أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد مضيه - فدوى طوقان مع الحراك الشعبي من الرومنسية الى الواقعية الثورية















المزيد.....

فدوى طوقان مع الحراك الشعبي من الرومنسية الى الواقعية الثورية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 12:17
المحور: الادب والفن
    



فدوى طوقان مع الحراك الجماهيري
من الرومنسية الى الواقعية الثورية
بمبادرة من وزارة الثقافة الفلسطينية تقرر هذا العام الاحتفاء على نطاق الوطن بالشاعرة الراحلة فدوى طوقان في الذكرى المئوية لميلادها. وهو تقليد سوف يتكرس احتفاء بمئوية الادباء والمثقفين الفلسطينيين ممن أثروا الثقافة الوطنية وألهموا الجموع مقاومة المحتل والتمسك بالتراب الوطني .
وفي مدينة الخليل كان الاحتفاء بالشاعرة في جامعة الخليل بمبادرة من مديرية الثقافة وعمادة كلية الآداب تحت العنوان " ذاكرة جرزيم فعالية مئوية فدوى طوقان في محافظة الخليل" يوم الأحد 26 نوفمبر /تشرين ثاني2017 . وكانت هذه الكلمة ضمن مواد الاحتفال .


التزام فدوى طوقان بقضية شعبها الفلسطيني مثال ملهم لاندماج الفرد بالجموع إحساسا رهيفا بالمكابدة ورفض الهزيمة . انتشلتها كارثة حزيران من محبسها البيتي لتشركها في هموم القضية الوطنية، وأكسبت شعرها واقعيته الثورية. الولاء للوطن مقدم على أى شيء.الحراك الشعبي الهم الإبداع الفني ما جعل الملايين تتلفت نحوه وتتعاطف معه ، بخلاف استجداء التضامن من جمود بلغ هالك الاستسلام . ادرك المحتلون خطر الشاعرة الملهمة الملتصقة بالقضية الوطنية، وراحت تترى ملاحقة العسس وأوامر المنع والاستدعاء للتحقيق؛ لكنها اخذت العهد على نفسها ان لا تهتز. نظمت المراثي للشهداء والشهيدات، "الفدائي والأرض" تخليدا لذكرى استشهاد مازن أبوغزالة في معركة طوباس، والشاعرة شادية أبوغزالة ، ثم شهداء فلسطين في سوح الكفاح خارج الوطن.
سمة الصراع الفلسطيني مع المحتل الغاصب محركا بدافعية رد الفعل الانفعالي ومخذولا من البعد الاستراتيجي تناوب هبات تتلوها الهزائم والانكسارات . فأنى للارتجال والعفوية والردود الانفعالية أن تصمد بوجه التفكير الاستراتيجي وما يبدعه من تخطيط ومراكمة اللوازم معدات حرب وأساليب وتحالفات.
مع هزيمة حزيران طرأ التحول على شعر فدوى طوقان لأكثر من عامل: تفجر حراك شعبي أطلق مقاومة عنفية اجتذبت اهتمام الشاعرة ذات الإحساس الرهيف والانتماء الوطني العميق. النهوض الثوري للمقاومة يقدح شرارة الإبداع في مجالات الفن والفكر.تجلى التغير في سرديتها " الرحلة الأصعب" ، التي يقول فيها النقد الأدبي "تميز الإيقاع السردي بالسرعة في إيراد الأحداث والقفز على مجموعة من الحوليات والسنوات خلال عقدي الخمسينات والستينات، دلالة على تدني أهميتها لدى الكاتبة أو ربما لفراغها ثقافيا وأدبيا وخمودها نضاليا". هذا بينما شهدت الفترة بعد حزيران نهوض المقاومة الشعبية وحراكا اجتماعيا شحنته بطاقة إضافية سطوة القمع ومصائر مؤسية للضحايا .
اما العامل الثاني فيتمثل بذلك الزخم في النشاط الأدبي والثقافي، حفل بالندوات واللقاءات والزيارات واستقبال الزوار والوفود. انسحبت الشاعرة من عزلتها وتفاعلت مع الجموع في تحديها لاحتلال أبْدى منذ اللحظات الأولى عدم رغبة في التعايش واستمر يقضم المزيد والمزيد من الأرض، يوسع حيز استئثاره بالبلاد ويُفصح عن نوايا الاقتلاع. نلمس التحول في عناوين دواوينها الدالة على المضمون قبل حزيران وبعده : " وحدي مع الأيام"( 1952) ، " وجدتها " (1959) ، " اعطنا حبا"( 1961). بعد حزيران "الليل والفرسان" (1969)، يليه "على قمة الدنيا وحيدا "(1973)، " تموز والشيء الآخر"(1989)، وأخيرا "اللحن الأخير" (2000) . تنمو الأفكار فى سياقات حاضنة لها، ولا تنمو فى الفراغ. كل مرحلة تبرز قضاياها الملتهبة وتفرز أدباءها ومفكريها وفلاسفتها.
تكرس الشعار الفلسطيني الخالد "هنا باقون" منذ بدايات التحول في قصيد فدوى طوقان بعد هزيمة حزيران، إرادة صمود تتحدى عاصفة الاقتلاع. تعزز الموقف باللقاء التاريخي مع شعراء المقاومة وراء الخط الأخضر، بدد وحشتها وعمق التصاقها بوقائع الحياة الصاخبة وأحداثها الكثيفة المتلاحقة. في قصيدتها "أبدا لن أبكي"ألقتها لدى لقاء مع كوكبة شعراء المقاومة توفيق زياد ومحمود درويش وسالم جبران و...
ها أنا يا أحبائي هنا معكم - لأقبس منكمو جمره- لآخذ يا مصابيح الدجى من
زيتكم قطره- لمصباحي ؛- وها أنا يا أحبائي-إلى يدكم أمدُّ يدي -وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي- وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ_ على طُرقُاتكم أمضي- وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني
وفي أرضي- وأزرع مثلكم عيني في درب السنا والشمس. َّ
من بؤس حزيران نبتت فسيلة امل مدت حبال مودة مع شعراء وكتاب تمرسوا في مقاومةِ عنصرية الأبارتهايد الإسرائيلي. وتتصلب إرادة الشاعرة المتدفقة مشاعر مرهفةً لدى اللقاء الواعد بوحدة القضية ووحدة الكفاح. شرع أدباء المناطق المحتلة بالضفة والقطاع وكتابها يجدون المتنفَس في جريدة "الاتحاد" ومجلتي "الجديد" و"الغد". تكرس في كتابات المبدعين والمثقفين الفلسطينيين، مفهومان – الأرض والانتفاضة- يحتفي بهما قاموس الثقافة الفلسطينية والعالمية ،إذ يفصحان عن مقاومة شعبية ذات مضمون إنساني تحرري تتصدى لغطرسة القوة الغاشمة، وتصد ثقافة الكراهية والقسوة.
لم يقتصر عنف المحتل على مواجهة المقاومة إنما استحال ممارسة يومية وفي كل مجال، حتى على دروب السفر ومنافذ العبور. أثارت قصيدة فدوى " آهات أمام شباك التصاريح" ضجة كبيرة داخل إسرائيل وتناقلتها وسائل الإعلام :
وقفتي بالجسر أستجدي العبور - آه أستجدي العبور- اختناقي ، نفَسي المقطوع محمول على
وهج الظهيرة - يجلد القيظُ جبيني - عرقي يسقط ملحا على جفوني- آه ، آلاف العيون
علقتها اللهفة الحرّى مرايا ألم.
القصيدة تظهر الإنسان الفلسطيني غريبا على أرض وطنه، يرهقه الإذلال المتعمد. من الطرف المقابل أغرى إدمان ادعاء الضحية إعلام الأبارتهايد الاستقواء بمزاعم انطواء القصيدة على نشر الكراهية. واين آهات القهر المخذول من التحريض المدعم بأرقى تقاني التدمير والقتل الجماعي في قصيدة ميناحم بيالك "أناشيد باركوخبا"، تحض الجنود " كونوا حيوانات مفترسة تنقضّ على أعدائهم الأشرار" .
ألهمت فدوى طوقان واستلهمت ، استرعت اهتمام مثقفين عالميين كسبت تضامنهم مع القضية ، وكانت لها اللقاءات والزيارات واستقبال الزائرين كتبوا عن مسارها الشعري المقاوم مشيدين بالعلاقة معها باعتبارها شاعرة فلسطينية محبوبة في العالم العربي تسكن مدينة نابلس في فلسطين المحتلة.
في سرديتها الأخيرة، سيرتها الثالية " الرحلة الأصعب" عام 1993 مزجت بفنية رفيعة بين السيرة الذاتية وتوثيق الأحداث المآسي في حياة شعب فلسطين. سردت اندماج معاناتها مع معاناة الجموع المعذبة بالنكبات والانكسارات واستشراس القمع العنصري. بدأتها بهزيمة 1967 وتدرجت حتى العام 1978، ثم عادت الى فترة 1948 لاستحضارها كنقطة بداية المأساة والاقتتال الدموي على تملك الأرض. رحلة سداها المكابدة تحت سطوة الإرهاب الإسرائيلي غير المشكوم بالقانون الدولي والقرارات والاتفاقات الدولية ،ادمن إذلال الجموع والرقص على انكساراتها مع ادعاء دور الضحية!!
كتبت سرديتها الولى "اخي ابراهيم" تفصل مآثر الشاعر في تعهد شاعريتها والحنو عليها في محبسها البيتي. والثانية رحلة شاقة رحلة جبلية طالعها القراء في البداية حلقات بمجلة الجديد عامي 1977 و1978، ثم صدرت في كتاب ينفس العنوان.
من خلال التفاعل الخصب سطع توهج القضية واجتذب المؤيدين من أطراف الدنيا. النضال الذاتي يجذب التضامن وليس استجداء التضامن أو " دعوة المجتمع الدولي لأن يتحمل مسئوليته "، تلك اللازمة عنوان الهزال في أيامنا العقيمة، الخامدة حد الإذعان .تصعيد المقاومة وتكثيف الاصطدام مع المحتل هو الذي يجذب الانتباه ويحرك التضامن العملي . المقاومة المشتبكة شواحن التضامن ونداء يشيع في فضاء السياسة العالمية عدالة القضية.
فدوى طوقان قدمت واوفت، وواجب الوفاء أن نحفظ ونحافظ، نلتزم بالتزاماتها .. المقاومة والبقاء فوق التراب الوطني او تحته.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوامة التفاوض-2
- اكتوبر وسؤال الانهيار- البيروقراطية احتكرت حل المشاكل
- دوامة المفاوضات مع الأ ردن .. إسرائيل لا تنوي التنازل عن الض ...
- أكتوبر وسؤال الانهيار-1
- راهنية افكار اكتوبر
- تحية لذكرى أديبنا الراحل عدي مدانات
- أعظم قضية ضمير في العصر الحديث -4
- أعظم قضية ضمير في الفصر الحديث -3
- أعظم قضية ضمير في العصر الحديث -2
- أعظم قضية ضمير في العصر الحديث
- اسرائيل تستقبل مئوية الوعد عاجزة عن اداء دورها الوظيفي -3
- إسرائيل تستقبل مئوية الوعد محمية اميركية
- كيف تستقبل إسرائيل مئوية وعد بلفور
- مع خفوت منارات أكتوبر
- 11 أيلول تخطيط اخرق وتحقيقات خرقاء لعملية همجية
- نأكل ونلبس مما ننتج ..نداء الصمود والتحدي
- جولة خالية الوفاض والتفاوض تكتيك يمنح نتنياهو مهلة لإنجاز مش ...
- المخاطر ما زالت تحدق بالأقصى
- هل ينجو اتفاق بوتين –ترامب من فيروس النزعة العسكرية العدواني ...
- أطماع الهيمنة الإقليمية تتسلق ذرى جديدة ولا جنوح للمسالمة


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد مضيه - فدوى طوقان مع الحراك الشعبي من الرومنسية الى الواقعية الثورية