أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسني أبو المعالي - الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر














المزيد.....

الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 10:34
المحور: الصحافة والاعلام
    


اتخذت بعض الفضائيات العربية من جسد العراق الجريح مادة دسمة لاستعمال سكاكين برامجها المسمومة ضده طعنا وتفرقة، وأعني هنا أحد المنابر الإعلامية الفاسدة والمعروفة عربيا وعالميا، والتي تدعي بأنها المنبر الإعلامي العربي الحر والمتميزالذي رفع راية الديمقراطية في الحوار، والمنبر الإعلامي الذي يحترم الرأي والرأي الآخر، إلا انها عملت و تعمل، في الحقيقة، على خلاف تلك الأهداف، ولا هم لها سوى ان تضع السم في العسل باتجاه معظم قضايا أمتنا العربية و تعمل جاهدة على صب الزيت فوق النار في أية مساحة عربية تجد فيها مجالا يسمح لها بالتخريب أو التفرقة بين أبناء الشعب الواحد. فقد تمكنت في بداية مشوارها الفضائي أن تلقي القبض على قلوب ملايين العرب وذلك بتوجيه معسول ولكنه مشبوه عبر نافذتها التلفزيونية التي تطل كل يوم على المواطن العربي في عقر داره وتدعوه للمشاركة في الحوار بحرية تامة في جميع المجالات وخاصة على صعيد القضايا التي تهم أمته العربية الحبلى بالأزمات والمحن، بعيدا عن الخوف والرقابة والقيود التي يعيشها الانسان العربي يوميا في ظل الاستبداد السياسي الذي تمارسه معظم الانظمة العربية عليه، ومن هذا المنطلق عرفت القناة الفضائية المعنية، من أين تؤكل الكتف من خلال أسلوب صراع الديكة الذي طبع معظم برامجها بخاتم النفاق والشقاق والتصيد في الماء العكر، وهو القاسم المشترك في جميع برامجها، فالملفات العربية تنطوي على الكثير من الأزمات المختلفة والمتعددة في السياسة والدين والاقتصاد والإرهاب وغيرها، وقد وجدت في الملف العراقي أرضية خصبة لتمرير أسلوبها وكرست معظم برامجها للإيقاع بين أطياف شعبه وخصوصا السنة والشيعة عبر برامجها غير الهادفة، وكعادتها تستضيف في كل برنامج غريمين أو أكثر من المتعصبين السنة وآخرين من المتعصبين الشيعة وتدخلهم حلبة الصراع ليقوموا بلعبة حوار الأضداد " الإخوة الأعداء" أمام المشاهدين الأبرياء ويقوم معدو البرامج " بدهاء كبير" بتثوير طاولة النقاش ليضاعفوا من لهيب الحوار شراسة وفتنة لإكمال اللعبة، وأعتقد بأن مثل هذه الحوارات لايمكن أن ترقى إلى مستوى مسئولية الإعلام الشريف والمحايد، ولا تساهم في تدعيم مبدأ الحقيقة ولا في إثراء المتلقي بالفائدة، وأكثر من ذلك فانها ألغت حتى مبدأ الرسالة الإنسانية والأخلاقية الملقاة على مسؤوليتها والتي أقسمت عليها بأن تكون قناة موضوعية لا منحازة، ولو ذهبنا بعيدا فإن تأثير تلك البرامج وهي تمارس لعبة الحوار اللاديمقراطي، على الفئات العريضة من المشاهدين العراقيين لا يقف عند حدود اختلاف وجهات نظر بين أشخاص وإنما يتجاوزه إلى اختلاف المشاهدين فيما بينهم وينقسمون الى مؤيدين للشيعة في شخص هذا المحاور ومعارضين للسنة في شخص غريمه، بحيث يعيش المتلقي العراقي لحظات عصيبة وحاسمة، مشحونة بالتوتر والاستفزاز وهو يتابع أبطال حلقات البرامج وهم يتنابزون وينشرون غسيل بعضهم البعض أمام الملأ، والأدهى أن يتم اختيار ضيوف البرامج بشكل دقيق ومقصود من الذين هم أكثر جهلا وأعمق تعصبا من الطائفتين لغرض ربط المشاهدين بحبال أعصابهم لهذا البرنامج أو ذاك.
ومن أجل أن نبتعد عن التعميم ونكون منصفين فان القناة تزين صورتها أحيانا بوجوه وازنة تطعم بها برامجها من أجل ذر الرماد في العيون ولكنها لا تعطي الفرصة لمثل هؤلاء لتوضيح أفكارهم التنويرية وإنما تحاصرهم باسئلة محددة هدفها الايقاع بهم للوصول إلى غاية ما تنشدها القناة أكثر مما ينشدها الضيف وبالتالي توهم المتلقي بصحة ما تورده القناة، وينسحب هذا السيناريو على مجمل الضيوف العرب وفي معظم البرامج السياسية التي تهم قضايا الأمة وذلك للغرض نفسه وهو زرع بذور الفتنة بين الأخوة في كل مكان من الوطن العربي، ما يحيلنا – مثلا- إلى وجود خلاف حاد بين حركة حماس وحركة فتح في فلسطين، وخلاف بين حزب الله والقوى الوطنية اللبنانية، وكذا تدخلهم السافر في الشأن الداخلي السوداني ومصر وسوريا وغيرها حتى وصل بهم الامر إلى ان ينقلوا الصراع إلى فضاء الوطن العربي، بين بلد عربي وآخر، فلا غرو أن تزرع مثل هذه التناقضات وطريقة تقديمها للجمهور العربي جملة من الاحقاد والضغائن بين أبناء الشعب الواحد من جهة وبين العربي وأخيه العربي من جهة أخرى، خاصة بعد أن دخل التلفزيون بفضائياته بيوت كل العرب وهو المنهل الأهم لثقافة وتربية اكثر من سبعين بالمائة من الأميين من أبناء الوطن العربي، فالتلفزيون لا يفرق بين الانسان العربي المثقف الواعي وبين الانسان الأمي، وهذه الطريقة من الحوارات في مثل تلك البرامج قد أخذت شكل المهاترات والنقاشات الحادة التي أغرت الكثير من المشاهدين البسطاء ومنحتهم فكرة خاطئة عن طرق الحوار السليم، وغسلت أدمغتهم بحيث لا يعرف المرء كيف يفرق بين الغث والسمين وبين الصحيح والخطأ. فهل ديمقراطية الحوار تعني بالضرورة استمرار الخلاف بعيدا عن التسوية والائتلاف؟ ما هو الدور الحقيقي للإعلام في ظل القنوات الفضائية؟ أليس من الحكمة أن تدعو تلك القنوات الفرق العربية المتصارعة عبر برامجها إلى التهدئة والمصالحة، باعتبارها قنوات عربية غيورة على مصالح العرب ويهمها الشأن العربي، بدل العبث بمقدرات الشعوب؟ وهل تفتقد الأمة العربية إلى مفكرين ومبدعين وسياسيين يحسنون شروط لغة الحوار حتى تختار قناتنا الموقرة كل من هب ودب ليشعلوا نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد؟ وهل النقاش يعني بالضرورة إسقاط أزماتننا الشخصية على أزماتنا المصيرية؟ أم اننا أصلا نمثل عناصر الأزمة؟



#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية في العراق: قريبا من السلطة بعيدا عن الاسلام
- بانوراما الألوان واحتفالية الأشجار
- الفنان التشكيلي المغربي المكي مغارة وحوار العتمة والنور
- ثلاث محطات ضوء مغربية من شمس الموسيقى العربية
- أنين العود في ليل العراق الطويل
- إعلان مدفوع الثمن
- من الذي أساء إلى الإسلام غير المسلمين ؟
- الأغنية العربية في ميزان الفيديوكليب
- الشمس والغربال / رأي في الأغنية العربية
- رنين العود أنين العراق
- بغداد الحرية في ظل الاحتلال
- الإبداع والمدينة
- محنة العراق بين الإرهاب والاحتلال
- حدود اللون وآفاق الكلمة
- فضيحة أبي غريب أهون من فضيحة اختلاف الأطياف العراقية
- ليت شعري هذا العراق لمن؟
- هموم التشكيل وأوهام الحداثة
- جاهلية المسلمين في زمن الانفتاح والعولمة
- العراق تحت رحمة الحرية والحوار والديمقراطية


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسني أبو المعالي - الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر