قابعون في أديم الأرض

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 5728 - 2017 / 12 / 15 - 16:59
المحور: الادب والفن
    

رحلت إلى أعماق الارض ذات يوم
كان الظلام موغلا بين الكهوف
تحت الأرض تتفرس الأشباح
أصوات غريبة، ملؤها الصدى، ملؤها العرق والأنين
تحتبس الأنفاس ويتطاير الغبار وتلتحم حشرجات الموت وزفرات الحياة
كان الظلام موغلا بين الكهوف
تحت الأرض، بين أديم التراب
كان الحلم ولاح خيال الولادة والانبثاق
تفرست هياكل تأكل الأديم كدودة الأرض
وعلى الجدران كانت تخط الطرق والمسار
لعله الحلم، لعله الأمل، لعله البزوغ، لعله الانبثاق
وزاغت نظرتي بين المسالك
ولاحت لي جنة فيحاء
فوق أرض يحرثها فلاح
ومعامل يقودها عمال
وشعب يعيش في رفاهية و فائض المال
وطالب مبتهج وسط المختبر يغني للنجاح
********
استيقظت من غفوتي وبدا لي الظلام
أسمع النفير، والصراخ
بلا معنى كأنه الفوضى والخراب
أسمع البكاء والوعيد
يمزق أذني
أغلقها بلا جدوى
اجتاحت الأصوات عقلي وضميري
وصرت أنا الأصوات
ضاعت الطريق
وتهت تحت الأديم
*****
هربت
وطفت بين الكهوف
رأيت هيكلا عظميا يتسول
رأيت هيكلا صغيرا بلا مأوى
رأيت ثروات الأرض تهرب إلى مكان بعيد فوق الأرض
رأيت غايا تهشم وتذبح
رأيت جثثا لعجائز سقط عليهن الأديم وسقطن وبكين ومتن بلا طقوس ولا صلاة
رحلن إلى الله
رغم توسلهن إليه ليحميهن من شر الطغاة
واستمر الطغاة ينهبون الأرض على مرأى الله
واستمر واستمر
وتزاحمت النساء ومتن ولا من مجيب
وسال لعابهن في سبيل اللقمة
ورحلن بلا لقمة
ودفن وفي عيونهن حنين الى اللقمة
وأطفالهن يقولون نريد اللقمة
نريد الثروة
لا أسمع غير الضجيج
وأرحل تحت الأرض وتلوح لي جثث تحت الأرض
ولا أرى إلا الأرض تحت الأرض
بلا أمل .

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات