أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طه رشيد - نعمة الانترنيت














المزيد.....

نعمة الانترنيت


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 09:14
المحور: المجتمع المدني
    


طائفة كبيرة من الناس وخاصة أولياء امور الشباب يرون في الفيس بوك نقمة على المجتمع، وضياعا للوقت، لأنه يفسح المجال ( لخزعبلات) هم في غنى عنها!
من أراد أن يفسد أو يسيء لنفسه أو لغيره فلا يمنعه عدم وجود هذه الشبكة! فما أكثر الفاسدين قبل اختراعها، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن مرض السيدا( الايدز) أو نقص المناعة، قد انتشر قبل تطور وسائل الاتصال الاجتماعي، وقد أصاب هذا المرض أناسا من مختلف البلدان بما فيها العراق!
كل شيء في عالمنا يحمل ضده! حتى الماء، وهو اهم عنصر في الحياة، إذا بالغت بشربه، أو بسقي المزروعات فكلاكما ستهلكان!
الوجه الإيجابي لتطور وسائل التواصل الاجتماعي لا تعد ولا تحصى. أنت لا تحتاج أن تمتلك مكتبة كبيرة أو تحمل نفسك عناء المشقة للذهاب إلى المكتبة العامة لتبحث في مصدر ما! أمامك العم "گوگل" ليفتح لك مكتبة الإسكندرية، وغيرها العشرات، لتعثر على نفائس كانت حلما في أيامنا الخوالي.
زبدة العلم والثقافة تجدها على مواقع عديدة، خاصة إذا كنت تتقن احدى اللغات الاجنبية الرئيسية مثل الإنكليزية أو الفرنسية أو الإسبانية أو غيرهن!
وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها الفيس بوك، حول العالم إلى قرية صغيرة بحق.
صديقي من اليمن يكتب لي عن هول المعارك الطاحنة التي لا تشبه أية حرب بنتائجها الكارثية!
صديقتي الفنانة التشكيلة " مارتا" من فيتنام تضعني أسبوعيا في أجواء الحركة الفنية الفيتنامية.
صديقتي الناشطة " بلانش " بسمرتها الساحرة من ساحل العاج تورد لي اخبار القارة السمراء بشكل متواصل.
أصدقائي من فرنسا " نايك"و" پول " و" جون مارك " و " جيل " لم ينقطعوا عن تزويدي بأخبار المواصلات وشركات النقل وتحديدا " التاكسي".
صديقي الإيراني " جيراف" يحدثني عن عودته من مغتربه الفرنسي وتحولات الوضع الاجتماعي في العاصمة طهران تحديدا.
صديقتي " أمينة" من الجزائر تضعني رسائلها في الجو الثقافي والفني في بلد المليون ونصف شهيد.
كان السفر لا يتم إلا بالذهاب إلى أحد مكاتب السفر، وقطع تذكرة بمجموعة من الأوراق (كانت هذه الاوراق تكلف العالم ملايين الدولارات)، وعليك المرور مجددا على مكتب السفر المعني، في بلد الوصول، لتأكيد العودة ( ويمكن لك أن تتصور البحث عن مكتب السفر وانت في بلد أجنبي لم تستطع فك رموز طلاسم لغته)! بينما وفر لك الانترنيت كل هذه المتاعب، لتأخذ حقيبتك وتذهب مباشرة للمطار دون عناء أو مشقة. أو ليست هذه نعمة لا تجاريها نعمة؟!
من خلال الفيس تم عقد علاقات حب انتهت بزواج ناجح في العديد من البلدان وكنت شاهدا على إحداهن في باريس، حيث تزوجت ابنة أحد السفراء الفرنسيين من شاب فرنسي، يعمل في دبي، وهو من أصول جزائرية، وربطتني علاقة صداقة جميلة بهاتين العائلتين الكريمين، ما زالت متواصلة ليومنا هذا.
بعد غربة طويلة دامت أكثر من ثلاثة عقود، لم يبق من أصدقائي القدامى، إلا عددٌ أقل من أصابع اليد الواحدة، فمنهم من استشهد ومنهم من ظفر بجلده وهاجر، ومنهم من مات بأمر الله وليس بأمر الحكومة!
أما بيتنا القديم الذي ولدت وترعرعت فيه (يقع في مدينة كانت تزهو ببساتينها وحدائقها وانهارها لا تبعد أكثر من ستين كيلومترا عن العاصمة بغداد) فما زال " الإرهابيون" يحيطون به والاقتراب منه يعني مغامرة لا تحمد عقباها!
عملت في المسرح الوطني ببغداد، ومن مكتبي أتطلع عبر الشارع، لبناية قديمة، كانت ايام النظام السابق إدارة للقوة الجوية، تم إعادة تأهيلها وبناء مرافق جديدة لتتحول إلى مستشفى عسكري من طراز جديد.
اتصل بي رجل على الفيس وهو يحاول التأكد من شخصي! سألني عن اسم والدتي وعن خالاتي وعماتي، والتفاصيل العائلية بكل أطرافها. وتبين أنه ابن خالتي الذي لم التقيه منذ خمسة عقود!
وحين سألني عن موقع عملي، صرخ فرحا، لأنه يعمل بجوار مكتبي. أنه المهندس المدني المقيم والمشرف على بناء المستشفى.
اصطحبني لداره لتحيط بي شلة من " العجائز الجدات" وهن بنات خالاتي اللاتي كن يسبحن معي في نهر " أبو گرمة" ايام الطفولة البريئة! أما بناتهن وحفيداتهن فكن يسترقن السمع لضحكاتنا، ويكفكفن دموعهن خجلات من أن ألمح ذلك على وجوههن الطرية.
فلولا الفيس بوك لبقيت غصنا مقطوعا من شجرة!
العالم بحق قرية صغيرة، قرية بالنسبة لي مركزها" بغداد". ويعود الفضل، كل الفضل، لمخترع الانترنيت بكل تشعباته، أدخله الباري عز وجل ورفاقه في فسيح جناته!
هم الأولى بالجنة من حثالات السارقين والفاسدين ممن يصدع رؤوسنا، كل يوم، بالحديث عن " الوطنية" و"القومية" والدين والطائفة والفضيلة!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة الامل المرتجى!
- مهرجان - الإنسانية - بنسخته العراقية!
- محنة الرموز!
- بدري حسون فريد .. غربة مزدوجة!
- الشيوعيون العراقيون يحتفلون بالذكرى المئوية لثورة اكتوبر
- اللاعنف والتعصب القومي
- العمود السابق..استوجب التوضيح!
- بيني وبين الكرد نهر من المحبة!
- صخرة الإخوة العربية الكوردية!
- لا تثقوا باقوال السيد الرئيس!!
- عين على الهيئة!
- إعصار التعصب!
- لن اتنازل عن لقبي!
- رياض احمد في باريس.. لم يكن يغن كان ينزف
- اثنان وثمانون عاما وما زلنا نسعى دون اوهام
- العراق بين انتفاضتين
- مستمرون رغم انف الفاسدين!
- مصالحات الغرف المغلقة!
- الثقافة وبناء الانسان
- من طرف واحد


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طه رشيد - نعمة الانترنيت