مسؤلية اوربا الاخلاقية عن افريقيا

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 21:27
المحور: حقوق الانسان
    

تثير ازمات اللاجئين الافارقة واوضاعهم المأسوية فى ليبيا وتونس وغيرها من دول البحر المتوسط ، ومصرع الالاف منهم غرقا فى عرض البحر ، حزنا والما لدى كل نفس انسانية شريفة وحرة عبر العالم

بل ان ماتكشف من فضائح حول المتاجرة بهم وباجسادهم يعود بنا الى عصور الرقيق الاولى ويعود بالبشرية الى مدارجها الاولى، فى الوقت يحتفل فيه العالم باليوم العالمى لحقوق الانسان الذى يوافق العاشر من ديسمبر من كل عام

ترى من هو المسؤل عن هرب مئات الالاف من الافارقة من بلادهم التى تضمها القارة الافريقية عبر الفيافى والصحارى ومواجهة هذا المصير المحزن الذى تندى له جبين البشرية

ان اوربا والغرب تحديدا هو المسؤل الاول

لقد استعمرت اوربا بدولها، افريقيا بالكامل وتقاسمتها لعشرات العقود ونهبت ثرواتها الطبيعية واستنزفت ما كان يمكن ان تبنى به هذه البلدان نفسها

ومازالت اوربا تستنزف القارة حتى بعد استقلال دولها عبر استيراد المواد الخام عبر اتفاقيات التجارة الحرة العالمية ( الجات )

اوربا هى المسؤلة عن الوضع الماسوى لشعوب القارة حيث لم تكتفى بنهب ثرواتها دون مقابل عبر عقود الاستعمار المباشر ، بل وقبل مغادرة جيوشها صنعت باعينها نخبا حاكمة ليكونوا عونا لها فى استمرار وضع دول اافريقيا البأس واستمرار استنزافها

وعندما يتباكى الغرب ويقوم بالاحتفال باليوم العالمى لحقوق الانسان، نقول لهم نريد اقوالا لا افعالا

ان مساهمة اوربا الفعالة فى تنمية موارد افريقيا والاستثمار فى مشاريع واقعية وتنمية محلية مستدامة ، وكذا بناء تعليم فعال ، هذه الوسائل فقط هى الكفيلة بوقف هذه الهجرة المأسوية فضلا عن انها بالاساس مسؤلية اوربا اولا واخيرا

على اوربا ان تتحمل مسؤليتها الاخلاقية وتعيد بناء افريقيا كما هدمتها من قبل وعلى الاحرار والمثقفين والفلاسفة فى اوربا الضغط على حكوماتهم من اجل اصلاح اوضاع افريقيا ومكافحة الهجرة القاتلة من المنبع عبر توفير فرص للحياة الكريمة للافريقين فى دولهم

نحن فى القرن الواحد والعشرين والمفترض ان تتقدم البشرية وترتقى الحضارة و تسود قيم الحرية والعدالة والضمير واحترام حقوق الانسان ،لكل انسان على هذا الكوكب ايا كان دينه او لونه او جنسه او وطنه

-

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات