أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - في انحطاط المعارضة السورية














المزيد.....

في انحطاط المعارضة السورية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طبيعي جدا في أية معارضة سلطوية أن تخلط بين مصالحها و مصالح الشعب الذي تمثله أو تدافع عنه , بين حريته مثلا و بين سلطتها هي عليه , لكن الحال مع المعارضة السلطوية السورية تجاوز هذا المستوى العادي من التخليط .. للأمانة لم تغير المعارضة السورية خطابها أو كلامها منذ أول لحظة من الثورة حتى اليوم , رغم كل ما تغير في سوريا و في العالم بقيت هي ثابتة على مواقفها : على المجتمع الدولي أن يأتي إلى سوريا و يقضي على كل خصومها و يقدم لها السلطة على طبق من ذهب .. لأسباب مختلفة لم يكن هذا رأي المجتمع الدولي , لكن المعارضة السورية لم تغير رأيها للحظة واحدة , لسبع سنوات بقيت تردد نفس الكلام دون أدنى إحساس بالملل .. ثانيا لم تنتبه المعارضة السورية إلى أنها أصبحت نحسا لا مثيل له : لا يوجد شيء تحدثت عنه المعارضة أو دافعت عنه إلا و تحول إلى خراب .. للأمانة فإن هذا الخراب نتيجة لألاعيب الأنظمة المختلفة و صراعها على سورية و المنطقة , أما مشاركة المعارضة السورية فيه فهو يقتصر على غبائها و طائفيتها أو بالأصح استعدادها لتبني أي خطاب و امتداح أي ديكتاتور , صغير أو كبير , من أجل الوصول إلى هدفها في "حرية الشعب السوري" .. طبيعي أن تستنكر المعارضة السورية السلطوية السؤال المنحبكجي الكلاسيكي : كنا عايشين , لكن هذا لم يعد يعني شيئا اليوم , الجميع اليوم في سوريا لا يستطيعون الحياة إلا بالكاد .. و هذا علامة على ظاهرة غريبة : عجز المعارضة عن الإحساس بمن تمثلهم و تدافع عنهم أو أن هذه المعارضة تستطيع الحياة بينما يموت الآخرون تحديدا من تمثلهم و تدافع عنهم .. جزء آخر من العجز عن فهم الواقع هو عدم إدراك المعارضة السورية لصعوبة إقامتها لسلطتها الخاصة , فمن تدافع عنهم أو تقول أنها تمثلهم لا يؤمنون بأن سلطتها تعني حريتهم كما تعتقد هي : إنها مهما حاولت لن تكون طائفية أكثر من نظام الأسد أو داعش , و صحيح أنها حاولت التعايش مع النصرة و جيش الإسلام و أشباههم لكن هذه القوى هي التي رفضت مثل هذا التعايش , و يسري هذا أيضا على بقايا الجيش الحر أيضا , و الطريقة الوحيدة لتعوض عن عجزها عن حشد دعم جماهيري ( أو عسكري ) مهم هو في شراء ذمم السوريين و الاحتماء بميليشيات أو مجموعات مرتزقة محليين أو مستوردين .. لكن للمعارضة السورية تفسيراتها الخاصة لكل هذا النحس , فالعالم تحول فجأة إلى غابة و القيم الإنسانية تداس اليوم تحت اقدام ما بعد الحداثة الخ .. لكن لا توجد حالة تجسد أزمة ما بعد الحداثة في العالم مثل المعارضة السورية .. عدمية هذه المعارضة كانت جزءا من الاضطرارات السياسية التي وجدت المعارضة السورية نفسها مدفوعة إليها : فهي أناركية بل على يسار الأناركية عندما يدور الحديث عن النظام السوري و هي أكثر يمينية من أي يميني إذا تعلق الأمر بالديكتاتوريات التي تمتدحها أو تنتظر منها أن توصلها إلى قصر الشعب في دمشق , أما فيما يتعلق بالعدمية فإنها أكثر عدمية من أكثر الأناركيين البدائيين أو الفردانيين , إنها أبوكاليبتكية , تبشر بالقيامة الآن و هنا و تدعو إليها دون أي تردد .. إنها تحلم بهرمجدون يقضي على كل مؤيدي النظام السوري في ضربة واحدة لهذا لم تفهم الصحافية السورية المعارضة رد وزير الخارجية الأمريكي السابق كيري عندما أجابها : هل تريدين منا الذهاب إلى حرب نووية مع الروس بل اكتفت بصمت ممزوج بنظرات الاستغراب و الاستهجان .. كل هذه العلامات تدل على تحول مهم في المعارضة السورية التي أصبحت نسخة بالكربون عن معارضة نظام صدام بعد هزيمته عام 1991 أمام "المجتمع الدولي" , معارضة طائفية و شوفينية و لكنها تستطيع في نفس الوقت أن تسمي نفسها علمانية و حتى أن تتصرف كذلك عند الحاجة ( كما تفعل النصرة و الأسد ) , تشتم الخارج و تتوسل تدخلاته في نفس الوقت , إنها بكلمة سوبر براغماتية , مستعدة لأي شيء في سبيل الوصول إلى السلطة و قد استزلمت للوصول إلى هذا الهدف لحساب قوى إقليمية شديدة السلطوية أو شمولية تعتقد هي أيضا أنها تحتاجها , هذا التحول إلى جانب استمرار النظام الأسدي و الخراب الذي جاء مع الصراع للسيطرة على سوريا مؤشر سيء للغاية على مستقبل سوريا



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف
- كل هذا العويل و الصراخ على كرونشتادت
- إذن أنا موجود
- لا أبرياء و لا مجرمين
- تعليق على افتتاحية موقع حزب الشعب الديمقراطي السوري -إسطوانة ...
- الجرائم بحق الروهينغا
- كي نصبح مثل إسرائيل - عن المحرقة السورية
- الفرص الضائعة
- الأناركية كلاحاكمية
- التسيير الذاتي للعمال - وينتر جونز
- رسالة إلى محرري جريدة ليبرتي – ميخائيل باكونين
- هزيمة اليسار الراديكالي في الثورة السورية
- دعوة من أجل أسبوع عالمي للتضامن مع السجناء الأناركيين 2017
- بين موت البوعزيزي و بوابات الأقصى الالكترونية
- عن الجيش اللبناني و المصري الباسلين
- أناركيون
- ساديو و مازوخيو سوريا
- الثورة الإسبانية : مقدمة سريعة
- لماذا لا أزال أناركيا ؟
- لماذا لا يوجد حل قومي للمسألة الكردية


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - في انحطاط المعارضة السورية