية أقدم من شظية حب
- سبع عجائب ..أنتِ الثامنة ومايكروسوفت تاسعهن !
- الأناشيد الخضر . كعيون تبتسم بحزن ديموزي
- ملكة جمال العراق لعام 1947
- النمور والنساء ولسان الفراشة وقنينة العطر
- أنا أتهجى كلمة حب بلثغة كما يفعلها لويس السادس عشر
- سلطان بروناي وزلماي خليل زادة وعطر تفضله شارون ستون
- من أجل بغداد .. أخشى أن ؟
- رجل البنتاغون رامسفيلد .. شاعراً
- كم أحب النخلة ..لأنها تشبه ابتسامة كاردينالاً مندائياً يحب ا ...
- أزهار بودلير .. وهي تتنفس حياتنا بتأوه
- أنا أحسد الذين يعيشون خارج أسطرة ما أنا فيه
- الكنائس العراقية والجبنة الدنماركية ....
- قلب العراق ...قلبنا جميعاً
- وزارة الموارد المائية أنموذج للقادم العراقي من ارث الحكومة ا ...
- قصة قصيرة ..جولة ليلية للليل
- قصة قصيرة ....كلبة فوق سطح القمر ....


المزيد.....




- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- موقع: عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين ...
- ??مباشر: مجلس الأمن يعقد جلسة للتصويت على عضوية فلسطين الكام ...
- لازاريني: حل الأونروا يهدد بتسريع المجاعة وتأجيج العنف بغزة ...
- الأونروا تحذر من حملة خبيثة لإنهاء عملياتها
- اقتحام بلدتين بالخليل ورايتس ووتش تتهم جيش الاحتلال بالمشارك ...
- مفوض عام الأونروا: -المجاعة تحكم قبضتها- على غزة
- موعد غير محسوم لجلسة التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم عبد مهلهل - الكتاب على الرف ..إزمة قارئ ..أم إفلاس الكاتب ؟