أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد محمد الشافعي أحمد - النظام الصحي في الدولة الطولونية















المزيد.....

النظام الصحي في الدولة الطولونية


أحمد محمد الشافعي أحمد
ك-;-ا-;-ت-;-ب-;-


الحوار المتمدن-العدد: 5726 - 2017 / 12 / 13 - 10:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


النظام الصحي في الدولة الطولونية
الأطباء في العصر الطولوني:
ذكرت المصادر عديد من الأطباء في العهد الطولوني ومنهم إبراهيم بن على متطبب أحمد بن طولون وابن أبى أصيبعة وسعيد بن توفيل والذي كان طبيبا نصرانيا و كانوا يخدمون الأمير أحمد بن طولون(شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري (ت: 749هـ) ، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ، ج24، ص401،590 )، وقد ورد ذكر الطبيب سعيد بن توفيل النصراني في مرض أحمد بن طولون وذكر أنه لما مرض بالشام وأتى مصر استدعى الأطباء وفيهم الحسن بن زيرك فقال لهم"والله لئن لم تحسنوا في تدبيركم لأضربن أعناقكم قبل موتي فخافوا منه"( جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى (ت:874 هـ)، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، تحق:، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ج3، 2008م ، ص18) وروي أن الطبيب الخاص بأحمد بن طولون كان يهودي( أبى الحسن بن على المسعودي(ت346هـ)، مروج الذهب ومعادن الجوهر، راجعه: كمال حسن مرعى، ط1، المكتبة العصرية، بيروت، 4أجزاء، 2005م ، ص266)
ويرى البعض أن نشأة البيمارستان (البيمارستان (بفتح الراء وسكون السين) كلمة فارسية مركبة من كلمتين (بيمار) بمعنى مريض أو عليل، (وستان) بمعنى مكان أو دار المرضى، ثم اختصرت في الاستعمال فصارت مارستان، مؤمن أنيس عبداالله البابا، البيمارستانات الإسلامية حتى نهاية الخلافة العباسية(1-656هـ/622-1258م)، رسالة ماجستير،كلية الآداب قسم التاريخ والآثار، الجامعة الإسلامية-غزة ،2009ص13 )في مصر الإسلامية يرجع لوجود بيمارستان في منطقة زقاق القناديل في مصر، ولم يتم تحديد من قام بتأسيسه ( مؤمن أنيس عبدالله البابا، البيمارستانات الإسلامية حتى نهاية الخلافة العباسية، ص 16)، ويذكر أحد الباحثين أنه يرجع للفترة الأموية وكان في الأصل دار أبى زبيد ويرجح تأثر تخطيط البيمارستان بمخطط الدور والمنازل لأن أصل هذا البيمارستان دار ويذكر الباحث أيضا أن ثاني بيمارستان كان في عهد الفتح بن الخاقان في فترة ولايته على مصر في عهد المتوكل حوالي 242هـ/856م في خطة المعافر بين مدينة الفسطاط وبين مصلى خولان بالقرافة وقد خرب ذلك البيمارستان(فريد شافعي، العمارة العربية في مصر الإسلامية عصر الولاة، ط2 ،الهيئة المصرية العامة للكتاب، مج1، 1994م ، ص359 )
لكن المقريزي يذكر صراحة بعدم وجود بيمارستان قبل البيمارستان الطولوني فيقول:" ولم يكن قبل ذلك-أي البيمارستان الطولوني- بمصر مارستان"( المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ، وضع حواشيه خليل منصو، دار الكتب العلمية، بيروت، ج4، 1998م، ص267)، وذكر السخاوي أيضا ما ذكره المقريزي وأنه لم يكن بمصرفي الإسلام قبله بيمارستان ( أبي حسن نور الدين على بن أحمد ابن عمر بن خلف بن محمود السخاوي (ت:902هـ)، تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والتراجم والبقاع المباركات، تحقيق: محمود ربيع وحسن قاسم، مطبعة العلوم والآداب بالقاهرة، 1937م.،ص 79)، وأيضا ذكر ابن إياس ما ذكره المقريزي من عدم وجد بيمارستانات في مصر قبله( محمد بن أحمد بن إياس الحنفي(ت: 930 هـ)، بدائع الزهور في وقائع الدهور، تحق: محمد مصطفى ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ج1، 1984م. ، ص164) وعدم وجود بيمارستان ربما يقصد بها البيمارستان بشكله المعتاد من وجود مبنى مخصص وهيئة من الأطباء وخزانات وغيرها من مكوناته لكن من المرجح وجود أماكن للتداوي لكن لم تكن منظمة كالبيمارستانات ، وأيا ما كان الأمر فقد شهد العصر الطولوني اهتماما بالغا بالعلوم الطبية وتم إنشاء بيمارستانا كبيرا للتداوي ذاعت شهرته.
وذكر ابن اياس خطأ أن" بنى أحمد بن طولون بجوار هذا الجامع-أي الجامع الطولوني- مارستان وصرف عليه ستين ألف دينار .... وجعل به خزانة شراب وأدوية وجعل عليها خادما أسود خصيا وكان يجلس على بابه في كل يوم جمعه طبيبان برسم الضعفاء وكان له أوقاف كثيرة حتى قيل كان له في كل يوم من المصروف ألف دينار"( ابن إياس ، بدائع الزهور ، ص164) وذكر السخاوي نفس الرواية مع أنه ذكر أن البيمارستان الطولوني يقع في العسكر كما ذكرت الدراسة من قبل فقال في موضع آخر:" ولهذا الجامع- أي جامع أحمد بن طولون- ترجمة واسعة.....بنى إلى جانبه البيمارستان وأنفق على بناؤه ستين ألف دينار (ولم) يكن بمصر قبل ذلك بيمارستانا(وبنى) أيضا إلى جانبه الميدان"( السخاوي ، تحفة الأحباب ،ص114)، وهنا خلط ابن اياس بين البيمارستان العتيق الذى أنشأه أحمد بن طولون ويقع في موضع مدينة العسكر وما كان يوجد بالجامع من خزانة شراب وأدوية ولكن لم تكن بحجم البيمارستان كما ان النفقات اليومية وهى ألف دينار كبير بحيث لا يعتقد انه يقصد به ما كان في الجامع من خزانة أو بيمارستان صغير كما أن ما صرف على بناء البيمارستان 60 ألف دينار وهو ما ذكره المؤرخون في بناء البيمارستان الطولوني في العسكر .
وقد أمر أحمد بن طولون ببناء البيمارستان في صفر259هـ/ديسمبر872م ( أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي (المتوفى بعد 355هـ) كتاب الولاة وكتاب القضاة، ط1،تحق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 2003 م، ص163؛ سيدة إسماعيل الكاشف، أحمد بن طولون، القاهرة، 1965م ، ص252.) ، وقد ذكر المقريزي روايتين أحدهما 259هـ /872م والأخرى بتاريخ آخر فقال:" وقال جامع السيرة الطولونية: وفي سنة إحدى وستين ومائتين بنى أحمد بن طولون المارستان"(المقريزي، الخطط ، ج4، ص267 )، ويبدو أن تاريخ بدء الإنشاء 259هـ وتاريخ الانتهاء 261هـ .
والبيمارستان الطولوني يقع في منطقة مدينة العسكر ذكر السخاوي أنه في بطائح كوم الجارح ( السخاوي ، تحفة الأحباب ، ص80)، ومدينة العسكر تقع ما بين الجامع الطولوني وبين كوم الجارح من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب من بين قنطرة السدّ على الخليج ، وبين السور الذي يفصل بين القرافة وبين مصر ويذكر المقريزي أن هذا الأثر لم يبق له أثر في عهده وكان هذا البيمارستان قد أوقف عليه أحمد بن طولون أوقافا حتى يستمر يؤدي دوره دون توقف وكانت هناك اوقاف خاصة به وبالمسجد الذي في موضع تنور فرعون وعلى العين( المقريزي ، الخطط ، ج4، ص267)، ويلاحظ أن أحمد بن طولون وفق في إختيار الموقع في مكان وسط بين عواصم مصر القديمة الفسطاط والعسكر والقطائع حتى يسهل الوصول إليه من كافة المواضع.
ومما يدلل على عظم ما النفقات عليهم أنه في عام 262هـ/875م أوقف أحمد بن طولون عليه وعلى بعض منشآته كالعين ومسجد تنور فرعون أوقافا الذي أنفقه على المارستان ومستغله ستين ألف دينار، وحبس عليه منشآت أخرى كدار الديوان ودوره في الأساكفة والقيسارية وسوق الرقيق وقد اشترط أن لا يعالج في البيمارستان جنديّ ولا مملوك ( المقريزي ، الخطط ، ج4، ص267) وربما هنا إشارة في عدم علاج الجندي به إلى توفير النظام الصحي له في الجيش كما أن المملوك لابد وأن يكون عند رجلا مقتدرا فيقدر على ان يعالجه فأراد بذلك أحمد بن طولون أن يصل للفئة الفقيرة أو التي تستحق العلاج وربما في هذا النص إشارة غلى توفر أماكن أخرى للعلاج وربما لم تكن مجانية.
كما أنه لم يحدد مسلمين فقط للعلاج بل كان للمرضى من جميع الأديان والمذاهب وهو ما يدل علي مدى عناية أحمد بن طولون بالمرضى ( شحاته عيسى إبراهيم، القاهرة ، موسوعة الألف كتاب"184"، دار الهلال، (د.ت)، ص49)، ويدل على مدى مراعاته لأهل الذمة وبرهم ومراعاته لحقوق المواطنين دون النظر لديانتهم.
وكان للبيمارستان حمامين أحدهما للرجال والآخر للنساء وشرط أن المريض عندما يأتي يقوم بوضع ملابسه عند أمين البيمارستان ويقدم له ملابس أخرى من البيمارستان ويتم تقديم كافة الخدمات له من أدوية وغذاء وتكون هناك متابعة دورية له من الأطباء حتى يعافى من المرض، وكانت علامة تعافيه من المرض أن يأكل فرّوجا ورغيفا فإذا أكلهم صرح له بالانصراف وأعطي ماله وثيابه وكان البيمارستان يتابع بصفة دورية من أحمد بن طولون فكان يسير إليه كل يوم جمعه ويقوم بمتابعة الخزائن ويتفقد الأطباء والمرضى والجناح الخاص بالمجانين( المقريزي ، الخطط ، ج4، ص267)، ولقد توفرت الأدوية بالبيمارستان بدون انقطاع ويتضح ذلك من قول البلوي:" فلم يكن يعدم في بيمارستانه شيء من الأدوية ولا العقاقير الرئيسية مثل دواء المسك وغيره مما لا يوجد مثله واشترى له المستغلات النفيسة التى يفى بعضها بجميع حوائجه"( أبى محمد عبدالله بن محمد المديني البلوي(ت 559هـ/1163م)، سيرة أحمد بن طولون، تحق: محمد كرد على، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1998 ، ص180)، ويرى البعض أن بناء أحمد بن طولون البيمارستان بالقرب من بركة قارن لكي يستمد المياه التي يحتاجها منه( مؤمن أنيس عبداالله البابا، البيمارستانات الإسلامية ،ص70) ولكن يرجح أنها انشأت في هذا الموضع حتى تكون في موضع متوسط من المدن الثلاث العسكر والفسطاط والقطائع فتوفير الماء لهذه المنشأة من السهولة بمكان فلا تحتاج لكميات كبيرة تفرض على المنشئ حتمية اختيار الموضع بالقرب من موضع ماء.
وبعد العصر الطولوني اطلق على البيمارستان الطولوني بالبيمارستان الأعلى لتمييزه عن بيمارستان كافور الإخشيدي الذي سمى بالبيمارستان الأسفل( مصطفى عبدالله شيحه، الآثار الإسلامية في مصر " من الفتح العربي حتى نهاية العصر الأيوبي"، ط1، مكتبة نهضة مصر، القاهرة، 1992م ، ص31)وقد روي أشعارا بفضل هذا البيمارستان عندما رثى البعض الدولة الطولونية فقال سعيد القاص:
وَلَا تَنْسَ مَارِسْتَانَهُ وَاتِسَاعَهُ ... وَتَوْسِعَةَ الأَرْزَاق لِلْحَوْلِ وَالشَّهْرِ
وَما فِيهِ مِنْ قُوَّامِهِ وَكُفَاتِهِ ... وَرِفْقَهُمُ بِالمُعْتَفِينَ ذَوِي الفَقْرِ
فَلِلْمَيِّتِ المَقْبُورِ حُسْنُ جَهَازِهِ ... وَللْحَيِّ رِفْقٌ فِي عِلَاجٍ وَفِي جَبْرِ( الكندي ، كتاب الولاة وكتاب القضاة، ص186؛ المقريزي، الخطط ،ج2، ص137-138)
ومن خلال الشعر السابق يتضح أن البيمارستان كان متسعا وهي صفة ميزته كما يشير إلى حسن المعاملة داخل البيمارستان ورعايته للفقير وتجهيزه للميت .
خزانة الشراب بالجامع الطولوني:
وبالاضافة للبيمارستان السابق يرجع للعصر الطولوني خزانة الشراب كانت بمؤخرة جامع أحمد بن طولون فقال وكان فيها جميع الشرابات والأدوية،كما وجد بها خدم و طبيب يشترط وجوده يوم الجمعة لوجود ازدحام (المقريزي ، الخطط ، ج4، ص40 ).



#أحمد_محمد_الشافعي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد محمد الشافعي أحمد - النظام الصحي في الدولة الطولونية