أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ستار الجودة - - بائعة العلك- تبحث عن طفولتها و حلمها الضائع














المزيد.....

- بائعة العلك- تبحث عن طفولتها و حلمها الضائع


ستار الجودة

الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 19:55
المحور: حقوق الانسان
    


ستار الجودة
"فاطمة اليتيمة أبنت العشر سنوات كاريزما الطفولة العراقية الضائعة"
قسوة الزمن والفساد كانت عادلة بشريعة الغاب, وزعت ظلمها وجبروتها على جميع الأعمار,لم تستثني الطفولة والبراءة ,فكان لفاطمة الحظ العاثر بهذه المساجلة,دخلت باستحياء كأنها ملاك تمشي الهوينى, جلباب اسود متهرئ,وجه ندي سومري يشع بالبراءة,والنقاء, فتاة في ربيعها العاشر ,تحمل علبة من العلك,أشارة الى حمل المسؤولية بوقت مبكر,دخلت مبكرة الى المتحف المتجول الثقافي تبحث عن حلمها الضائع, عسى ان ينصفها الزمن وتحصل بأقل ما يستحقه الإنسان.
جذب انتباهي دخول "بائعة علك" في الساعة الأولى , الأطفال بائعي "العلك" و"الحلوى" والمياه" يدخلون المتحف في ساعات الذروة والزحام, فتاة سمراء لم تبلغ الحلم بعد تحمل علبة علك كسرت الأسلوبية ,دخول بلهفه تتنقل مثل طائر نورس جائع ,باحث عن طعام , تتنقل بشغف بين ثنايا اللوحات والرسم, تطيل النظر في اللوحات التي تحمل الجمال والزهور والصباحات والمناظر الجميلة تتفحص مثل ناقد تشكيلي يبحث عن معالم الألوان والتفاصيل, شد حضورها المبكر وتبصرها انتباهي, حاورتها عن اسمها وعن وضعها الاجتماعي , قالت بصوت منكسر خرج من بين شفتين سرق البرد لونهما الوردي ,ونظرات ناعسة مثقلة بالتعب,اسمي فاطمة وعمري عشر سنوات, أمي توفيت وتركت طفلين اصغر مني وأبي مريض يبع الماء في الناحية الأخرى من جسر الشهداء, وانأ أساعده,هل تحبين ان ترسمي شيا, بسرعة البرق قالت نعم وتوقفت ,وقالت ,لكن, العلك كيف أبيعه, أبي وإخوتي الصغار ينتظروني,(محاورة مدمرة بعثرت كل فقرات البرنامج المعد ليوم الجمعة 12-كانون الاول -2017 ,وفرت لها ورقة بيضاء مثل براءتها وقلم, وهيئت لها مكان وطلبت من الرسام الكبير,( "عادل الزيادي" ان يتبنى توجيهها,فهي رسالتنا التي طالما أكد عليها مؤسس المتحف الأستاذ "هاشم طراد بتبني أبناء الشهداء والفقراء), قالت بصوت منكسر وعبرات امتزجت بين الفرح والخوف, وبراءة الطفولة المسلوبة بسبب الفساد وسرقة حقها ," (أستاذ والعلج شلونا بيعه؟), الله كريم ابنتي , ارسمي , مسكت القلم واستدعت كل الأشياء الجميلة التي تحلم بها,و التي حرمت منها, وأسقطتها بلهفة على الورقة,مثل شخص حرم من الطعام عدة أيام ثم قدمت له وجبة دسمة , رسمت الورد والبط والسماء وأطفال يلعبون " لم ترسم العنف, الكل تابع المشهد عن كثب, جاءت لحظة الحسم, لملمت كل جوارحي ورباطة الجأش" وطلبت بصوت عالي من الزوار الكرام قراءة المشهد الإنساني, "سادتي من منكم يرضى لابنته ان تبيع "العلك" وتبحث عن حلمها الضائع في دهاليز الظلم, من يقبل ان يترك ابنته بين الذئاب تتنقل, هذه فاطمة أبنت العراق الغني أبنت العشر سنوات يتيمة الأم, أبيها رجل معاق يبع الماء ,هي بيننا ألان تحقق حلمها المؤقت ,ماذا عن غدا وماذا عن مئات الأطفال المشردين في الشوارع ,ماذا لو ضاعت فاطمة لا سامح الله,كلنا مسئولون, وماذا عن صمت الجهات ذات العلاقة, ماذا عن دورنا كمثقفين ومجتمع, أرجوكم صوروها عسى أن يقع احد الأفلام والصور أمام ضمير يحمل ذرة من الإنسانية, يستفزه المشهد ,الصمت كان سيد الموقف, والدموع كانت كلمة الفصل , الكل اشترى علك فاطمة وبأثمان عالية , لكن من يشتري لها الحرية المسلوبة ويحقق لها الحلم الذي تبحث عنه, فاطمة كاريزما الطفولة العراقية الضائعة في ضجيج المناكفات والبحث عن الكراسي.




#ستار_الجودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضجيج الغربة يخامر الفنان- قحطان العطار-
- أين نضع -هدم الأكشاك-, بين مفهوم - المواطنة حقوق و واجبات-
- تعديل قانون الأحوال الشخصية الجديد
- يا وجعي
- اعتب على زمنا-
- جعلت الصمت يتشظى أبداع
- جنات-طفلة عراقية من ذوي الاحتياجات الخاصة... توفاها الأجل قب ...
- لفنان - نجم الخفاجي- يستنطق شجونه المتوارية
- انتحار -فن -........... هجر -الإبداع- ليبيع - تمن عنبر-
- العيد على الأبواب ٠٠٠اطفالنا في خطر لا تفس ...
- - حسن كفاح- -سيمفونية- تضحية جنوبية, عزفت على ارض الموصل -كس ...
- السياحة الثقافية إمكانية الاستفادة منها في دعم الاقتصاد العر ...
- حنان الشمري, قلم عراقي كبير لخدمة الانسان والانسانية
- -نوره- فنانة تشكيلية تحلم بطيف من الألوان
- آيه -فتاة من مدن الوجع والضيم والفقر ،،، تحلم ان تكون طبيبة
- تكذيب خبر مقتل من تدعي الفن والإعلام ٠٠٠&# ...
- كل شيأ في العيد مباح الا الأفراح
- مع اقتراب العيد ٠٠أطفالنا أكبادنا تلعب بالنار
- قم للمعلم وارفع -السكينة- كون المعلم موظفا- مسكينا او ( قم ل ...
- شهادة موت الحياة ..السبب تفجيرات


المزيد.....




- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ستار الجودة - - بائعة العلك- تبحث عن طفولتها و حلمها الضائع