أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - اسرائيل تعاقب.. حماس ترفض.. والشعب يدفع














المزيد.....

اسرائيل تعاقب.. حماس ترفض.. والشعب يدفع


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


قرار حكومة اولمارت فرض العقوبات على السلطة الفلسطينية، جاء ردا مباشرا على الجلسة الاولى للمجلس التشريعي الجديد، التي كُلّف فيها اسماعيل هنية من حماس بتشكيل الحكومة.

يُجمع الساسة والمحللون على ان صعود حماس للحكم، جاء نتيجة لسياسة العقوبات الجماعية والاغتيالات التي انتهجتها اسرائيل في السنوات الاخيرة. ولكن ما ينساه البعض ان اسرائيل هي التي استحدثت منصب رئاسة الحكومة الفلسطينية إبان حكم عرفات. وكان الهدف إضعاف عرفات، من خلال نقل الصلاحيات الحيوية، وخاصة المالية والامنية، منه الى رئيس الحكومة ابو مازن. ولكن اليوم، بعد ان حل ابو مازن محل عرفات رئيسا للسلطة، اصبح منصب رئيس الحكومة مصدرا للارباك الذي يعصف بالساحة الفلسطينية.

قرار الحكومة الاسرائيلية فرض العقوبات، سيساهم في تعميق الفوضى والفقر في المناطق الفلسطينية. وسيؤكد هذا موقف حماس التي ترى ان المطامع الاستيطانية هي سياسة اسرائيلية ثابتة، غير متأثرة بالموقف الفلسطيني. والواقع ان عشر سنوات من التنازلات الفلسطينية لم تحرر شبرا من الارض، بل عمّقت الاستيطان وكرّست الاحتلال. واستمرارا لنفس النهج، اعلن اولمارت ان برنامجه الانتخابي سيعتمد على ضمّ الكتل الاستيطانية، القدس الكبرى وغور الاردن. البرنامج هو وصفة مضمونة لإدامة الاحتلال، مما يعطي المبرر لحماس لمواصلة رفض التفاوض مع اسرائيل بدعوى انها غير مجدية.

اذا كانت اسرائيل معنية بالفعل في اختبار حماس، لما اشترطت عليها شطب ميثاقها ونبذ الارهاب. كان عليها ان تعلن انسحابها التام من المناطق المحتلة للحدود المعترف بها دوليا، كما سبق ان فعلت في جنوب لبنان. اذا تم سيناريو من هذا النوع، لوجدت حماس نفسها امام تحد كبير: من جهة طموح الشعب الفلسطيني للاستقلال على اساس انهاء الاحتلال، ومن الجهة الاخرى برنامجها الوهمي الذي يدعو لتصفية اسرائيل وفرض منظورها الاسلامي الخاص على كل فلسطين من النهر للبحر.

ولكن حماس تواصل الانغلاق، كما لو انها في المعارضة. فهي ضد موقف ابو مازن الذي نادى الى احترام الاتفاقات المبرمة مع اسرائيل، وضد موقف اسرائيل، وضد موقف امريكا والدول الاوروبية. والسؤال "مع" ماذا هي؟ ما هي خطتها العملية؟ هل من الممكن تشكيل حكومة على اساس سلبي دون اطلاق مبادرة سياسية ايجابية، تتماشى مع المستجدات السياسية الجديدة؟

لقد صوت الفلسطينيون لحماس على اساس التخلص من فساد فتح اولا، والرفض الجماهيري لاتفاقات اوسلو كاساس للحل السياسي ثانيا. من هنا، فان على حماس الاستجابة لهذا المناخ الجماهيري، لكي تفي بما تم تكليفها به. الموضوع الاول سهل نسبيا، فحماس معروفة بنظافتها بشأن التعامل مع الاموال. ولكن اذا لم تُظهر حماس مرونة في الجانب السياسي، فلن تحصل على الاموال الضرورية لادارة الحكومة.

ومما لا شك فيه ان الموضوع الثاني هو الموضوع الصعب. ومن غير الواضح ما البرنامج السياسي الذي ستقوم حماس بواسطته بتجسيد موقف الشعب الرافض لاوسلو، فهل ستطرح الكفاح المسلح كبديل؟ لن يكون هذا خيارا واقعيا لانه سيمنع من حماس ادارة الحكومة بطريقة سليمة. يبدو ان حماس ستكتشف سريعا الفرق الكبير بين ان تكون في المعارضة، وبين ان تدير حكومة وشعبا كاملا.

الطريق الوحيد امام حماس، اذا ارادت تحقيق ارادة الشعب، هو الرد على السياسة الاسرائيلية الاحادية الجانب، بسياسة مماثلة. الانسحابات الاحادية الجانب التي اعتمدتها اسرائيل هي تعبير سياسي عن نقض اتفاق اوسلو. ويتيح هذا لحماس اطلاق مبادرة مماثلة اساسها إلغاء الاتفاقات المبرمة مع اسرائيل، لاجحافها بحقوق الشعب الفلسطيني. وفي نفس الوقت على حماس اعلان استعدادها للتفاوض مع اسرائيل حالا، على اساس مبدأ دولتين لشعبين والسيادة الكاملة للفلسطينيين على المناطق المحتلة في الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة، مما يعني الانسحاب الاسرائيلي الكامل لحدود 1967 وتفكيك المستوطنات.

موقف مبدئي واقعي كهذا سيزعزع الاجماع الدولي حول اسرائيل، ويزيد الانقسام بين اوروبا وامريكا المنحازة تماما لاسرائيل. كما سيسحب البساط من تحت جدار الفصل العنصري، ويفتح المجال لدخول المساعدات المادية للشعب الفلسطيني.

ليس من شأن الموقف الرفضوي الاستجابة لطموح الشعب، وانما يمنح اسرائيل كل المبررات لمواصلة سياستها الاحادية الجانب العدوانية. موقف حماس المعارض، وسياسة اولمارت الاستيطانية، يقودان الى كارثة ومزيد من الفوضى التي سيخرج الجميع خاسرا منها. الشعب الفلسطيني هو ضحية لسلطة فاسدة وافقت على اتفاق مجحف، وهو ضحية ايضا لمعارضة تعجز عن الخروج من دائرة الرفض حتى بعدما صارت في الحكومة.



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلزال يهز الساحة السياسية
- نسبة الحسم وبناء الحزب العمالي
- وجه جديد نهج قديم
- باب الفرص الضائعة
- ما وراء خطاب شارون
- مستوطنات غير قانونية ولكن ثابتة
- ماذا لو فشل ابو مازن؟
- حملة التضامن مع معًا – ملف خاص
- الفوضى تملأ الفراغ
- اجتياح غزة لخلق شريك جديد
- حرب اهلية؟
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- التفاوض على الانفصال خطأ فادح
- الانفصال يولّد الدمار
- الوقت لاعادة النظر
- لا لبوش ولا للقاعدة
- الانفصال عن غزة مخطط قديم غير قابل للتنفيذ
- دولة ثنائية القومية
- سقوط صدام ينهي حجة الاحتلال
- عرفات - هل تكون فرصته الاخيرة؟


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الصبار - اسرائيل تعاقب.. حماس ترفض.. والشعب يدفع